|
110541377 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> العوق الفكري
<< |
أمراض الذكاء الجينية |
الكاتب : د. الهام خطاب عبد الله |
القراء :
8229 |
أمراض الذكاء الجينية د. الهام خطاب عبد الله حينما تتم مقارنة ذكاء الأطفال مع عوائلهم نجد أن هناك طفل ذكياً لأبوين بليدين ، وهذا مايثير الدهشة حقاً أما حينما نجد طفلاً عادي الذكاء لعائلة قليلة الذكاء أو غير متعلمة أو طفل خارق الذكاء لعائلة عريقة في المعرفة فلا نندهش ، وكأننا نؤمن حقاً بأن الذكاء والوراثة يتبادلان التأثير دون أي غرابة فهل حقاً أن الذكاء وراثي ويمكن أن نبحث عن جينات الذكاء كما نبحث عن جينات أي صفة من صفات الإنسان كلون عينيه أو طوله أو لونه ؟… على الرغم في الاختلافات في تعريف الذكاء وبالتالي الاختلافات في تحديد مقاييسه ومفردات امتحاناته إلا أننا نستطيع وبكل سهولة أ نصف أمماً كاملة بالذكاء كصفة عامة مقابل أمم نصفها بالغباء ، وعلى الرغم من أن هذه النظرة قد تتجه إلى تقديم عنصر أو جنس بشري معين على آخر إلا أننا لا يمكن أن ننكرها كلها ، وحتى لو صدقت بعض مقاييس الذكاء فيما يخص السود والبيض مثلاً فأن هذه الحقيقة يسلم بها الإحصاء ونسبة توزيع الذكاء على أفراد هذا الجنس أو اللون … على آخر أن أصحاب نظرية الذكاء الفطري الذين يعيشون السرعة الذهنية يدعون أن 80-90% من الذكاء يحدد وراثياً ويعتمدون بذلك على الدراسات الكثيرة التي تمت على التوائم المتشابهة التي ترعرعت في ظروف بيتية مختلفة ومع هذا أبقيا متماثلين بالذكاء . على أن الدراسات التي فضحت الإحصائيات التي قامت على هذه الأسس حديثاً قد وجدت أن للبيئة تأثيراً أكبر من تأثير الوراثة أحياناً. بل أن بعض هذه الدراسات الحديثة التي أجريت في انكلترا أثبتت أن الأطفال البيض مثلاً يحصلون على درجات أقل من السود في فحوصات الذكاء المختلفة بل أن دراسة أخرى أظهرت عكس المتوقع -للبنات تفوقاً على الأولاد في درجات الفحوص . ومن الغرابة أن بعض الدراسات الأمريكية أظهرت أن ذكاء السود كما تحدده مقاييس الذكاء يقل كلما كان في أجدادهم عرق أبيض ، على أن جميع هذه التناقضات لم تصل إلى حد إلغاء الذكاء الوراثي يقول أحد الباحثين ( نحن نرى أن القدرات العقلية بما في ذلك الذكاء تتطور أثناء نشاط الإنسان اليومي ، وهذا يعني أنها ليست فطرية والذكاء وظيفة الدماغ وهو لا يظهر ألا عن طريق تبادل المعلومات مع البيئة حيث ينشأ أثناء عملية المهارة الواعية ، ولاشك في أن الحدود القصوى للسعة الذهنية تفرضها بنية العقل وهي الدماغ والتي تحدد من قبل جينات ، ومن الموضوعي أيضاً أن نفرض تلك الحدود القصوى للسعة الذهنية تختلف من شخص لآخر تعتمد على الكيفية التي تعمل بها الجينات وهذا يعني وجود حدود قصوى للمعلومات المخزونة في ذاكرتنا ، ولقد قدر بعض أخصائي الحاسبة الالكترونية أنها تعادل بليون بليون قطعة معلومات .. كما أنه لابد من وجود حدود قصوى للسرعة التي يعمل بها الدماغ ) ويصل هذا الباحث إلى الاستنتاج التالي ( أحب أن أؤكد عليه في هذا السياق هو انعدام الأهمية التطبيقية للحدود القصوى المقررة وراثياً لأننا لا نتمكن أبداً من الوصول إليها فتجد أكبر عباقرة العالم وعلمائه وفلاسفته لا يستغلون إلا أقل من نصف قدرتهم الذهنية الشاملة أما الإنسان العادي فلا يستعمل إلا جزءاً ضئيلاً جداً من القابلية الذكائية المتاحة