|
110524286 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>>
<< |
التدليل |
الكاتب : . |
القراء :
5373 |
التدليل
قد يقسو بعض الآباء على أطفالهم اعتقادا منهم أن في ذلك وقاية لهم من أن يصبحوا مدللين، فنجد هؤلاء الآباء لذلك يمنعون عن أطفالهم الهدايا أو المال أو الاهتمام . وهذا خطأ كبير إذ أن التدليل لا علاقة له بما يملكه الطفل أو بمدى الاهتمام الذي يحظى به من والديه، ولكن المهم هو كيف ولماذا يحظى الطفل بهذه الأشياء . إن التدليل مرجعه إلى ميزان القوى في الأسرة . فطفل ما قبل المدرسة يرى نفسه، فردا ضمن مجموعة من الأفراد، وهو في هذه السن يكون شديد الاهتمام بمعرفة مدى تأثيره عليهم . ومن هنا يبدأ الطفل في اختبار حدود هذا التأثير . وكل طفل بل كل إنسان لا بد أن يكون لديه شعور بأنه مؤثر فيمن حوله بدرجة ما، ولن يكون نمو الطفل سليما إذا كان واقعا تحت تأثيرك تماما . ولكن في نفس الوقت من الخطأ أن نعطي الطفل الفرصة ليتغلب على قوتنا بالعناد ويصبح له هو كل التأثير . إن حل القضية كلها يكمن في قرارك أنت عما تعتبرينه معقولا بالنسبة لما يمكن لطفلك أن يقوم به أو يحصل عليه، وعن مدى صراحتك معه في هذا الشأن .
وإليك بعض القواعد التي تساعدك على اتخاذ هذا القرار : -إذا استطاع طفلك أن يقنعك بتغيير رأيك عن طريق مناقشة معقولة أو عن طريق لإقناع لطيف فلا بأس في هذا ذلك أنه هنا يستخدم تأثيره من أجل الوصول إلى نتيجة طيبة، ولكن إذا استخدم الدموع ونوبات الغضب واستجبت له فهذا هو التدليل. -اعتبري نفسك قاضيا عليك أن تستمعي دائما وبصبر لكل ما يقوله طفلك، ولكن مع الإصرار دائما على ضرورة التصرف المعقول من جانبه . -فكري قليلا قبل أن تردي على طفلك بالرفض إزاء طلب معين، فإذا طلب منك طفلك أن تلعبي معه وأنت مشغولة عنه، فربما يكون ذلك لشعوره بالملل، عندئذ يمكنك أن تردي عليه كالآتي " أنا لا أستطيع أن ألعب معك الآن لأن لدي بعض الملابس التي أقوم بغسلها، ولكن إذا كنت تشعر بالوحدة فلماذا لا تأتي بدميتك وتقوم أنت أيضا بغسل ملابسها " . -حاولي أن توازني بين حقوق الطفل وحقوقك بنفس الطريقة التي توازنين بها بين حقوق طفلين . -فإذا كنت تريدين أن تمضي فترة الظهيرة في العناية بالمنزل بينما يريد طفلك أن يخرج للنزهة هنا تنشأ مشكلة . ناقشي المشكلة مع طفلك، فإذا كنت لا تستطيعين الخروج للنزهة فقولي له ذلك بصراحة و بحزم ، ولا تجعليه يشعر أنك مترددة بحيث يشعر بأن قليلا من الضغط سوف يجعلك تلبين رغبته وإذا شعرت أن طلب طفلك معقول فحاولي أن تجدي حلا وسطا في رغبتك ورغبة طفلك، فيمكنك مثلا أن تقترحي أن تخرجي معه، لنزهة قصيرة مثلا نصف ساعة ثم تعودي بعد ذلك للقيام بأعمال المنزل . -وإذا وضعت خطة كهذه فعليك أن تراعي أن تتناسب معك، فمثلا لا تشعري طفلك بأن كل خطوة في النزهة تشكل ضغطا عليك فإن ذلك سوف يشعره بأنه أجبرك على الخروج معه، وسوف يفقد الشعور بالمتعة من النزهة . -ساعدي طفلك على فهم مشاعر الآخرين، فإن فهم مشاعر الآخرين هو أساس العطاء والبعد عن الأنانية، والبعد عن التدليل . -انتهزي إذن جميع الفرص لتؤكدي لدى طفلك هذه المشاعر . -قصي عليه كيف سرقت دراجة الطفلة الصغير ابنة الجيران، وكيف شعرت بالحزن، وإذا ما عقب طفلك على ذلك بأن الطفلة يمكنها شراء دراجة أخرى، اشرحي له أن الآباء غالبا ما يريدون شراء أشياء كثيرة لأطفالهم، ولكن ليس بإمكانهم دائما أن يشتروا كل ما يطلبونه . -اشركي أطفالك معك عندما تضعين أي خطة خاصة بالأسرة، رحلة أو حفلة أو ما إلى ذلك، ودعي طفلك يتعرف على المشكلات التي قد تنشأ عند ذلك، وكيف يمكن التغلب عليها بحيث يكون جميع الأفراد المشتركين في هذه المناسبات مسرورين ومستمتعين . -ساعدي طفلك على أن يرى أنه ليس من العدل أن تقومي بطهو الأطعمة التي يحبها فقط، فقد لا يحبها أفراد آخرون في الأسرة .
من كل هذه المواقف نحن نرمي إلى أن يشعر الطفل بأنه ليس وحده مركز اهتمامك طول الوقت، وأن يعلم يقتنع تدريجيا بأن العالم لا يدور حوله هو فقط، أي أنه ليس مركز هذا العالم |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|