|
110542360 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> العوق البصري
<< |
الساد "اعتام عدسة العين" |
الكاتب : الدكتور عمار محمد حواري |
القراء :
9769 |
الساد "اعتام عدسة العين" الماء الأبيض في العين - الكتراكت الدكتور عمار محمد حواري اختصاصي طب وجراحة العيون الساد هو اعتام عدسة العين وكذلك يسمى بين الناس: بالماء الأبيض أو الأزرق أوالأصفر، حسب تغير لون العدسة من جهة وتغير رؤية المريض للألوان مع تكون الساد في عينه من جهة أخرى وفي زيارتك لعيادة العيون في المستشفى سيقوم باستقبالك طاقم طبي، حيث سيجري لك: 1- فحص القدرة البصرية أو حدة إبصارك. 2- أخذ قصة مرضية وافية منك. 3- فحص عيني كامل. كذلك من المرجح أن يتم وضع نوع أو أكثر من القطرات العينية في عينيك: 1- قطرة مخدر موضعي للعين تسبب حرقة مؤقتة 20 ثانية ثم تعمل على تخدير سطح العين لمدة لا تقل عن نصف ساعة. 2- قطرة توسيع الحدقة لأغراض فحص الشبكية والأقسام الخلفية من العين وعادة يستمر تأثيرها من أربع إلى ست ساعات. علماً بأنه يبدأ تأثيرها خلال عشر دقائق وهذا التأثير هو توسيع حدقة العين مما يؤدي إلى: أ- الإنزعاج من الضوء. ب- تشويش الرؤية المؤقت وخصوصاً عن القراءة. ج- عدم القدرة على القيام بالأعمال التي تحتاج إلى تركيز بصري مثل قيادة السيارة بأمان. د- يفضل أن تتم مرافقة كبار السن عند إجراء توسيع حدقة العين، خشية ارتطامهم بالأشياء أو تعثرهم عند صعود أو نزول السلالم خاصة. ولكن ما هو الساد؟ لا تتوتر أو تنزعج إذا أخبرك طبيبك بأن لديك ساداً في إحدى عينيك، إن أكثر من نصف الناس فوق عمر الخمسة وستين عاماً، لديهم درجة من الساد "إعتام عدسة العين" وفي أغلب الحالات يتم علاجها جراحياً بشكل ناجح وممتاز. كيف يتشكل الساد؟ يتشكل الساد عندما تصبح بلورة أو عدسة العين أقل شفافية مما يجعل من الصعب على الضوء أن يمر خلالها، وبالتالي تبدأ الرؤية بالتشويش أو التشوه تدريجياً، "تشوه الأشكال أو الألوان" أو حتى ازدواجية الرؤية. إن تشكل الساد عادة هو عملية بطيئة، وتؤثر بشكل خفيف على البصر في مراحلها الأولى، يشعر المريض كأنه يرى عبر ورقة شفافة أو عبر زجاج عليه بخار ماء، في بعض الأحيان يمكن أن يؤدي التكون الباكر للساد إلى تغير في القوة الانكسارية للعين نحو "قصر البصرMyopic shift"، عندها قد يفيد تغيير قوة النظارات الطبية أو حتى قد يستغني المرضى كبار السن عن نظارات القراءة لفترة مؤقتة وهذا الأمر يسمى الراجعة Second Sight أو العائدة. ولكن مع استمرار عملية تكون او تشكل الساد فإن التطور الطبيعي للرؤية هو أنها ستزداد سوءاً. من الجدير ذكره، أن هناك عدد من الأبحاث التي لم يتم تطبيقها عملياً بعد على نطاق واسع، وتهدف الى اكتشاف علاج دوائي لوقف تكون الساد أو حتى معاكسة تكثف أو اعتام العدسة وارجاع شفافيتها ثانية، وعلى الرغم من تنوع الأبحاث والاكتشافات في هذا الجانب إلا أنه لم يتم اعتماد أي منها من قبل أي وزارة صحة بالعالم كعلاج بديل للجراحة حيث أنها لا زالت في طور التجربة حتى ساعة إعداد هذا المقال.
