|
110784682 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> العوق السمعي - نطق وتخاطب
<< |
القوقعة الإلكترونية بديل فاعل للمعينات السمعية العادية |
الكاتب : د. هشام الفقي |
القراء :
10274 |
القوقعة الإلكترونية بديل فاعل للمعينات السمعية العادية د. هشام الفقي - استشاري الانف والاذن والحنجرة ان حاسة السمع هي نعمة من الله سبحانه وتعالى من بها على الانسان ليحيا حياة طبيعية ويتفاعل مع العالم الخارجي. فاذا ولد الطفل فاقدا لحاسة السمع فلن يمكنه النطق بالكلمات ولا التعلم او التواصل مع الآخرين لانه ينطق ما يسمعه ويتعلم بالمحاكاة, كذلك فان الشخص البالغ اذا ما تعرض لفقدان حاسة السمع فانه يعيش معزولا غير قادر على اداء عمله ويصبح معتمدا على الآخرين. ويعتبر العامل الوراثي هو السبب الرئيسي لحدوث فقدان حاسة السمع لدى الاطفال حديثي الولادة كذلك فان الاصابة بمرض الالتهاب السحائي (الحمى الشوكية) قد تسبب فقدان حاسة السمع لدى الاطفال اما بالنسبة للبالغين فان من اسباب فقد السمع لديهم التعرض للضوضاء او تناول بعض العقاقير المدمرة لخلايا الاذن الداخلية او التعرض للاصابة بفيروسات قد تصيب الاذن الداخلية وكذلك ضعف السمع الناتج عن تقدم العمر. الاكتشاف المبكر والطفل الذي يعاني من ضعف السمع يلاحظ اهله تأخره في النطق او عدم استجابته لندائهم له او حاجة الطفل لرفع صوت التليفزيون بشكل غير عادي, وفي كل هذه الحالات يجب ان يحضر الاهل طفلهم الى الطبيب المختص للكشف عليه حيث ان الاكتشاف المبكر لسبب فقدان السمع هو اول خطوات العلاج السليم لهذا الطفل, فاذا كان سبب ضعف السمع هو وجود مشكلة بالاذن الخارجية او الوسطى وهو ما يسمى بالصمم التوصيلي فان علاجه يكون اما بالدواء او الجراحة, اما اذا كان السبب نتيجة مشكلة بالاذن الداخلية (القوقعة) وهو ما يسمى بالصمم الحسي العصبي فان الحل الاول لمثل هذه الحالات هو استخدام معينات السمع او ما يسمى بالسماعة. كذلك بالنسبة للمرضى البالغين المصابين بالصمم الحسي العصبي فان المعينات السمعية هي الحل المتاح لهم للتغلب على هذه المشكلة وفي حالة عدم جدوى المعينات السمعية في تحسين السمع بالنسبة لهؤلاء المرضى فان الحل التالي لهم هو دراسة امكانية عمل زراعة القوقعة الالكترونية. ما هي القوقعة الالكترونية ؟ القوقعة الالكترونية هي جهاز الكتروني مصمم لالتقاط الاصوات وفهم الكلام المحيط بالاشخاص الذين يعانون من فقد السمع الحسي العصبي سواء كانوا اطفالا او بالغين. وضعف السمع لدى هؤلاء الاشخاص عادة ما يكون شديدا الى متناهي او عميق الدرجة في كلتا الاذنين. وهؤلاء الاشخاص لا يمكنهم الاستفادة من استخدام المعينات السمعية التقليدية حيث ان هذه المعينات السمعية غالبا ما تكون ذات قدرة محدودة على تحسين التقاط الكلام وفهمه بالنسبة لهم, وهذا الحال لا يرجع الى عدم قدرة المعينات السمعية على تكبير الاصوات بالصورة المطلوبة ولكن السبب يرجع الى تلف الخلايات الحسية المسؤولة عن السمع او عدم وجودها بقوقعة الاذن, ولذلك فان الاصوات التي يتم تكبيرها عن طريق المعينات السمعية التقليدية لا تصل الى مراكز الاحساس بالسمع في المخ وبالتالي فان هؤلاء الاشخاص لا يستفيدون من هذه الاجهزة التقليدية في تحسين السمع. ومن هنا يأتي دور جهاز القوقعة الالكترونية حيث يعمل على تخطي الخلايا السمعية التالفة او المفقودة بقوقعة الاذن ومن ثم اثارة العصب السمعي مباشرة. ان خطوات العلاج الاولى بعد اكتشاف الاصابة بالصمم الشديد هي المبادرة باستشارة طبيب الانف والاذن والحنجرة او اخصائي السمعيات الذي يقوم بتحويل المريض الى مركز متخصص في زراعة القوقعة الالكترونية حيث يمكن تقييم مدى نجاح هذه العملية وذلك عن طريق اجراء مجموعة من الفحوصات الطبية والسمعية والنفسية وكذلك الاشعات اللازمة لقياس مدى الفائدة المحتملة من عملية زراعة القوقعة. وتعتمد درجة نجاح زراعة القوقعة الالكترونية على عدة عوامل تؤثر على النتيجة ككل وتتضمن هذه العوامل طول المدة التي تعرض فيها الشخص لفقد السمع ونسبة السمع السابقة لفترة فقد السمع وعمر المريض عندما فقد السمع وكذلك حالة عصب السمع لدى المريض, كما تتضمن هذه العوامل مدى التزام الشخص المستخدم لهذه القوقعة بالتدريب والتأهيل اللازم له بعد زراعة القوقعة. ان جهاز القوقعة الالكترونية يتيح للمرضى المصابين بالصمم حياة افضل حيث ان الاشخاص البالغين يريدون الاستقلالية والاندماج في الحياة الاجتماعية بدلا من العزلة وكذلك الآباء الذين لديهم ابناء مصابون بالصمم يريدون اتاحة الفرصة لابنائهم للتعلم والتحدث والتواصل مع الاخرين. كما ان التطور الذي حدث على مدى العقد الاخير في زراعة القوقعة الالكترونية هو حقيقة واقعة حيث استفاد مستخدمو هذه الاجهزة من سماع الاصوات المحيطة بهم كذلك استمتعوا بقدرتهم على فهم الكلام بدون الحاجة الى قراءة الشفاه وخاصة في الاجواء الهادئة. كذلك فان هذا التطور الحديث في تقنية زراعة قوقعة الاذن سمح لمستخدميها بالتفاعل مع احداث الحياة اليومية مثل السمع في وجود ضوضاء في الجو المحيط بالشخص او سماع الكلام الخافت او الاحساس بالموسيقى وكذلك استخدام التليفون في التواصل مع الآخرين.
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|