|
110525165 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>>
<< |
النمو الاجتماعي الانفعالي للأطفال |
الكاتب : د. محمد السعيد أبو حلاوة |
القراء :
16714 |
النمو الاجتماعي الانفعالي للأطفال اختيار وترجمة: د. محمد السعيد أبو حلاوة مدرس الصحة النفسية وعلم نفس الأطفال غير العاديين كلية التربية بدمنهور، جامعة الإسكندرية أولاً: ما هو النمو الاجتماعي الانفعالي؟ عندما يعلب طفلان عمرهما أربع سنوات مع بعضهما ويتبادلان اللُعَبْ فيما بينهما فإن هذا اللعب المتبادل يسمي بالنمو الاجتماعي وهو القدرة علي الارتباط بالآخرين وإقامة علاقات اجتماعية إيجابية متبادلة معهم. وعندما يأخذ طفل عمره أربع سنوات لعبة من صديقه ويراه حزينًا فيعطيه لعبة أخري ويسترضيه هذا هو النمو الانفعالي وهو عملية تعلم الطفل للسيطرة علي مشاعره وانفعالاته والتعبير الإيجابي عنها ثم التعاطف مع وتقدير الآخرين واحترامهم. والسؤال عزيزي الوالد/المعلم لماذا التركيز علي النمو الاجتماعي والانفعالي للأطفال؟ اعلموا أعزائي أن للنمو الاجتماعي الانفعالي للطفل تأثيرات بالغة الدلالة والأهمية بالنسبة للسلوك الاجتماعي الحالي واللاحق للطفل، بالنسبة لأدائه الدراسي في المدرسة، وبالنسبة لنجاحه المهني فيما بعد. فإذا تم تنمية النمو الانفعالي للطفل منذ سنوات عمره الأولي سنجده أكثر استعدادًا لدخول المدرسة، أكثر فاعلية في الأداء التعليمي، أكثر قابلية للتعاون مع الآخرين، أكثر ثقة واعتمادًا علي ذاته، وأكثر ميلاً بطبيعة الحال إلي التصرف بصورة مقبولة اجتماعيًا. أما الطفل الذي يعاق نموه الاجتماعي والانفعالي لأي سبب من الأسباب يعاني من مشكلات في إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين بصفة عامة وأقرانه بصفة خاصة، يواجه الكثير من المشكلات التعليمية، ربما يصبح أكثر ميلاً لارتكاب حماقات سلوكية في مراحل عمره اللاحقة، قد تعتل أو تسوء صحته البدنية وربما يكتسب الكثير من مشكلات الصحة النفسية. ومفتاح النمو الاجتماعي والانفعالي السوي هو نوعية وطبيعة علاقات تفاعلكم الاجتماعي معه. وبالتالي يتوقع أعزائي الآباء/المعلمين أن جهود مساعدتك لفهم/تفهم ولتلبية أو إشباع الاحتياجات الانفعالية لأبنائكم/تلاميذكم يمكن أن توفر لكم قاعدة آمنة ينطلق من خلالها أبنائكم/تلاميذكم نحو النمو النفسي الإيجابي ونحو الصحة النفسية الإيجابية وبالتالي السلوك الاجتماعي الإيجابي.
