السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


109565138 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار
>>  صعوبات التعلم  <<

مصداقية التشخيص المبني على محك التباعد في مجال صعوبات التعلم

الكاتب : ايمان الهلال

القراء : 12652

مصداقية التشخيص المبني على محك التباعد في مجال صعوبات التعلم


إعداد أ. ايمان الهلال
باحثة ماجستير بقسم التربية الخاصة
كلية التربية – جامعة الملك فيصل

المقدمة:
يعد ميدان صعوبات التعلم من الميادين الهامة في مجال التربية الخاصة كما ان التشخيص يعتبر مهمة محورية واساسية ينطوي عليها العديد من الخدمات التي سوف تقدم لهؤلاء المشخصين والمدرجين تحت مظلة التربية الخاصة حيث ان هذا التشخيص سوف يستند عليه حكم وحياة ، ومصير فرد كما أنه سيندرج تحت ذلك التشخيص برامج علاجية فإذا لم يرتكز هذا التشخيص إلى أساس قوي وأدوات تتسم بالصدق والثبات والدقة فسوف تكون عملية التشخيص عملية مهدرة لوقت التلميذ والمعلم وينتج عنها إلحاق أفراد لا يستحقون الخدمةالمقدمة كما أن ضررها سوف يكون أكثر من نفعهاوإن المتتبع لحركة مجال صعوبات التعلم في الآونة الأخيرة يعرف أن قضية تشخيص ذوي صعوبات التعلم تعد من القضايا الجدلية وتعتبر من القضايا الكبيرة والتي تواجه العاملين في هذا الميدان حيث تعتبر عملية التشخيص جزءاً لا يتجزأ من العملية التربوية كما ان التشخيص مهم أيضا في بناء البرنامج العلاجي ورغم ذلك لازال المجال لدينا يعتمد في التشخيص على محك التباعد الذي تم طرحة في التعريف الفيدرالي لصعوبات التعلم الصادر في عام ١٩٩٧ م ومنذ ذلك الحين والتشخيص في صعوبات التعلم يعتمد على محك التباعد و ربط التعريف بالتباعد بين القدرة والتحصيل وتحديد القدرات وفقاً للأداء في اختبار الذكاء بالرغم من الانتقادات التي وجهت لهذا النموذج حيث يشير ستانوفيش (Stanovich,2005) أن منظمات رعاية الصحة الحالية ركزت فقط على الإجراءات والأمراض التي عرفتها مهنة الطب عام 1950 فقط لا أحد يتوقع تجمُد الممارسة عند مستوى المعرفة العلمية التي كانت لدينا منذ 50 عامًا في مجال يتطور بسرعة مثل الطب و هذا هو ما حدث في صعوبات التعلم بالضبط وإن كان بشكل أقل تطرفًا يعاني المجال معاناة كبيرة من الميل لبناء الممارسة على مفاهيم وتقنيات قياس نفسي تجاوزها التقدم العلمي منذ زمن ، وأشير هنا إلى إصرار المجال على ربط تعريف صعوبات التعلم بمفهوم التباعد بين القدرة والتحصيل وتحديد القدرات وفقًا للأداء في اختبار الذكاء .

وصف محك التباعد والمشكلات المتعلقة به:

