|
110529065 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> العوق البصري
<< |
العلاقات الاجتماعية والمراهق المعاق بصريا: |
الكاتب : .. |
القراء :
4555 |
العلاقات الاجتماعية والمراهق المعاق بصريا:
تتميز فترة المراهقة باتساع شبكة العلاقات الاجتماعية وأخذها بعدا أكثر حدة وتطورا عما كانت عليه في مرحلة الطفولة التي اقتصر نشاطها الاجتماعي على أفراد الأسرة والأقارب, لكي يشمل في هذه المرحلة علاوة على أفراد جنسه أفراد الجنس الآخر وتتسم المواقف الاجتماعية للمراهق المعاق بصريا باضطراب العلاقات سواء تعلق الأمر مع أسرته أو في أدائه لدوره الاجتماعي مما ينجم عنه سوء التكيف مع البيئة الاجتماعية .
وتلعب الاستعدادات الفطرية لدى المراهق المعاق بصريا وتوزيع الأدوار بين الجنسين دورا في تكيف الاجتماعي فقد أوضحت سومرز في دراسته لشخصية المعاق بصريا أن المعاقة بصريا تفوق المعاق بصريا في القدرة على التكيف .
وفيما يلي عرض لأهم العلاقات الاجتماعية التي تربط المعاق بصريا بالمحيط :
-1- العلاقة مع الأسرة :إذا كان التوازن على مستوى الأمثل للعلاقات الأسرية الايجابية التي تتميز بالتساند والتكامل فان إعاقة المراهق المعاق بصريا, افتقاده لأداء دوره تمثل مصدرا لاضطراب وعبئا على أداء الآخرين وبالتالي يمثل إعاقة لأسرته .
وتنمي المراهقة من حدة سلوك المعاق بصريا المسرف بالغضب والقلق والحساسية وتنعكس آثار هذا السلوك المضطرب على الأسرة فتقابله هي كذلك بسلوك مفرط في الشعور بالذنب وبالحيرة أو بالحماية الزائدة الأمر الذي ينعكس على توازن الأسرة وتماسكها ويؤثر على وظيفتها الطبيعية نحو تنشئة باقي أعضائها .
وقد انتهت دراسة بومان في دراستها التي تناولت تكيف المعاق بصريا في الأسرة إلى نتيجة مؤداها أن تقبل الأسرة لابنها المعاق بصريا وتوفير الظروف والمناخ التربوي السليم الذي يتحاشى كلا من الحماية الزائدة التي تحد من نشاطه وحريته أو إهمال واللامبالاة فإنها تسهم ايجابيا في توافقه النفسي والاجتماعي وتعمل على بث الثقة في نفسه وتتيح له فرص التعليم والتأهيل المهني .
-2- العلاقة مع المجتمع : تحد الإعاقة البصرية من تطور المراهق المعاق بصريا وتنعكس بقوة نامية على نشاطه فان كانت العين هي الحاسة التي تتغلب على المسافة وتعطي في نفس الوقت تفاصيل الشيء وهي التي تسمح الاتصال بالمجتمع ومراقبته أكثر مما تسمح به الحواس الأخرى فان المراهق المعاق بصريا يعاني انقطاع عن العالم الخارجي وعن العالم الاجتماعي الأمر الذي يحد من تعلقه بالمجتمع ويؤثر على قدرته في مسايرة وتيرته وبالتالي فانه يجد صعوبة كبيرة ومعاناة في امتصاص قيم ومعايير المجتمع والانضباط لأوامره ونواهيه مما يؤثر سلبا على فرص الحصول على مبادئ السيرة المرتكزة على المحاكاة والاقتداء النظري التي تلعب دورا مهما في نموه خصوصا فيما يتعلق بحديثه وسلوكه ......... الخ ( فوزي محمود فرغلي, 2004, 36).
إن كف البصر مسؤول عن ابتعاد المراهق المعاق بصريا عن مجتمعه مهما كانت مقدرته على التحكم في اللغة المنطوقة , باعتبارها من أهم مرتكزات التواصل الإنساني , ذلك أن العملية التواصلية الإنسانية عملية تتكامل فيها مجموعة من المكونات المرتبطة بالبصر وإتقان اللغة والإشارات .
غير انه على عكس ما قد يخلفه الانطباع الاولي والتحليل السطحي والذي يرتكز على الإعاقة باعتبارها مصدرا وحيدا وقطبا موردا لسوء التوافق حيث إن أغلب الدراسات والأبحاث التي أجريت على المراهق المعاق بصريا تؤكد أن سوء توافقه واضطراباته الانفعالية ترتبط أساسا بعوامل اجتماعية ممثلة في اتجاهات الآخرين نحوه وخاصة اتجاهات الآباء والأمهات أكثر من ارتباطها بالإعاقة البصرية بشكل مباشر ويرى كتسفورت«إن العمى وحده لا يمكن أن تفسر العجز الجسمي والاجتماعي والاقتصادي الذي يوجد لدى المعاق بصريا بل إن العجز والقصور ناشئان من صلة المعاق بصريا بالمجتمع ومواقفه منه».
-3- العلاقة مع الجماعة :تتميز فترة المراهقة بتبلور الوعي الاجتماعي والمتمثل في الزيادة الواضحة المتصلة بالحاجة الملحة للانتماء إلى الجماعة باعتبارها بديلا عن المجتمع الأسري الذي لا يلبي مطالب المراهق ولا يعترف برجولته , وباعتبارها مجالا مناسبا لإشباع حاجات النمو الاجتماعي القائم على تبادل الأدوار وتحقيق الذات . غير إن المراهق المعاق بصريا لا يقوى على مجاراة نمط ونظام جماعة المبصرين فيشعر بعدم المساواة مع زملائه وعدم شعور هؤلاء بكفاءته لهم , مما ينمي لديه الاتجاهات السلبية ويؤدي به إلى الانسحاب من الجماعة والتقوقع على نفسه ( فوزي محمود فرغلي, 2004 , ص37).
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|