السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


109607037 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار
>>  مقالات تربوية  <<

الموهوبون ذوو الإعاقات

الكاتب : عدنان القاضي

القراء : 20958

الموهوبون ذوو الإعاقات

 
عدنان القاضي
 
ترى ريم (2003) أنَّ الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقات كثيراً ما يتلقون مزيداً منَ الاهتمام بسبب إعاقتهم أكثر منْ موهبتهم، سواءٌ كان ذلك داخل الأسرة أو في إطار المدرسة، ونحن في هذه المُعالجة التربوية نسعى لتنبيه المجتمع بأفراده إلى ضرورة التوازن في رعايتنا أطفالنا الموهوبين منْ ذوي الإعاقات سواءٌ كانت إعاقة جسمية، أو بصرية، أو سمعية.
ويُشير شكري سيِّد أحمد (2002) إلى أنَّ الموهوبين ذوي الإعاقات لديهم قدرات وإمكانات عالية تُمكنهم منَ القيام بأداء أو إنجاز متميز في مجال أو أكثر منْ المجالات، ولكنهم في الوقت ذاته يُعانون عجزاً معيناً يؤدي إلى انخفاض مستواهم الدراسي.
ويرى عادل عبدالله (2002) أنَّ مثل هذه الإعاقات تؤثر بالفعل على مفهوم هؤلاء الأطفال لذواتهم وتقديرهم لها، كما تؤثر بطبيعة الحال على تحصيلهم الدراسي، وبالتالي يجبُ علينا حتى نحميهم منْ ذلك ونُسهم في صقل مواهبهم أنْ نعملَ على التشخيص الدقيق لهم والتعرُّف عليهم وفق أدوات مقننة ومعايير متعددة ومقاييس صادقة.

ويُرجعJohnson  Karnes& (1991) و عبدالمطلب القريطي (2005) المشكلات التي تعوق عملية التعرُّف على هذه الفئة منَ الموهوبين وتحديدهم بدقة إلى الأمور الآتية:
1.   استخدام أدوات ومقاييس أعدت أصلاً لأقرانهم غير المُعاقين.
2.   أنهم قد لا يُظهرون مؤشرات واضحة تعكس قدراتهم مقارنة بأقرانهم غير المُعاقين.
3. أنهم عند مُقارنتهم بأقرانهم غير المُعاقين قد يتسمون بالبُطء؛ بسبب إعاقتهم مما يحول دون تحديد مواهبهم.
4. قد يكون لديهم جوانب قوة في بعض الحالات وجوانب قصور في مجالات أخرى، إلاّ أنَّ الفجوة بين الجانبين تعملُ على التعتيم على مواهبهم وعدم إظهارها بوضوح.
5.   أنهم قد لا يبدون سوى بعض سمات وخصائص الأطفال الموهوبين فقط.
6. ما يُلاقونه منْ إحباطات إذا ما رغبوا في مواصلة تعليمهم، وخاصةً التعليم العالي، ومُحاولة توجيههم إلى التدريب المهني.
7.   طبيعة العجز تحجب مواهب الأطفال ومقدرتهم الفعلية.
8. فرط انشغال المعلمين والأسرة بمظاهر العجز وما يترتب عليه يؤدي إلى عدم التفاتهم وانتباههم إلى ما قد يتمتع به الطفل منْ قدرات ومواهب أخرى غير ظاهرة.
9. وجود قيود منزلية ومدرسية مفروضة على الطفل لا تُتيح له سوى عدد قليل منَ الفرص لإظهار مواهبه المكنونة.
10. استخدام أدوات وطرائق وإجراءات تقييم غير ملائمة لهم، والاقتصار في الحُكم على مستوى الطفل على بعض بيانات جزئية أو غير شاملة لمختلف جوانب شخصيته.
 
