|
110765346 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> العوق البصري
<< |
البيئة المؤهلة في مدارس التعليم العام وأثرها في دمج الطلاب المعاقين بصرياً |
الكاتب : .. |
القراء :
12889 |
البيئة المؤهلة في مدارس التعليم العام وأثرها في دمج الطلاب المعاقين بصرياً تعتبر البيئة المؤهلة من أهم المكونات والأسس التي تقوم عليها عملية الدمج ، وتعتبر كذلك من مكونات نجاح هذه العملية في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من الانخراط في إطار التعليم العام. البيئة المؤهلة في المدارس تعتمد على مجموعة من العوامل ، والتي أهمها : ?توفر المواصفات الهندسية في المكان والتي تمكن الأشخاص المعاقين من استخدام جميع مرافق المدرسة بدأ من موقف الحافلات في المدرسة مرورا بمداخل المدرسة والصف الدراسي وانتهاء بمرافق المدرسة المختلفة والتي يستخدمها الطلاب الآخرين. ?توفر أدوات ووسائل مساعدة وأجهزة تساعد الطالب المعاق على تلقي التعليم ومتابعة الدروس. المقصود بالبيئة المؤهلة لا يقصد بالبيئة المؤهلة أو المواصفات الهندسية الخاصة بالمعاقين هو عزل هذه الفئة من الطلاب عن الطلاب الآخرين أو إيجاد مداخل خاصة لهم أو مصعد خاص بهم ، بل المقصود هو توفر مواصفات هندسية معينة في المدرسة ومرافقها بحيث تمكن الشخص المعاق من استخدام هذه المرافق مثله مثل الطالب غير المعاق ، فمدخل المدرسة الخاص بالطلاب يجب أن يشتمل على مواصفات خاصة تمكن الطلاب المعاقين من استخدامه ، والأمر نفسه في مختبر العلوم أو صالة الرياضة أو المكتبة أو صالة الطعام. القانون الاتحادي رقم 29 لعام 2006 يلزم القانون الاتحادي رقم 29 لعام 2006 - الفصل الخامس - المادة( 22 ) توفير بيئة مؤهلة في جميع الأماكن العامة ، حيث تنص هذه المادة على : " لكل صاحب احتياجات خاصة الحق في بيئة مؤهلة ، والوصول إلى المكان الذي يستطيع غيره الوصول إليه ". وجاء في المادة( 23 ) : تقوم الجهات المعنية بالتنسيق فيما بينها لتحديد المعايير والموصفات الهندسية الخاصة بالمنشئات والمرافق العامة ، والتي يصدر بها قرار من مجلس الوزراء بناء على عرض الوزير ، ويحدد القرار الضوابط اللازمة لتطبيق هذه المعايير والمواصفات والاستثناءات الواردة عليها ، وذلك كله فيما يتعلق بتأهيل المنشآت لاستعمال صاحب الاحتياجات الخاصة وحاجته ومتطلبات سلامته وعدم إلحاق الأذى به.وتسري أحكام هذا القرار على القطاعين الحكومي والخاص ، إلا ما استثنى منها بنص خاص فيه. الحاجة إلى بيئة مؤهلة البدائل التربوية التي كانت متاحة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي أمام للأشخاص المعاقين لم تعد مقبولة في الوقت الحالي مع التطور الحاصل في مجال التربية الخاصة والعلوم الأخرى والتشريعات والقوانين المتعلقة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتي طالبت بدمج الأشخاص المعاقين في نظام التعليم العام من الذين تسمح قدراتهم في ذلك. فلم يعد مقبولا في الوقت الحالي أن يلتحق طالب كفيف أو يعاني من فقدان بصر جزئي في مركز تربية خاصة ، والأمر نفسه للطالب معاق حركيا ويستخدم الكرسي المتحرك. ومن هنا برزت الحاجة لوجود مواصفات وتسهيلات خاصة بالمدرسة بحيث تكون ذو بيئة مؤهلة تمكن فئات مختلفة من الأطفال المعاقين من متابعة تعليمهم في النظام التربوي العام دون وجود عوائق أو صعوبات تحول دون ذلك. المبادئ العامة في التخطيط والتصميم الهندسي للمدارس والبيئة المدرسية بهدف تمكين المدارس العامة من استيعاب فئات مختلفة من الأطفال المعاقين، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار المبادئ التالية عند وتصميم البناء المدرسي أو عند إجراء صيانة وإعادة تجديد للبناء المدرسي. تزويد البناء المدرسي بفصول دراسية ذات مساحات واسعة يتواجد الطلاب معظم الوقت داخل الفصل الدراسي ، إلا أن التصميم الهندسي غالبا ما ينصب على مداخل المدرسة أو صالة الطعام والمعابر والممرات داخل المدرسة. حيث نلاحظ أن الكثير من المخططات الهندسية لا تهتم بشكل خاص بتصميم الصف الدراسي مثل مساحة المكان والإضاءة والبيئة السمعية ومدى إمكانية استخدامه من قبل الطلاب ذو الإعاقة بشكل عام ومستخدمي الكراسي المتحركة بشكل خاص وغير ذلك من الأمور.