ثانيًا ما أهمية الرعاية والتغذية الانفعالية؟ اعلمي عزيزتي الأم أنك لا تقدمي الغذاء فقط لطفلك بل تقدمي له الحب والتواد مع التغذية في نفس الوقت. ويخلق حب وتغذية الطفل رابطة انفعالية بينك وبين طفلك تؤثر بصورة مباشرة علي كافة أبعاد النمو النفسي له. إذ يؤدي تكوين هذه الرابطة الانفعالية بين الطفل ووالديه إلي بداية تنمية تقدير الذات لديه والذي يعد بطبيعة الحال بؤرة الصحة النفسية الإيجابية. واعلموا أعزائي الآباء أن طفلكم يعتمد عليكم بصورة تامة في تلبية أو إشباع كل احتياجاته ومطالبه. ومن خلال تلبية أو إشباع احتياجاته الأساسية مثل التغذية، النظافة، والنوم، والرعاية تساعدون طفلكم في اكتساب الثقة فيكم وفي البيئة التي يعيشون فيها وتعد الثقة الأولية من أهم مراحل النمو النفسي الاجتماعي للطفل خلال السنتين الأوليتين من عمره. وبوصول طفلكم إلي الثالثة من عمره يحتاج إلي نظام تغذية مختلف بطبيعة الحال عن الفترة السابقة نتيجة عملية الفطام بطبيعة الحال. ويواجه الآباء في هذه المرحلة الكثير من الصعوبات نتيجة رفض طفلهم للكثير من ألوان الطعام وتفضيله أنواع معينة وإصراره عليها ويجب أن يتحلى الآباء بالصبر وإحاطة الطفل بكل مصادر الرعاية والحب ومساعدته علي تجاوز محنة الفطام وبداية استقلاله النسبي عنكم وسعيه لاكتشاف البيئة من حوله وإدراك ذاته كنسق مستقل عن الآخرين وكل هذه الخصائص من مطالب أو مهام النمو الاجتماعي الانفعالي في هذه المرحلة.
ثالثًا كيف يمكن أن تلعب دورًا إيجابيًا في النمو الاجتماعي الانفعالي لطفلك؟ تذكروا أعزائي الآباء/المعلمين أنكم نماذج الدور المفضلة والأولي التي يتعرض لها أبنائكم/تلاميذكم. ويمكنكم نقل رسائل إيجابية إلي أطفالكم مفاده أنهم ذو كفاءة وأهلية وجدارة وبإمكانه فعل الكثير من الأشياء. وكونوا مصدر دعم ومساندة له عل طول الخط. وعبروا بوضوح عن سعادتكم للأقل إنجاز يؤديه أو يحققه طفلكم ودعوه يعلم بسعادتكم هذه. قدموا الحب غير المشروط لطفلك واصطنعوا الفرص التي تعبرون فيها له عن توادكم معه، احتضنوه، قبلوه، لا عبوه، اقرءوا له، تكلموا معه علي مدار اليوم. شجعوا طفلكم علي استكشاف وتجريب الأشياء الجديدة والاعتقاد في قدراته، وفوروا له مختلف فرص اللعب من أقرانه من نفس العمر إذ سيراقب ويقلد هؤلاء الأصدقاء الجدد ويتعلم مهارات جديدة. ضعوا نظام تفاعل أو روتين حياة منظم ليشعر الطفل بالأمن ولا تترددوا في تغيير هذا الروتين ليتضمن أنشطة أخرى جديدة. واعلموا أن طفلكم منذ لحظة ولادته يصارع من أجل اكتساب إحساس بذاته. إذ يعمل هذا الطفل بصورة دالة علي التعلق والارتباط بكم لكنه يجتهد أيضًا في الانفصال عنكم أو الاستقلال النسبي عنكم. والخطوة الأولي في تحقيق تعلم اجتماعي انفعالي ناجح تتمثل في تعليمه الثقة في نفسه، فيكم، وفي الوسط الذي يعيش فيه. وعندما تلبون أو تشبعون احتياجات طفلكم البدنية والانفعالية فأنتم تساعدونه علي الثقة في نفسه والإحساس بالأمن في العالم الذي يعيش فيه.
(1) لاحتياجات البدنية: (أ) قدموا الطعام لطفلكم عندما يعبر عن الجوع واحرصوا علي نظافته وتعويده نظام مرن لقضاء الحاجة. * احتضنوه وتحدثوا معه أثناء تغذيته، أقيموا تواصل بصري معه، ابتسموا دائمًا بغض النظر عن حالتكم المزاجية، وتكلموا معه بهدوء. * تحدثوا مع طفلكم عن ما تفعلوه أثناء تغيركم لملابسه مثلاً. وأنشدوا له الأغاني والأناشيد المنغمة البسيطة فمن خلال ذلك تريحونه انفعاليًا وتعلمونه اللغة والأداء الصوتي. (ب)هيئوا الفرص المختلفة لطفلكم للراحة والاسترخاء عندما يشعر بالتعب. * تحدثوا معه بهدوء قبل نومه. * أسمعوه أهازيج منغمة هادئة لتساعدوه علي الاستغراق في النوم. (ج) وفورا له فرص متنوعة للعب والنشاط علي مدار اليوم. * أثناء فترات استقياظ الطفل غيروا من وضعه البدني لتسمحوا له برؤية ومطالعة المناظر المحيطة به. *احملوه وتجولوا به قدر الإمكان ليتعرف علي البيئة من حوله. نوعوا أنشطة اللعب قدر الإمكان وغيروا من روتين ونمط حياة الطفل كأن تصطحبونه معك في رحلة أو في زيارة للأقارب.
