|
110527014 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> مقالات تربوية
<< |
لماذا نفشل في الحوار مع أبنائنا؟! |
الكاتب : عبد العزيز الخضراء |
القراء :
3764 |
من علامات نجاحنا في التربية نجاحنا في الحوار مع أبنائنا بطريقة تُرضي الأب والابن، ولكننا، للأسف، نرتكب أخطاءً تجعلنا نفشل في الحوار مع الأبناء، وهذا ما ستوضحه المقالة التالية:
من أهمّ أسباب فشل الآباء في الحوار مع الأبناء استخدامهم أسلوبين خاطئين:
الأول: أسلوب (لا أريد أن أسمع شيئاً). الثاني: أسلوب (المحقق) أو (ضابط الشرطة).
الخطأ الأول:
هو أننا نرسل عبارات (تسكيت) وكذلك إشارات (تسكيت) معناها في النهاية (أنا لا أريد أن أسمع شيئاً منك يا ولدي)، بالإضافة إلى الحركات التي تحمل نفس المضمون، مثل: التشاغل بأي شيء آخر عن الابن، أو عدم النظر إليه... ويجيء الابن قبالة وجه أمه حتى تسـمع إليه لكن دون جدوى.. هو الآن يُذكرنا بحقه علينا، لكنه مستقبلاً لن يفعل، وسيفهم أن أمه ستستمع بكل اهتمام لأية صديقة في الهاتف أو لأية زائرة مهما كانت غريبة، حتى أنها تستمع إلى التلفاز ولا تستمع إليه وكأنّ كلّ شيء مهم إلا هو!!
لذلك عندما تنتهي من قراءة المقال، ويأتيك ولدك يعبر عن نفسه ومشاعره وأفكاره، اهتمّ كل الاهتمام بالذي يقوله ففي الاستماع إليه والاهتمام به فيه إشعار منك له بتفهمه، واحترامه، وقبوله، وهي من احتياجاته الأساسية: التفهُم، والاحترام، والقبول، فحديثه في تلك اللحظة أهم من كل ما يشغل بالك أياً كان، وإذا كنت مشغولاً أعطِ ابنك أو ابنتك موعداً صادقاً ومحدداً..
ً تقول: أنا الآن مشغول، بعد ربع ساعة أستطيع أن أستمع إليك جيداً.. واهتم فعلاً بموعدك معه.. نريد أن نستبدل كلماتنا وإشاراتنا التي معناها (أنا لا أريد أن أسمع منك شيئاً) إلى كلمات وإشارات معناها (أنا أحبك وأحب أن أسمع منك وأحس بمشاعرك)، وبالأخص إذا كان منزعجاً أو محبطاً.. وذلك بأن نقوم بمجموعة من الحركات مثل: الاحتضان الجانبي، وأعني به أن يقف أحد الوالدين مع أحد الأبناء بجانب بعضهما وقوفاً ويحيطه بذراعيه أو جلوساً يمد الأب أو الأم الذراع خلف ظهر الابن أو فوق أكتافه ويضع يده على الذراع أو الكتف الأخرى للابن ويلمُّه ويُقربه إليه، بالإضافة إلى الاحتضان الجانبي التقبيل بكل أشكاله، والتربيت على الكتف، ومداعبة الرأس، ولمس الوجه، ومسك اليد ووضعها بين يدي الأم أو الأب.. وهكذا علينا أن نعرف أهمية هذه المشاعر من حاجتنا إليها نحن الكبار فكيف بالأطفال الصغار..
أما الخطأ الثاني من أخطاء الحوار، وهو أسلوب (المحقق) أو (ضابط الشرطة):
فأسلوب المحقق يكاد يكون أسلوب الحوار الأكثر اتباعاً في التعامل مع الأبناء ولو دون قصد.(1)
جاء خالد يشكو لأبيه وأمه من طفل آذاه، وقال:(أبي! ضربني أحد الأولاد اليوم في المدرسة) ركّز أبو خالد النظر في ولده، وقال: (أنت متأكد أنك لم تبدأ بأذيته أولاً)؟! قال خالد: (لا والله.. أنا لم أفعل له شيئاً).. قال أبو خالد: (أيعقل أن يضربك هكذا من دون سبب؟!).. قال: (والله العظيم لم أفعل له شيئاً).. بدأ خالد يدافع عن نفسه، وندم لأنه تكلم مع أبيه..
