|
110531276 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> فرط الحركه وقلة الانتباه
<< |
معايير تشخيص قصور الانتباه والحركة المفرطة |
الكاتب : الدكتور/سعيد كمال عبد الحميد العزالى |
القراء :
8939 |
معايير تشخيص قصور الانتباه والحركة المفرطة الدكتور/سعيد كمال عبد الحميد العزالى
يعتبر النشاط الحركي الزائد أو الحركة المفرطة من أكثر الأنماط السلوكية وضوحا لدى الأطفال الذين يعانون من القصور في الانتباه والحركة المفرطة، ويبدأ هذا النشاط الحركي المفرط في مرحلة مبكرة جدا من عمر الطفل، حتى إن بعض أمهات هؤلاء الأطفال أشَرن إلى شعورهن بهذه الحركة المفرطة في أثناء مرحلة الحمل وهم أجنة في الأرحام. فقد لا تتضح مدى خطورة هذه الحركة المفرطة إلا عندما يوضع الطفل في موقف يحتاج فيه إلى السيطرة على حركاته، وهذا ما يكون عليه الحال عندما يلتحق هذا الطفل برياض الأطفال ويتحتم عليه الجلوس في مقعد وفي مكان محدد لفترة زمنية معينة، فهذا الطفل لا يستطيع الجلوس بهدوء للقراءة أو للاستماع لما يقوله المدرس، أو خلال فترة النوم القصيرة المحددة في بعض رياض الأطفال بعد تناول طعام الغداء. فهذا الطفل في حركة دائمة وكأنه مشغول بأداء عمل معين، والحقيقة أنه ينتقل من عمل إلى آخر دون أن ينجز العمل السابق، وهو دائم الضجر لذا فهو في حاجة إلى مثيرات دائمة ومختلفة. فتعرف قصور الانتباه والحركة المفرطة بأنه: هي حالة مرضية سلوكية تظهر لدى الأطفال المصابين بأعراض متنوعة ودرجات مختلفة،وتكون أكثر وضوحا عند ترك الطفل منزله ودخوله المدرسة،وتتركز الأعراض في ما يلي: - نقص الانتباه - فرط الحركة - الاندفاعية هناك بعض الاعتبارات التي يجب مراعاتها عند تشخيص عدم الانتباه عند الأطفال ذوي قصور الانتباه والحركة المفرطة: 1-التنوع والاختلاف في درجة الانتباه: فأحيانًا نجد الطفل طبيعيًّا أو قريبًا من الطبيعي في درجة انتباهه أثناء الاستماع أو أثناء أداء الواجب، وفي أحيان أخرى نجده شديد التشتت وغير منتبه وغير قادر على التركيز. 2-اختلاف درجة الإصرار على تركيز الانتباه: نجد أن كثيرًا من الأطفال الذين يعانون من قصور في الانتباه وحركة مفرطة يجتهدون في تركيز انتباههم في الواجبات داخل الفصل. أما في البيت فهم على العكس من ذلك، فهم لا يحاولون الانتباه لتعليمات وتوجيهات أولياء الأمور ولا يركزون في أداء الواجبات التي قد تطلب منهم، فألعاب الفيديو والصور والملصقات وأفلام الكرتون هي شغلهم الشاغل. 3- اختلاف درجة الانتباه باختلاف الموقف: حيث تزداد صعوبة الانتباه عندما توجه التعليمات للطفل ذي قصور الانتباه والحركة المفرطة بشكل عام ضمن مجموعة أطفال الفصل، أما عندما توجَّه إليه التعليمات وجهًا لوجه وبطريقة فردية فتزداد درجة انتباهه وتركيزه. 4- تأثر درجة الانتباه بالعوامل الداخلية: قد لا تكون هناك عوامل أو مؤثرات خارجية تساهم في عدم انتباه الطالب لما يستمع إليه أو يقوم به من عمل، ولكن قد يتأثر انتباهه كثيرًا بمشاعر وعوامل داخلية. فهذا الطفل غالبًا ما يعاني من مشكلات رئيسية في التحصيل الدراسي، فعلى الرغم من خبرة المدرس في التعامل مع حالات قصور الانتباه وتكييفه وسيطرته على العوامل الخارجية التي تؤثر على انتباه وتركيز الطفل، فإنه لا ينجح في تحقيق ما يرغب فيه وهو جذب انتباه هذا الطفل وذلك ناتج عن عدم قدرته على التكهن بالعوامل والمشاعر الداخلية التي تنتابه وتتحكم في سلوكه وردود أفعاله. 