|
110527744 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> العوق البصري
<< |
المشاكل البصرية المصاحبة للقراءة وكيفية علاجها والتعامل معها |
الكاتب : عبدالملك العمر |
القراء :
14787 |
المشاكل البصرية المصاحبة للقراءة وكيفية علاجها والتعامل معها عبدالملك العمر يعتبر الجهد المبذول أثناء القراءة من أكثر الأنشطة إجهاداً للبصر، فأي عيب أو خلل بصري يتضح بسهولة أثناء القيام بهذا الجهد. ومشاكل القراءة - أو الكتابة على حد سواء - لا تتوقف على خلل عضوي في العين وحسب، بل حتى عيوب العين الإنكسارية، والخلل في الرؤيا المزدوجة؛ كلها تؤدي لمشاكل ومتاعب أثناء القيام بجهد القراءة. أبرز الشكاوي من مشاكل القراءة هو عدم تمكن قراءة الحروف الصغيرة إلا بعد إبعادها عن العينين بشكل كبير، أو تداخل الحروف وفقدان التركيز، وكذلك الشكوى من الإحساس بالصداع والإرهاق الشديد بعد القراءة لفترة ليست طويلة جداً. لتغطية هذا الموضوع وبحث حلول هذه المشاكل يمكننا تقسيم المشكلة بالحديث عن أبرز المشاكل المؤدية لمتاعب القراءة: (1) ــ تغيرات عضوية طبيعية وهو ما يقود إلى ما يسمى "النظر الشيخوخي" أو "صعوبة القراءة المرتبطة بالسن" (presbyopia)، وهذا التغير الطبيعي مرتبط بالعدسة المرنة في العين حيث تعتبر العدسة المرنة من أبرز وأهم أجزاء العين المسؤولة عن الجهد البصري بكافة أنواعه. وتتميز العدسة المرنة بأنها متغيرة حسب الحاجة، وتتكيف حسب النشاط المطلوب، فالعدسة ترتخي وتنبسط أثناء القيام بنشاطات بصرية بعيدة المدى كقيادة السيارة ومشاهدة الإشارات المرورية واللوحات الدعائية، وتنضغط ويكبر حجم قطرها أثناء القيام بالنشاطات البصرية القريبة كالكتابة والقراءة والرسم وإصلاح الإليكترونيات وغيره. هذه التغيرات المستمرة لوضع العدسة حسب الجهد المطلوب يسمى (تكيف العدسة)، وهذا التكيف يبدأ مع الإنسان ويتطور منذ فترة الرضاعة حتى يبلغ سن الأربعين تقريباً؛ فإذا بلغ الإنسان هذا السن فإن العدسة تفقد مرونتها وقدرتها على التكيف، نتيجة للتغيرات العضوية الطبيعية في العدسة وذلك بأن تفقد الكثير من أنسجتها وتتغير تركيبتها العضوية وبهذا تفقد العدسة مرونتها وميزة التكيف بشكل كبير ولكن ليس بشكل كامل، ولكن البقية الباقية من القدرة على التكيف لا تكفي للقيام بهذا النوع من الأنشطة القريبة. سن الأربعين ليس ثابتاً، بل يمكن اعتباره العمر القياسي لهذا التغير، فالبلدان الباردة قد لا يلحظ الإنسان الطبيعي والغير مصاب بأي مشاكل بصرية أية مشاكل مع الأنشطة القريبة إلا حوالي سن الخمسين، والبلدان الحارة جداً تبدأ التغيرات بشكل أبكر؛ أي حوالي سن السابعة والثلاثين. هذه التغيرات كما أسلفت طبيعية وليست مرضية ولا تدعو للقلق، لذا يجب على من بلغ سن الأربعين أو شعر بمظاهر الإجهاد البصري أثناء القراءة قبل حتى بلوغ سن الأربعين أن لا يقلق، فالمسألة حلها سهل وبسيط، وتكمن في وصف نظارات طبية مخصصة للقراءة توصف عن طريق أخصائي بصريات يقوم بفحص شامل للبصر، لأن الوصفات تختلف من شخص لشخص، فالشخص الطبيعي والغير مصاب بأي تاريخ مرضي في بصره تختلف وصفته - قطعاً - عن شخص له