|
110532723 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> العوق البصري
<< |
الكتاب المدرسي بطريقة برايل |
الكاتب : عبداللطيف محمس |
القراء :
8909 |
الكتاب المدرسي بطريقة برايل الاستاذ عبداللطيف محمس المقدمة : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وبعد : قال تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1)خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2)اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ(3)الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4)عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5) ) سورة العلق إن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة سواء أكان من الأسوياء أم المعوقين ، وفئة المكفوفين من فئات المجتمع المسلم التي تحرص على طلب العلم والاستنارة بنوره لينير العلم البصائر إن غاب نور البصر . لقد حرص مواطنو هذه الأرض المباركة - أرض الإسلام ومنبع الرسالة المحمدية على صاحبها أزكى الصلاة والسلام -على تلقي العلم واكتسابه ونشره ، ومنذ قيام المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - يرحمه الله - كان نشر التعليم من أُولى الأولويات لديه ، وتمثلت صورة الاهتمام بالتعليم في إنشاء وزارة المعارف والتي شرفت أن كان رجل التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين أعزه الله ونصره وحفظه ذخراً للإسلام والمسلمين - أول وزير للتعليم في بلادنا عام 1373هـ ، وعملت الوزارة على نشر العلم لجميع أبناء هذا الوطن في كل مدينة وقرية وبجميع فئاته المختلفة . ولقد حظي تعليم المكفوفين من بنين وبنات بعناية خاصة من ولاة الأمر في هذا البلد -يحفظهم الله - . وتمثل ذلك في إنشاء أول معهد للنور للمكفوفين بالرياض عام 1380هـ ، وذلك بعد سبع سنوات من تأسيس الوزارة ، ثم توالى الاهتمام بفئة المعوقين عامة والمكفوفين بصورة خاصة بإنشاء مطابع للكتب المدرسية المطبوعة بطريقة برايل عام 1382هـ بعد عامين من إنشاء معهد النور بالرياض . وذلك لصعوبة الاستعانة بالكتب الدراسية بخط برايل من الدول العربية التي اُستعين بها في باديء الأمر،كما شملت الرعاية الكريمة من حكومتنا الرشيدة فئة الكفيفات ، وتم افتتاح أول معهد للنور للكفيفات بالرياض عام 1384هـ . وانطلق تعليم الفئتين بأسلوب متطابق من خلال الكتب المدرسية المتشابهة، فلقد ظل تعليم البنات يعتمد على الكتب المدرسية المطبقة في تعليم البنين حتى وقتنا الحاضر .
إن النجاح الذي حققته وزارة التربية والتعليم من خلال افتتاح برامج الدمج لتعليم البنين من المكفوفين في كافة أنحاء المملكة مع أقرانهم الأسوياء في مدارس التعليم العام ، لتسهيل إيصال الخدمة التعليمية لهم قرب مساكنهم وفي أفضل البيئات التعليمية لهم ( المدرسة العادية )، ولقد اعتمد نجاح الدمج على تطابق الكتاب المدرسي بطريقة برايل مع الكتاب المدرسي المطبق في المدرسة العادية، .لذا فقد ارتأت وزارة التربية والتعليم أن يواكب تعليم البنات هذه الفكرة الناجحة ، وهي دمج الكفيفات في مدارس التعليم العام للبنات، و ستطرح هذه الورقة ما يلي: o الكتاب المدرسي بطريقة برايل o مراحل إعداد الكتاب المدرسي لطباعته بطريقة برايل . o معوقات وصول الكتاب المدرسي بطريقة برايل إلى المعاهد والبرامج . o الكتاب المدرسي بطريقة برايل واقع وطموح في تعليم البنات o التوصيات والخاتمة