ويصنف Reis, Neu& Mc Guire (1995) المشكلات أو الصعوبات التي تُعيق تحديد الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقات والتعرُّف عليهم منْ زاوية أخرى في أربعة أصناف، وهي:
1. التوقعات النمطية منَ الأطفال الموهوبين، حيثُ يظل في أذهاننا أنهم ناضجين ويُحسنون التصرُّف في المواقف المدرسية المعتادة، ويستطيعون القيام بالتوجيه الذاتي، ولا داعي للتدخل المُبكر لتأمين خدمات الرعاية المطلوبة لهذه القدرات والاستعدادات!
2. وجود قصور نمائي لديهم وخاصة في بعض القدرات النمائية التي غالباً ما تُستخدم كمؤشرات للموهبة، ومع أنَّ مثل هذا القصور قد يُخفي وراءه الاستعداد العقلي فإنه لا يُعد بالضرورة مؤشراً للقصور المعرفي.
3. المعلومات الناقصة عنهم، تؤدي إلى قصور في النظر إلى قدراتهم، إذ يُعتمد في الحُكم أحياناً لدى بعض الجهات والمؤسسات المعنية بهذه الفئة في مثل تلك الحالات بناءً على اعتبارات لا تتصف بالخصائص السيكومترية المطلوبة.
4.   اختيار البرامج المُناسبة التي تُتيح لهم الفرص للتعبير عن مواهبهم وتقدم لهم الإثراء المناسب.
وعلى ما سبق، فإنَّ أهم المتطلبات الرئيسة للتعرُّف على الأطفال الموهوبين وتحديد مجال تفوقهم الأكاديمي أو الأدائي ما يلي:
1. الملاحظة المقصودة منْ جانب الوالدين والمعلمين بدءًا منْ المرحلة العُمرية المبكرة والتي غالباً ما تكون قبل مرحلة رياض الأطفال.
2. المُتابعة الدقيقة لأدائهم في كافة مجالات الموهبة، والتي تشمل النواحي العقلية والأكاديمية والإبداعية والقيادية والأدائية، وتشجيع المُبادرات الأولية.
3. اقتصار مقارنتهم بالآخرين على أقرانهم الذين يُعانون منْ إعاقات مماثلة، وألا نحكُم عليهم منْ خلال المعايير والمقاييس التي نطبقها على أقرانهم الموهوبين الذين لا يُعانون منْ أية إعاقة.
4.   تطوير اختبارات مقننة خاصة بهم، مبنية على دراسات علمية وموائمة للبيئة المحلية.
5.   إجراء التعديلات المناسبة لأساليب التقييم المُستخدمة.
 
وتأكيداً على أنَّ الطفل الموهوب ذي الإعاقة يُمكنُ أنْ يكون في المستقبل ذا مكانة ومنزلة مرموقة وقائد منتج نحبُّ أنْ نعرض لشخصيات عربية وإسلامية وعالمية تركت بصماتها الإيجابية على مجتمعاتنا رُغم الإعاقات لحقت بها، ومنها:
·       فرانكلين: روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق وكان مصاباً بشلل الأطفال.
·  هيلين كيلر: المرأة المعجزة التي كانت تحمل ثلاث إعاقات هي: الصم وكف البصر والخرس ومع ذلك أصبح لها شأن في الأدب وكتابة القصة، وحصلت على شهادة الدكتوراه ولها من المؤلفات أشهرها قصة حياتي.
·       لويس برايل: كفيف، وهو الذي اخترع طريقة برايل للمكفوفين.
·  ستيفن هوكنج: وهو مقعد وأبكم وأطلق عليه أينشتاين القرن العشرين وقد تعامل مع الحاسب الآلي واكتشف نظرية تاريخ الكون وعمل محاضراً بجامعة كمبردج ويلقي محاضراته عن طريق الحاسب الآلي واكتشف الثقوب السوداء في الكون وإشعاعاتها.
·  ماركوني: كان أعور العين ويميل للانطواء وقد يكون توحدي، وهو مخترع اللاسلكي، ومنح جائزة نوبل في الفيزياء عام 1909م.
·  بشار بن برد كفيف، قال عنه الجاحظ (المطبوعون على الشعر هم بشار، والسيد الحميري وأبو العتاهية ولكن بشار أطبعهم).
·  أبوالعلاء المعرّي، كفيف أيضاً درس فلسفة اليونان ونال من العلم والثقافات المختلفة وقرض الشعر وسُمِّيَ رهين المحبسين.
·       أبو الأسود الدؤلي وكان أعرج، ومع ذلك كان شجاعاً وذكياً جداً، أصبح قاضياً للبصرة ثم أميراً عليها.
·   أبان بن عثمان بن عفان كان أصم وأحول وأبرص ثم أصيب بالفالج، وكان من الفقهاء التابعين، وعيّن والياً على المدينة المنورة عام 76هـ.
 
