|
110753667 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> ذوي الاحتياجات
<< |
تمكين المعاق عبر الإنترنت.. دعوة لإعادة النظر! |
الكاتب : هشام عبد العزيز |
القراء :
3421 |
تمكين المعاق عبر الإنترنت.. دعوة لإعادة النظر! هشام عبد العزيز يتنازع مقدمو خدمات المحتوى الخاصة بقضايا المعاق على شبكة الإنترنت مدرستين رئيستين، الأولى تتوجه بحديثها وخدماتها إلى الوسط الاجتماعي المحيط بالمعاق، لتوعيته بكيفية التفاعل والتواصل واحتواء الشخص صاحب الإعاقة، بينما يرى أنصار المدرسة الأخرى أنه يجب تقديم محتوى مباشر للشخص المعاق نفسه يراعي ظروفه الخاصة ودرجة ونوع إعاقته، وكذلك التبصير بحقوقه وكيفية الحصول عليها كأولى خطوات تمكينه ودمجه في المجتمع. إلا أن أنصار المدرستين يتفقان تمامًا على ضرورة الاهتمام بخدمات المحتوى المقدمة للمعاقين، وذويهم، وكذلك البيئات المحيطة بهم، وإشراكهم واستطلاع آرائهم في تلك الخدمات، وفي نفس الوقت تكثيف جهود المؤسسات الأهلية والرسمية في إطار عمل تكاملي يهدف في النهاية إلى التعامل بشكل أكثر تعميقًا وتأثيرًا مع هموم المعاق واحتياجاته. وفي منطقتنا العربية تعتبر مساحة العمل سواء الرسمي أو الأهلي التي ترفع واقع المعاق وتتماس معه، شبه غائبة، على الرغم من وجود أكثر من 36 مليون معاق عربي، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية للعام 2005.
ولعل ذلك ما أدركته منظمة "الإغاثة الإسلامية"، ودفعها لتبني فكرة إنشاء بوابة متكاملة باللغة العربية تغطي جميع الجوانب المرتبطة بالإعاقة من تعريفات وأسباب وبرامج للتدخل، وأدوات للتقييم والدراسة، بالإضافة إلى الأحداث والفعاليات ذات الصلة، وأيضًا المساحة الحقوقية، وأبواب تقديم المساعدة والدعم في المجالات المختلفة، وتقدم البوابة خدماتها على السواء إلى كل من المعاقين وأسرهم، ومقدمي الخدمة والمهتمين من هيئات وجمعيات وباحثين. وقد أقام مكتب الإغاثة الإسلامية بالقاهرة الإثنين (18-12-2006) المؤتمر السنوي الأول للتعريف بالبوابة تحت عنوان "التمكين بالمعلومة، بمشاركة عدد ضخم من الجمعيات والمؤسسات ذات الصلة، ليتحول المؤتمر من مناسبة للترويج للبوابة وتقديمها، إلى ساحة لنقد مضمون المحتوى العربي المقدم للمعاق عبر الإنترنت. وقد اختارت الإغاثة الإسلامية القاهرة لإطلاق بوابتها على اعتبار وجود العدد الأكبر من المعاقين العرب في مصر، حيث يوجد في القطر المصري وحده -وفقًا لمنظمة الصحة العالمية- 6 ملايين معاق، بينما تقدر الجمعيات والمؤسسات الأهلية عددهم بثمانية ملايين، غير أن البيانات الرسمية تؤكد أن العدد لا يتعدى مليوني شخص. إتاحة وتمكين وخلال المؤتمر أكد الدكتور عبد الحميد كابش، مدير إدارة البرامج في الإغاثة الإسلامية، على أهمية تكامل العمل الأهلي والرسمي في قضايا المعاق، خاصة فيما يتعلق بإتاحة المعلومة التي باتت أولى خطوات تمكين المعاق، مع توفير البيئة المناسبة لعمل المنظمات الأهلية خاصة على وسيط الإنترنت، كتقديم دعم خدمات الاتصال السريع بالشبكة لتلك المنظمات. كما أشار إلى أن هناك حاجة ملحة لتكثيف البرامج الموجهة لفئات المعاقين من خلال الإنترنت على أن تتكامل الجمعيات في طرحها، بمعنى أن تبدأ الجمعيات من حيث انتهت الجمعيات الأخرى، بما سينعكس على تقديم برامج متكاملة وممتدة تغطي حالة المعاق، على أن تراعي تلك البرامج التصنيفات الدقيقة للإعاقات المختلفة ولا تكتفي بالتصنيف العام على أساس الإعاقات الحركية أو السمعية والذهنية... إلخ. كذلك فإن الهيئات والجمعيات والمواقع ذات الصلة مطالبة بدورها بلعب دور الوسيط بين مصممي ومقدمي الخدمة والفئات المستهدفة بتلك الخدمة، خاصة في حالة أن يكون المستوى الثقافي والتعليمي لتلك الفئات لا يؤهلها لاستخدام الإنترنت في تعاملاتها مع مشكلاتها ومتطلباتها، كما هو الحال في بعض المناطق الشعبية والريفية. دليل مقدمي الخدمة ومن ناحيته، طالب الدكتور عثمان لبيب فراج، أستاذ الصحة النفسية بالجامعة الأمريكية، ورئيس اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين، باستخدام أسلوب توجيه المعاق بالأدلة التي تجمع المؤسسات العاملة في المجال وتصنفها في مكان واحد يستطيع الشخص المعاق استخدامه في تحديد الجهة التي تتواءم مع متطلباته وتلبيها. وأشار