ما هي أسباب تشكل الساد؟ تترافق أغلب حالات تكون الساد مع تقدم السن كتطور طبيعي لعدسة العين، وقد يكون للأمر حكمة ربانية في أن المرضى كبار السن يتعرضون تدريجياً أكثر من غيرهم لأمراض الشبكية وخاصة اعتلال أو تنكس اللطخة الصفراء الشمخي، وعليه قد يكون اعتام عدسة العين الخفيف بمثابة وقاية من وصول اشعة الضوء الضارة "خاصة فوق البنفسجية" إلى مركز الشبكية "اللطخة الصفراء" وزيادة تضرر اللطخة الصفراء المتأثرة أساساً. إن تطور العدسات التي تزرع داخل العين عالج هذه المشكلة الى حد ما حيث ان اغلب العدسات التي تستخدم اليوم لزراعتها داخل العين تمتلك خاصية فلترة الاشعة فوق البنفسجية وتحييد تأثيرها على الشبكية. هناك أسباب أخرى لتكون الساد ومنها: 1- الساد الخلقي: حيث يولد الطفل ولديه ساد تكون خلال الحياة الجنينية لأسباب عديدة من أهمها إصابة الحامل بالحصبة الألمانية خلال الحمل. 2- الساد الرضي: عقب رض كليل أو نافذ إلى العين. 3- الساد السكري: حيث يتطور الساد بشكل أسرع كلما قل ضبط السكري. 4- الساد الالتهابي: حيث يتطور الساد عقب التهابات العين والتي من أهمها التهابات القزحية الشديدة أو المزمنة. 5- الساد الدوائي: حيث يتطور بشكل أبكر عند من يتناولون أدوية الكورتيزون لفترات مديدة مثلاً. إن تكون الساد يصيب عيناً واحدة أو العينين معاً، وفي حال أصاب العينين فإنه على الأغلب غير متناظر الحدة، بمعنى أنه يكون عادة أكثر كثافة في عين من الأخرى. كيف يمكننا أن نساعدك؟ مع اقتناعك بتأثير الساد المستمر والمزعج على حدة ابصارك وعلى حياتك ككل، يسرنا أن نبحث معك في طريقة علاجه جراحياً حيث يوجد بالتأكيد تقنيات حديثة في جراحة الساد وزراعة عدسة اصطناعية في نفس العين، طالما لا يوجد مضاد استطباب لذلك. تقويم ما قبل العملية: إن الفحص العيني الشامل والتقويم الدقيق لحالة الساد بشكل خاص والعين بشكل عام هو أمر هام للغاية ويشمل: 1- قياس حدة البصر العادية والقابلة للتصحيح بالنظارات الطبية. 2- قياس محاور القرنية واحتمالية وجود انحراف في القرنية. 3- قياس قوة العدسة المراد زرعها في العين أثناء العملية. 4- الفحص العيني الشامل. 5- سؤالك عن حالتك الصحية العامة. 6- مناقشة النتيجة البصرية المتوقعة بعد العملية. 7- اعطاؤك معلومات عن العملية والتخدير وفترة ما بعد العملية. 8- اجابة أي سؤال يتعلق بالعملية قد يخطر ببالك. 9- إن طلب فحوصات طبية معينة كصورة شعاعية للصدر، تخطيط كهربائي للقلب، وتحليل دم أو بول وأيضاً استشارة طبيب آخر بشأن حالتك الصحية العامة هو أمر وارد. أنواع التخدير: أ- تخدير موضعي ويتضمن بشكل رئيسي: 1- تخدير لسطح العين Topical. 2- تخدير للحيز حول العين Subtenon or Peribulbar. 3- تخدير للحيز خلف العين Retrobulbar. ب- تخدير عام. ونود لفت الانتباه إلى أنه في كلتى الحالتين الموضعي أو العام يتم تزويد المريض بأكسجين لمساعدته على تنفس أفضل، وكذلك يتم مراقبة القلب والضغط. - كما يجب التنويه إلى أن العملية تحت التخدير الموضعي تتطلب من المريض تعاوناً أكبر بعدم تحريك الرأس أو أي جزء من الجسم والتجاوب مع الجراح بالكامل خلال العملية.