بعد التمهيد الذي تناولناه في المُعالجة التربوية السابقة ننتقلُ إلى استعراض كلِّ فئة منْ فئات الموهوبين ذوي الإعاقات نوضح ماهيتها، سماتها وخصائصها، وأبرز الأسباب التي تُعيق التعرُّف عليها كموهبة تتسم بقدرات غير عادية ينبغي استثمارها لصالح الفرد أولاً ثمَّ لمجتمعه، وهي على النحو الآتي:

أولاً، الموهوبون المُعاقون جسدياً Physically Disability /Gifted:
تُشير ريم (2003) إلى أنَّ الموهوبين ذوي الإعاقة الجسدية يقضون جزءًا كبيراً منْ يومهم الدراسي في تعلُّم كيفية تطوير مهاراتهم الحياتية المختلفة، حيثُ يتمكنون بمقتضاها إلى حدٍ كبيرٍ منَ التغلب على تلك الآثار السلبية التي تترتب على إعاقتهم، وبالتالي يبتعدون عنْ تطوير قدراتهم المعرفية، ناهيك عن قدراتهم الإبداعية والابتكارية.
ونحن كتربويين ومرشدين وأولياء أمور في ذات الوقت نبتعد عند ملاحظة أداءاتهم عن التفكير في قدراتهم تلك، وتحديدها بشكلٍ دقيقٍ، مما يوجِد أمامنا مشكلة كبيرة عند تحديد مستوى موهبتهم، حيثُ أنَّ كل ما يبدو لنا آنذاك لا يتعدى التفاوت الكبير بين قدراتهم مثلاً وبين أدائهم الفعلي في المدرسة. وقد يرجِع ذلك إلى العديد منَ العقبات، منها على سبيل المثال لا الحصر: عدم قدرة الطفل على أنْ يأتي بالاستجابة اللفظية المُناسبة، وحركته المحدودة منْ جراء إعاقته، ووجود قصور في تآزره الحركي، وخبراته الحياتية المحدودة.