إلى وجود أدلة موجودة فعليا سواء في مصر أو المنطقة العربية يجب العمل على تجميعها وتبويبها من خلال محتوى إنترنتي واع، ومن هذه الأدلة ما قام به اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين على مستوى الهيئات والجمعيات الموجودة في منطقة القاهرة الكبرى. وفي نفس الإطار طالب عمرو عباس، السكرتير العام للجمعية المصرية للصم والبكم، بتقديم أدلة مصنفة تبعًا للحالات الفرعية للمعاق (كتقسيم الإعاقة الذهنية لدرجات معينة) وليس طبقًا للتقسيم العام، وأن تتخصص المواقع الإلكترونية تبعًا لتلك التقسيمات حتى تقدم خدمة أكثر تركيزًا وإفادة. كما دعا إلى تدعيم المساحة الدينية في المحتوى المقدم للمعاق وأن نعتمد سياسة التأهيل الروحي جنبًا إلى جنب مع التأهيل المهاري حتى نحصل في نهاية عملية الدمج على مواطن صالح من كافة الجوانب. تطويع الوسائط الدعوة إلى تطويع الوسائط المختلفة التي توفرها شبكة الإنترنت من صوت وصورة، لتلاءم حالة المعاق هي مضمون ما أطلقه محمد صلاح، رئيس جمعية وموقع "لست وحدك" لرعاية المعاقين، كإضافة خدمة النص المسموع لفاقدي البصر أو ضعافه، أو حتى تكبير الخط والصورة. كذلك توفير مساحة للتواصل الاجتماعي للمعاقين تستخدم الوسائط المناسبة، كخدمة الشات، وكذلك خدمة شريك الحياة، حتى يجد المعاق نفسه في وسط اجتماعي وفرص تواصل عادية تمامًا كالتي تتوفر للشخص الطبيعي. وكذلك الاعتناء بالجانب الترفيهي المتناسب مع احتياجات كل فئة من فئات الإعاقة، كجزء من مضمون المواقع.. مشددًا على أنه يجب التأكد من أن الخدمات المقدمة على المواقع ليست مجرد إعلانات كاذبة أو وصلات معطلة، وإنما موجودة فعليًا على أرض الواقع. ولتحقيق ذلك فإنه يجب تنظيم مؤتمرات وتجمعات للمعاقين في المناطق الإقليمية المختلفة بشكل دوري يمكنهم من خلالهم عرض رغباتهم ومعاناتهم بشكل مباشر ودون وسيط. أما أسامة سلامة، عضو المجلس العربي للطفولة والتنمية، فتحدث عن ضرورة توجه المحتوى الإلكتروني في حديثه إلى مشاكل وقضايا واحتياجات المعاق رأسًا، ولا تتناول المساحة النظرية في التقسيم والتعريف، حتى لا يتم هدر الجهد المبذول على هامش المتطلبات الفعلية، ويكون الحديث موجه أصلاً لغير المعاقين. وشدد على ضرورة توفير خدمة التفاعل بين إدارة الموقع والمعاق وإتاحة محتوى استشاري يمكن للمعاق من خلاله التوجه إلى مستشار ما في مجال محدد على مدار اليوم، مع إتاحة مدونات للمعاقين في نفس السياق لتكون نافذة للتعبير عنهم بشكل واضح. وأعرب سلامة عن اعتقاده بأنه في سبيل تحقيق ذلك يجب التركيز على مساحة التطوع وتفعيلها في شرائح المجتمع المختلفة، وهو نفس الشيء الذي أكدت عليه مريم حبيب، مسئولة إدارة القدرات بمركز سيتي، التي رأت أن تنمية الوعي بضرورة التطوع يمكن أن تضطلع بها بشكل أساس دور العبادة والجامعات. ومن جانبه نبه سيد جمعة، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري العام للمعاقين، إلى ضرورة التركيز على مساحة توفير الوظائف للمعاقين بشكل أكثر تأثيرًا وذلك من خلال إجراء حصر بالوظائف والمهن المطلوبة في المجتمع التي تتلاءم مع حالة المعاق، والتشبيك بين المعاق والجهات التي توفر الوظيفة، وعدم الاعتماد على عرض السير الذاتية للمعاقين على المواقع بشكل غير موجه. وأكد على ضرورة صياغة شكل من أشكال التعاون والتنسيق بين الاتحادات الرسمية المعنية على مستوى الدول العربية من ناحية، وبينها وبين الجهات الأهلية من ناحية أخرى وذلك لتكثيف الجهد والتأثير النهائي. المعاقون.. تسمية أدق كانت المفاجأة أن الحضور من المعاقين وكذلك المهتمين والعاملين في المجال طالبوا باستخدام لفظ المعاقون بدلا من مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة، على اعتباره التوصيف الأدق للحالة، خاصة أن ذوي الاحتياجات الخاصة فئة تتطلب برامج مختلفة تمامًا عند التعامل معها، حيث أنها تكون في بعض الأحيان على النقيض تمامًا من المعاقين، أي من حيث التمتع بمهارات وقدرات أوسع. وهو ما أيده كل من الدكتور عبد الحميد كابش، وقال إنه سيتم تداركه في تسمية الموقع حيث ستتغير من تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة إلى تمكين المعاق. إسلام أون لاين.نت
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|