|
110578081 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> مقالات عامة
<< |
الحاسوب، ثورة في حياة المعوقين |
الكاتب : .... |
القراء :
2433 |
الحاسوب، ثورة في حياة المعوقين أحدثت تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال ثورة جذرية في حياة المعوقين عموما ومعوقي البصر بالخصوص، بحيث حررتهم من العديد من العراقيل وسمحت لهم باندماج أحسن. لكن تحمل تكاليف اندماج هذه الفئة إذا كان ممكنا في بلد مثل سويسرا فإنه يكشف عن أن الهوة الرقمية قد تصبح أكثر عمقا بالنسبة لمعوقي العالم النامي. قد تبدو كتابة رسالة لمن يحسن القراءة والكتابة، ووضع الطابع البريدي عليها، وإيداعها في صندوق البريد القريب، أمرا غير مكلف بالنسبة لإنسان يتمتع بصحة جيدة. لكن نفس التمرين بالنسبة لمعوق عموما، ومعوق البصر بالخصوص يواجه تحديات شتى تتطلب في أغلب الأحيان الاستعانة بالغير.
هذه الوضعية أصبح بإمكان العديد من المكفوفين ومعوقي البصر تفاديها باللجوء إلى استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وفي مقدمتها الحاسوب المخصص للمكفوفين ومعوقي البصر. فقد سمح تنظيم أول دورة أوربية لتدريب معوقي البصر على استعمال الحاسوب في سويسرا، ما بين 12 و 19 يوليو 2003، بالوقوف على مزايا استعمال الحاسوب بالنسبة لحوالي 70 شاب وشابة من 14 بلدا أوربيا. الحاسوب ليس مجرد وسيلة بديلة للكتابة يرى أرونولد شنايدر مدير المؤسسة السويسرية لدعم التكنولوجيا المكيفة مع حاجيات المعوقين، والكفيف البصر أيضا، " أن استعمال الحاسوب إذا كان يمثل حلا بديلا بالنسبة للإنسان العادي، فإنه يعتبر أساسيا بالنسبة لمعوق النظر". فالحاسوب المكيف مع متطلبات معوقي البصر مثلا يسمح للمعوق بكتابة النص عبر لوح الأزرار العادي. كما يسمح له بمراجعة النص وتصليحه عبر لوح أزرار بكتابة " براي" يضاف تحت لوح الأزرار العادي ويمكن المكفوف من التعرف على محتوى السطر الذي يقف المؤشر أمامه على الشاشة. وقد سمح تطور الإنترنت والبريد الإلكتروني للمكفوفين بقراءة ملفات إلكترونية وإرسالها واستقبالها عبر الإنترنت.
ومن يملك جهازا به برامج الصوت الاصطناعي "Synthèse vocale" بإمكانه الاستماع إلى قراءة نص مكتوب بلغات مختلفة. كما تسمح برامج التعرف على الحروف، بقراءة نصوص مطبوعة، وهو ما لم يكن متاحا لمعوقي النظر من قبل. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن نسبة المطبوعات التي كانت متاحة أمام المكفوفين لحد الآن لا تتجاوز 2% من كل ما يتم نشره، فإننا ندرك الفائدة الكبرى التي ستفتحها التكنولوجيا الرقمية أمام المعوقين عموما ومعوقي البصر بالخصوص. ويتوقع الخبير النمساوي في قسم تطوير البرامج التكنولوجية بجامعة لينتس، كلاوس مايسنبيرغر، استفادة المكفوفين ومعوقي البصر من تطورات تكنولوجية جديدة مثل الهاتف النقال الخاص بالمكفوفين، والمفكرة الإلكترونية ، ووسائل التوجيه GPS التي سيستفيد المكفوف منها في توجيهه وتحديد مكان تواجده. لكن الثمن ليس في متناول الجميع من سلبيات هذا التطور التكنولوجي، أنه يتطور بسرعة كبيرة وهو ما يجعل فئة المعوقين مستثناة لوقت طويل من الاستفادة من آخر التطورات. إذ يرى أرنولد شنايدر مدير المؤسسة السويسرية لدعم التكنولوجيا المكيفة مع حاجيات المعوقين، " أن سرعة تطوير البرامج واعتمادها أكثر فأكثر على الفن الغرافي والصورة، قد تجعل فئة المعوقين تهمش من جديد في استعمال هذه التكنولوجيا". والعائق الثاني والأهم هو ارتفاع تكاليف تجهيز حاسوب مكيف مع متطلبات معوقي النظر. فقد تبلغ تكاليف تجهيز مكان عمل مكفوف او معوق نظر أكثر من 50 ألف فرنك بالنسبة للجهاز والبرامج الخاصة ونفقات التكوين. إذ يكلف برنامج قراءة ما يعرض على الشاشة حوالي 2000 فرنك سويسري، بينما يكلف اللوح الخاص بكتابة " براي" ما بين ستة آلاف إلى عشرة آلاف فرنك. وهذا ما لا تقوى بعض الفئات من المعوقين حتى داخل المجتمعات المتقدمة من تحمله. لكن من حسن حظ المعوقين السويسريين أن التأمين ضد الإعاقة "Invalidité" يتحمل تلك النفقات. وهو ما يسمح بإدماج الكثيرين منهم في أماكن العمل وفي فصول الدراسة العادية في الجامعات والمعاهد. مطالب المعوقين في قمة مجتمع المعلومات تبدي المؤسسات الساهرة على الدفاع عن مصالح المعوقين عموما ومعوقي البصر بالخصوص حرصا على المطالبة في قمة مجتمع المعلومات بمراعاة خصوصيات فئة المعوقين أثناء الحديث عن تكنولوجيا الاتصال والإعلام. وقد أشركت سويسرا في عملية التحضير لقمة مجتمع المعلومات، جمعيتين الأولى لمعوقي السمع والثانية لمعوقي البصر. ويعتبر أرنولد شنايدر " أن الأصعب في مثل هذه القمم التي تشارك فيها كل دول العالم، هو كيفية الاحتفاظ بمطالب خاصة بالمعوقين في نص غالبية محتواه عن تصريحات عامة". لكن جمعية المكفوفين في سويسرا ترغب في إظهار تجربة ناجحة قامت بها بعض البلديات السويسرية في مجال الحكومة الإلكترونية، ضمن ما يعرف بالنشاطات الجانبية التي ستقام على هامش مؤتمر قمة مجتمع المعلومات، . إذ يشيد السيد أرنولد شنايدر بما بذلته بلدية " BIBRIST" على موقعها على الإنترنت، الذي يسمح للزائر بالاختيار بين صيغة الصور وتلك التي تعتمد بالدرجة الأولى على النص والمخصصة للمكفوفين. وهذا المشروع تم تطويره بالتعاون مع جمعيات المكفوفين لتسهيل استفادة معوقي النظر من الخدمات البلدية. وهي التجربة التي تنوي بلديات عديدة في سويسرا اعتمادها لمراعاة متطلبات المكفوفين ومعوقي النظر. وبالنظر إلى صعوبة وارتفاع تكاليف تمكين بلدان الشمال معوقيها من الاستفادة من مزايا تكنولوجيا الاتصال والإعلام، يمكن التساؤل عن مدى عمق الهوة الرقمية التي يعاني منها المعوقون في البلدان النامية؟. سؤال على قمة مجتمع المعلومات الذي وضع أولى أهدافه الحد من الهوة الرقمية، محاولة الإجابة عليه. محمد شريف - سويس إنفو - جنيف |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|