|
110542809 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> مقالات عامة
<< |
ما المقصود بعلم الجنس Sexology؟ |
الكاتب : د. محمد السعيد أبو حلاوة |
القراء :
5011 |
مداخل الإرشاد والعلاج الجنسي د. محمد السعيد أبو حلاوة
أولاً: ما المقصود بعلم الجنس Sexology؟ يدرس علم الجنس الوظيفة والأداء الجنسي البشري بمجالاته وأبعاده المتعددة. ويوجد في الوقت الحاضر ثلاث مجالات للممارسة المهنية في علم الجنس: البحوث، التربية الجنسية، والممارسة الإكلينيكية تشخيصًا وعلاجًا. ويدرس علم الجنس في مرحلة التعليم الجامعي، وتختلف الموضوعات التي يتم تناولها في هذا العلم في الدول المختلفة. ففي بعض الدول الأوربية، من الضروري أن يكون الشخص طبيبًا بدنيًا من أجل أن يدرس علم الجنس ويتخصص فيه. بينما في بعض ولايات الولايات المتحدة الأمريكية فإن المهني المتخصص في دراسة مجال الوظيفة الجنسية سواء أكان طبيبًا نفسيًا أو أخصائي نفسي يمكنه أن يدرس علم الجنس ويتخصص فيه. ويجدر التنويه إلى أن الجامعة الوحيدة التي تمنح شهادة البكالريوس والماجستير في علم الجنس توجد في مقاطعة كويبك وهي جامعة كويبك بمونتريال. ولكي يصبح الطالب متخصصًا في علم الجنس على مستوى البحث والممارسة من المحتم أن يحصل أولا على درجة البكالريوس في علم الجنس. وبحصول الطالب على هذه الدرجة يصبح مؤهلاً للعمل في مجال التربية الجنسية، إما في تصميم برامج تعليمية تلبي مطالب من يتلقون التربية الجنسية، أو التدخل الفردي للتعامل مع الناس الذين يتلقون خدمات في المنظمات العامة أو المحلية. وبالإضافة إلى ضرورة الحصول على الدرجة الجامعية الأولى في علم الجنس، ربما يحصل عدد معين من المعلمين المتخصصين في التربية الجنسية على درجة الماجستير في التربية الجنسية للتمكن من المجال وللوصول إلى مستويات فهم ومعلومات أعمق تثري ما تحصلوا عليه خلال سنوات الدراسة الجامعية الأولى. ومع ذلك، لكي يصبح المرء أخصائي إكلينيكي في مجال علم الجنس من حيث نظرياته وتطبيقاته وممارساته، لا بد من الحصول على درجة الماجستير في الإرشاد والعلاج للاضطرابات الجنسية سواء العضوية أو الوظيفية. ولكون مثل هذا الأخصائي متخصصًا في وصف وتشخيص وعلاج الصعوبات والمشكلات الجنسية فإنه يمارس الإرشاد والعلاج للمشكلات الجنسية سواء وفق صيغة التدخل الفردي أو الزوجي أو الجماعي. ثانيًا: مداخل الإرشاد والعلاج الجنسي: يوجد العديد من مداخل العلاج الجنسي sex therapy approaches ربما يتخصص ذلك الأخصائي في أحدها أو في مجموعة منها قليلة منها، ويوجد على الأقل خمسة مداخل علاجية تستخدم في مجال الإرشاد والعلاج الجنسي، تتمثل فيما يلي: (1) المدخل المعرفي السلوكي The cognitive-behavioral approach. (2) مدخل التحليل النفسي الجنسي Sexoanalysis. (3) المدخل الإنساني ـ الوجودي The humanistic-existentialist approach . (4) المدخل البدني ـ الجنسي The sexo-corporal approach . (5) المدخل النسقي ـ التفاعلي The systemic and interactional approach .
