|
110542919 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> مقالات عامة
<< |
تكوين المفاهيم عند الأطفال |
الكاتب : لبنى الجادري |
القراء :
10998 |
تكوين المفاهيم عند الأطفال لبنى الجادري تـُعدّ المفاهيم من المواضيع المهمة في علم النفس الأدراكي، لكونها تعمل على مساعدة العقل على تنظيم المعلومات وإدراجها تحت مسميات معينة يسهل على العقل البشري أن يصنفها ويستذكرها كلما دعت الحاجة . ويمكـننا أن ندرج ثلاث وجهات نظر في تعريف المفهوم : 1- التعريف اللغوي / ويعني العلم أو فهم الكلام ، وهو يتعلق بالمعاني ، فيقال ( فهمت الكلام ) أو ( عرفته ) 2- التعريف المنطقي / وهو مجموعة من الصفات التي تكفي لتعريف الأشياء أو الظواهر ، وهو لهذا ضروري لتحديد مسميات لأشياء وحقائق . 3- التعريف النفسي / وهو فئة من المثيرات فيها خصائص مشتركة ، وهذه المثيرات قد تكون أشياءً أو أحداثا ً أو أشخاصا ً
تبدأ المفاهيم بالتكوّن عند الطفل بعد الولادة مباشرة ، حيث تبدأ المفاهيم البسيطة المنفصلة بالتكوّن ، وهي عبارة عن احساسات وحركات أولية يقوم بها الطفل للتعرف على بيئته واكتشافها ، وتزداد قدرته على تمييز الأشياء وتصنيفها كلما زاد النمو والتطور لديه . وتعتبر طريقة تصنيف المدركات وإعطائها أسماؤها ، إحدى الطرق الهامة التي يلجأ إليها الطفل ، إذ أن هنالك الكثير من المنبهات المشابهة التي نصنفها و نعطيها نفس الأسماء وكثيرا ما نعجب لوضعنا لها تحت مسمى واحد . يعتمد الطفل في فهمه للمفهوم على الملاحظة التي تصل به الى إدراك المظاهر المختلفة لكل شيء يقع تحت حسه ، ثم يلجأ لمقارنة هذه الأشياء تبعا ً للتباين أو التشابه في مظهرها ، ثم تحليل تلك الصفات لمعرفة العوامل المشتركة فيها وغير المشتركة ، ثم أخيرا ً ربط النتائج التي توصل إليها برموز لغوية أصطلح عليها الناس ، وتصبح التسمية هذه بمثابة المرحلة الأخيرة في تكوين المفهوم . وبتكرار السلوك المتبع وربط الماضي بالمستقبل تنشأ معاني الأشياء .
وهنالك عوامل تسهم في تكوين المفاهيم منها : 1- تقديم الخبرات والمثيرات التي تساعد الطفل على اكتسابه للمعلومات الضرورية 2- اتصاله بالبيئة الطبيعية المباشرة 3- توفير البيئة التعليمية المناسبة لسنـّه ومستوى إدراكه 4- توفير البيئة الاجتماعية والاقتصادية الضرورية لنمو المفاهيم كما أن هناك خطوات خاصة في اكتساب المفاهيم منها : 1- الدافعية / وهي رغبة المتعلم في تعلم أشياء جديدة ، لذا يجب إثراء بيئة الطفل ومحاولة تشجيعه على التعلم ، فهو مكتشف صغير بطبعه 2- الخبرة التعليمية / وذلك بتوفير الوسائل المساعدة على الفهم والتصور ، كالصور والأشكال المختلفة 3- تحليل الأحداث وفق فرضيات منطقية / ويقصد بها ترتيب الحل بشكل مبسط وواضح 4- الاستجابة الإيجابية التي تتفق مع الفرضية تزداد في ضوئها توجد طريقتان تستخدمان في تكوّن ورسوخ المفهوم ، وهي : 1- طريقة الأستقبال Reception وفيها يكون للطفل الاستعداد الكافي لاستقبال كل المعلومات الخاصة عن الأشياء المراد التعرف عليها وتجميعها . 2- طريقة الانتقاء Selection وفيها تقدم المعلومات الى الطفل ويقوم هو بدوره في اختيار ما يتناسب والشيء المراد تعلمه .
وعليه ، وكما أسلفنا فأن عملية تكوين المفاهيم عند الأطفال ، هي مشروع إدراكي متكامل ، يحتاج الى فهم الأسرة له ، لكي تساهم في توفير ما يساعد على تكوين هذه المفاهيم عنده ، وأن نبتعد قدر المستطاع عن فرض آرائنا عليه ومحاولة تشكيل مفاهيمه وفق رؤيتنا نحن . الحوار المتمدن - العدد: 1851
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|