|
110542491 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> مقالات عامة
<< |
الأسرة:أنواعها و وظائفها |
الكاتب : د.بوفولة بوخميس |
القراء :
55797 |
الأسرة:أنواعها و وظائفها د.بوفولة بوخميس تمهيــد: الأسرة هي أهم مؤسسة اجتماعية وعليها يقوم المجتمع المتماسك والأسرة، بأنواعها، متأثرة أشد التأثير بالتغيرات التي يعرفها المجتمع سواء على الصعد الثقافية أو الإجتماعية، أو الإقتصادية أو السياسية. وفي هذا الفصل سنحاول التطرق على أنواع الأسرة و وظائفها والأساليب التي تتبعها في التربية والتنشئة، وأثر التغير الإجتماعي على السرة بنيويا و وظيفيا، ومظاهر الأسرة المريضة.
1- أنواع الأسرة: توجد أنواع شتى من الأسر كأسرة التوجيه واسرة الإنجاب والأسرة النووية والأسرة الممتدة (العائلة) والأسرة الزوجية...وغيرها. 1-1 الأسرة النووية: تتكون من الأب والأم وأولادهما الذكور والإناث غير المتزوجين، ويمكن أن يقيم أحد القارب فيها كالأخت والأخ أو أحد الوالدين. 1-2 الأسرة الممتدة : تتكون من الأب والأم وأولادهما الذكور والإناث غير المتزوجين والأولاد وزوجاتهم وأبنائهم والأقارب الآخرون كالعم والعمة والإبنة الأرملة..وهؤلاء يقيمون في نفس المسكن تحت رئاسة الأب أو كبير العائلة (الجد) . وتسمى أيضا أسرة دموية " او " أسرة متصلة". 1-3 أسرة التوجيه: المرحلة الأولى من تكوين الأسرة النووية حيث تضم في الأول الأب والأم والأولاد (ذكور وإناث) غير المتزوجين. 1-4 أسرة الإنجاب: إذا تزوج الإبن وكون اسرة نووية جديدة تسمى عندئذ الأسرة الأولى أسرة الإنجاب. 1-5 أسرة زوجية : تتكون من الأب والأم وأولادهما الذكور والإناث غير المتزوجين و لا يقيم أي قريب فيها. 1-6 أسرة الوصاية: يكون أعضاء الأسرة أوصياء على إسم الأسرة وأملاكها ونسبها. 1-7 الأسرة المنزلية: هذا النوع مشتق من أسرة الوصاية وهنا تزداد سلطة الدولة وتقل سلطة الأسرة. 1-8 الأسرة الذرية : تتناقص سلطة الأسرة إلى حد التلاشي والزوال وتحل محلها سلطة الدولة، وهذه الأخيرة أي الدولة تصبح تلعب دور المنظم للأفراد. وهذه الأصناف الثلاثة الأخيرة ذكرها زيمرمان (Zimmerman) في كتابه (العائلة والحضارة).
2-وظائف الأسرة: لقد بينت الدراسات الإجتماعية أن وظائف الأسرة تتلخص في المهام الخمسة الآتية : -الإنجاب والتفاعل الوجداني بين أفراد الأسرة. -الحماية الجسدية لأفراد الأسرة. -إعطاء مكانة اجتماعية للكبار والصغار. -التنشئة الإجتماعية. -الضبط الإجتماعي. ويشير وليام أجبرون (William ogburn ) إلى 6 وظائف للأسرة هي: -الوظيفة اٌلإقتصادية تستهلك الأسرة ما كانت تنتجه. -الوظيفة الإجتماعية: يستمد أفراد الأسرة مكانتهم الإجتماعية تبعا لمكانة أسرهم في المجتمع. -الوظيفة التعليمية: كانت الأسرة تعلم أفرادها حرفة وصنعة أو أي مهنة أخرى. -الوظيفة الوقائية: تلعب الأسرة دور في الحماية الجسدية والإقتصادية والنفسية. -الوظيفة الدينية: كالصلاة وقراءة الكتب الدينية وممارسة العبادات. -وظيفة التسلية: تلعب الأسرة دور ترفيهي كبير ولقد أخطر وليام أجبرون أن فقدان الأسرة لهذه الوظائف هو الذي فككها وحللها، ولم تمر فكرة أجبرون هذه بسلام بل لاقت اعتراضا وانتقادا كبيرين خاصة من علماء الإتجاه البنيوي الوظيفي، فقد أكد بارسونز (Parsons) أن عملية " التمايز" تؤدي إلى تزايد المؤسسات التي تقوم بوظائف محددة، والأسرة التي تفقد بعض أو كل وظائفها، تملك حرية أكثر في تبني وظائف أخرى، أن تحرر السرة من ألعمال العديدة التي كانت تقوم بها جعلها قادرها على أداء الأعمال المتبقية لها بطريقة أكثر نجاحا، ويرى باسونر أن " الأسرة أـصبحت أكثر تخصصا ولكن هذا لا يعني أنها اصبحت أقل أهمية لأن المجتمع يعتمدها لأداء وظائف مختلفة " ويتحدث ويليام جود(W.goode) عن وظيفة أخرى للأسرة سماها الوظيفة " الوسيطة" أي أن تكون الأسرة وسيطا بين الفرد والمجتمع ومهما يكن تلعب الأسرة ثلاث وظائف هامة: -التنشئة الإجتماعية. -الضبط الإجتماعي. -اشباع الحاجات : الأمن، السعادة، الحب،...إلخ.
2-1 الأسرة والتنشئة الإجتماعية : إن أهم وظيفة تقوم بها الأسرة هي وظيفة تربية الأطفال وتهذيبهم. ولا تقوم التربية على عاتق الأم فقط بل تقوم على كاهل الأب أيضا والتربية سلوك معتدل لا افراط فيه ولا تفريط ، فلا تخنق إرادة الأطفال ولا تكبت رغباتهم وحاجاتهم، ولا يترك لهم الحبل فيختلط على الأولياء، فيما بعد الحابل والنابل. ولقد تحدث رسول الله -ص- عن الأهمية الكبرى لدور الأسرة في التربية فقال: " كل مولود يولد على الفطرة وإنما ابواه هما اللذان يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " . وتغرس السرة في أطفالها قيم الحب والتعاون والخير وتطلعهم على تاريخهم وثقافتهم ودينهم ولغتهم وعاداتهم وتقاليدهم. وفي الفصل الرابع سيتم التطرق إلى موضوع التنشئة الإجتماعية بالتفصيل. 2-2 الأسرة والضبط الإجتماعي: يرى حسن الساعاتي أن السرة هي الأولى في التعامل مع الفرد في المراحل الأولى من حياته، تجعلها الأكثر تأثيرا كبيرا في حياته، فالأسرة تقوم بتربية وإرشاد طفلها وضبط سلوكه في تفاعله مع الآخرين. إن الأب هو المسؤول الأول عن صبط سلوك أطفاله (خاصة الذكور) ومن جهتها تقوم الأم بإرشاد بناتها وتوجيههن وتربيتهن . ويستخدم الأولياء عدة وسائل لضبط سلوك ابنائهم وهي : 2-2-1 عاطفة الحب: التي يبديها الوالدان، خاصة الأم، للأطفال، فيتعلمون الطاعة ويتعودون على أخلاق أوليائهم، لأن الطاعة مكافأة والمعصية عقاب. 2-2-2 الحساسية الإجتماعية تجاه الآخرين : أن يعمل الطفل على احترام الآخرين وتقديره لهم حتى يجد منهم الإعتراف بحسن خلقه ونبل طبعه وطيب معشره. 2-2-3 القدوة والأسوة الحسنة: لا يستطيع الأولياء دعوة الأبناء إلى اتباع نمط معين من السلوك ينهونهم عنه إذا لم يرى الأبناء ذلك في سلوك أوليائهم، فهم قدوتهم ومثالهم ومحط تقمصهم. 2-2-4 التبكير في عملية الضبط الأسري: كلما ضبط سلوك الأبناء مبكرا كلما كان ذلك ناجعا لأن الأطفال في سن مبكر كالصفحة البيضاء يكتب عليها الأولياء كما يشاؤون. 2-2-5 محبة الله والخوف منه: يجتهد الأولياء في تثقيف أولادهم دينيا (فقهيا وشرعيا)، لأن العلاقة مع الله هي التي تجعل من الأطفال أسوياء نفسيا واجتماعيا، إن الإسلام دين التوازن والإتزان، وهو معيار للسواء، وهو دين اليقين. 2-2-6 القانون: تعريف الأولاد بوجود القانون في كل شيء وأن الفرد مطالب باحترام قواعد مقننة ومتفق عليها، وهي تهدف إلى تنظيم العلاقات والتفاعلات وحفظ الأفراد والممتلكات.
2-3 الأسرة وإشباع الحاجات النفسية والإجتماعية: الأسرة هي التي تشبع حاجات أطفالها البيولوجية والنفسية والإجتماعية. فالحاجات البيولوجية أو الفزيولوجية فهي الشرب والأكل والنوم وأما الحاجات النفسية فهي توفير الأمن للأطفال وذلك بسلوك الأولياء المعتدل والمتفهم فلا إهمال ولا تسلط ولا نبذ للأطفال، وعلى الأولياء أن يظهروا حبهم لأطفالهم واهتمامهم بسعادتهم واحترام انسانيتهم وأن لا يفرض الأب رأيه على طفله وعليه أن يوجهه بلطف، وتدريب الطفل على الإعتماد على نفسه وتنمية قدراته. أما الحاجات الإجتماعية فهي تنشئة الطفل على احترام قيم وقواعد وثقافة مجتمعه وتعليمه ابجديات التفاعل والإتصال الفعال مع الآخرين. وتعريفه دوره ومكانته داخل جماعته الصغرى (الأسرة والمدرسة،...إلخ) وجماعته الكبرى (المجتمع). |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|