تعتبر الفصول الدراسية التي تحتوي على مساحات يمكن استخدامها لأنشطة متعددة من أفضل الفصول الدراسية في جميع البرامج التربوية وبشكل خاص عند دمج طالب أو أكثر من ذوي الإعاقة. فالطالب الذي يستخدم كرسي متحرك بحاجة إلى مساحة اكبر من أجل التحرك داخل الفصل الدراسي والتمكن من الدوران أو الوصول إلى أماكن محددة في الحجرة الدراسية. والأمر نفسه للطالب الكفيف الذي يستخدم العصا البيضاء فحركته وتنقله يكون أسهل من الصفوف الضيقة. إضافة إلى ذلك الغرف الدراسية ذات المساحة الكبير تمكن المدرس أو المشرف من إجراء تعديلات مناسبة على توزيع المقاعد والطاولات الدراسية بحيث يتم تشكيلها تبعا لطبيعة المادة الدراسية أو حاجة طفل ذو إعاقة بالجلوس في القرب من المدرس أو جلوس طالب ضعيف البصر بالقرب من النافذة أو المكان ذو الإضاءة الجيدة. مبدأ التصميم العام Universal Design في الأبنية الدراسية التصميم العام أصبح من المبادئ الهندسية الحديثة في تصميم الأبنية الدراسية ، ويشير هذا المبدأ إلى تصميم الأبنية الدراسية بحيث تكون مناسبة لاستخدام فئات مختلفة من الأشخاص من حيث القدرات الحركية والحسية ، ولكي يناسب فئات من الطلاب تختلف قدراتهم الحركية والحسية من فترة إلى أخرى ، أو يصابوا بحالة مؤقتة من صعوبات الحركة والتنقل ( تعرض الطالب لكسور في القدم واستخدام أدوات مساعدة على الحركة لفترة مؤقتة ). وبذلك فان التصميم العام يخدم أو يستفيد منه الطلاب المعاقين وغير المعاقين. يتضمن التصميم العام كذلك توزيع المقاعد والطاولات الدراسية والذي يجب أن يوفر الراحة القصوى والأمن والسلامة لجميع الطلاب ولا يسبب بإصابة طالب بجروح أو أذى ( لا يحتوي على زوايا أو ذو حواف دائرية ) إضافة إلى كونه مريح للنظر( لا يلمع بدرجة كبيرة مما يعيق الرؤية ) ولا يسبب تشتت الانتباه والتركيز. والأمر نفسه عند تصميم المبنى المدرسي بحيث يكون ممر الطلاب ومعبر الحافلات ومنطقة تحميل وتنزيل الطلاب ومواقف السيارات جميعها تكون منفصلة وبعيدة عن الفصول الدراسية وذلك لسلامة جميع الطلاب بما في ذلك الطلاب المعاقين بصريا أو حركيا ولإبعاد أصوات الضجيج عن الحجرة الدراسية. ويراعى توفير الإضاءة الجيدة لجميع المعابر الواصلة من مواقف الحافلات وممرات المشاة. يقوم مبدأ التصميم العام للأبنية الدراسية على أن المدرسة هي مؤسسة مجتمعية تقدم خدماتها لفئات مختلفة من الأشخاص مختلفي القدرات الحركية والحسية. التقليل من المسافات التي يجب أن يقطعها الطلابفي الاتجاهات المختلفة تعتبر المسافة التي يقطعها الطالب من جهة إلى أخرى داخل البناء المدرسي من الأمور التي تؤخذ كذلك بعين الاعتبار عند تصميم الأبنية الدراسية ، ويكون الأمر أكثر أهمية عند التخطيط لدمج الطلاب ذوي الإعاقة ، حيث إنهم بحاجة إلى وقت أطول في الانتقال من مكان إلى آخر داخل البناء المدرسي من الطلاب الآخرين. لذلك من المهم أن تكون المرافق العامة في المدرسة مثل المكتبة وصالة التربية الرياضية وغرفة الموسيقى والفنون وقاعة الطعام موجودة في وسط البناء المدرسي ومن المهم عدم تواجد هذه المرافق في مناطق بعيدة أو في نهاية البناء المدرسي. وعند احتواء البناء المدرسي على أكثر من طابق من المهم أن يكون هناك عدد من المصاعد يناسب عدد الطلاب حيث أن الطالب المعاق يحتاج إلى المصعد أكثر من حاجة الطالب غير المعاق. دمج الفصول الدراسية الخاصة مع