يعتبر محك التباعد هو المحك الرئيسي في عملية تشخيص ذوي صعوبات التعلم تبعا له لابد ان يكون هذا التباعد غير ناتج عن إعاقة عقلية أو اعاقه بصرية أو سمعية أو حرمان بيئي أو ثقافي
ثم إذا تم انطباق التباعد يصبح الفرد مؤهلاً بشكل تلقائي للمحك الأخير محك التربية الخاصة ففي كل الحالات نعتمد أولاً وأخيرا على محك التباعد وتبعاً له لابد أن تنطبق المعايير الاخرى.
ويشير كيرك وكالفنت (kirk-chalfant,1984/1988) حتى نميز حالات صعوبات التعلم من الحالات الأخرى لابد من انطباق المحكات التالية وتوجد ثلاثة محكاتيجب أن تنطبق قبل أن نصدر الحكم وتلك المحكات هي:
1- محك التباعد أو التباين.
2- محك الاستبعاد.
3- محك التربية الخاصة.
حيث يظهر الأطفال ذوو صعوبات التعلم تباعداً في واحد من المحكين التاليين أو كليهما
1- وجود تباعد في نمو العمليات النفسية لدى الطفل مثل (الانتباه التمييز، واللغة، والقدرة البصرية الحركية، والذاكرة وإدراك العلاقات .... وغيرها)
2- وجود تباعد بين القدرة العقلية العامة أو الخاصة والتحصيل الاكاديمي.
3- فتكون القدرة العقلية ضمن المتوسط أو أعلى من المتوسط لكن التحصيل الأكاديمي اقل من ذلك.
ويشير الشعراوي (٢٠١٣) إن هذا التشخيص التقليدي قد وضع التباعد عرضة لكثير من التساؤلات التي نتجت عنها الكثير من البحوث حول مصداقية التباعد والمشكلات التي تدور حوله.
حيث أشارت لجنة مجلس النواب الخاصة بالتعليم والقوى العاملة في الولايات الامريكية من خلال اقتباسات من بعض الباحثين في مجال التربية الخاصة وخدمات إعادة التأهيل إلى مايلي:
إن البحوث العلمية حول صعوبات التعلم قريبة من بعضها وخاصة صعوبات القراءة وهذه البحوث تظهر لنا حقائق ومعلومات لم تكن معروفه من سنوات قريبه ،إن النظرة التقليدية لتشخيص صعوبات التعلم بحاجة إلى إعادة نظر وتطوير تبعاً للمعلومات الواردة في تلك البحوث حيث تشير بعض البحوث أنه إذا كان الطفل يقرأ ببطء وكانت نسبة ذكائه أعلى من المتوسط فإن هذا الطفل يجب أن يتلقى رعاية وفقاً للقانون١٩٩٧ الذي تحدد فيه صعوبات التعلم ، وهذا من خلال التباعد الحاصل بين الذكاء والقدرة القرائية بينما يوجد طفل أخر يقرأ ببطء ودرجة ذكائه متوسطة لا تقدم له نفس الخدمة لأنه يفتقد التباعد المطلوب للتشخيص .
ومن المأخذ التي تؤخذ على محك التباعد بين الذكاء والتحصيل الجدل القائم حول مفهوم الذكاء إنه لا يوجد حتى الآن اختبار ذكاء موحد يتم استخدامه للتشخيص فقد تشير درجة ذكاء الطفل في اختبار ما أنه لديه تباعد واضح في حين اختبار اخر لا يظهر ذلك فيختلف الامر من مدرسة إلى مدرسة أخرى وهذه معضلة حقيقية في تشخيص صعوبات التعلم، ونحن لا نستطيع أيضا انكار حقيقة التطبيق العشوائي وصعوبة الكشف في ظل استخدام التباعد.
ويشيرريستوريوكاتز ولي(Restore,Katz&Lee,2009) أن الكثير من الطلاب الذين يمرون بمشكلات إنجاز أكاديمي طويلة المدى لايدرجون تحت مظلة التربية الخاصة ولا يتلقون خدماتها بسبب ان قدراتهم العقلية اقل من المتوسط مثال متعلم بطيء وهذه مشكلة معروفة جداً بين الخبراء النفسيين الذين يعملون وفقاً لطريقة التباعد بين الذكاء والتحصيل في المدارس.
إن هذا الامر من وجهة نظر الباحثة واطلاعها على ميدان التربية الخاصة يشكل فارقا كبيراً في حياة التلميذ وحرمانه من خدمات يستحق أن تقدم له بينما هذا التباعد قد يقدم الخدمة في الوقت ذاته لتلاميذ لا يستحقونها وهذا الامر سوف يسبب لنا تضارب في الخدمات المقدمة واستحقاقها مما يترتب عليه اهدار وقت وجهد، وتحميل معلم التربية الخاصة أعباء فوق طاقته إن التشخيص الجيد سيوفر لنا أموراً كثيره وسيجعلنا نطور من الميدان بشكل أكبر ووقت أسرع وهذا ما نأمل الوصول إليه.
ومن المشكلات التي سوف يظهرها لنا محك التباعد هي مشكلة انتظار التلميذ حتى يفشل ثم يتم تشخيصه وهذا ما يسمى بظاهرة انتظار الفشل وهذا الامر يتعارض مع مبدأ التدخل المبكر الذي ننادي به في مظلة التربية الخاصة إن التدخل المبكر يعالج مشاكل كثيرة فعندما نهمل التدخل المبكر وننتظر التلميذ حتى يفشل ليتم تشخيصه فإن الأمر سوف تكون له أبعاد كثيره حيث ينتج عنها مشاكل تتعدا المشاكل التحصيلية إلى مشاكل نفسية واجتماعية وتدخل التلميذ والمعلم والاسرة في متاهات أخرى يمكن اختصارها ، حيث ان التباعد لا يظهر في المراحل المبكرة من عمر الطفل .
ويشيرالزيات (٢٠٠٧)أن التلاميذ اللذين يتم اكتشافانهم يعانون من صعوبات القراءة والكتابة في وقت متأخر حتى يستطيعون أن يحققوا النجاح يحتاجون إلى علاج ورعاية مكثفة وخدمات فردية، ووقت وجهد أكثر من اللذين يتم اكتشافهم في وقت مبكر.
ويشير العدل ( ٢٠١٧)أن من المشكلات التي تتعلق بمحك التباعد هي صعوبات التعرف على بعض أنماط ثنائيو غير العادية : التفوق العقلي مع صعوبات التعلم، التفوق العقلي مع التفريط التحصيلي إن هذه المشكلة مشكلة بالغة الصعوبة بسبب خاصية التقنيع أو الطمس التي تعتري أفراد ثنائي غير العادية، بمعنى أن كل من التفوق العقلي وصعوبات التعلم أو التفريط التحصيلي يقنع كل منهما الأخر اما يظهر لنا أن الطالب عادي ليس من فئة التفوق وليس من فئة الصعوبات وكذلك الحال بالنسبة للمتفوقين عقلياً ذوي التفريط التحصيلي ومن ثم نطرح هنا التساؤل التالي هل يصلح نموذج التباعد هنا كمحك نوعي ذي مصداقية للكشف عنهم وتحديدهم؟
وأعرج على هذا أن تلك المشكلة سوف تظلم ثنائيو غير العادية فلا يشخصهم التباعد بالشكل المناسب ولا يضمن لهم التدخل المناسب، بل أننا في بعض الأوقات قد نخسر جوانب كثيرة تتلازم مع التفوق العقلي ويصبح ضررها أكثر من نفعها، إن استغلال القدرات العقلية ومعالجة الصعوبة سيضمن لنا مخرجات جيدة في التعليم وهذا مالا يقدمه محك التباعد في تلك الحالات.
وبالرغم من ذلك إن التباعد الذي يعتبرونه المحك في عملية التشخيص لذوي صعوبات التعلم، هو في الوقت ذاته لا يساهم في أي شيء سوى التحديد فلا يتعدى ذلك ابداً، ونحن بحاجة ماسه في الحقيقة إلى العلاج والتدخل أكثر من التحديد فقط.
وكنتيجة لتلك الانتقادات التي ظهرت نحو محك التباعد أوصت اللجنة في الولايات الأمريكية بالسماح لوكالات التعليم المحلية LEA (وليست ملزمة بذلك not required) الاستفادة من إجراءات الاستجابة للتدخل( الشعراوي، ٢٠١٣،ص ٩٣)
وترى الباحثة أن نموذج الاستجابة للتدخل سوف يقوم بحل مشكلات كثيره في صعوبات التعلم وسوف يقلل من نسبة الملتحقين بصعوبات التعلم وأن تلك الخدمات من المفترض أن لاتقدم إلا لمن يستحقها، كما إن عدم انتظار الفشل والبيئة التعليمية التي يقدمها الاستجابة للتدخل هي ما نطمح لتقديمه لأبنائنا.