لاحظوا كيف أغلق أبو خالد باب الحوار عندما تحول في نظر ابنه من صديق يلجأ إليه ويشكو له همه إلى محقق أو قاضٍ يملك الثواب والعقاب، بل قد يعدُ أباه محققاً ظالماً؛ لأنه يبحث عن اتهام للضحية، ويصر على اكتشاف البراءة للمعتدي..
الأب في مثل قصة أبي خالد ينظر للموضوع على أن ابنه يطلب منه شيئاً.. كأن يذهب إلى المدرسة ويشتكي مثلاً، ثم يستدرك الأب في نفسه، ويقول: قد يكون ابني هو المخطئ، وحتى يتأكد يستخدم هذا الأسلوب.. في الحقيقة الابن لا يريد شيئاً من هذا أبداً، إنه لا يريد أكثر من أن تستمع إليه باهتمام وتتفهم مشاعره فقط لا غير.. وأنت بذلك تدفع بابنك إلى عدم اللجوء إليكما مستقبلاً، وربما اتسعت المسافات بين خالد ووالديه، وذلك يرجع لسوء الأسلوب الذي اتُّبع مع هذا الابن الصغير.
الولد يريد صديقاً يفهمه لا شرطياً يحميه، ولذلك يبحث الأبناء في سن المراهقة عن الصداقات خارج البيت، ويصبح الأب معزولاً عن ابنه في أخطر مراحل حياته، وفي تلك الساعة لن يعوض الأب فرصة الصداقة التي أضاعها في أيام طفولة ابنه، فلا تُضيّعوها أنتم.
إن أسلوب المحقق يجبر الطفل على أن يكون متهماً يأخذ موقف الدفاع عن النفس، وهذه الطريقة ربما تؤدي إلى أضرار قد لا تتوقعونها.. فأسلوب المحقق قد يؤدّى إلى الكذب الذي يمكن أن يصبح صفة من صفات الأبناء بسبب مواقف الآباء.
أضف إلى كل ما ذكرناه، فقد أجمع الباحثون على أساليب عدة يتبعها الآباء تساهم في فشل الحوار مع الأبناء ارتأينا أن نضعها بين أيديكم للاستفادة منها في حوار الأبناء:
- أسلوب اللوم: وهو ما يجب الابتعاد عنه قدر الإمكان، فالمعاتبة والتجريح تدفع بالأبناء إلى مقاطعة الآباء وعدم الرغبة في الحوار معهم في أي موضوع كان.
- بعض الآباء والأمهات لا يركّزون في حوارهم مع أبنائهم، وينشغلون بأمور ثانوية حتى بتنا نجد البعض يجذب انتباه أمه وأبيه بسحب وجههم بيده نحوه، وما يزيد الطين بلة أن يجاب الابن أو البنت بكلام جارح كأن يرد عليه (دعني وشأني.. فانا لا أريد أن اسمع شيئاً)، أو (أنا لست متفرغاً لك) وكلام من هذا القبيل من شأنه أن يؤثر في التقارب والتفاهم فيما بين الآباء والأبناء، ومما يؤلم حقاً أن نسمع بعض الأبناء ينادي (إننا بحاجة للحوار معكم فاسمعوني)؟ فإذا كان الآباء ينهجون أساليب مثل هذه، ولا يحسنون خلق حوار فعّال مع الأبناء فإنهم يفقدون علاقتهم بأبنائهم، ويدفعون بهم إلى الحديث مع غيرهم ؛ وهنا لا يخلو الأمر من المخاطر لأنهم سيجهلون مع من يتحاور أبناؤهم؟ وما نوع الحوار الذي يدور بعيداً عن أعينهم وآذانهم؟!
عبارات تنعش الحوار:
وبينما أشار الباحثون إلى فشل الحوار، فإنهم لم ينسوا أن يشيروا إلى ما ينعش الحوار ويفيده أن الأسلوب الأمثل للحوار بحاجة إلى بعض العبارات التي أثبتت فاعليتها في الحديث مع الأبناء فكلمات مثل (أحسنت- ممتاز- رائع- جميل) عبارات بسيطة لكن تأثيرها كبير، وأثرها أكبر في نفوس الأبناء كوسيلة تشجيعية على استمرارية الحوار وتكراره لمد جسور التفاهم بينهم. كما جرى التأكيد المستمر على أن ينوع الآباء والأمهات في طريقة طرحهم لأفكارهم واستهلالهم لحوارهم مع الأبناء - حسب طاقة تقبل الأبناء طبعاً- فالتجديد والتنوّع يشدان الأبناء إلى حديث الآباء، ويخلفان الرغبة القوية في تعزيز العلاقة بالآباء والأمهات.