(العملية الجراحية) توجد طريقتان: الأولى: وتسمى استحلاب أو تذويب العدسة: ويتم فيها إجراء شق جراحي صغير في حافة القرنية ثم ادخال مسبار "بحجم إبرة كبيرة" يولد طاقة فوق صوتية عالية تفتت العدسة داخل العين ثم يتم سحب الأجزاء المفتتة من خلال نفس المسبار، وفي نهاية العملية يتم ادخال عدسة مطوية عبر الجرح الصغير حيث تفتح هذه العدسة داخل العين وبحرص يضعها الجراح في مكانها المناسب وفي النهاية يغلق الجرح الصغير بوضع قطبة واحدة أو بدون قطبة. الثانية: وتسمى عملية استخراج الساد خارج محفظته: حيث يتم فيها شق جراحي في حافة القرنية أكبر من جرح العملية السابقة بحوالي ثلاث مرات، وعبر هذا الجرح يتم استخراج "توليد" العدسة "الساد" بالكامل إلى خارج العين ثم تغسل وتنظف بقايا الساد، ثم تزرع عدسة اصطناعية محل الساد المستخرج كقطعة واحدة غير مطوية وفي النهاية يغلق الجرح بعدد من القطب من خمس الى سبع قطب. في كلتا العمليتين، تغطى العين التي اجري لها العمل الجراحي بضماد وبواقي شفاف منعاً لتعرضها لأي رض عارض وحفظاً لها من تأثير الضوء المزعج أو المخرشات المختلفة في اليوم الأول أو الأيام الأولى من العملية. من الطبيعي أن تدمع العين التي أجري لها العمل الجراحي بعد العملية ولعدة ساعات ونادراً لعدة أيام، وأحياناً يكون دمعاً محمراً ولكن هذا سرعان ما يختفي، كما يمكن أن تكون العين حساسة لعدة أيام. صباح اليوم التالي للعملية: يرفع واقي العين الشفاف عن العين، وتنظف بشكل حذر من قبل الطبيب، ثم تفحص قوة الابصار فيها كما يقاس ضغطها وتفحص العين كاملة بما فيها شبكية العين. سيتم وصف قطرات عينية مختلفة للعين نفسها لمدة تتراوح من أربعة الى اثني عشر اسبوعاً، وسيتم نصحك عن كيفية تكرار تقطيرها بالعين، كما سيتم اعلامك بتطورات حالة عينك المتوقعة بعد العملية وعما يجب أو لا يجب فعله بعد العملية. من الممكن تجربة نظارات طبية لك بعد العملية بفترات من ستة إلى ثمانية أسابيع، وهي الفترة اللازمة في أغلب الحالات لاستقرار العين بصرياً بعد العملية. ولكن هل هي عملية آمنة تماماً؟ لا يوجد شيء بهذا الوصف في كل حقول الطب والجراحة، ولكن لا يتوقع أن تحصل مشاكل أو مضاعفات مع عملية إزالة الساد في 80- 90% من الحالات. ومن أهم المشاكل او المضاعفات الممكنة الحدوث مع عملية الساد: 1- الحاجة غير المتوقعة لنظارات طبية عالية الدرجات "غالباً للقراءة". 2- ارتفاع ضغط العين. 3- نزيف الدم داخل العين. 4- انكسار أو انزياح العدسة المزروعة داخل العين عن مكانها المخطط له. 5- انسدال الجفن العلوي للعين المجراة لها العملية. 6- توذم القرنية. 7- انخفاض ضغط العين . 8- التهاب العين الجرثومي. إجراءات جراحية شائعة أو طبيعية بعد العملية: 1- فك ورفع القطب الجراحية وهذا ما يقرره الجراح، ويقرر متى يتم، وعادة لا يتم هذا قبل الاسبوع السابع من العملية وحسب حالة العين والجرح ودرجة الابصار ودرجة الانحراف القرني إن وجد، يجرى هذا الاجراء عادةفي قسم العيادات الخارجية تحت التخذير الموضعي وهو إجراء سريع وغير مزعج في أغلب الحالات. 2- وضع قطبة أو أكثر لضمان إغلاق الجرح عند التأكد من وجود تسريب من الجرح أو حتى عند الشك بذلك مع انخفاض مستمر في ضغط العين غير مبرر السبب. 3- إزالة وقص المحفظة المتكثفة، وهو إجراء يهدف إلى فتح نافذة بقطر 4-5 ملم في محفظة البلورة "عدسة العين الأصلية" المتكثفة والتي تركت في العين خلال العملية لغرض زرع العدسة الاصطناعية عليها بشكل آمن. أخيراً وليس آخراً نرجوه تعالى أن لا يكلنا لأنفسنا طرفة عين أو أقل من ذلك أو أكثر سلمكم الله من كل مكروه وأقر أعينكم بالبصيرة في الدنيا والنظر الى وجهه الكريم في جنات النعيم.
موقع المستشفى الإسلامي - المكتبة الطبية |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|