|
110524822 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> التوحد
<< |
التوحد وأسبابه |
الكاتب : التوحد وأسبابه |
القراء :
7146 |
تعد الإعاقة بوجه عام من القضايا الهامة التي تواجه المجتمعات باعتبارها قضية ذات أبعاد مختلفة قد تؤدي إلى عرقلة مسيرة التنمية والتطور في المجتمع ومن هذا المنطلق فإن رعاية الأفراد ذوو الاحتياجات الخاصة أصبح أمراً ملماً تفرضه الضرورة الاجتماعية والإنسانية حيث يتوجب إيلاء الفئات الخاصة القدر المناسب من الرعاية والاهتمام حتى يتسنى لهم الاندماج في المجتمع إلى أقصى حد تسمح به قدراتهم ويعتبر التوحد من الفئات الخاصة التي بدا الاهتمام والعناية بها بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة وذلك لما يعانيه الأطفال في هذه الفئة من إعاقة نمائية تؤثر على مظاهر النمو المتعددة للطفل وتؤدي إلى انسحابه وانغلاقه على نفسه كما أن التوحيد يعتبر من أكثر الإعاقات النمائية صعوبة بالنسبة للطفل.
ومع زيادة الاهتمام بالتوحد أصبح ينظر إليه كإعاقة منفصلة في التربية الخاصة ويظهر ذلك واضحا من خلال القانون الأمريكي لتربية وتعليم الأفراد المعاقين.
ويعتبر عجز التفاعل الاجتماعي إحدى المشكلات الرئيسية السلوكية التي يتميز بها الأطفال المصابون بالتوحد وذلك لوجود عجز واضح في تكوين العلاقات الاجتماعية لديهم بشكل فعال والحفاظ عليها كما أنهم يتصفون بالعزلة والانسحاب والعيش بطريقة خاصة ومختلفة ومثيرة للحيرة.
1- لمحة تاريخية:
تمتد الجذور التاريخية الأولى للاهتمام بالأطفال المتوحدين للطبيب الفرنسي Itard الذي وجد الطفل فيكتور في غابات الإفيرون الفرنسية وذلك عام 1807، حيث يقال أنه كان يعاني من التوحد إضافة إلى إعاقة عقلية شديدة، واستخدم الطبيب الفرنسي Bleuler في عام 1911 مصطلح التوحد وذلك في وصفه للأشخاص الفصاميين ومالديهم من نشاط اجتماعي منخفض وانسحاب من الواقع.
وفي عام 1943 لاحظ الطبيب النفسي الأمريكي الجنسية (ليوكانر Leokanner) مجموعة من الأطفال يتسمون بصفات معينة وأنماط سلوكية غريبة وخاصة بهم فقط لاحظ ميلهم الشديد إلى العزلة ورفضهم التغيير في الروتين اليومي ولهم حركات تكرارية مع فقدان القدرة على التواصل مع الآخرين، أطلق ليوكانر على هذه الحالة لفظ أوتيزم Autism اللاتينية التي تعني الذات أو زرع النفس لشعوره بتمركز هؤلاء الأطفال حول ذاتهم وميلهم إلى العزلة مع النفس.
وبالوقت نفسه قدم الطبيب الألماني Asperger عام 1944 بحثاً علمياً وصف من خلاله مجموعة من الأطفال يعانون من اضطراب سماه التوحد المرضي والذي يدعى اليوم بمتلازمة اسبرجر. وفي الستينات (1961-1969) قام فريق Creak البريطاني بوضع تسع نقاط كمحكات لتشخيص التوحد.
وفي عام 1969م قامت كل من Gould, Wing بدراسة فحصت من خلالها الباحثتان جميع الأطفال تحت سن (15) في منطقة كامبرويل جنوب لندن وتوصلت الدراسة إلى أن هناك ثلاث سمات أساسية للتوحد تظهر مجتمعة وتعرف بثالوث الأعراض وهي قصور في التفاعل الاجتماعي وقصور في اللغة والتوصل، وقصور في القدرة على التخيل.
وكان الاعتراف الرسمي بالتوحد كفئة تشخيصية لأول مرة عام 1977م من قبل منظمة الصحة العالمية.
Ads by OnlineBrowserAdvertisingAd Options
2- تعريف التوحد:
تتشابه تعريفات التوحد المشار إليها في الأدبيات حيث تشير جميعها إلى الصعوبات في مجال التفاعل الاجتماعي ومجال اللغة وإلى السلوكيات النمطية التي يظهرها الطفل ومن هذه التعريفات.
تعريف دورمان وليفير 1999م حيث يذهب إلى أن التوحدية تعد بمثابة اضطراب نمائي حاد يظهر على الطفل خلال السنوات الثلاث الأولى من عمره ويعتبر نتيجة اضطراب عصبي يؤثر على الأداء الوظيفي للمخ.
ويعرف بسام جبر التوحد بأنه: تدهور في النمو الارتقائي للطفل يتصف باختلال وتأخر في نمو الوظائف النفسية الأساسية المرتبطة بنمو المهارات الاجتماعية والتواصل وقد يشمل التدهور والاختلال الانتباه والنمو الحركي والإدراك الحسي.
وقد توصل الطب النفسي اليوم إلى تعريف التوحد بأنه: مجموعة عوارض تقع تحت مظلة الاضطرابات التطورية العامة ولهذه العوارض خصائص مشتركة مثل انعدام كلي في التواصل الاجتماعي، اضطراب بالغ في القدرات اللغوية، اجترار في الاهتمامات والتصرفات، بالإضافة إلى صفات مميزة خاصة بكل عارض يتم تفصيلها بدقة في أثناء عملية التشخيص الفردي.
3- تشخيص التوحد:
يقلق والدي الطفل غالباً عندما يبلغ الطفل السنتان من عمره دون أن يتكلم كأقرانه، وقد يلاحظ عليه عدم التركيز البصري أو عدم ربطه للأمور، وقد يظهر على البعض الآخر سلوكيات غريبة مثل الرغبة في إيذاء الذات إلا أن الزيارة لطبيب الأطفال قد لا تفيد فقد يخبرهم بأنه لا داعي للقلق وأن الطفل على ما يرام، والواقع أن على الوالدين عدم تكذيب حسهم الأبوي والأفضل استشارة طبيب آخر وعدم الاكتفاء برأي واحد فقط ويفضل الإطلاع على بعض المعلومات فيما يلي:
أ- خصائص تشخيص حالات التوحد.
ب- قائمة للتشخيص المبدئي لحالات التوحد.
و يعتبر تشخيص اضطراب التوحد من الأمور الصعبة التي يواجهها المختصون والأهل وذلك لأن تشخيص الطفل التوحدي يعتمد بشكل كبير على السلوكيات التي تظهر عليهم لأنه لا يوجد علامات جسدية أو دلالات بيولوجية تشير إلى إصابة الطفل بالتوحد لذلك من المهم أن يكون هناك دقة في تقييم وتشخيص الطفل على أنه مصاب باضطراب التوحد.
وإن موضوع قياس وتشخيص الأطفال غير العاديين يعتبر أمراً بالغ الأهمية في ميدان التربية الخاصة لأنه الخطوة الأولى والمهمة للمساعدة في تحويلهم للمكان المناسب ووضع البرنامج التربوي المناسب.
ويعتبر تشخيص التوحد أمراً في غاية الصعوبة وذلك لعدة أسباب أهمها:
1- الاعتماد في التشخيص على الخصائص السلوكية حيث أن خصائص هذا الاضطراب تتداخل مع خصائص بعض الإعاقات الأخرى المترافقة معه فمثلاً نجد أن (75- 80) من الأفراد التوحديين لديهم إعاقة عقلية.