الكتاب المدرسي بطريقة برايل ( يعد الكتاب المدرسي أساساً من أسس التعلم ، و وسيلة ذات قيمة في نمو ثقافة الطلاب، لأنه أداة تمكن الطالب من دراسة الحقائق والمعلومات، وقد تغيرت الصورة التقليدية للكتاب المدرسي لتناسب مستوى الطالب واهتماماته وأغراض التربية وحاجات البيئة ) . والكتاب المدرسي بطريقة برايل هو نفس الكتاب المقرر على التعليم العام يتم تحويل جميع محتوياته بطريقة الخط البارز ( طريقة برايل ) ليتمكن المكفوفون من قراءة محتوياته بطريقة اللمس ، وهو مزود بالخرائط والأشكال والرسوم التوضيحية التي يمكن إبرازها بشكل نقطي بارز للطالب لتبسيط وصول المعلومة له وهو يطبع على ورق خاص يحافظ على بروز الحروف والخطوط المطبوعة . ولقد استمر تعليم المكفوفين من بنين وبنات بتطبيق كتب التعليم العام للبنين المطبوعة بطريقة برايل في معاهد النور و غالباً ما كانت طبعات تلك الكتب متأخرة عن الطبعات المطبقة في التعليم العام ، ويعود ذلك لتأخر طباعتها في مطابع التربية الخاصة بسبب طبيعة التحويل إلى الخط البارز ( طريقة برايل ) وكثرة المقررات الدراسية ووجود الأشكال والرسوم والخرائط التي تحتاج إلى وقت كاف لإنتاجها بالخط البارز ، ويستثنى من تلك الكتب كتاب الصف الأول الابتدائي لتعليم طريقة برايل والذي كان يتطلب مقرراً خاصاً ، فلقد استعين بكتب من الدول العربية مثل كتاب ( مبادئ تعليم برايل ) تأليف ( نقولا باسيلي ) طبع في مصر عام 1962هـ والذي صرف النظر عنه إلى كناب ( برايل في خطوات ) الذي قرر عام 1400هـ ، إلى أن استحدث كتاب القراءة والأناشيد للصف الأول الابتدائي عام 1420هـ والذي تكوّن من ثلاثة كتب على النحو التالي : o كتاب التلميذ بطريقة برايل ، والذي يخلو في عرضه من التوجيهات للتلميذ مع كل تدريب o كتاب التلميذ المطبوع بالخط العادي ومشتملاً على جميع التوجيهات في التدريبات وفي هوامش الصفحات ليتمكن قارؤه ( المعلم أو ولى الأمر ) من معرفة متطلبات كتاب التلميذ بطريقة برايل . o كتاب المعلم والمطبوع بالخط العادي وبخط برايل ويتضمن شرح مفصل لكيفية أسلوب عمل كتاب التلميذ وتوجيهات المعلم . اما ما يخص كتب العلوم والرياضيات فقد كانت تطبع بطريقة مخففه لطلبة معاهد النور ويجري الآن العمل على تحديث طباعتها حيث تم طباعة كتب العلوم للمرحلة المتوسطة كما يجري العمل على طباعة كتب العلوم في المرحلة الابتدائية وكتب الرياضيات بداية من الصف الثاني الابتدائي وبشكل تدريجي حتى تتطابق كلياً جميع المناهج إعداد الكتاب ويمر إعداد الكتاب في خطوات عدة نوجزها فيما يلي : o وحدة تدقيق الكتب المطبوعة بالخط العادي ومراجعتها لغوياً وفنياً و أعدادها و تكييفها للطبع بخط برايل بما في ذلك الرسومات التوضيحية والخرائط والبيانات والجداول الإحصائية وغيرها. o وحدة النسخ على الصفيح (الزنك ) بعد تدقيق الكتب ومراجعتها تعهد إلى النساخ لنسخها على الصفيح (الزنك) بخط برايل . o وحدة إخراج الرسومات والخرائط : تختص تلك الوحدة بمراجعة الرسومات التوضيحية والأشكال المبسطة والخرائط تمهيداً لإخراجها بالبارز على الصفيح (الزنك) . o وحدة المراجعة للبروفات بخط برايل : بعد نسخ الكتاب على الصفيح (الزنك )تسحب بروفة لمراجعتها وتحديد الأخطاء في كشوف خاصة ثم إعادتها إلى الناسخ لتصويب تلك الاخطاء قبل السحب . o وحدة السحب : بعد تصويب الأخطاء المطبعية يسحب الكتاب بالعدد المطلوب من النسخ اللازمة للمعاهد مع تقدير نسبة إضافية من النُسخ بصفة احتياطية لسد أي احتياج طارئ من قبل المعاهد . o وحدة التجهيز : تختص الوحدة بتجميع صفحات كل ملزمة من