|
110525798 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>>
<< |
أساليب التنشئة الاجتماعية القائمة على الإساءة النفسية للطفل المعاق |
الكاتب : د. سماح محمد لطفي محمد عبد اللطيف |
القراء :
5103 |
أساليب التنشئة الاجتماعية القائمة على الإساءة النفسية للطفل المعاق د. سماح محمد لطفي محمد عبد اللطيف توجه العديد من السلوكيات الخاطئة من قبل أسرة المعاق إليه والتي تؤثر سلباً على صحته النفسية، هذا وقد عرفت اللجنة الدولية لوقاية الطفل من الإساءة فى الولايات المتحدة الأمريكية الإساءة الانفعالية أو النفسية بأنها عبارة عن متطلبات أبوية زائدة عدوانية غير معقولة والتي تفرض توقعات أكبر من قدرات الطفل المعاق، وقد تظهر الإساءة العاطفية عن طريق تعذيب ثابت دائم أو استخفاف أو هجمات على الطفل، وقد تتضمن أيضاً الفشل فى توفير الرعاية السليمة اللازمة لنمو الطفل وذلك يكون ناتج عن عدم وجود حب ورعاية وإرشاد كاف لهذه الأسرة، ويعتبر النبذ والرفض العاطفي للأطفال المعاقين من أهم صور هذه الإساءة النفسية ويأخذ هذا النبذ النفسي شكلاً من عدم الاهتمام باحتياجات هؤلاء الأطفال الجسمية والانفعالية وقد يظهر فى كراهية الطفل وإهماله أو الإسراف فى تهديده والسخرية منه أو عدم القدرة على إمداده بالحب والرعاية.
صور الإيذاء النفسي للطفل المعاق عقلياً :- يؤدي نبذ الأبوين للطفل إلى ظهور سلوكيات متنوعة وغير مرغوب فيها كالعدوان والعنف والعناد وقد يصيب شخصيته بأضرار قد لا يصبح من السهل علاجها, ومن صور الإيذاء النفسي للطفل المعاق عقلياً :- - الازدراء : وهو نوع من السلوك يجمع بين الرفض والذل، فمثلاً يرفض أحد الوالدين مساعدة الطفل ويرفض الطفل نفسه وأيضاً قد يناديانه بأسماء تحط من قدره بهدف إذلال الطفل. - الإرهاب: ويتمثل فى التهديد بالإيذاء الجسدي للطفل أو التخلي عنه إذا لم يسلك سلوكاً معيناً، أو بتعريض الطفل للعنف أو التهديد من قبل الأسرة أو تركه بمفرده - مثلاً- فى حجرة مظلمة. - العزلة : وهي عزل الطفل عن من يحبهم أو تركه بمفرده فترات طويلة ومنعه من التفاعلات مع الزملاء أو الكبار داخل وخارج الأسرة. - الاستغلال والفساد: يتضمن هذا النوع تشجيع الانحراف أو لعب دوراً هاماً فى انحراف الطفل مثل تعليمه سلوكاً إجرامياً أو إشراكه فى أعمال إجرامية. - إهمال الأسرة لردود أفعال الطفل العاطفية : وتتضمن إهمالاً لمحاولات الابن المعاق التفاعل عاطفياً على الأبوين بحيث تشعر الأسرة الابن بأنه غير مرغوب فيه عاطفياً ( 1). - نبذ الطفل انفعالياً : هو سلوك ظاهر من الأسرة نحو الابن المعوق يجعله يعتقد أنه غير محبوب أو غير مرغوب فيه أو لا قيمة له وهو سلوك خاطئ يهدد أمان الطفل ويتركه فريسة للشعور بانعدام الثقة فى نفسه أو فى الآخرين , ومن صور نبذ الوالدين للطفل انفعالياً: تكرار الإشارة لنواحي النقص (العقلي والبدني) لديه , العقاب الشديد والاستجابات السلبية مثل: الاحتقار، والاشمئزاز، السخرية، التأنيب المستمر، أو التهديد بالعقاب أو الضرب أو العزل وحيداً , التفرقة بينه وبين أخوته فى المعاملة , معايرة الطفل المستمرة ومقارنته بالأطفال الآخرين (الأسوياء) , تعمد القول بأنه طفل غير مرغوب فيه. - إهمال أو حرمان الطفل: من مظاهر إهمال أو حرمان الطفل عدم رغبة الأسرة تزويد الطفل بالعناية الكافية , تركه وحيداً بالمنزل أو تركه قذراً غير حسن المظهر، الصرامة فى محاولة السيطرة على الطفل مما يؤدي إلى العناد المستمر خاصة إذا اقترنت بالعقاب البدني، و يؤدي إهمال الأسرة للإبن المعاق إلى نتائج سلبية حيث يصبح الأطفال غير قادرين على الاعتماد على أنفسهم شاعرين بانعدام الثقة الشديد والإحباط وعدم تقدير الذات وقلة ثقة الطفل بقدراته الخاصة - الرفض ألوالدي : تميل بعض الأسر إلى نبذ الابن المعاق نبذاً صريحاً بالقول أو بالعمل والاتجاه إلى رفضه وإشعاره بذلك مع إظهار المشاعر العدوانية تجاهه وهذا السلوك له تأثير سلبي على الطفل المعاق عقلياً لأن تكرار تعرضه للرفض أو النبذ يجعله أكثر عرضة للاضطرابات الانفعالية وعدم الشعور بالأمن والسلبية والإحباط وعدم القدرة على تبادل العواطف مع الغير والخجل وبالتالي سوء توافق اجتماعي، ولعل أهم الآثار النفسية لهذا السلوك الأبوي تجاه الابن المعاق هو عدوانية الابن تجاه مجتمعه وأسرته والأثر السيئ فى التكوين النفسي للطفل. - القســـوة : فى الواقع أن أسلوب المعاملة الذي يتسم بالقسوة والعنف والممارسات التي تتراوح ما بين العقاب البدني واللفظي يرتبط بمستويات عالية من العدوان لدي الأطفال وقد يترتب على هذا الأسلوب خوف شديد لدي الابن المعاق عقلياً وافتقاده للثقة بنفسه نتيجة خبرات الفشل التي يتعرض لها فضلاً عن هذه المعاملة الأسرية التي تتسم بالقسوة مما يعوق نمو شخصيته نمواً سوياً ويعوق كذلك توافقه الاجتماعي( 2). (1) سهي أحمد أمين ، مرجع سابق ، ص ص 32-33. (1) سهير كامل أحمد ، مرجع سابق , ص 34-35.
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|