2- صعوبة تطبيق المقاييس على الأطفال التوحديين بسبب صعوبة التواصل معهم.
3- الحاجة إلى أشخاص مؤهلين للتشخيص.
4- الاعتماد على ملاحظة الوالدين في الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل حيث يتطلب ذلك من الوالدين معلومات استرجاعية حول سلوكيات وتصرفات الطفل في المرحلة المبكرة من عمره.
نظرية تشخيص التوحيد الذاتوية:
للوهلة الأولى قد لا تلاحظ أمراً غريباً حين لقائك صبياً صغيراً مصاباً بالتوحد (الذاتوية) لكن إذا حاولت محادثته سرعان ما يتضح لك أن لديه مشكلة خطيرة حقاً, فقد لا يتواصل معك بالنظر بل يتحاشى نظرتك المحدقة مظهراً بعصبية تململه أو يهز جسمه إلى الخلف والأمام أو يضرب رأسه بالحائط، ومما يثير القلق والحيرة أنه لا يبدي أي قدرة على مواصلة ما يمكن أن يشبه المحادثة السوية وعلى الرغم من معاناته انفعالات الخوف والغضب والسرور وغيرها فقد يعوزه تفهم أحاسيس الآخرين.
ومنذ أن تم استعراف التوحد بدأ الباحثون بالعمل جاهدين لتحديد أسبابه وابتداء من أواخر تسعينات القرن العشرين شرع الباحثون في مختبر بجامعة كاليفورينا في العمل على استكشاف ما إذا كان ثمة ترابط بين التوحد وبين صنف من الخلايا العصبية في الدماغ تدعى العصبونات المرآتية فقد ظهرأن لهذه العصبونات علاقة بقدرات عدة منها: تفهم أحاسيس الآخرين وإدراك مقاصدهم ولذا بدا من المنطقي افتراض وجود خلل وظيفي في منظومة العصبونيات المرآتية ربما نجمت عنه بعض أعراض التوحد.
* تفسير الأعراض:
على الرغم من أن العلامات التشخيصية الأساسية للتوحد هي الانعزال الاجتماعي وانعدام التواصل بالنظر وضعف القدرة اللغوية وفقدان إدراك أحاسيس الآخرين هناك أعراض أخرى: فالعديد من التوحديين يعانون مشكلات في فهم التعابير المجازية كما يلاقون صعوبات في تقليد أفعال الآخرين وغالباً ما يظهرون استغراقاً شاذاً في أمور تافهة ويتجاهلون مظاهر مهمة في بيئتهم وخاصة محيطهم الاجتماعي، ومن الأمور المحيرة كذلك ما هو مألوف من إبدائهم كرهاً شديداً جداً لبعض الأصوات التي تقرع بسبب غير واضح - أجراس الخطر في عقولهم.
بين كورشيسن من جامعة كاليفورنيا في سان دييكو وغيره من المشرحين أن لدى الأطفال التوحديين شذوذات وصفية في المخيخ وهو البيان الدماغي المسؤول عن تنسيق الحركات المعقدة للعضلات الإرادية.
وأظهرت أبحاث لاحقة أن العصبونات المرآتية موجودة في أقسام أخرى من الدماغ البشري كالحزام والقشرات الجزيرية وأن بوسعها أداء دور في الاستجابات الانفعالية المتسمة بإدراك أحاسيس الآخرين. ووجد الباحثون أثناء دراستهم الباحة الخرافية الأمامية لدى المفحوصين اليقظين أن عصبونات معينة تتفعل نمطياً استجابة للألم وقد تفعلت أيضاً حينما رأى الشخص شخصاً آخر يتألم ويمكن أن تتدخل العصبونات المرآتية كذلك في عملية التقليد والآن السؤال هو ما علاقة كل هذا بالتوحد؟
لقد أشار فريق من جامعة كاليفورينا في سان ديكيو في أواخر تسعينات القرن العشرين إلى ما يظهر من أن العصبونات المرآتية تؤدي بدقة الوظائف ذاتها التي تبدو أنها تتعطل عند الطفل التوحدي، وانهيار هذه الدارة العصبية يمكنه أن يفسر أكثر مظاهر العجز عن التوحديين إثارة للانتباه ألا هو فقدانهم المهارات الاجتماعية كما أن العلامات الأساسية الأخرى للتوحد أي انعدام تفهم أحاسيس الآخرين والعجز اللغوي وضعف التقليد وما إلى ذلك وهذه أمور يمكن توقعها أو توقع حدوثها في حال إصابة العصبونات المرآتية بخلل وظيفي.