وفيما يلي وصف موجز لهذه المداخل: أولاً: المدخل المعرفي السلوكي: يهدف المدخل المعرفي السلوكي إلى تحديد ومواجهة الاعتقادات الخاطئة المرتبطة بالجنس والوظيفة الجنسية والسلوك الجنسي التي تعمل على تعزيز واستمرار الاضطرابات أو الصعوبات الجنسية، إضافة إلى تحديد وتصحيح السلوكيات الجنسية الخاطئة التي تسهم في تفاقم هذه الاضطرابات. وممن مميزات هذا المدخل عدم استغراقه لوقت طويل للوصول إلى نتائج إيجابية بسبب تجاهله للأسباب اللاشعورية للاضطراب أو المشكلة الجنسية. ومع ذلك فهو فعال فقط بالنسبة للصعوبات أو المشكلات الطارئة التي ليس لها جذور تاريخية في حياة العميل.
ثانيًا: مدخل التحليل النفسي الجنسي. يعمل على حل الصعوبة أو المشكلة الجنسية من خلال السعي إلى فهمها بالتنقيب في أعماق اللاشعور. ومن هنا تأخذ طابع التحليل النفسي وذلك لكونه يهدف إلى تشجيع العميل على الوعي بذاته والوعي العميق بالصراعات النفسية الداخلية ذات الأصل التاريخي ومحاولة الكشف عن علاقة هذه الصراعات النفسية بالمشكلة أو الاضطراب الجنسي الحالي.
ثالثًا: المدخل الإنساني ـ الوجودي. يهدف هذا المدخل إلى مساعدة الناس على فهم مشكلاتهم واضطرابات الجنسية من خلال تحليلهم للخبرة الذاتية لهويتهم كرجل أو امرأة. ويركز هذا المدخل على ما يعرف بقاعدة : هنا والآن، وعلى سلوكيات، مشاعر، انفعالات، وحاجات العميل. ويجدر الإشارة إلى أن هذا المدخل ذوي توجه طويل الأجل يدفع العميل باتجاه تحمل المسئولية عن خبراته الذاتية كرجل أو امرأة.
رابعًا: المدخل الجنسي ـ البدني (الجسمي). يهدف هذا المدخل إلى فهم والتعامل مع الاضطرابات الجنسية في علاقتها بكل من: الانفعالات اللاشعورية، وبمشاكل أو توترات معينة داخل الجسم. ويساعد هذا المدخل في تصحيح المشكلات الجنسية، وتنمية القدرة على الاستمتاع الجنسي من خلال التدريب على صيغ الممارسات الجنسية مما يدفع باتجاه تشجيع العميل على الوعي ببدنه وبانفعالات اللاشعورية إضافة إلى تفهم المعنى الرمزي للمشكلة أو الصعوبة الجنسية التي يعاني منها.
خامسًا: المدخل النسقي ـ التفاعلي. غالبًا ما يستخدم هذا المدخل في ظل وجود الزوجين (الرجل والمرأة). ويتعامل هذا المدخل مع المشكلات أو الاضطرابات الجنسية التي تعبر عن ذاتها خلال مسيرة الحياة الزوجية بين الزوجين، ويعتبرها دالة لطريقة تفاعل الزوجين مع بعض. وعليه، حتى لو كان أحد الشركاء (الزوج أو الزوجة) هو الذي لديه مشكلة أو اضطراب فإن عملية العلاج تعتمد في جزء منها على الشريك الآخر، وصولاً بالزوجين إلى حياة جنسية مشبعة ومرضية. وعلى الرغم من أن لكل مدخل من المداخل العلاجية المشار إليها إطاره النظري وطريقته الخاصة في التعامل مع الاضطرابات أو المشكلات الجنسية، إلا أن غالبية أخصائي علاج الاضطرابات الجنسية يدمجون بين أكثر من مدخل أثناء الممارسات المهنية من أجل مواجهة حاجات كل عميل.
مداخل الإرشاد والعلاج الجنسي د. محمد السعيد أبو حلاوة مدرس الصحة النفسية، وعلم نفس الأطفال غير العاديين جزء من الفصل الأول، لكتاب الاضطرابات الجنسية واضطرابات هوية النوع |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|