تاريخ مرضي أو مشاكل بصرية. وتفصيل هذه الجزئية ستتضح في بقية المقال. (2) ــ عيوب العين الإنكسارية هناك ثلاثة عيوب انكسارية تؤثر على كافة النشاطات البصرية للإنسان بما فيها القراءة: o قصر النظر (myopia): وهذا العيب يحدث حينما تكون القرنية أو العدسة أو كلاهما متحدبتين أكثر من الحد الطبيعي، أو حينما يكون الطول المحوري للعين أطول من المستوى الطبيعي؛ كل هذه العوامل تؤدي لتغير التركيز للصورة الساقطة على الشبكية، فتظهر الصورة للأجسام البعيدة مشوشة وغير واضحة، ويحتاج حينها المريض لعدسات مقعرة (سالبة) لتصحيح هذا الخطأ أو العيب الإنكساري. ميزة قصر النظر أن المريض حينما يصل لسن الأربعين كل ما عليه هو نزع نظاراته أو عدساته اللاصقة والقراءة بكل أريحية (ويستثنى من ذلك من قصر النظر لديهم عالي)، حتماً سيحتاج لنظارات قراءة، ولكنها سيحتاج إليها في سن متأخرة أي بعد أن يتجاوز الخامسة والأربعين. وحينما لا يريد المصاب بقصر النظر نزع نظارته أو عدسته اللاصقة أثناء القراءة أو الكتابة، فيمكنه ذلك، ولكن بوصفة مخصصة للقراءة تضاف على الوصفة الأصلية. o طول النظر (hypermetropia): وهذا العيب الإنكساري يقود إليه عدة أسباب، وهي في مجملها عكس الأسباب المؤدية لقصر النظر، وهي حينما يكون تحدب القرنية أو العدسة أو كلاهما أقل من الحد الطبيعي، أو حينما يكون الطول المحوري للعين أقصر من المستوى الطبيعي؛ كل هذه العوامل تؤدي لتغير التركيز للصورة الساقطة على الشبكية، فتظهر الصورة للأجسام البعيدة مشوشة وغير واضحة، ولكن الصورة السيئة لا تظهر إلا بعد أن يدخل الإنسان مرحلة الشباب، حينما تقل قدرة العدسة على التكيف، ويحتاج حينها المريض لعدسات محدبة (موجبة) لتصحيح هذا الخطأ أو العيب الإنكساري. هناك ميزة يحصل عليها مصابي طول النظر وهي حدة الإبصار الشديد بشكل يفوق الإنسان الطبيعي، لكن من مساوئ طول النظر هو حصول (طول النظر الشيخوخي) في سن مبكرة نسبياً، ربما حوالي السابعة والثلاثين؛ لأن العدسة المرنة طوال السنين الماضية كانت متكيفة وفي عمل متواصل طوال الوقت مما يؤدي لإنقاص العمر الافتراضي والقياسي لها. ومرضى طول النظر يحتاجون لنظارات قراءة ذات قوة أعلى من الشخص الطبيعي، لأن قوة عدسات القراءة (الموجبة) تضاف على قوة عدسات تصحيح العيب الإنكساري (الموجبة كذلك)، ولا يمكنهم القراءة من دون نظارات. o اللابؤرية (astigmatism): وتسمى أيضاً (عدم تماثل النظر)، وهي مشهورة باسم (الانحراف)، وهي تسمية غير دقيقة. حينما يركز الإنسان على جسم ما، قريب أو بعيد، فإن صورة الجسم تدخل العين عن طريق محورين متقاطعين بشكل تعامدي في القرنية، بحيث تسقط الصورة بشكل متطابق وصافي ونقي على الشبكية. تحدث اللابؤرية حينما يكون هناك تحدب لمحور أكثر من المحور الآخر، عندها تختل الصورة المتقاطعة وتسقط على الشبكية بشكل غير متساوي، وهذا يؤثر على تركيز الصورة، فتنتج لنا صورة غير صافية وغير دقيقة، سواء للأجسام القريبة أو البعيدة. ولتصحيح هذا الخطأ الإنكساري يحتاج المريض لعدسات أسطوانية (cylinder) تصحح الصورة اعتماداً على المحور المصاب بالخلل. غالباً ما تكون