الفصول الدراسية العادية الفصول الدراسية التي تخصص ( في بعض الأحيان ) للطلاب المعاقين والتي تدعى الفصول الخاصة يجب أن تكون جزءا من الفصول الدراسية العادية وغير منفصلة عنها ولا تتواجد في منطقة معزولة من المبنى المدرسي. ويراعى كذلك أن تكون هذه الفصول قريبة من القاعات الرياضية وصالة الطعام والمكتبة وغرفة الموسيقى بحيث أن هذه الأماكن يستفيد منها الطلاب الملتحقين بالفصول العادية والفصول الخاصة. توفير أماكن خاصة بمرافقي الطالب المعاق يحتاج بعض الطلاب المعاقين إلى مرافقين مدربين على مساعدة الطالب المعاق ، لذلك من المهم أن يتوفر في المبنى المدرسي مكان خاص بانتظار أو تواجد المرافقين. ومن الممكن أن يستخدم هذا المكان الوالدين أو أحدهما في حالة حضورهما إلى المدرسة للاشتراك في نشاط معين مع ابنهم المعاق. أو يستخدم هذا المكان لتخزين أدوات خاصة يستخدمها الطالب المعاق عند خروجه من المدرسة. مراعاة كرامة الطالب المعاق واحدة من أهم المبادئ التي تؤخذ بعين الاعتبار عند تخطيط الأبنية الدراسية هي مراعاة كرامة الطالب المعاق ، فالتسهيلات المتوفرة في المدرسة يجب أن لا تفصل بين الطالب المعاق وزملائه في الصف أو أن تؤثر هذه التسهيلات على دراسة الطالب المعاق أو تؤثر على الطلاب الآخرين. ويراعى كذلك أن تكون التسهيلات الخاصة بالطالب المعاق لا تجلب الانتباه ( غير ملفتة للنظر إلى حد كبير ). نقاط أخرى تخذ بعين الاعتبار في الأبنية الدراسية تحتوي المدارس كما ذكرنا سابقا على مرافق عامة لجميع الطلاب ، وحتى تكون هذه المرافق مناسبة للطلاب ذوي الإعاقة يراعى في تصميمها التالي : ?ملائمتها مختبر لاستخدام الطالب المعاق ، بحيث يكون مكان تواجد الطالب المعاق غير منفصل عن المجموعة الأخرى من الطلاب وكذلك لا يعيق حركتهم. وهذا المبدأ يجب تعميمه في مختبر العلوم والكمبيوتر والمرافق الأخرى. ?من المهم أن تحتوي قاعة الاحتفالات أو قاعة المسرح والأنشطة على مكان مناسب ومؤهل لاستخدام الطلاب المعاقين بحيث يتمكن الطالب المعاق من متابعة الأنشطة والفعاليات التي تتم في هذه القاعة مثله مثل الطلاب الآخرين. والأمر نفسه ينطبق على القاعات الأخرى مثل قاعة الاجتماعات أو صالات الرياضة. الخ. ?ملائمة غرفة الطبيب أو الممرضة لاستخدام الطالب المعاق. وقد يحتاج الأمر في بعض الأحيان إلى وجود غرفة خاصة بالفحص أو المعاينة وتوفير خدمات خاصة يحتاجها الطالب المعاق مثل تغير أنبوب التغذية أو أنبوب البول أو تناول دواء معين وغير ذلك من الأمور. التسهيلات الخاصة تبعا لنوع الإعاقة تختلف التسهيلات التي يحتاجها الطالب المعاق تبعا لطبيعة وشدة الإعاقة التي يعاني منها ، فعلى سبيل المثال يحتاج الطالب المعاق حركيا من مستخدمي الكرسي المتحرك إلى تسهيلات خاصة تختلف عن تلك التي يحتاجها الطالب الكفيف أو المصاب بفقدان البصر الجزئي. فبالإضافة إلى المبادئ العامة التي يجب أن تراعى عند تصميم البناء المدرسي هناك تسهيلات خاصة من المهم توفرها تبعا لطبيعة الإعاقة وشدتها. الإعاقة البصرية الكلية والجزئية يطلق مصطلح الإعاقة البصرية على فئة متنوعة من الأشخاص الذين يعانون من فقدان بصر جزئي إلى فقدان بصر تام. ويعتبر الطالب معاق بصريا إذا احتاج إلى إجراء تكييف أو تعديل في البيئة المحيطة به أو احتاج إلى وسائل تعليم خاصة أو أجهزة خاصة من أجل متابعة المنهاج الدراسي العادي. يحتاج الطالب الكفيف أو المصاب بفقدان بصر جزئي إلى تسهيلات خاصة بالمعاقين بصريا بحيث تمكنه أو تساعده في الاندماج في البيئة المدرسية والتحرك والانتقال بسهولة بين مرافق المدرسة وفي داخل الصف الدراسي،مثل: ?