له ص161 ، 162 الوراثة والإنسان ) أن مما لاشك فيه أن المخ هو العضو المسئول عن التفكير وبالتالي عن الذكاء وقد بقي المخ فترة طويلة - عكس أعضاء الجسم الأخرى التي درست بدقة -لا يستطيع العلماء دراسته فهو يبدو وكأنه كتلة بلا شكل كومة من ثلاثة أرطال مادة سنجابية بلا خصائص مميزة وبلا ارتباطات محددة بوضوح بنماذج الاتصال العادية بين الجسم والبيئة ومع أنه كان معرفاً عنه بأنه محور لشبكة هائلة من الأعصاب تمتد في الجسم لكل عضو وعضلة وسطح للإحساس إلا أن هذا لم يزده وضوحاً كبيراً أمام الدراسات واليوم وبعد الدراسات الفسيولوجية والتشريحية فقد ظهرت الدوائر الكهربائية في المخ ليكتشف العلماء بعد ذلك أن المخ مركب من صنوف متنوعة من الخلايا وبذلك بدء العلماء منذ القرن التاسع عشر يشبهونه بالاتصالات المتشابكة للتلغراف ، واليوم وعلى ضوء الدراسات السيبرناطيقية أخذ يدرس المخ كأي جهاز الكتروني أو حاسبة أو عقل الكتروني ووضحت أمام العلماء كثير من وظائفه الدقيقة إلا أنه لازال العلماء حائرين عن موقع الذهن مثلاً في المخ وكيف تحتفظ هذه المجموعات الهائلة من الخلايا العصبية والعصبات بكل ذلك تحت تحكمها وكيف يستجيب المخ للبيئة تأثير كبير عليه أو أنه محصن خارج كل التأثيرات البيئية في اتخاذ للقرارات لقد كان العلماء يقترضون أن المخ يقوم بوظيفته وهو في حالة عزلة رائعة فقد كانوا يعتقدون أن المخ جد هام لبقائنا وأنه مضبوط على نحو جد رهيف وأنه محروم من آليات تدعمه حتى أن سائر الجسم يقوم بالعمل كحاجز بينه وبين عناصر البيئة البيوكيميائية التي قد تربك أعماله الحساسة بل أن بعض العلماء قد أفترض وجود حاجز كيميائي يمنع عوامل البيئية من الوصول إلى المخ على الإطلاق لقد توصل العلماء اليوم إلى أن الدور الخاص الذي تقوم به المرسلات العصبية بالنسبة للسلوك يعتمد على عاملين : o الأول أن يكون موقعها في المخ أي ما هي مجموعة العصبات المتأثرة بها -الذاكرة الرؤية الحركة العضلية o والعامل الثاني : هو ما إذا كانت ( مثيرة ) للعصبات لتشعلها للعمل وتفجر النبضات الكهربائية أو ( كابتة ) للعصبات ( تمنعها من أطلاق الزناد ) ، فلا مرسلات العصبية عموماً إما أن تثير أما أن تكبت العصبات ولا تفعل الأمرين معاً على أن تأثيرها في السلوك يعتمد على طبيعة مجموعة العصبات التي تتأثر بها ( ص222 التنبؤ الوراثي ) أن التطور الحديث لدراسة المخ سواء في اطار الفسلجة الكهربائية لنشاطه أو الجانب المدرفولرجي ، التشريحي لجغرافيته ، قد فاد العلماء إلى تحديد ( أن أمراض الذكاء أو الصرع أو الانحلال الخلقي تنتشر بين عائلات الأطفال ذوي النشاط المفرط تمرر من جيل إلى جيل وراثية .. وأن الشيزوفرينيا وهي المرض العقلي الذي بذل منه من البحث الوراثي والبيوكيميائي أكثر مما بذل في أي مرض آخر وهي المرض العقلي الذي قامت بشأنه أوسع المزاعم عن اكتشاف وجود سبب في جزيء أو جين معين وينتشر الآن أن الطب النفسي قد أثبت أن هذا المرض مرض بيولوجي وأن هناك ما يبحث عن الجينات الشيزوفرينية وزراعتها على أمل أن يدرس أمكان استبدالها . ) ( علم الأحياء والأيولوجيا والطبيعة البشرية ) . مع كل هذه الدراسة فأننا نجد أن دراسة المخ وعلاقته بالذكاء الوراثي لم تتقدم كثيراً ، فماذا يقول علماء الهندسة الوراثية عن علاقة الجينات بالذكاء ؟ تقوم وظيفة الجينات بالمخ عن طريق دورين أساسين منسجمين مع خاصية المخ ووظائفه كما يقول أحد العلماء ( يبدو أن الجينات تلعب دورين أساسيين بالنسبة لخاصية المخ ولوظائفه ، والدور الأول هو أن الجينات تشكل البرنامج المخطط الذي تستقي منه لبنات البروتين التي يبنى بها المخ ، وبهذا فأن للجينات أهميتها في المساعدة على تحديد طبيعة تنظيم المخ ، الطريقة التي تنظم بها في كل فرد مركز الأنواع المختلفة من الأنماط المعقدة للسلوك ، ويعتقد الباحثون الآن أن الجينات ربما تهيؤ فائضاً من الخلايا العصبية أكثر كثيراً مما يحتاجه المخ فعلاً ، ثم تختار البيئة بعد ذلك من بين هذه المسالك المتاحة لتشكل المخ العامل محددة أي العصبات تتصل بالأخرى ، ومن الأسئلة الخطيرة التي لم تتم الإجابة عنها بعد الأسئلة التالية :ما هي الخطة التي تحدد طريقة ترجمة التعليمات الجينية الوراثية إلى شبكة أسلاك المخ ؟ وكيف تتمكن البيئة من توجيه مسالك الاتصالات بين العصبات ؟ وأي كم من قابلية عصبة واحدة للعصبات الأخرى ينتج عن البرنامج المخطط الوراثي وما هو الكم المتبقي للتشكل المرن؟ والدور الثاني هو أن الجينات تساعد أيضاً على تحديد تركيزات المرسلات العصبية والكيمياويات الأخرى المتاحة في مناطق معينة من المخ وقد عرفت الرابطة الجينية هنا كنتيجة لدراسات عديدة تناولت الكيمياء العصبية للفئران وقد بينت هذه الدراسات أن تأثير الجينات متنوع وبما يتم توجيه مستوى تركيز بعض المرسلات عن طريق جين واحد - مما يدل على أن الإسهام الجيني هنا هو نسبياً أسهام مباشر أما بالنسبة لبعض المرسلات الأخرى فأن التوجيه نلاشك يتم جزئياً عن طريق مجموعة من الجينات ، وقد ذكرت دراسة حديثة دور الجينات في تحديد عدد ما ينمو في مخ الفئران من العصبات المنتجة للروبامثي وفي هذا ما يدل على الطريقة التي تتحكم بها الجينات في الإنتاج الكيماوي ، والجينات قد تتحكم أيضاً في مستوى تركيز الأنزيمات المختلفة التي تلعب دوراً في الوصلة ما بين المرسل والمستقبل ص 223 ، 224 التنبؤ الوراثي ) . من كل هذا نستطيع الحديث عن العلاقة بين الذكاء والجينات وبالتالي بين التخلف العقلي والجينات أيضاً ونعرف آخر ما توصل أليه العلماء في مجال توريث الذكاء بشكل علمي لايقبل الاجتهاد بعد أن تم كشف كامل الخريطة الجينية للإنسان . يقول علماء الحتمية الحيوية في قابلية توارث معامل الذكاء بأن الفروق في معامل ذكاء الأفراد عن فروق في جيناتهم ، وفكرة أن الذكاء متوارث هي بالطبع من صميم نظرية اختبار معامل الذكاء نفسها بسبب التزامها بقياس شي جبلي وغير متغير وقد أفترض منذ البداية الأولى لحركة الاختبار العقلي الأمريكية والبريطانية أن معامل الذكاء قابل للتوارث بيولوجياً (ص 133 علم الأحياء والايدولوجيا والطبيعة البشرية ) . أما العلماء الذين يعتقدون عكس ذلك فيقولون أن هناك خطأ بين معنى ( قابل للتوارث ) وما يورث ، ويضيفون بأن أول غلط لدى هؤلاء العلماء قولهم ( أن الجينات نفسها تحدد الذكاء ، فلا مكان للقول أن الجينات تحدد للكائن الحي معامل ذكائه أو أي صفة أخرى ، وليس هناك من تطابق كامل بين الجينات الموروثة من والدي شخص وطول هذا الشخص أو وزنه أو سرعة فهمه أو مرضه أو صحته أي خاصية عضوية أخرى غير تافهة … وما يورث هو التركيب الوراثي وليس الصفات الظاهرة والتركيب الوراثي ثابت أما المظهر فيتطور ويتغير باستمرار ( ص ن م) . ويضيف هؤلاء العلماء أن القارب