وهناك مجموعةٌ منَ السمات والخصائص التي تُميِّز هؤلاء الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقة الجسدية، وهي على النحو الآتي:
1. تبايُن معدلات نموهم في جوانبها المختلفة، ويأتي معدل النمو الحركي متأخراً عن غيره مما يعوقهم عنْ أداء بعض الأنشطة المُختلفة.
2. قصور في المهارات الحركية أو عدم وجود بعضها في أحايين أخرى أو قصور في الجانب الحركي عامة الأمر الذي يعوقهم عنْ تحقيق أهدافهم، ومنْ ثمَّ يسبب لهم الإحباط أو بعض المشكلات الاجتماعية والاضطرابات الانفعالية.
3.   المُعاناة منَ المشكلات الحركية المختلفة.
4.   ارتفاع نسبة ذكائهم، وارتفاع مستوى قدراتهم وإمكاناتهم المختلفة.
5. تنوُّع قدراتهم الفائقة، فقد يتميزون في أكثر منْ قدرة واحدة أو حتى في أكثر منْ مجال واحدٍ منْ مجالات الموهبة.
6.   انخفاض عدد أصدقائهم ومحدودية علاقاتهم بهم، وهو ما يدفعهم أحياناً إلى العُزلة.
7.   الإفراط في نقد الذات خاصة فيما يتعلق بإعاقتهم، وهو ما يترتب عليه نتائج كثير مُتباينة.
8. الميل إلى الكمالية (أو المثالية)، وهو الأمر الذي لا يسمحُ لهم بالوقوع في أخطاء، مع أنَّ ذلك لا يتفق مع وضعهم الجسمي، وهو ما قد يعوقهم عنْ عملية التعويض أحياناً.
9.   الميل إلى التطرُّف في تقييم ذواتهم وقدراتهم وإمكاناتهم.
10.    تجنُّب المُجازفة (أو المُخاطرة)؛ خشية ألا يُساعدهم وضعهم الجسمي على تحقيق الإنجاز المتوقع منهم.
 
وهناك عدة مصادر للمشكلات التي يُمكنُ أنْ يواجهها الأطفال الموهوبون ذوي الإعاقة الجسمية، حيثُ تتوزع ما بين المصادر الداخلية والمصادر الخارجية، حيثُ ترتبط بالمصادر الداخلية:
1.   الوضع الجسمي.
2.   الضغوط المرتبطة بالموهبة (الكمالية، نقد الذات، وغيرهما).

 أمَّا المصادر الخارجية:
1.   عدم تناسُب البيئة المدرسية لهم.
2.   أساليب التنشئة والمعاملة الوالدية.
3. عدم قدرتهم في بعض الأحيان على تحقيق توقعات الآخرين، فنجدهم كموهوبين ومعاقين جسمياً لا يمتثلون لبعض القواعد والتقاليد والأدوار، وهو ما قد يجعل ردود فعل الآخرين تجاههم تتسم بالسلبية، ولذلك فإنَّهم قد يلجأون في بعض الأحيان إلى إخفاء قدراتهم ومواهبهم.
4. تمثل ضغوط الأقران مشكلة كبيرة لهم، حيثُ يكون مستوى بعض القدرات لديهم مرتفعاً منْ ناحية، فلا يستطيع بعض الأقران مجاراتهم فيها مما قد يدفع بعضهم إلى السخرية منهم ومنْ إعاقتهم. وقد يبتعد بعض الأقران عنهم في كثيرٍ منَ الأنشطة الحركية مما قد يُعرَّضهم إلى كمٍ كبيرٍ منَ الصراع.
5. تؤدي الضغوط المختلفة الناجمة عن البيئة الاجتماعية بهم إلى بعض المشكلات الانفعالية، خاصة الإحباط والقلق والاكتئاب؛ وذلك منْ جرّاء وضعهم الجسمي والاجتماعي.
6. نسبة لا بأس بها منَ المعلمين لا يستطيعون النظر إلى هؤلاء الأطفال نظرة تتجاوز حدود تلك الإعاقة التي يُعانون منها.
 
ثانياً، الموهوبون ذوو الإعاقة البصرية/Gifted  Visual Disability:
يُشير المصطلح أعلاه كما ورد عند عادل عبدالله (2005) إلى أولئك الأطفال الذين يُعانون منْ كفِّ البصر أو الذين تصل حدة إبصارهم 6/60 متراً أو 20/200 قدم أو أقل بالعين الأفضل بعد إجراء التصحيحات اللازمة باستخدام ما يلزم منْ معيناتٍ بصرية، ومع ذلك يتسمون بالموهبة البارزة أو القدرات الفائقة في جانبٍ أو أكثر منْ جوانب الموهبة.