نريد أن نخلق جواً من الحوار يُحوّل حالة السكون التي تحكم علاقة الآباء بالأبناء إلى حوار بالدفء المشوق حين الاستماع، وإذا ما أدركنا ذلك عندها لابد من أن نعلن كسر حاجز الصمت الذي ربما يكون قد طغى على علاقة الآباء بالأبناء واستبدال كلماتنا وعباراتنا القديمة بعبارات تُشعر الأبناء بمدى حبنا لهم، فلابد أن نترجم حبنا لأبنائنا لا أن نعلنه أمام الملأ دون أن نمارسه عملياً من خلال الحوار الفعال، فيستمتعوا بسنوات عمرهم كباراً كانوا أم صغار،ً ولنردد على مسامعهم عبارات من قبيل (أنا أحب أن استمع إليك) وليكن هذا شعار الآباء والأمهات رغم مشاغل الحياة، فالآم المخاض والولادة التي أثمرت الأبناء يجب ألا تذهب سدى بل تُكرّس لأجلهم، وعلينا ألا ننسى أن ما يُجمّل الحوار ويجعله أكثر متعة بعض لمسات حب تغدقونها على أبنائكم كأن تأخذونهم بالأحضان أو تُربّتون على أكتافهم.. عندها سيكون تأثير الحوار أعمق، وسيكون الأبناء أكثر استجابة لكم وسيكبرون في أعينكم وأعين الآخرين.
أهمية الحوار في تربية الطفل:
يجب على الأب والأم فتح أبواب الحديث أمام أولادهما، وتنويع المواضيع التي يخوضونها في الحوار معهم مهما كانت محرجة، حتى يجد المراهق الأجوبة الصحيحة لتساؤلاته عند والديه بدلاً من البحث عنها بطرق ملتوية وغير صحية، والمهمة هنا تقع على عاتق الأبوين اللذين يبعثان الثقة في نفوس أولادهما فيخلقان لديهم إحساساً بالمسؤولية، وهذا لا يحدث إلا عن طريق مجالستهم وفتح حوارات معهم.
وهكذا نرى أن الحوار يؤدي مع الأطفال دوراً أساسياً في تربية الطفل تربية سليمة، فالحوار مع الطفل له فوائد كثيرة في تربيته وإقناعه خلال مراحل نموه المختلفة، لاسيما أن توجيه الأوامر يتسبب في زيادة عناد وغضب الأطفال.
وهذه أهم فوائد الحوار مع الأطفال:
- حدوث ألفة بين الطفل والمربين سواء كانوا الأهل أو الأقارب أو المعلمين.
- اكتشاف المشكلات التي يعاني منها الطفل، حيث تظهر من خلال الحوار القائم معه.
- تقوية أواصر علاقة الصداقة بين الوالدين والطفل.
- تنامي الحصيلة اللغوية والإدراكية لدى الطفل.
- نشر جو من المتعة أثناء الحوار.
- تنمية حسن الاستماع والإنصات، والانطلاق والجرأة الأدبية.
والحوار يساعد على تنمية الثقة بالنفس ويحقق للطفل الميزات التالية:
- الشعور بالأهمية والتقدير الذاتي والثقة بالنفس.
- القدرة على اكتشاف المواهب والقدرات الكامنة لدى الأبناء.
- اكتشاف ما إذا كان الطفل يعاني من خلل في اللغة بغية التشخيص والعلاج المبكر.
- اكتساب القدرة على التحدث وإفهام الكلام إذا تعرض لمشكلة ما (مرض...أو غيره).
- تنمية وتقوية المهارة اللغوية لدى الأبناء.
- التدرب على التواصل مع الناس.
- التدرب على التعامل مع المشكلات بالحوار.
- القدرة على التفاهم والفوز أثناء المفاوضات.
- كسب محبة وثقة الناس وتقديرهم وإعجابهم.
- كسب معلومات وخبرات جديدة من الناس.
- القدرة على فهم كيف يفكر الناس.
- تنمية القدرات المعرفية والسلوكية.
- القدرة على تحمّل المسؤولية والتأثير في الناس.
كيف ندرب الطفل على الحوار؟
- تحفيظه الطفل أناشيد وطنية وأغاني هادفة.. ويطلب منه ترديدها.
- التحاور مع الطفل في الأمور التي يحبها: الألعاب، الرسوم، الأصدقاء...الخ.
- يطلب من الطفل التحدث عما فعله من الصباح حتى المساء.