(2) الاحتياجات الانفعالية. (أ) يحتاج كل الأطفال إلي من يرضيهم أو يطيب خاطرهم عندما يشعرون بالكدر والضيق. (ب)اقضي وقت مع طفلك وساعده علي استكشاف البيئة والعالم من حوله واجعله يعرف الناس المحيطين به. (ج)يحتاج الأطفال إلي العيش في بيئة تفاعل مستقرة منظمة مما يساعدهم علي معرفة العالم من حولهم والثقة في أن الأحداث تحدث بصورة منتظمة يمكن التنبؤ بها. (د) كن متسق في تصرفاتك مع الأطفال. دعهم يرون سعادتك وحزنك ليتعلموا أن للآخرين نفس المشاعر والانفعالات التي يشعرون بها. وبالتالي نعلمهم التعاطف مع الآخرين والتجاوب الانفعالي معهم. (هـ) يمر الأطفال بالكثير من مراحل النمو الاجتماعي والانفعالي. ويعتمد النمو الاجتماعي الانفعالي في جزء منه علي الوراثة والعوامل الوراثية ويعتمد الجزء الآخر علي البيئية والعوامل البيئية (الأشياء الكثيرة التي نفعلها لمساعدة أطفالنا) وقد يرتد بعض الأطفال إلي مرحلة مبكرة من مراحل النمو الاجتماعي الانفعالي يكونون قد سبق لهم المرور بها نتيجة تعرضهم لحدث مكدر أو ضاغط يسبب هذا النكوص فقد يطلب طفل الثالثة من العمر زجاجة الرضاعة مرة ثانية ربما نتيجة اهتمام أمه بمولودها الجديد. وبالصبر والتفهم والحب يمكن مساعدة ذلك الطفل علي العودة مرة ثانية إلي مسار نموه الاجتماعي الانفعالي. وعادة ما يتطور النمو الاجتماعي الانفعالي للأطفال في المجالات التالية:- جدول رقم (1) أهم ملامح النمو الاجتماعي الانفعالي لدي الأطفال. 1. الاهتمام بالأشياء والموضوعات المحيطة بهم. 2. تنمية إحساس بالذات وبالانتماء إلي الأسرة. 3 تنمية الثقة في الذات، وفي الآخرين، وفي الوسط الذي يحيط بهم. 4 تنمية نظام للتواصل مع الآباء. 5 تعلم الانفصال النسبي عن الآباء. 6 اكتساب طرق التعبير عن الانفعالات والمشاعر. 7. مراقبة الأطفال الآخرين أثناء اللعب. 8. اللعب بالقرب من الأطفال الآخرين دون المشاركة وغالبًا ما يتم تقليد هؤلاء الأطفال. 9. اللعب مع الأطفال الآخرين. 10. الإعراب عن رغباتهم ومطالبهم. 11. مشاركة الآخرين والالتزام بالدور أثناء اللعب. 12. استخدام الكلمات لحل الصراعات ونمو التحكم في أو السيطرة علي انفعالاتهم ومشاعرهم. 13. تعلم أنه من المحتمل أن يرتكبوا أخطاء وبالتالي تقبل أخطاء الآخرين والاعتذار عما يبدر منهم من أخطاء. 14. نمو الثقة في الذات واحترام الذات. 15. نمو الثقة في الآخرين وتقدير وجهات نظرهم واحترام مشاعرهم وانفعالاتهم والتعاطف معهم. |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|