في نهاية الامر أعتقد أن إحداث تغييراً في مجال ليس بالأمر السهل ولكن نحن نؤمن أن لكل بداية صعبة عقبات تصادفها وأن التغيير الذي يرفضه البعض اليوم عندما يرون نجاحه وفوائده سوف يؤمنون به ويطبقونه فلا بد أن نسعى كمتخصصين في هذا المجال للتغيير نحو الأفضل دائماً وننطلق للبحث دائماً عن كل ما يخدم مظلة التربية الخاصة بشكل خاص والتعليم بشكل عام.


المراجع :

1- الزيات، فتحي مصطفى. (٢٠٠٨). قضايا معاصرة في صعوبات التعلم .القاهرة. دار النشر للجامعات.
2- الشعراوي، علاء محمود جاد. (٢٠١٣). أساليب تشخيص صعوبات التعلم واهميتها في اختيار بروتوكولات العلاج .القاهرة . دار الكتاب الحديث.
عالم الكتب.
3- العدل، عادل محمد. (٢٠١٦). تشخيص وتقييم صعوبات التعلم. القاهرة.
4- كيرك وكالفنت. (١٩٨٨). صعوبات التعلم الأكاديمية والنمائية، (ترجمة زيدان السرطاوي وعبدالعزيز السرطاوي).الرياض :الصفحات الذهبية.(١٩٨٤).

5- Restori, A. F., Katz, G. S., & Lee, H. B. (2009). A critique of the IQ/achievement discrepancy model for identifying specific learning disabilities. Europe's Journal of Psychology, 5(4), 128.‏
6- Stanovich, K. E. (2005). The future of a mistake: Will discrepancy measurement continue to make the learning disabilities field a pseudoscience. Learning Disability Quarterly,28(2),103-106.





 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة