|
110530720 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> الأرشاد والدعم الأسري - الأجتماعي
<< |
تأثير الطفل المعاق في استقرار الأسرة |
الكاتب : . |
القراء :
12002 |
تأثير الطفل المعاق في استقرار الأسرة إن وجود طفل معاق لدى العائلة ينجم عنه مشكلات عديدة عاطفية وسلوكية واقتصادية واجتماعية تؤثر على مجرى حياتها. لذلك يسود الهّم والقلق والحزن الشديد إضافة إلى التوتر النفسي وعدم الاستقرار، والخوف من المستقبل وتصبح النظرة إلى الحياة سوداوية ممزوجة بالمرارة والغم والكآبة.
تظهر على العائلة تأثيرات مختلفة يمكن إيجازها فيما يلي: o علاقة أقوى بين الزوجين إذا كانت العلاقة بينهما قوية قبل ميلاد الطفل المعاق. o تفكك العلاقة الزوجية اذا كان الزواج تقليديا. ويقوم كل منهما باتهام الآخر بأنه السبب في تلك المشكلة. o تقبل الأمر من قبل الأمهات المتدينات اللاتي يسلّمن أمرهن للّه عزّ وجل. تميل بعض العائلات إلى جعل الأخت الكبرى تتحمل مسؤولية شقيقها المعاق خاصة الأصغر، هذا بالإضافة إلى كثير من ردود الفعل والتأثيرات الناشئة عن ذلك المشهد ضمن محيط العائلة، إن بعض الآباء والأمهات يرتبطون بشكل مبالغ فيه بأطفالهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، يحفزهم في ذلك العاطفة والحب دون أن يكون لديهم أدنى معرفة عن حقيقة ذي الحاجة الخاصة، أو حتى دون معرفة كيفية التعامل مع المشكلة. وفي معظم الحالات فهم لا يستجيبون لاحتياجات طفلهم الداخلية. وهذا يمثل استجابة عصبية للشعور بالفشل والإحباط تجاهه. ربما يكون الطفل سببا في التوتر الذي يسود الحياة الاجتماعية للعائلة فقد يشعر الوالدان بالارتباك الاجتماعي بسبب وجود مثل ذلك الطفل وقد يلجآن إلى إبقائه بعيدا عن أعين الضيوف والأصدقاء. ويلتزمان الصمت تجاه تلك الحالة، ولا يشيران البتة إلى هذا الطفل المسكين. قد يكون وجود مثل ذلك الطفل في العائلة سببا في استنزاف دخلهم وخاصة إذا كان لديهم شعور بالحرج الاجتماعي من إرسال الطفل إلى معهد حكومي واضطروا نظرا لذلك لإرساله الى معهد خاص مرتفع التكلفة. تعمد بعض العائلات الى إبقاء أطفالهم في منأى عن الأعين وترفض إرسالهم الى معاهد حكومية أو خاصة مدّعية أنها قد تستطيع تأمين حياة كريمة لهم. لكن تلك العائلات تخفق في الاستجابة لاحتياجاتهم عندما يكبرون وتزداد متطلباتهم،. وقد تصبح مشاكلهم أكثر تعقيدا ويفلت زمام الأمور، وعند هذه النقطة يتعيّن حلّ المشكلة بإرسالهم الى المعاهد، لكن بعد أن يكونوا قد اكتسبوا كثيرا من العادات غير الاجتماعية واعتادوا على السلوكيات الخاطئة، وهنا يكون علاجهم أكثر صعوبة ويحتاج الى قدر كبير من الوقت والجهد. إن طبيعة الإعاقة لها تأثير كبير على العائلة وعلى رد فعلها تجاه الطفل. ويصاب الوالدان بالإحباط إذا ولد لهم طفل ذو حاجة خاصة. وربما تشعر العائلة بخيبة الأمل حيث إن ذلك قد يلقي بأعباء