4-أسباب التوحد:
تعددت الفرضيات التي فسرت أسباب اضطراب التوحد حيث لم يستطع الباحثون إلى الآن تحديد سبب لهذا الاضطراب، ومن هذه الفرضيات ما هو قديم ومنها ما هو حديث.
تشير الفرضيات القديمة إلى أن التوحد هو رد فعل لشخصية الوالدين الرافضة ومعاملتهم غير الدافئة وبالأخص الأم، وكأن الأطفال يحاولون بالعزلة حماية أنفسهم من البرود العاطفي للوالدين، وبالرغم من عدم إثبات صحة هذه الفرضية مازالت رواسبها في مجتمعنا حتى الآن.
أما الفرضيات الحديثة فهي الفرضيات البيولوجية والوراثية والجينية والبيوكيميائية والبيئية وفرضيات التسمم والتطعيم وتناول الأم للأدوية.
1- الأسباب الفسيولوجية /العضوية/:
إن الأدلة في الوقت الحاضر ترجح الأسباب الفسيولوجية (العضوية) ومايتبعه من اضطرابات فأمراض المخ المحتملة قد تقود إلى السلوك التوحدي مثل الالتهاب الدماغي في السنوات الأولى من العمر، وإصابة الأم بالحصية الألمانية Rublla خلال فترة الحمل، وحالة التصلب الحدبي الأنسجة العضوية Tuberus sclerosis والتشنج الطفولي اللاإرادي، والصعوبات الشديدة خلال الولادة بما في ذلك نقص الأوكسجين واختناق الطفل واضطراب Retts. وأثبتت نتائج الأبحاث والدراسات الطبية في عدد من المعاهد الطبية في أمريكا وانكلترا وكندا إلى أن مضاعفات ما قبل الولادة هي أكثر لدى أطفال التوحد منها في غيرهم من الأسوياء أو حتى المصابين باضطرابات أخرى، كما أن ملاحظة شذوذات خلقية عضوية طفيفة لدى التوحديين أكثر منها لدى أشقائهم وأقرانهم الأسوياء.كما أن للوراثة دخل كبير في الإصابة بهذا الاضطراب وبنسبة 89% كما أن هشاشة البويضات ومتلازمة الكروموسوم الهش وفيروس CED كلها مسسؤولة عن الإصابة بهذا المرض.