تزويد جميع اللوحات الإرشادية و أرقام الغرف الدراسية والقاعات والصالات والمختبرات بحروف برايل ، بحيث يتمكن الطال الكفيف أو المصاب بفقدان بصر جزئي من معرفتها من خلال التلمس ( التتبع بالأصبع ) لذلك يجب أن توضع هذه الحروف ( نقاط برايل ) في مكان مناسب من ناحية الارتفاع وسهولة التتبع. ?التخلص من الأدراج والعتبات داخل المدرسة ( متى كان ذلك ممكننا من الناحية الفنية ) والاستعاضة عنها بمنحدر خاص يمكن الطالب الكفيف وضعيف البصر من المشي بسهولة دون التعرض لخطر السقوط. ?في حالة وجود أكثر من طابق تزود المدرسة بمصعد مناسب لاستخدام الطلاب المعاقين من ناحية ارتفاع لوحة المفاتيح ووجود تعليمات سمعية وبصرية ولوحة مفاتيح بحروف برايل. ?تزويد الحوائط في المدرسة بدرابزين خاص ( إرشادي ) يساعد الكفيف أو ضعيف البصر على تلمس طريقة ومعرفة اتجاهه. ?تجنب وضع عوائق في الممرات أو الصالات مثل : ثلاجات المياه. أو الأشياء البارزة من الحائط. وكذلك وضع وقاية تحت الدرج. ?يحتاج الأمر إلى بعض العلامات الأرضية وذلك عند استخدام الطالب للعصا البيضاء. ?التقليل قدر الإمكان من الضوء الشديد أو الباهر في الغرف الدراسية والاستعاضة عن ذلك بإضاءة جيدة وطلاء غير لامع ، مع تزويد الغرف الدراسية بمرشحات من ضوء الشمس توضع على النوافذ لان من شأن الضوء الشديد والمعان أن يصعب على المصابين بفقدان البصر الجزئي. وقد يكون في بعض الأحيان من الصعب رؤية اللوح عند سطوع الضوء عليه. ?استخدام لوح ابيض ( سبورة ) مكان اللوح التقليدي الذي يستخدم الطباشير. ?استخدام ألوان محددة لكل قسم أو جزء من المدرسة يساعد الشخص المصاب بفقدان بصر جزئي على إيجاد المكان بسهولة. ?توفر دورة مياه مناسبة لاستخدام الطالب المعاق بصريا ، بحيث تكون غير بعيدة عن الفصل الدراسي. التقليل من مستوى الضوضاء داخل الفصل الدراسي يعتمد الطالب الكفيف على حاسة السمع في الحصول على الكثير من المعلومات وبشكل خاص في متابعة شرح المدرس ، لذلك من المهم أن تتوفر بيئة سمعية داخل الفصل الدراسي تساعد الكفيف على السماع بشكل أفضل. مصدر الضوضاء قد يكون من خارج الصف الدراسي مثل : ?صوت الطريق بجانب المدرسة. ?صوت الفصول الدراسية الأخرى. ?أصوات من الصالة الرياضية أو غرفة الموسيقى أو صالة الطعام. ?أصوات مشوشة من الحديقة. ?أعمال الصيانة والتصليحات في المدرسة. ?وصول ومغادرة الحافلات المدرسية. أما مصدر أصوات الضجيج من داخل الفصل الدراسي فمن الممكن أن تكون : ?أصوات من الأجهزة البصرية السمعية ( أجهزة العرض ) داخل الصف. ?صوت جهاز تكييف الهواء. ?أصوات تحرك المقاعد على الأرض. استخدام الأدوات المساعدة يستخدم بعض المصابين بفقدان البصر الجزئي أدوات مساعدة على الرؤية مثل العدسات المكبرة وأجهزة تكبير خاصة. ويستخدم المكفوفين كذلك أجهزة حاسوب وقارئ شاشة ، وتعد هذه الأدوات جزءا من البيئة المؤهلة في المدارس. وبذلك من المفيد إجلاس الطالب فاقد البصر جزئيا في مكان جيد الإضاءة بحيث يتمكن من استخدام الأدوات المساعدة.
جميع حقوق النشر والاقتباس محفوظة لمجلة عالمي |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|