5- ارتباط تشتت أو ضعف الانتباه بعوامل أخرى: ليست كل حالات ضعف أو تشتت الانتباه ناتجة عن مرض قصور الانتباه والحركة المفرطة، فالأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم Learning Disabilities يعانون أيضًا من مشكلات في الانتباه وذلك راجع إلى أنهم يعانون من صعوبات ومشكلات رئيسية في القراءة أو الهجاء أو الكتابة أو الرياضيات تؤدي إلى إخفاقهم في فهم وإنجاز ما يُطلب منهم من واجب مدرسي مما يدفعهم إلى اتباع سلوك التجاهل وعدم الانتباه لما يوجه إليهم من تعليمات أو شرح للواجبات المطلوب منهم أداؤها. أولا: معايير تشخيص قصور الانتباه: 1-عدم الإلمام بالتفاصيل وكثرة الأخطاء الناتجة عن اللامبالاة وعدم الاهتمام، وهذا راجع في كثير من الأحيان إلى الرغبة في الانتهاء من العمل بأسرع وقت ممكن. 2-قصر مدة الانتباه، وهذا راجع إلى كثرة التشتت والانشغال بأشياء خارجة عن موضوع الانتباه، لهذا فالطفل لا يتمكن من إنجاز الواجب المطلوب منه أو حتى اللعبة أو النشاط الرياضي الذي يمارسه, فهو ينتقل من عمل إلى عمل أو من نشاط إلى نشاط آخر دون تكملة أو إنجاز النشاط السابق. 3-عدم الاستماع لجميع التعليمات المطلوب إتباعها لأداء الواجب، وهذا ناتج عن تشتت الانتباه أثناء الاستماع للتعليمات، ولهذا فقد يصله جزء بسيط من هذه التعليمات لا يكفي إتباعه لأداء الواجب المطلوب. 4-قد يتمكن أحيانًا من الاستماع لكامل التعليمات وفهمها إلا أنه على الرغم من ذلك يجد صعوبة في أداء الواجب أو الانتهاء منه. 5-صعوبة التخطيط والتنظيم في أداء الواجب وفي اتباع الخطوات اللازمة للأداء. 6-مشكلات أساسية في الواجبات والأعمال التي تتطلب بذل جهد متواصل ومستمر خاصة الواجبات المدرسية. 7-تعمُّد إضاعة أو إخفاء الأدوات اللازمة لأداء الواجب ليجد لنفسه عذرًا في عدم أداء العمل أو الواجب المكلف به. 8-سهولة تشتت الانتباه بفعل المثيرات الجانبية البعيدة عن مركز الانتباه، فالمثيرات الجانبية لها نفس تأثير المثيرات المباشرة على تشتت الانتباه وعدم التركيز على موضوع الدرس (صوت المدرس كمثير مباشر، والصوت الصادر من الشارع كمثير جانبي غير مباشر). 9-نسيان المواعيد أو الحضور متأخرًا في حالة تذكر الميعاد، وإذا حضر فإنه ينسى الأدوات أو المواد اللازمة لهذا الميعاد، فهو قد يسرع مثلاً للذهاب إلى مباراة كرة القدم ولكن قد ينسى ارتداء ملابس اللعب. ثانيا: معايير تشخيص الحركة المفرطة: 1-زيادة ملحوظة في معدل ودرجة النشاط الحركي عن المعدل والدرجة المتعارف عليها عند الأطفال العاديين في نفس العمر الزمني. 2-عدم مناسبة أو ملائمة السلوك الحركي لطبيعة الموقف (نشاط حركي في وقت يتطلب فيه الموقف الإنصات والانتباه التام، كمحاضرة أو الاستماع للتعليمات). 3-عدم ملائمة السلوك الحركي لطبيعة المكان (التنقل في أرجاء البيت عند القيام بزيارة لأحد الأصدقاء أو المعارف). ثالثاً :معايير تشخيص الاندفاع : المقصود بالاندفاع القيام بفعل ما (لفظي أو حركي) دون تفكير، وقد يتمثل ذلك بالإجابة على سؤال المدرس قبل الانتهاء من سماعه، أو عدم الانتظار حتى يأذن له المدرس بالإجابة، أو عدم الانتظار في الطابور حتى يأتي دوره للعب أو لتسلُّم طعام الغداء، كما يتمثل الاندفاع أيضًا بمقاطعة الآخرين أثناء الحديث أو التدخل في اللعب أو العمل مع الآخرين دون السماح له بذلك. لهذا فإن السلوك الاندفاعي يخلق لصاحبه مشكلات ومتاعب في المدرسة وفي المجتمع وفي البيت وفي العمل. إن الاندفاع هو تعبير واضح عن عدم قدرة الفرد على التحكم فيما يصدر عنه من سلوك سواء أكان لفظيًّا أو حركيًّا، مما يؤدي بصاحبه إلى النبذ والرفض الاجتماعي نتيجة لتحاشي الآخرين التعامل مع صاحب هذا السلوك، كذلك يؤدي هذا السلوك الاندفاعي إلى الإضرار الجسدي بصاحبه فهو يقْدم على الأعمال الخطيرة باندفاع ودون تفكير بالعواقب. مجلة احتياجات خاصة
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|