اللابؤرية مصاحبة لقصر النظر أو طول النظر، ويندر أن يصاب بها الإنسان لوحدها. وهذا العيب الإنكساري له تأثير غير مريح على القدرة على القراءة، ويتضايق الكثير من المصابين باللابؤرية حينما يريدون القراءة فلا يستطيعون إتمام أعمالهم القريبة، بل يشعروا بالصداع في مقدمة الجبهة فوق الحواجب، مالم يكونوا يلبسون عدسات أو نظارات طبية. لكن لا توجد علاقة بين اللابؤرية وتقدم النظر الشيخوخي أو تأخره، طالما أنها غير مرتبطة بقصر النظر أو طول النظر، ولكن المريض حتماً لا يستغني عن النظارات أو العدسات اللاصقة أثناء القراءة أو الكتابة. (3) ــ الحول الخفي (phoria): يعتبر الحول الخفي من أكثر المشاكل البصرية إرهاقاً وإجهاداً للعين، والحول الخفي عبارة عن انحراف للرؤية يحدث عندما ينكسر الدمج بين الصورتين الداخلتين من كلا العينين بجعل كل واحدة منهما تنظر لجسم مختلف، ولكن بوجود كلا العينان تركزان على نفس الجسم فإن الحول الخفي لا يظهر بشكل جلي، ولكنه كامن بسبب ثبات الرؤية المزدوجة، وحفاظ الرؤية المزدوجة عليه هي السبب الرئيسي وراء الإجهاد الكبير والصداع الناتج من مزاولة أي عمل بتركيز. هناك اختبارات عديدة تجرى في عيادة البصريات لقياس الحول الخفي وتحديد حجمه ومقداره، وتتزايد فرصة وجود الحول الخفي عند وجود أخطاء انكسارية. فالمصابون بقصر النظر، أو عيونهم جاحظة للخارج، أو من لديهم البعد البؤبؤي كبير (بمعنى أن المسافة بين العينين كبيرة) وغيرها من العوامل؛ تتعاظم فرصة الإصابة بالحول الخفي الخارجي - أو المتقاطع - (exophoria). والعكس تقريباً صحيح للمصابين بطول النظر، أو من كانت عيونهم غائرة، أو من لديهم البعد البؤبؤي صغير، فإن هذه العوامل - وغيرها - تزيد احتمالية الإصابة بالحول الخفي الداخلي - الغير متقاطع - (esophoria). وعلاج هذه المشكلة ممكن، فغالباً ما يشتكي من الحول الخفي ممن عندهم عيوب انكسارية أصلاً، فهم يشعرون بالإجهاد والصداع في مؤخرة الرأس، خصوصاً عند التركيز على مجهود بصري معين، والحل يتم بتعديل الوصفات الطبية للنظارات وتغيير قوة العدسات إن كان هناك وصفة، أو لبس نظارات طبية والاستمرار في لبسها، بشرط أن تكون الوصفة صحيحة تماماً. (4) ــ الأمراض العضوية: ومن أبرز هذه الأمراض مرض سكر الدم، فالمصابين بسكر الدم تتفاوت قوة الإبصار لديهم، كما أنهم يصابون بالزغللة وتداخل الحروف أثناء القراءة، ويكون حدوث طول النظر الشيخوخي مبكراً بالنسبة لهم، لذا على مريض السكر المحافظة التامة على مستوى السكر في دمه، والقيام بفحص شامل لبصره، ثم الاستمرار في استخدام وصفة النظارات الطبية مقرونة بالمحافظة على مستوى السكر في دمه، لأن تغير مستوى السكر في الدم يحدث تغير في حدة الإبصار وتغير في مقدار العيوب الإنكسارية، فالمحافظة على السكر والاستمرار على استخدام الوصفات الطبية يجعل مشاكل القراءة تقل بنسبة كبيرة جداً. هناك مشاكل عضوية وبصرية أخرى تؤدي لمشاكل واضطراب في القدرة على القراءة، لكن تم الحديث هنا عن الأهم والأكثر حدوثاً. المصدر : نادي - منتدى - البصريات السعودي |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|