يشبه أحدهم الآخر ليس فحسب لأنهم يتشاركون في الجينات ولكن لأنهم أيضا يتشاركون في البيئة . أن الخلاف بين العلماء قاد بعضهم إلى أجراء دراسات إحصائية أدخل بها مفردات غير حقيقية كشفت عنها دراسات لاحقة ومن هنا بدأ العلماء يأخذون الدراسات الإحصائية بشكل حذر وبدقة متناهية. وإذا ما كنا نريد الحديث عن العلاقة الواضحة بين الذكاء والجينات كأساس لبحث وراثية الذكاء من عدمه فلابد أن نستعين بأدلة إحصائية وفسيولوجية وتشريحية بنفس الوقت . يقول العلماء المؤيدون لعلاقة الجينات بالذكاء ( أن الدليل الراسخ يظهر وجود رابطة واضحة متنامية بين الجينات والذكاء ، فكلتا نتفق على أن الطفل المصاب بمثل أزمة داون أي بكروم وسوم ثالث يضاف إلى الزوج الواحد والعشرين ليظهر عليه تفلطح في مؤخرة جمجمته بصورة مميزة وأتساع في المسافة بين العينين وقصر القامة مع امتلائها وكثيراً ما يظهر عليه تخلف عقلي 0 ( ص 237 التنبؤ الوراثي ) فالمشكلة في رأي هؤلاء العلماء إذن ليست في التساؤل عما إذا كان للجينات تأثير على الذكاء ، فان لها فعلاً هذا التأثير ، وإنما هي بالأحرى هل تؤثر الجينات في الذكاء (الطبيعي) ؟ وإذا كان كذلك الأمر فكيف تتفاعلا مع العوامل البيئية لتعزز أو تحدد العناصر التي تشكل معاُ القدرة الذهنية للفرد ؟ هل تستطيع الجينات أن تخلق فروقاً خفية داخل المجاميع أو بين الإفراد ؟ أو أن دور التدريب والتربية هو من القوة بحيث يطمس دور الجينات في الضبط الدقيق أو في الاستهداف القليل الذي تقترمه ؟ وهكذا يجيب هؤلاء العلماء على هذا التساؤل بقوله ( أن الاختبارات النفسية ودراسات التوائم الأخوية والمتطابقة والتوائم المتطابقة التي نشأت منفصلة والأبحاث التي أجريت على إفراد العائلات ، كل هذا بدل بطريقة ثابتة إلى حد ملحوظ على أن الذكاء ربما يكون الصفة الأكثر توارثاً بين الصفات السوية السلوكية والشخصية وتدل كل هذه الدراسات المرة تلو الأخرى علما أن الجينات توجه على الأقل خمسين في المائة من الذكاء ( ن م ص 219) وحيثما يبحث هؤلاء العلماء على أدلة أخرى يقولون بأن معامل الذكاء وكروم وسوم أكس الهش الذي تم اكتشافه عام 1969 في بحث عن أسباب التخلف العقلي في أحدى العائلات فيه الدليل على وراثة التخلف والذكاء حيث يعتبر هذا الكروم وسوم دليلاً على التخلف العقلي وأن التخلف العقلي نتيجة له وهو كما هو معروف يصيب الذكور أساساً لأنهم يحملون نسخة واحدة فقط من كروم وسوم أكس أما الإناث فيحملون أثنين منه مما يسمح أن يحجب أحدهما الآخر لذا فقد أعتبره العلماء مسئولا عند القصور العقلي عند 30% من النساء اللواتي يحملنه . كذلك حينما بحث العلماء عن مرض تبول الكيتون الفبنولي حيث وجدوا أن الأطفال الذين يلتقطون نسختين من جين pku واحدة من كل الوالدين يصابون بهذا المرض وإذا لم يعالجوا فأنهم يعانون من تخلف عقلي شديد بل أن الدراسات الأخرى أثبتت علاقة معامل الذكاء بفصائل الدم فمن يملكون فصيلة الدم A2 لديهم تفوق في الذكاء بدرجة بسيطة ولكنها ذات دلالة ، وهذا يدل على أمكانية الربط بين عوامل الدم ومجموعة الجينات التي تؤثر في معامل الذكاء . على أن الاجتهاد في تقييم مقاييس الذكاء أوصل العلماء إلى أن مقاييس الذكاء هي في أحسن الأحوال ما لا يصلح إلا داخل حضارات متجانسة فمقارنة معامل الذكاء لأفراد في حضارتين مختلفتين أمر لا يقبله العقل أزاد اختلاف قيمها .