- التحاور مع الطفل في الأمور التي يحبها، والتي يكرهها وتعليل السبب.
- طلب وجهة نظر الطفل في وجبة الطعام، أو ديكور البيت، أو صورة ما...الخ.
- سرد قصة على الطفل ثم يُطلب منه إعادة ما فهمه أو حفظه من القصة.
- طلب من الطفل سرد قصة من خياله.
- توجيه أسئلة مفتوحة تتناسب مع قدرات الطفل العقلية والعمرية.
مما تقدم نرى أن الحوار هو تلك العلاقة السلوكية واللفظية مع الأبناء المبنية على التقدير والمحبة والعطف والاحترام.
نتائج غياب الحوار مع الأبناء:
- قلة الثقة في أفكار الأبناء ومعلوماتهم.
- عدم الثقة في الآباء والمربين.
- عدم تنمية مهارات التواصل مع الناس.
- الكبت الشديد (المرضي) للصراعات والمشاكل التي يتعرضون لها مع أقرانهم أو البالغين.
- الشعور بالنقص وقلة الخبرات مقارنة بالأصدقاء والظهور بمظهر المتخلف.
- عدم القدرة على مواجهة المشكلات.
- عدم قدرة الأهل على اكتشاف المواهب والقدرات المخزنة لديهم بهدف استثمارها.
- الفشل في تحمّل المسؤولية عند الكبر بسبب غياب ثقافة الحوار.
- الخوف من التحاور مع المديرين والمعلمين والأساتذة والمربين.(2)
ما وسائل الحوار الناجح مع الطفل؟
لكي ينجح الحوار مع الطفل ينبغي مراعاة ما يلي أثناء الحوار:
- تدريب الطفل على التحدث مع الآخرين من خلال طرح موضوع للمناقشة يكون ضمن مسار اهتمام الطفل.
- البحث عن نقاط مشتركة للتحاور مع الطفل لتعُمّ الفائدة من الحوار.
- تجنُب الانشغال أو عدم الإصغاء أثناء الحوار مع الطفل.
- النظر في وجه الطفل أثناء التحاور معه.
الجنس خط أحمر:
يعتبر الجنس في مجتمعاتنا خطاً أحمر، الاقتراب منه ممنوع مهما حصل، والأهل دائماً يتهربون من أسئلة أولادهم المتعلقة بهذا الموضوع، ولذلك نجد الطفل والمراهق والشاب يتحدثون فيه مع أصدقائهم، أو يحصلون على المعلومات من صفحات الإنترنت والتي كثيراً ما تنشر معلومات خاطئة وغير مراقبة. فعلى الأب التقرُب من ابنه، والأم من ابنتها، وخاصة في مرحلة حساسة كمرحلة المراهقة لأن الشاب مهما بحث فلن يجد صديقاً صدوقاً كوالديه اللذين يحبانه ويخافان عليه وعلى مصلحته ويقدمان له النصح بدافع الحب والاهتمام..
وفي موضوع "الجنس"- وهنا أردت أن أطرح هذه المسألة لحساسيتها في مجتمعنا العربي والإسلامي- نرى أن ثقافة الحوار من أنجع الوسائل الحضارية والفكرية التي تخدم هذا الموضوع، فإذا تمت تربية الطفل منذ صغره على ثقافة الحوار بحيث يناقش ما يدور في رأسه مع أهله، فسينمو داخله دافع السؤال والحوار مع الآخرين حول أي موضوع آخر، وسينفعه ذلك في مراهقته وهي مرحلة حساسة جداً تتبلور فيها شخصية الإنسان، كما سيجني ثمار تلك الثقافة في عمله ومراحله العمرية بحيث سيغدو مبدعاً في الحوار البناء الذي تتطلبه الحياة المعرفية.
انعدام لغة الحوار وتبعاته:
في تغيّب ثقافة الحوار يسود التسلُط والعنف وربما القمع، وهذا من شأنه أن يولِّد عند المراهق إحساساً بانعدام الثقة، وعدم التوازن، والشلل الذهني، ويفقد القدرة على التفكير والتحليل والتحاور، وسيتبنى هذا الأسلوب بقية حياته.
وإذا ما تسربت ثقافة القمع والتسلُط إلى أسلوب تعامل الشباب مع بعضهم بعضاً فستنتقل بدورها إلى طريقة تفكيرهم وحديثهم ومفرداتهم، وسيؤثر ذلك على علاقاتهم ببعضهم، ومن ثمَّ سيؤدي إلى خلق العنف الاجتماعي.