وهناك دراسات على التوائم دلت على أن بعض حالات التوحد تعود إلى العامل الوراثي (الجيني) وتزداد نسبة الإصابة بين التوائم المتطابقة (من بيضة واحدة) أكثر من التوائم الأخرى. وقد وجد الباحثان 1978 Flostin&Rutter بعد دراستهما لـ(11) زوجاً من أطفال التوائم المتطابقة أن التوحد يزداد لدى التوائم من بيضة واحدة ووجدوا أن هناك تأخراً في الجانب اللغوي والمعرفي وبلغت نسبة التوحد في التوائم المتطابقة 82% و10% في التوائم غير المتطابقة.ومن المعروف أن التوائم المتطابقة تشترك في نفس التركيبة الجينية. وأكد هذه النتيجة Steffenburg 1989 عندما وجد أن 91% من التوائم المتطابقة كانوا من بيضة واحدة ولهم نفس الأعراض كما أظهرت بعض صور الأشعة الحديثة مثل تصوير التردد المغناطيسي PET,MRI وجود بعض العلامات غير الطبيعية في تركيبة المخ وفي عدد نوع معين من الخلايا المسمى خلايا Purkinje cells/ أما 1984 Rosenbloom فقد استخدم Cat scan ووجد أن 20-25% من أطفال التوحد يظهرون اتساع البطينات الدماغية، ووجد عام 1988 أن أجزاء من المخيخ في 82% من حالات التوحد غير كاملة. وأن هناك شذوذات متفاوتة لتخطيط الدماغ الكهربائي في نسبة 10-83 % من أطفال التوحد. وكشفت دراسة المخ بعد الوفاة بوجود شذوذات قشرية خاصة Polimicrogyria في بعض التوحديين ونظراً لأن العامل الجيني هو المرشح الرئيس لأن يكون السبب المباشر للتوحد, فإنه تجرى في الولايات المتحدة الأمريكية بحوثاً عدة للتوصل إلى الجين المسبب لهذا الاضطراب، ووجد الدكتور بول شاتوك من خلال فحصه لعينات من بول عدد من الأطفال المصابين بالتوحد والتي أجرى عليها العديد من التجارب إلى أن مادة البتبايدس Peptidies موجودة بنسبة أكبر عند الأطفال المصابين بالتوحد مقارنة مع الأطفال العاديين وهذه المادة تؤثر على عمل المخيخ فتزيد من حالة التوتر وفرط الحركة وهي موجودة في بروتين الحليب البقري.
كما وجد أن أطفال التوحد لا يهضمون بشكل تام الجيلاتين الموجودة في الحبوب وخاصة القمح مما يرفع من مستوى العصبية المركزية في الدماغ ويمنع الهضم التام ويقلل من استفادة الجسم من الطعام. ومن أجل منع الجيلاتين والكازين طبق الباحث نظام حمية على (28) طفلاً مصاباً بالتوحد الطفولي من خلال إعطائهم فيتامين B6 مع المغنسيوم وبعد ستة أسابيع كانت النتائج إيجابية ومشجعة.
2- العوامل البيوكيمياوية:
لوحظ في بعض الدراسات ارتفاع معدل السيروتونين في الدم لدى ثلث أطفال التوحد. إلا أن هذا المعدل المرتفع لوحظ أيضاً في ثلث الأطفال المتخلفين عقلياً إلى درجة شديدة. وأجريت دراسة معمقة لمجموعة صغيرة من أطفال التوحد وأكدت وجود علاقة ذات دلالة بين معدل السيروتونين المرتفع في الدم ونقص في السائل النخاعي الشوكي وجد أن هناك عدم توافق مناعي بين خلايا الأم والجنين مما يدمر بعض الخلايا العصبية.
3- أسباب اجتماعية:
ويرى فيها أصحاب وجهة النظر هذه أن إعاقة التوحد ناتجة عن إحساس الطفل بالرفض من والديه وعدم إحساسه بعاطفتهم فضلاً عن وجود بعض المشكلات الأسرية وهذا يؤدي إلى خوف الطفل وانسحابه من هذا الجو الأسري وانطوائه على نفسه وبالتالي تظهر عليه أعراض التوحد.
ومن الذين يتبنون هذه النظرة 1960Bootman & Zurek واعتقد كانربان العزلة الاجتماعية وعدم الاكتراث بالطفل التوحدي هما أساس المشكلة التي قادت إلى كل التصرفات الأخرى غير الطبيعية.