ملازم المجلد بعد التأكد من بروز طباعة الأسطر السفلى والعليا من الصفحة وسلامة طباعة نهايات سطور الصفحة من الجهة اليمنى ، ثم تثنى صفحات كل ملزمة ، ثم ويحول المجلد قني الخياطة ثم إلى فني التجليد، ثم تدوين البيانات الخاصة بالغلاف . وتنتهي مراحل إخراج بالتعبئة في كراتين لإرسالها إلى المعاهد حسب الاحتياج المحدد وعدد النسخ ، ليسهل على لجان الجرد بالمعاهد التأكد من صحة محتوى الكرتون ، ونقوم بربط كل كرتون بواسطة آلة التربيط من جوانبه الأربعة بالشريط البلاستيك القوي ثم توضع البيانات والعناوين على كل كرتون من الجانبين . معوقات وصول الكتاب المدرسي بطريقة برايل إلى المعاهد والبرامج : هناك مجموعة من المعوقات تأخر وصول الكتب الدراسية لمعاهد وبرامج العوق البصري في المملكة: أولاً : معوقات الطباعة : o تأخر طباعة الكتب المقرر تدريسها للعام الدراسي الجديد في المطابع المكلفة بالطباعة من قبل الوزارة، في السابق كان يتم استلام الكتب من المستودعات المركزية ومطابقتها لدى الأمانة العامة للتربية الخاصة، ثم إرسالها للمطابع لطباعتها قبل فترة وجيزة من بداية العام الدراسي . o كثرة التعديلات المحدثة في الطبعات الجديدة من قبل إدارة المناهج مما يضطر المطابع إلى إجراء التعديل أو إعادة النسخ للتعديلات لكثرتها أو تغيير الكتاب بالكلية . o قَِدم آلات النسخ على ألواح الزنك حيث يزيد عمرها عن 25 سنه مما يشكل كثيراً من الأعطال علماً بأنه لا توجد قطع غيار لقدمها . o ندرة الكوادر الفنية المتقنة لخصائص خط برايل من المبصرين الذين يعملون في أعمال النسخ والرسم والمعاناة الكبيرة في تجديد عقود الخبرات العربية المتوفرة في المطابع وندرة الكفاءات الوطنية التي يمكن الاعتماد عليها . o توقف البنود المالية المخصصة للصيانة والتي تساعد على تحمل تكاليف صيانة الأجهزة القديمة وتقليل زمن الأعطال والتوقف . o استيراد الخامات الأساسية لعملية طباعة الكتب من ألواح زنك وورق للطباعة بمواصفات خاصة من خارج المملكة حيث يتأخر أحياناً توريد هذه الخامات لارتباطها بمناقصات وشحن وغيرها مما يؤخر عملية الطباعة في المطابع ثانياً : معوقات إرسال الكتب إلى معاهد وبرامج العوق البصري في المملكة : o تأخر عملية الإرسال لظروف الطباعة السابقة . o تأخر متعهد الشحن المكلف من قبل الوزارة بإرسال الطرود عن طريق الشحن الجوي أو البري باستلام الكتب من المطابع . o عدم دقة أرقام الهواتف للمعاهد والبرامج أو وجود أخطاء في التسجيل على الطرود مما يبقيها فترة من الزمن في المطارات . o اعتماد المراسلات الروتينية الطويلة برفع الخطابات إلى الإدارات المعنية وتأخر وصول هذه الخطابات للمطابع باحتياج المعاهد والبرامج من الكتب أو وجود نقص في بعضها . o انتقال بعض البرامج من مدرسة إلى أخرى وتأخر إشعار المطابع . o بٌعد بعض البرامج عن المطارات ، وعدم وجود هاتف بالمدرسة مما يؤخر وصول الكتب إليها في الوقت المحدد . o كثرة المجلدات للكتاب الواحد والتي قد تصل إلى أربعة مجلدات يتم طباعتها حسب الأولوية مما يزيد من عدد مرات الإرسال والاستلام وأخطاء الإرسال ونقص الأعداد . الكتاب المدرسي بطريقة برايل واقع وطموح في تعليم البنات أولاً : الواقع ظلت معاهد النور للكفيفات تعتمد على المقررات الدراسية للبنين حتى وقتنا الحاضر مع وجود اختلاف في بعض المواد الدراسية مثل : الاقتصاد المنزلي والذي كان يطبع باسم (التدبير المنزلي )، ولا تدرس الكفيفات منهج التربية الوطنية الخاص بالبنين ، أو منهج