ولأثبات هذا الأمر قامت أحدى الباحثات ( ساندرا سكار ) وهي تعمل في جامعة مينيسوتا بدراسة نتائج اختبارات معامل الذكاء ( lQ ) التي أجريت على الأطفال سود تم تبنيهم في بيوت بيض ، وعادة فأن درجات السود تقل في المتوسط بخمس عشرة نقطة عن درجات البيض في اختبارات معامل الذكاء الأكثر شيوعاً ، وهي نتيجة أدت لتوجيه أفكار العديد من العلماء نحو اعتبار أن السود منحطون فطرياً ، على أن السيدة سكار قد وجدت أن الأطفال السود الذين نشأوا في بيوت بيض يكتسبون ما متوسطه ست عشر نقطة أكثر من السود الذين يبقون في بيوت سود ، وفوق ذلك فكلما كان الطفل أو الطفلة أصغر عند التبني زاد الفارق في معامل الذكاء ، فالتغيرات القصوى ي البيئة لها تأثير أساسي على درجات الأطفال في الاختبار وهو ما يدل على تأثير التربية في أي مما يقيسه الاختبار أن هذه النتائج لا تعني أن الوراثة تلعب دوراً تافهاً في الذكاء لأن سكار وجدت أيضاً في داخل كل عائلة ، تكون معاملات الذكاء عند الأطفال الأقرباء بالدم أكثر تقارباً فيما بينهم من معاملات الذكاء بين الأطفال غير الأقرباء ، فالضبط الدقيق الذي تقدم به بيئة العائلة لا يستطيع أن يحجب الاتجاهات العامة التي تحكمها الوراثة ، وهكذا أستنتج العلماء ( أن الجينات تلعب دوراً في تحديد معامل الذكاء حتى ولو كنا لانعرف بالضبط ما الذي تقيسه اختبارات معامل الذكاء ص 240 التنبؤ الوراثي ) . ولم تقف دراسة علاقة الذكاء بالجينات الوراثية عند هذا الحدود فقط بل امتدت إلى دراسة الجينات والشخصية ، التي هي أكثر وجه ملحوظ للذكاء وسلوك الوعي كما أنه الشخصية هي أكثر الوجوه تعرضاً للقياس وأكثرها تعرضاً لخلاف الرأي ومما وجده العلماء أن هناك تأثيراً وراثياً واضحاً على عنصر كل من عناصر الشخصية حتى في مجال الانطوائية والانبساطية التي كانوا يعتقدون أنها الصفات الأقل عرضة للتأثر بالوراثة وأنها صفة موجهة بالتربية والنشأة أكثر من أي شخص آخر ، إلا أن العلماء وجدوا في اختباراتهم النفسية ودراسة التوائم والتبني أنها كلها تؤيد أن قدرة المرء على الانسجام مع الآخرين فيها عنصر وراثي أكيد أي أن لها أصلاً بالجينات الإنسانية . لقد قام العالمان ( هورن وبلومن ) ( من جامعة تكساس وجامعة كلورادو ) بفحص سجلات ( 15,900) توأم يحتفض به مجلس البحث القومي فتوصلا إلى نتائج تقول أنه فيما يقرب من خمسين عاملاً من عوامل الشخصية ( الوراثية ، والانطواء والانبساط وغيرها ) كانت التوائم المتطابقة أكثر تشابهاً من التوائم الأخوية مما يدل على وجود عنصر وراثي وراء هذه العوامل ، ويبحث علماء آخرون في اختباراتهم عن الوجدانية ومستوى الطاقة والسلوك المندفع وعكسه ( أي السلوك القابل للتنبؤ ) والمستويات العامة للنشاط الحافز.
ترى إذا كانت الهندسة الوراثية تستطيع أن تعالج الجينات المسببة للأمراض ألا تستطيع أن تعالج جينات الذكاء فتجعل الإنسان بقياس ذكائي يتجاوز 200 قيمة عددية من سلم الذكاء الخارق ؟ هذا ما يحلم به العلماء
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|