أمَّا عن الخصائص التي تُميِّز هؤلاء الأطفال عنْ غيرهم منْ أقرانهم المُعاقين بصرياً غير الموهوبين فهي على النحو الآتي:
1. لديهم منَ القدرات والإمكانات الفائقة ما يُتيح أمامهم الفرص لتحقيق مستوى مُرتفع منَ الإنجاز، والذي يُمكنُ أنْ يتحدد في المجالات العقلية والإبداعية والفنية وغيرها.
2.   لديهم قدرة غير عادية على القيادة تُمكِّنهم منْ إدارة الأمور والمواقف بشكلٍ ملفتٍ ومُثير للاهتمام.
3.   لديهم تميُّز في مجالات دراسية أو أكاديمية معينة، وهي التي لا تعتمدُ على التناول اليدوي.

وعلى ما سبق، يؤكِّد Mendaglio (1995) بأنَّ البرامج التي يتم تقديمها لأولئك الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقات البصرية ينبغي أنْ تُراعي احتياجاتهم في أربع جوانب، وهي:
1.   تشخيص الموهبة لديهم بدقة، وبالتالي تصنيفهم على أنَّهم موهوبون.
2.   إدخال بعض التغييرات أو التعديلات والتواؤمات على تلك المناهج الدراسية المقدمة لهم.
3.   مراعاة حاجاتهم النفسية وتقديم الإرشاد لهم.
4.   توفير المعلمين المؤهلين للتعامل معهم، وتقديم الخِدمات اللازمة لهم.

ويرى Tuttle (1994) بأنَّه نظراً للاستثناء المزدوج لهؤلاء الأطفال تتباينُ حاجاتهم النفسية، ومنْ ثمَّ يجبُ أنْ تُتاح لهم الفُرص كي يتمكنوا منْ تحقيق أعلى منَ النمو في العديد منَ الجوانب، ويأتي في مقدمة ذلك حاجتهم إلى تطوير المفهوم الإيجابي للذات، وتطوير مهاراتهم الاجتماعية، وتحقيق التوازن بين اللعب والعمل، أو الاستذكار وأداء الواجبات المنزلية.

ويُمكننا عرض أبرز المشكلات التي قد يُعاني منها الموهوبين ذوي الإعاقة البصرية على النحو الآتي:
1.   مُعدَّل نمو غير مستوي في جوانبه المُختلفة.
2.   الميل إلى الكمالية (أو المثالية).
3.   الضغوط الناشئة منْ توقعات الراشدين.
4.   الحساسية الزائدة.
5.   الشعور بالاغتراب وصراع الدور (أو النموذج).
وعلى ذلك ترى Com Anne (1987) بأنَّ عمليات التنشئة الاجتماعية الخاصة بهؤلاء الأطفال يجبُ أنْ تتركَّز على ثلاث عناصر أساسية، وهي: الهوية، العلاقات الاجتماعية، والأنشطة الحياتية.
 
ثالثاً، الموهوبون ذوو الإعاقة السمعية Hearing Disability /Gifted:
تُعدُّ الإعاقة السمعية أحد أنماط الإعاقات الحسية، وأنها لا تسمح لأولئك الأطفال الموهوبين الذين يُعانون منها أنْ يأتوا بسلوكيات معينة تعكس موهبتهم وتميزهم، ومنْ ثمَّ يُصبح منَ الصعب أنْ نُحددهم على أنَّهم موهوبون؛ حيثُ نجدهم على سبيل المثال: لا يستجيبون للتوجيهات اللفظية المختلفة، وقد يكون لديهم في ذات الوقت نقص أو قصورٌ في المحصول اللغوي.
وتتضح موهبة أولئك الأطفال منْ خلال بعض المجالات، ومنها:
1. ذاكرتهم المتوقدة التي تميزهم عن غيرهم منَ الأطفال، سواءٌ أقرانهم الصم أو حتى العاديين أو الموهوبين.
2.   مهاراتهم الفائقة في حلِّ المشكلات وابتكارهم لأساليب جديدة غير معروفة في حلها.
3. إبداء اهتمام غير عادي بمجالات معينة، وبالتالي معروفة كم غير عادي منَ المعلومات عنْ هذه المجالات.
لذا، فإنَّ هذه الجوانب تُمثِّل جوانب قوة لديهم لا بد منْ استغلالها والعمل على تنميتها وتطويرها ورعايتها.
ولذلك فإنَّ البرامج والأنشطة يُفترض فيها صقل تفكيرهم النقدي وتحفيز العمليات الإبداعية وتقديم محتوى اجتماعي وانفعالي مناسب.