الحاسب الآلي في المرحلة الثانوية ، أو مادة الإملاء في المرحلة المتوسطة، ولقد حرصت الأمانة العامة للتربية الخاصة منذ دمج تعليم البنات مع تعليم البنين تحت مظلة وزارة التربية والتعليم على السير بنفس الخطى نحو دمج الكفيفات في مدارس التعليم العام في مطابقة طباعة الكتب بطريقة برايل للكتب المدرسية للبنات في التعليم العام ، وواقع الحال يوضح معاناة تعليم البنات في الدمج الكلي من وجود فجوة قائمة بين الكتب المطبقة في المعاهد والفصول الملحقة والكتب المطبقة في التعليم العام للبنات . ثانياً : الطموح إن ما تحقق من عملية الدمج للبنين والتطور الحاصل في أعداد البرامج وازدياد عدد المستفيدين من الخدمة التعليمية قرب مساكنهم وفي أقل البيئات انعزالاً وفي أفضل البيئات التربوية ( المدرسة العادية ) أسهم فيه تطابق المناهج بين الكتاب المدرسي بالخط العادي والكتاب المدرسي بخط برايل بنسبة كبيرة فيعد بذلك الكتاب المدرسي المطبوع بطريقة برايل حجر أساس لعملية الدمج. التوصيات : ولتحقيق ذلك في تعليم البنات نوصي بما يلي : o لابد من أن تقوم وزارة التربية والتعليم بدعم مطابع التربية الخاصة بأجهزة حديثة وأنظمة حاسوبية وبرمجيات حديثة في الطباعة بخط برايل لتقوم المطابع بتقديم أفضل الخدمات لطباعة الكتب وتوفيرها للبنين والبنات وبدون ذلك يصعب أن تقوم المطابع بمهامها الموكولة لها أو المنتظرة منها . o تكوين لجان من مسؤولي تعليم البنات ومن المشرفات وعضوية المطابع لإعداد مناهج البنات للطباعة بخط برايل مع الأخذ بعين الاعتبار طباعة أحدث الطبعات . o تزويد مطابع التربية الخاصة بالكوادر الفنية المؤهلة علمياًِ وعملياً لتقوم بأداء المهام الموكلة إليها على أفضل وجه . o تزويد المطابع بالكتب الدراسية المقررة للأعوام الدراسية القادمة بفترة كافية قبل بدء العام الدراسي ليتم إنجاز العمل في الوقت المحدد . o تزويد المطابع بخطط استحداث البرامج و أعداد الطالبات أولاً بأول ليتم تجهيز ما تحتاجه من كتب دراسية . o التواصل المباشر مع المطابع بالاحتياج للكتب ، أو إبداء الملاحظات أو الاقتراحات بواسطة الاتصال الهاتفي أو الفاكس . o تسجيل الكتب المدرسية على أشرطة كاسيت لتكون سنداً للكتاب المطبوع بطريقة برايل في حين تعثر طباعته . o الاستفادة من بقايا الكتب الموجودة في المعاهد والبرامج وإشعار المطابع بأعدادها وسنة طباعتها ليتسنى للمطابع إكمال إرسال ما يلزم . o نوصي بأن تأخذ إدارة المناهج والتطوير بالوزارة أثناء تأليف وإعداد الكتب المدرسية بعين الاعتبار بأن هذه الكتب سيتم تحويلها بطريقة برايل وعليه سيخضع الكتاب إلى مراحل مختلفة من التعديل والتكييف بما يتوافق وخصوصيات خط برايل . الخاتمة : في ختام هذه الورقة أرجو أن أكون قد وفقت في تناول جوانبها المختلفة التي أتمنى أن تكون محل اهتمام المسؤولين في وزارة التربية والتعليم حيث أظهرت أهمية توفير الكتاب المدرسي المطبوع بخط برايل لفئة المكفوفين من أبنائنا بنين وبنات ، وضرورة تحديث الجهة ذات العلاقة بإنتاج وتوفير هذا الكتاب ألا وهي مطابع التربية الخاصة . وتزويدها بكل ما يخدم عملها خاصة في ظل توافر التقنية الحديثة من أجهزة حاسبات وبرامج تحويل وآلات طباعة ذات كفاءة عالية وتوفير الكوادر الفنية المؤهلة من شباب هذا الوطن ودعمها بكل الإمكانيات المادية لإعمال الصيانة لتستمر في أداء رسالتها الوطنية وهي توفير الكتاب المدرسي المطبوع بخط برايل . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|