|
110541645 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> المواليد - الأطفال
<< |
التبول اللاإرادي ليس مرضاً |
الكاتب : الدكتور عبد الله السلوم |
القراء :
7863 |
التبول اللاإرادي ليس مرضاً التبول اللاإرادي واحدة من المشكلات الشائعة التي يعاني منها الأطفال، وتسبب الكثير من التعب والإحراج لعائلاتهم خصوصاً عند السفر أو النوم عند الأقارب، بل حتى في الأيام العادية، ويحار الوالدان في طريقة العلاج، هل يكون العلاج نفسياً أم عضوياً أم بكلا الطريقتين؟ ومتى ينقطع؟ وهل التبول اللاإرادي مرض دائم أم عرض طارئ؟ حول هذا الموضوع تحدثنا إلى الدكتور عبد الله بن عبد المحسن السلوم، رئيس قسم كلى الأطفال في مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض.
هل يكون التبول اللاإرادي في النوم فقط؟ التبول اللاإرادي أنواع، هناك التبول اللاإرادي الليلي، وهناك التبول اللاإرادي في الليل والنهار، كما أن التبول اللاإرادي الليلي ينقسم إلى قسمين: تبول ليلي ابتدائي، أي أن الطفل لم يتمكن من التحكم في البول في الليل منذ ولد وإلى الآن، أما القسم الثاني فهو التبول الليلي اللاإردي الثانوي، وهو عدم التحكم في التبول فجأة بعد أن كان الطفل قادراً على التحكم في البول لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر. إذًا هل يعتبر التبول اللاإرادي مرضاً؟ هذا سؤال هام جداً ويجب توضيحه لكل من له علاقة بمثل هذه الحالة. التبول اللاإرادي قد يكون مرضاً ويخفي حالة مرضية هامة يجب اكتشافها وعلاجها مبكراً مثل : - التبول اللاإرادي في الليل والنهار معاً، وينشأ عن حالات مثل أمراض عدم تركيز التبول في الكلى، وهي أمراض كثيرة ومتعددة وأمراض التشوهات الخلقية، كأن تكون نهاية الحالب في الأحليل في المثانة، أو حالات التخلف العقلي. - أما التبول اللاإرادي في الليل فقط فغالبه حميد وهو عبارة عن تأخر نضوج، وهذا في غالبه عائلي، وغالباً ما يكون أحد الأبوين قد عانى من هذه المشكلة، وهذا يسمّى بمرض. - والتبول اللاإرادي الليلي الثانوي الذي يحدث بعد فترة من القدرة على التحكم في البول فمنشؤه في الغالب توتر نفسي لدى الطفل لأسباب مثل: طلاق الوالدين أو وفاة عضو في الأسرة أو ولادة طفل حديث وغيره، وقد يكون أيضاً بسبب عضوي مثل الالتهابات البولية البكتيرية أو مرض السكر. ما العوامل التي تزيد في التبول اللاإرادي؟ هناك عوامل قد تزيد في حدة المشكلة الموجودة أو تؤدي إلى انتكاستها مثل: الإمساك، شرب السوائل بكثرة في الحفلات الأسرية المسائية، وكذلك فصل الشتاء تزيد فيه حالات عودة التبول اللاإرادي، وهناك بعض الأدوية التي تُعطى للأطفال قد تزيد من كمية البول، وبالتالي عدم التحكم فيه، ومثال ذلك علاج السلبيتمول الذي يستخدم لحالات الربو إلا أن تأثيره مؤقت. ما سن التبول اللاإرادي؟ يجب أن يكون الطفل قادراً على التحكم في التبول نهاراً في سن الرابعة من عمره، أما ليلاً فمعظم الأطفال يستطيعون التحكم في التبول في سن السادسة، ومن لا يستطيع التحكم في البول في هذه السن هم تقريباً 15% من الأطفال، وعادة لا يوصى بالعلاج إلا بعد هذه السن. وهذه الحالة تتحسن تلقائياً مع اكتمال النضوج، إلا أن هناك ظروفاً يُفضل معها العلاج المبكر مثل: وجود التوتر الأسري وعصبية أحد الوالدين إذا كان هناك تبول في الفراش؛ مما يفاقم المشكلة لدى الطفل، وقد يصبح معها العلاج -مستقبلاً- صعباً، وهناك ظروف السفر والتخييم مثلاً كأن يحب الطفل زيارة أقربائه والمبيت عندهم إلا أن هذه المشكلة تمنعه من القيام بهذه الزيارة؛ فيفضل الانزواء والانطواء مما يتسبب في مشاكل نفسية أخرى. ما حالات التبول اللاإرادي التي يصعب علاجها؟ لا يوجد حالة يصعب علاجها بعون الله، إلا أن هناك حالات تتطلب تدخلَ أكثر من تخصّص طبيّ واحد مثل: حالات التبول والتبرز اللاإرادي معاً، وهذه المشكلة تنطوي على حالة نفسية معقدة تتطلب تدخل طبيب الأمراض النفسية إلى جانب طبيب الأطفال. وأهم الفحوصات في هذه الحالة هو التاريخ المرضي المفصل للحالة والفحص الكامل للطفل والمتضمن الأعضاء التناسلية والعمود الفقري وحجم المثانة. أما الفحوصات الأخرى فتعتمد على نوع التبول اللاإرادي، وفي الغالب فإن الطبيب لا يحتاج إلى عمل فحص مبكّر سوى للبول، ومزرعة للبول وفي حالات معينة يمكن عمل أشعة صوتية للجهاز البولي. إذاً ما العلاج؟ العلاج يبدأ بعد التأكد أن لا أسباب عضوية موجودة، والعلاج يتضمن شرحاً للطفل وللوالدين بأن هذه حالة ليست مرضية، وأن هناك عدداً لا بأس به من الأطفال الطبيعيين لديهم أيضاً هذه الحالة، ثم بعد ذلك يمكن إعطاء خيارات العلاج حسب الظروف ومن هذه العلاجات علاج بهرمون الدسمو برسين، وهذا الهرمون يزداد تركيزه في الليل وعمل إعادة امتصاص الماء من خلال أنابيب للترشيح في الكلية فيقل التبوّل في الليل وهذه من الإعجاز الإلهي في خلق الإنسان، وهذا الهرمون يفرزه المخ، وهناك بعض الأفراد لا يزداد عندهم إفراز هذا الهرمون ليلاً إلا بعد سن العاشرة، ويتم علاجهم بسهولة بهذا الهرمون عن طريق الفم أو الأنف. كما أن هناك العلاج عن طريق الجرس الكهربائي المنبّه، وقد تأتي بنتائج أفضل من العلاج الهرموني. ما دور الوالدين والعائلة في مساعدة الطفل؟ لهم دور مهم في نجاح علاج الحالة وذلك بتطمين الطفل وعدم تضخيم المشكلة أمامه، وعدم إبداء أي عصبية إذا ما بلّل الطفل سريره، والتأكد من أن الطفل أخذ علاجه بالفعل إذا ما تم صرف العلاج له؛ لأن العلاج قد يمتد إلى ستة أشهر مما يؤدي إلى ملل الطفل، وعدم أخذه للدواء وبالتالي فشل العلاج.
موقع الإسلام اليوم حوار: عبد الله أبا الخيل
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|