وتغييب ثقافة الحوار يبدأ من خلال علاقة الأب مع أبنائه والقائمة على قانون التسلط والإذعان الذي يحكم تلك العلاقة.
فيغرس الأب الخوف والطاعة في نفوس أبنائه، ويحرّم عليهم الموقف النقدي الحواري فيما يتعلق بشؤون الأسرة، ويتعرضون إلى قائمة لا تنتهي من الأوامر والنواهي باسم التربية الخلقية، وباسم (معرفة الأهل مصلحتهم) دون أي مناقشة، وتتمدد ثقافة التسلط إلى المدرسة والعلاقة بين الهيئة التدريسية والطالب الذي اعتاد التلقين وحُرم الحوار والتفكير، فيغدو في المُستقبل سلبياً يعيد ما يسمع كالببغاء.
ومن أسباب انعدام لغة الحوار:
1- الانفصال غير المقصود بين الأب والابن (نتيجة الاستهتار) فلا نجد الأب يتكلم مع ابنه باهتمام في مستجدات الحياة أو في الأمور العائلية أو حتى في اهتمامات الطفل نفسه.
2- عدم اصطحاب الابن في المناسبات والندوات والمنتديات، أو حتى في الاجتماعات الدورية للأب وأصحابه.
3- عدم السماح للابن بالتكلُم بحضور الرجال كبار السن حتى لا يسبب الحرج للأب فنجده ينهره ويزجره تحت مسمع ومرأى من الحضور!!
4- في المدرسة لا يُسمح للطالب بالتكلم أثناء الدرس، بل يُطلب منه أن يستمر في الجلوس على الكرسي منصتاً للشرح، وعند إبداء الرغبة في مناقشة المعلم داخل الصف، أو حتى خارجه حول أمور خارجة عن الموضوع كثيراً يكون الجواب: (سأناقشك لاحقاً يجب أن ننهي الدرس) وأسباب كثيرة أخرى...
بودي قبل أن أختم حديثي بالتأكيد على ضرورة الحوار الواعي المقترن بالقدرة على استيعاب أسئلة الأطفال وإغناء فضولهم إلى المعرفة، لأن ذلك سيتوج عمليتي الإنجاب والتنشئة بأن يبلغ الوالدان قمة مكانتهما الأبوية معتزين بأنهما مانحا حياة حقاً، أطلََقا في الوجود شخصيات قوية حرة مشبعة عاطفياً ومعرفياً ومستقلة فكرياً، وأوصلوها إلى عتبة الرشد فاكتملت بهذا مهمتهم الوالدية، شخصيات واثقة بذاتها قادرة على مواجهة تحديات الحياة في المستقبل، وهذه النتائج ستجعل الآباء يشعرون أن فرحاً لا نظير له يغمرهم. وإذ يبلغ الوالدان هذه الدرجة من النشوة إثر تربّعهم على قمة العطاء الأبوي الإنساني ستغدو علاقة الأبوين بأبنائهما أقوى وأثبت لأنها لم تعد علاقة اضطرارية تمليها حاجة الولد إلى والديه ليستمر في البقاء.. وحاجة الوالدين إلى أولادهما لتأكيد هويتهما، بل علاقة حرة..علاقة "رغبة" بين طرفين بلغ كل منهما حيال الآخر درجة من حب التواصل تسمح له بأن يتجه إليه بملء اختياره لا لشيء.. سوى لرغبته في لقائه والتعامل معه.
المراجع
1- لماذا نفشل في الحوار مع أبنائنا؟ - هاني العبد القادر - موقع صيد الفؤاد.
2- الحوار مع الأبناء ودوره في تنمية الثقة بالنفس لدى الطفل - منتديات حدائق المعرفة.
عناوين
أسلوب المحقق يجبر الطفل على أن يكون متهماً يأخذ موقف الدفاع عن النفس.. وقد يؤدّى إلى الكذب الذي يمكن أن يصبح صفة من صفات الأبناء
إن الحوار هو تلك العلاقة السلوكية واللفظية مع الأبناء المبنية على التقدير والمحبة والعطف والاحترام
"أنا أحب أن استمع إليك".. ليكن هذا شعار الآباء والأمهات رغم مشاغل الحياة
يجب أن يجد المراهق الأجوبة الصحيحة لتساؤلاته عند والديه بدلاً من البحث عنها بطرق ملتوية وغير صحية
المصدر : الباحثون العدد 57 آذار 2012
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|