فقد كتب كانربان بأن جميع آباء الأطفال الذين تم تشخيصهم من قبله كانوا من ذوي التحصيل العلمي العالي لكنهم كانوا غريبي التصرف مفرطي الذكاء والإدراك الذهني، صارمين، منعزلين، جديين، يكرسون أوقاتهم لمهنهم ولأعمالهم أكثر منها لعائلاتهم وهو يرى بأن توحد الطفولة المبكر قد يكون عائداً إلى وراثة الطفل لعامل بعد أو انعزال الأب عن المجتمع بصورة ملحوظة أوكنتيجة للأساليب الغربية التي يعتمد عليها الأبوان الغريبان أثناء تربية طفلهما أو بسبب تداخل تلك المشكلة معاًَ. وفي السنوات الأخيرة وصفت العديد من الدراسات التي استخدمت أساليب أكثر موضوعية للمقارنة بين مجموعات من آباء لديهم أطفال توحديون وبين آباء أطفالهم معاقون أو متخلفون عقليا فقط أو طبيعيون.
واستخدام الفئة الثانية من الأسر للمقارنة هو بحد ذاته عامل مهم جداً إذ أن وجود طفل متخلف في الأسرة يرجح وجود الاضطرابات الانفعالية وردود الأفعال العاطفية لدى من يعنى بالطفل. ولم تثبت هذه الدراسات الموضوعية أي دليل على أن آباء الأطفال التوحديين ذوو شخصيات غريبة أو أنهم أثروا على شخصية طفلهم بصورة خاطئة أثناء تربيتهم له.
5- المشكلات السلوكية عند الأطفال التوحديين:
السلوك المشكل: هو السلوك الذي يعيق نمو الطفل التوحدي ويقلل من الفرص المتاحة له للتعلم، وهو سلوك مزعج يتحدى كل من يتعامل مع ذلك الطفل، ويجب أن يتصف السلوك لكي نعتبره مشكلاً بثلاث صفات وهي: الحدة (أي الشدة المتطرفة)، والتكرار الواضح، وإزعاج الآخرين.
ويعد الضعف في التفاعل الاجتماعي، وصعوبة التواصل مع الآخرين، والخصائص السلوكية التي يتصف بها الطفل التوحدي هي من أهم وأكثر التحديات التي تفرض نفسها على الأطفال التوحديين وعلى الوالدين والمعلمين وهذه المشكلات السلوكية يمكن تقسيمها كما يلي:
1)- ضعف التفاعل الاجتماعي:
أن القصور في السلوك الاجتماعي لأطفال التوحد يمكن تحديده بثلاثة مجالات هي:
أ- التجنب الاجتماعي Socially Avoidant .
ب- اللامبالاة الاجتماعية Socially indifferent .
ج- الإرباك الاجتماعي Socially awkward .
2)- البرود العاطفي الشديد.
3)- ضعف الاستجابة للمثيرات الخارجية.
4)- ضعف استخدام اللغة والتواصل مع الآخرين.
5)- إيذاء الذات.
6)- فقدان الإحساس بالهوية الشخصية.
7)- الانشغال المرضي بموضوعات معينة.
8)- الشعور بالقلق الحاد.
9)- القصور في أداء بعض المهارات الاستقلالية والحياتية.
10)- انخفاض في مستوى الوظائف العقلية.
11)- السلوك النمطي المتصف بالتكرار.
المراجع:
1- أبو السعود، فادية. (2004). فعالية استخدام برنامج علاجي معرفي سلوكي في تنمية الاتصالات والعواطف لدى الأطفال المصابين بالتوحدية وآبائهم. القاهرة: دار الأزهر.
2- الشامي، وفاء.( 2004). سمات التوحد. الرياض: مركز جدة للتوحد. ط1.
3- الشامي، وفاء.( 2004). خفايا التوحد أشكاله وأسبابه وتشخيصه. الرياض: مركز جدة للتوحد. ط2.
4- شاهين، باسمة سليمان، المشكلات السلوكية لدى الأطفال التوحديين وأساليب المعلمين في التعامل معها في الجمهورية العربية السورية، كلية التربية جامعة دمشق (2007).
المصدر : الباحثون
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|