ومسؤوليات إضافية عليها. ويشعر البعض باليأس بشأن ما يتعيّن القيام به تجاه طفلهم. وعلاوة على ذلك، اذا شارك الوالدان في تنمية طفلهما، فسوف يعود ذلك بالفائدة على الوالدين والأطفال معاً. لكن يبدو أن أحد العوامل المهمّة لمشكلة الطفل المصاب بإعاقة، والتي تؤثر على جهود التأهيل، هو رد فعل الوالدين تجاه العجز. وهذه مسألة هامة نظرا الى أنها لا تؤثر فقط على تفاعلهما، بل أيضا تحدد ما اذا كانا سيحاولان مساعدة الطفل أو القيام بعزله. فإن رد الفعل والموقف يؤثر على تلك الجهود بشأن تعاملهم مع المختصين. وكذلك مدى المساعدة والتفهم. إن ولادة طفل ذي حاجة خاصة يمثل تهديداً خطيراً لمفهوم الذات لدى الوالدين. إن الوالدين ربما يلجآن الى التقليل من درجة الإعاقة أو إنكار وجود أية إعاقة أو مشكلة. وعندما يرفض الأب الاعتراف بوجود حالة إعاقة، فربما يحرم الطفل من الحصول على خدمات تعليم خاصة ملائمة ويحرمه كذلك من تلقي الرعاية الطبيّة، وهذه الآلية الدفاعية تولد توتراً في العلاقة بين الاخصائيين وبين والدي الطفل. وهناك الكثير من الأشياء المجهولة التي يواجهها أهالي أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ويعتبر الخوف من المجهول رد فعل طبيعي وشائع. رغم أن هذا الخوف شعور طبيعي يجب التسليم به والتجاوب معه بشكل دائم. وإلى حين تزويد الوالدين بمعلومات كافية، فسيظّل الخوف مهيمناً. وحتى لو توفرت الإجابة عن كل الأسئلة التي يحتاجان إليها، سيبقى هناك شعور دائم بالقلق. ولأن الوالدين يفتقران إلى المعرفة والخبرة، فإن خلفية الإدراك لديهما محدودة لتبديد مخاوفهما، حيث يتوفر لدى الاختصاصي الاجتماعي العديد من الإجابات عن الأسئلة التي يطرحها الآباء ويتعيّن أن يكون لديه القدرة للإجابة عليها أو توفير المصادر التي بإمكانها القيام بذلك. ومن الخطورة بمكان تزويد الوالدين بمعلومات كثيرة عندما يكونان تحت تأثير الصدمة بشأن طفلهما. فقد لا يتمكنان من استيعاب أية معلومات إضافية في تلك الفترة. وكذلك هناك خطر مماثل في حالة عدم تزويد الوالدين بمعلومات كافية عندما يكونان بحاجة لها. إن عملية التخاطب الإيجابية يمكنها المساهمة في تطوير المساعدة التي يقدمها الاختصاصي وكذلك فإن المتابعة الواعية يمكنها أن توفر للوالدين المعلومات الإضافية. إن الطبيعة الإنسانية تملي إجراء تقييم للفعل الخطأ في أوقات معينة حيث إن الزواج وولادة طفل ذي احتياج خاص قد تمثل عملاً خاطئا لدى البعض، ويكون الطفل إنساناً غير سوي. وأولئك الأفراد الذين يشعرون بأن كل شيء يجب أن يكون منطقيا ويسير وفق نظام معيّن، يؤكدون أن الشيء غير السوي أمر خاطئ وأن شخصا ما أو شيئا ما مسؤول عن ذلك الخطأ فيلقون اللوم على آخرين، أو على أنفسهم، لذا فإنهم قد يشعرون بالذنب غير مدركين أن تأنيب النفس لا يزيل الإعاقة أو يحدّ منها وإن الشعور الشديد بالذنب يؤثر على مفهوم الذات الإيجابي لدى الوالدين. إن الحزن أو الأسى رد فعل طبيعي لأوضاع تسبب الألم الشديد والإحباط. لذا يعتقد الوالدان أن الطفل يبدو غريباً ويتصرف بشكل غريب. ويشعر الوالدان بالخوف والقلق وتستمر تساؤلاتهما بشأن وضعهما في المجتمع. من أين أتى؟ لماذا أتى؟ ما الذي سيفعله بنا وبعائلتنا؟ ماذا سيظن أصدقاؤنا؟ نحن فعلا لا نريده؟ نحن نتألم. هل يهتم أحد بما نعانيه؟ نبقى في الليل يقظين لأنه لا يمكننا النوم. وأخيرا يغالبنا النوم. أما الآباء الذين لا يعرفون حتى الآن بأن هذا الطفل هو طفل ذو احتياج خاص، ربما يشعرون برغبة في رؤية الجمال المختبئ والحيوية الكامنة تحت المظهر المرعب. وكذلك فإن الآباء الذين يجربون الحزن العميق ربما يواجهون الأماني المحطمة بشكل غير واع في الغالب الاّ أن هذه المشاعر ربما تكون وظيفية بين الأشقاء الطبيعيين. القبول هو أحد الاحتياجات الإنسانية الأساسية. إن الشكل النمطي للأب الجيد يتصف بالدفء والحب والقبول. وبالتالي، فإن الرفض يحمل المعاني السلبية بقوة. الأب الذي يرفض طفله قد يتمّ رفضه هو نفسه واعتباره شخصا يفتقر إلى القيم الإنسانية. ويتجلى بوضوح أنه من السهل التغاضي عن حقيقة أن كل الآباء الذين يرفضون أطفالهم لا يمكنهم الاعتراف للآخرين أو حتى لأنفسهم بذلك وقد يكون الرفض مهذبا رغم التظاهر بالقبول.
هناك أربع طرق للرفض يمكن للوالدين إبداؤها وهي: o التقليل من حجم الإنجازات بشكل كبير، وبهذه الطريقة يخفق الوالدان في الاعتراف بالصفات الإيجابية. o قد يقوم الوالدان بإظهار الرفض من خلال تحديد أهداف غير واقعية لهذا الطفل، وعندما يخفق الطفل في تحقيق هذه الأهداف التي يصعب تحقيقها بالفعل، يشعر الوالدان أن مواقفهما لها ما يبررها. o قد يرفض الوالدان طفلهما من خلال محاولة التهرب وقد يلجأ الوالدان الى التخلي عن الطفل من خلال عرضه للتبني أو في بعض الحالات التخلي عن بنية العائلة. o تشكيل رد فعل: قد يعبّر الوالدان عن الرفض من خلال رد فعل تلقائي يبدر عنهما، ونظراً لأن الوالدين لا يمكنهما الاعتراف بأنهما لا يحبان الطفل، فقد يحاولان تقديم صورة مختلفة عنهما أمام الآخرين. يعتبر تقبل الطفل خطوة هامة في عملية الشفاء والنمو. وهذه الخطوة تقتضي الإقرار بقيمة الطفل وكيانه وأن لديه مشاعر ورغبات واحتياجات كباقي الأطفال، ولديه كذلك إمكانيات. يعتبر الوصول الى القبول الذاتي عملية طويلة وصعبة بالنسبة للوالدين. حيث إنها مليئة بالألم والإحباط والشك بالذات والتشتت. فإنهما والدان لطفل مختلف جداً، وهم يستحقان الاحترام من الآخرين. ورغم أن طريق الوصول الى القبول طويل وشاق، إلا أن الطريق عام ومحوري بالنسبة للتكيف مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. حيث تبين التجارب أن القبول والإدراك والوعي من قبل الوالدين قد يساعد الطفل على التكيف والتغلّب على أية مشاكل. |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|