ويُشير Whitemore& Maker (1985) إلى أنَّ هناك مجموعةٌ منَ السِّمات المختلفة تميِّزهم، ومنها:
1.   القدرة على القراءة في سن مبكرة.
2.   ذاكرة متميزة أو متوقدة إنْ جاز التعبير.
3.   قدرة مُرتفعة على التفكير السليم.
4.   البراعة في حلِّ المشكلات.
5.   يجدون متعةً في التعامل مع البيئة.
6.   يُعانون منْ تأخر واضح في إدراك المفاهيم.
7.   مستوى مرتفع منَ التفكير الحدسي.
8.   القصور في بعض المهارات اللغوية والاجتماعية.
9.   تجنب المُجازفة أو المُخاطرة؛ خشية ألاّ يصل أداؤهم إلى المستوى المتوقع.

أخيراً، هناك الكثير منَ البرامج التي أعدت لمثل هذه الفئة منَ الأطفال الموهوبين، والمبنية على أسس معرفية رصينة، ومنسجمة مع سماتهم وخصائصهم العقلية والجسمية والانفعالية والاجتماعية، وسوف تناولها بالعرض في معالجات تربوية قادمة، بعد أنْ نعرِّج على كلِّ فئات الأطفال الموهوبين منْ ذوي الاحتياجات الخاصة.
 
ــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
ريم، سيلفيا (2003). رعاية الموهوبين: إرشادات للآباء والمعلمين. ترجمة عادل عبدالله محمد. القاهرة: دار الرشاد.
شكري سيِّد أحمد (2002). الموهوبون ذوو الاحتياجات الخاصة. المؤتمر العلمي الخامس لكلية التربية بجامعة أسيوط 14-15 ديسمبر 2002م.
عادل عبدالله محمد (2002). الطفل الموهوب: اكتشافه وأساليب رعايته. المؤتمر العلمي الخامس لكلية التربية بجامعة أسيوط 14-15 ديسمبر 2002م.
عبدالمطلب القريطي (2005). الموهوبون والمتفوقون: خصائصهم واكتشافهم ورعايتهم. القاهرة: دار الفكر العربي.
 
عادل عبدالله محمد (2005). سيكولوجية الموهبة. القاهرة: دار الرشاد.
Karnes, M. B.& Johnson, L. J.(1991). Gifted Handicapped. In N. colangelo& G. Davis (eds.); Handbook of gifted education. Massachusetts; Allyn& Bacon.
Reis, S. M. , Neu, T. W.& Mc Guire, J. M. (1995). Talents in two places: case studies of high ability students with learning disabilities who have achieved. Storrs, CT: University of Connecticut. The National Research Center on the Gifted and Talented.
Mendaglio, S. (1995). Children who are gifted/ADHD. Gifted Child Today, V18, n1, pp 37-38.
Tuttle, D. (1994). Contemporary Issues: Impact on Self-esteem. DVH Quarterly, V39, n4, pp 15-19.
Com Ann, L. (1987). Socialization and the child with low vision. The 6th Canadian Interdisciplinary Conference on The Blind Child. Halifax: Nova, October.
Whitemore, J. R.& Maker, J. (1985). Intellectual Giftedness in Disabled Persons. Rockville, MD: Aspen.
 
 

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة