|
110524310 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>>
<< |
الإرهاق النفسي |
الكاتب : د.رياض العلى |
القراء :
4641 |
الإرهاق النفسي د.رياض العلى - خبير صحة المراهقين والشباب
ما هو الإرهاق النفسي؟؟؟؟؟ يستخدم هذا المفهوم ليصف جملة الاستجابات أو ردات الفعل الناجمة عن تعرض الانسان الى أي مثيرات أو تغير ملحوظ في البيئة المحيطة --- أذن الإرهاق النفسي قد يكون أي شيئي يستشيرك أو يرفع من درجة التحفز والانتباه ، وهو الأسلوب الذي تتفاعل فيه مع الأعباء الجديدة الملقاة عليك - وقد تكون هذه الأعباء عبارة عن أزمة عابرة أو تغير في ظروف الحياة أو أي موقف تتعرض له يوميا ، ولا بد من الإشارة الى أن حياة كل منا تحوى شيئا من الضغوط النفسية والتي بدونها ستكون الحياة رتيبة مملة ، وبدون هذه المحفزات ستصبح الحياة متعبة ، بلا توقعات سارة والعكس صحيح اذ أن الضغوط النفسية المتزايدة والمستمرة لا بد وان تؤثر على قدرة الشخص على التكيف مع الظروف المستجدة ن وهذا قد يؤدي الى أمراض عضوية أو نفسية
الاستجابة للإرهاق النفسي :- وهو عبارة عن الطريقة التي يتفاعل فيها الجسم مع أي استثارة وهذا نواع من التنبيه ، حيث أن الجسم له ردة فعل أو تجاوب مع أي أزمة طارئة ، أو موقف معين أو حتى تغيير مفاجئ في الوسط الذي يعيش فيه الشخص ما الذي يسبب الإرهاق النفسي ؟ كلنا يدرك أن مختلف الأعباء الحياتية وأعباء العمل قد تكون القاسم الأعلى في التسبب في الإرهاق النفسي ، وبالرغم من أن ذلك صحيح الى حد ما الا أن هناك مصادر أخرى نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: البيئة التي نعيش فيها أو نوع الغذاء الذي نستهلكه -النمط الغذائي الخاص بك - أي ان هناك مصادر متعددة للإرهاق الإرهاق النفسي المتسبب عن حب البقاء أو الناجم عن الأزمات : وهذا يحدث عندما تتعرض حياتك أو وجودك أو صحتك للتهديد أو الخطر ، وحينما تتعاظم عليك الضغوط النفسية ، أو عندما تتعرض لتجربة قاسية أو تجابه حدثا استثنائيا طارئا--- ولنتخيل هذا الحدث : امرأة تعيش في بيئة ريفية قرب أحد الأدغال تجلس خارج كهف تعيش فيه ، وتتمتع بأشعة الشمس المرسلة عند الأصيل أي وقت الغروب ، وفجاءة لمحت أمام ناظريها حيوانا ضاريا "الفهد"------- فصوروا كيف سيتفاعل جسمها مع هذا الحدث؟ ------ حتما ستتسارع نبضات قلبها وأيضا سيكون هناك أوامر من الدماغ بزيادة إفراز الهرمونات التي تعمل على إفراز السوائل الخاصة بحركة العضلات والتي ستنشد أو تتحفز تبعا لهذا الموقف ، وهي تتنفس بسرعة وتحتاج لكمية أكبر من الأوكسجين والطاقة لذلك ، وهي مهيأة الآن أما للمهاجمة والدفاع عن النفس أو للهرب من أنياب الفهد المفترس -------- هذا كله يحصل في لحظاتك هي لحظات حب البقاء والتشبث بالحياة ويشوبها مشاعر مختلفة كالقلق والفزع والتحفز أو الشجاعة والمهاجمة اللاشعورية أو التفكير اللحظي بالتخلص من الموقف والهرب والنجاة لقد تعرضت هذه المرأة الى إرهاق نفسي وظهرت عليها انعكاسات ردة الفعل التي سردناها آنفا ، هذا التفاعل مع التوتر هو العامل الذي ساعد أسلافنا في البقاء والتعايش مع الظروف البيئية الخطرة المحيطة بهم ------ ان حادثة " الفهد" هذه ما هي الا خطر جسماني تعرضت له تلك المرأة ------ والحياة اليومية أشد تعقيدا ---- ولنفترض أنك طالب وتواجه مشكلة مع مادة الرياضيات التي تعتبرها صعبة ، وعليك القيام بواجبك البيئية كل ليلة ، ومع مرور الأيام يزداد الوضع سوءا والمشكل تعقيدا وتعتبر أن حضورك للصف يسبب لك القلق والتوتر ، وقد بدأ تحصيلك العلمي يتدنى ودرجاتك تتناقص ، وصبيحة هذا اليوم ذهبت الى المدرسة وفجاءة قام المعلم وأعطاك اختبارا مفاجئا !!!! من المحتمل أنك بدأت تتفاعل مع الحدث فورا ، فزادت نبضات قلبك وتضاعفت سرعة التنفس لديك ، وبدأت الهرمونات بالانطلاق نحو مجرى الدم في عروقك وارتفعت درجة الحرارة في جسمك ------ أذن أنت تعرضت لنوبة توتر وضغط نفسي وكان لها ردة فعل لديك انعكست على مختلف الوظائف الحيوية في جسمك ----- ولذا فقد بدوت في وضع الهجوم والتحفز أو الهرب ولكنك لا تستطيع حيث لا يوجد خطر فيزيائي ملموس سواء من الامتحان أو من المعلم ، كما أن الأنظمة المدرسية السلوكية لا تسمح لك بمغادرة قاعة الصف ------ ماذا يحصل في مثل هذه الحالة ؟ ----- أي عندما تكون هناك مثيرات قوية ولا تستطيع ترجمة ردة الفعل الى استجابة عملية : خلال برهة قصيرة يتكيف الجسم مع الوضع ويمتص الأزمة الطارئة ويعود الى طبيعته واذا كان الوضع أشد سوءا والإثارة أقوي فان ذلك ينعكس على الجسم بصورة أعراض بدنية مثل سوء الهضم أو آلام الرأس أو الآلام العضلية أو قد تظهر أعراض عصابية كالأرق وتقطع النوم
الإرهاق النفسي الداخلي والقلق: لا تخلو حياة أحد منا من القلق النفسي الذي يتعرض له الفرد مرارا في حياته سواء كان ذلك لموقف أو لظروف أو أزمة مر بها --- والانسان المتوتر القلق يعجز عن التحكم في قلقة فيفقده ذلك راحته واطمئنانه ويجعله مشدودا متوترا ويصعب عليه التركيز الذهني فيضطرب نومه ويكون متقطعا وتنشد عضلاته ويحس بالآلام تسرى في عضلاته نتيجة لذلك ---- ويشعر بالتعب بما لا يتوازى مع الجهد المبذول ، وهو عصبي المزاج ويؤثر ذلك على حياته الشخصية والأسرية وتتأثر الشراكة الزوجية بهذا الوضع وتتولد الخلافات الأسرية والتي قد لا يتفهمها الشريك الآخر أحيانا ------ ولا يعلم أن مصدرها القلق النفسي الناتج عن ضغط الحياة وعجزه عن التعامل معها ، وقد يكون ذلك مرضيا كما يبين المختصون في هذا المجال وفي كلا الحالتين لا بد من العلاج النفسي والدوائي والذي يعطي نتائج جيدة (أما نوع شخصيتك فله تأثير كبير على الطريقة التي يمكن ان تتعامل بها مع الإرهاق النفسي فهناك نموذج ( : أولاً --- الذين هم أقل تكيفا للتجاوب مع التوتر وسريعي التأثر ، ويضخمون الأمور ، بحيث أن ردة فعلهم تكون عالية بعكس النموذج الثاني ثانياً ---الذين هم أكثر استرخاء وهدوءا في التعامل مع الأحداث الطارئة والمثيرات الحياتية واحيانا تكون متوترا فان ذلك قد يؤدي الى حل المشاكل المعلقة أو قد يقود الى الإبداع والابتكار) --- يذكر الباحث البرت اليس بعض الرغبات والاعتقادات غير الواقعية التي تسبب الإرهاق النفسي: o الرغبة في محبة واعجاب جميع الناس الذين تتعامل معهم ، وهذا غير واقعي نظرا لانك لا تملك السيطرة على نفوس الآخرين o الرغبة في أن تتصف بالكمال والإتقان لكل شيء حيث ان هذا غير واقعي فإتقان الشيء يتم بعد تكرار الأخطاء والتعلم منها o الاعتقاد بأن عوامل خارجية تسبب لك النحس وسوء الحظ فالأمور السلبية غالبا ما يكون سلوكك سببا فيها ، والإنسان على نفسه بصيرة كما يبين رب العزة "ولو القي معاذيره" o الرغبة في أن تكون جميع الأحداث كما ترغبها ، وان يتصرف جميع الناس كما تحب ، فالناس لهم أولوياتهم ورغباتهم وأهدافهم التي قد تتفق مع أولوياتك وأهدافك أو قد لا تتفق
الإرهاق النفسي الوظيفي والإرهاق النفسي البيئي:- وقد يكون هذان النوعان من الإرهاق منفصلين أو قد يتداخل أحدهما مع الآخر -- أما العوامل البيئية المولدة للإرهاق النفسي فأهمها : o الازدحام والضيق المكاني سواء للعمل أو للمعيشة o الضجيج والضوضاء o التلوث البيئة بشكل عام الإرهاق النفسي الناجم عن العوامل الكيماوية أو التغذية :- قد يساهم نوع الغذاء الذي تتناوله في زيادة الإرهاق النفسي لديك ومن أمثلة هذه العوامل والتي قد لا تشعر بها : o تناول الكافيين بكثرة :- حيث ان مادة الكافيين الموجودة في القهوة أو الشاي اللذين تتناولهما بكثرة يرفع من مستوى التوتر بزيادة إفراز الهرمونات المنشطة والمنرفوة الأعصاب احيانا فيجعل ذلك نومك صعبا أو متقطعا ، ويجعلك هذا أكثر قلقا وارتباكا واضطرابا o زيادة كمية السكر: المتناولة في الحلويات أو الشيكولاته اذ تضاعف الطاقة لديك ولكن الجسم له القدرة على إعادة الأمور الى نصابها اذ يفرز البنكرياس لديك الأنسولين فيعود مستوى السكر الى طبيعته في الدم إذا بقيت في الحدود التي يستطيع الجسم استهلاكها o كمية الملح المتزايدة : - ترفع من ضغط الدم لديك وهذا يجعل جسمك يتعرض لما يسمى بالإرهاق النفسي الكيماوي النمط الحياتي والارهاق الوظيفي:
ان معظم ما تتعرض له من ضغوط وتوترات وارها قات يومية قد يكون مصدره العمل - أي وظيفتك - أو نمطك الحياتي وهذا قد يشمل- o حجم العمل الكبير أو بالعكس قلة ساعات العمل الفعلية o الطلب منك أن تقوم بما لا تستطيعه قدراتك من حيث الخبرة والكفاءة o التوقعات غير المنطقية من الدور الذي يمكن أن تقوم به والذي يفترضها رئيسك في العمل أو زملاؤك o انعدام الأمن الوظيفي o الضغوطات الكبيرة من قبل مسئولك أو مديرك o التدخل المتكرر وغير المبرر في عملك o عدم التنظيم وصعوبة الالتزام بتنفيذ الخطط المرسومة o المكالمات الهاتفية المشاكل الشخصية والعائلية مثل :- o المشاكل المالية o العلاقات الزوجية والعائلية والخلافات الأسرية o الأمراض والإعاقات بأنواعها o تغير التركيبة الأسرية مثل قدوم مولود جديد على الأسرة حدوث وفاة ، أو زواج أو طلاق
كيف تدرك أصابتك بالإرهاق النفسي؟ على الرغم من أل إرهاق النفسي المعقول كما أسلفنا والتحفز الدائم مطلوب أحيانا وقد يكون ضروريا للقضاء على الرتباة والملل في حياة الانسان ، الا ان تزايد ذلك والاستمرار لفترة طويلة قد يهدد بأضرار كبيرة على الصحة ولاحظ أنه يكلما ازداد الإرهاق النفسي وتراكمت الضغوط فان مقدرتك على أدراك ذلك تتناقض أي أنك تشعر بأن صحتك مهددة ، فإذا ما لاحظت بعض الأعراض التالية فان عليك مراجعة طبيبك : o الشعور بخفقان متزايد ومتكرر بالقلب o العرق المتزايد o برودة الجلد o برودة الأطراف : اليدين والقدمين o الإحساس بالغثيان o زيادة سرعة التنفس o تشنج العضلات o الرغبة المتزايدة في التبول o الإسهال
الأعراض البدنية طويلة الأمد: وتظهر هذه الأعراض عندما يتعرض الانسان للإرهاق النفسي لفترة طويلة من الزمن وينعكس ذلك على شكل : o تغير في الشخصية وغالبا ضعف في الشهية o التعرض للرشوحات والبرد o التعرض للأمراض التالية :-الربو- آلام في الظهر- اضطرابات في الجهاز الهضمي - آلام في الرأس - مشاكل وأمراض جلدية - الشعور بالضغط والإجهاد المستمر الأعراض الداخلية الناجمة عن التعرض الطويل الأمد للإرهاق النفسي: عندما تتعرض للإرهاق النفسي لفترة طويلة ، فان ذلك حتما سيقود الى نقصان التفكير بوضوح حول المشاكل التي تتعرض لها ، وقد يقود ذلك الى اضطرابات انفعالية وعاطفية ، أما أهم هذه الأعراض فهي : o القلق o الاضطراب وضغط التركيز o الإحباط o الارتباك وفقدان الصبر o صعوبة النوم وتقطعه o سرعة التعب والارهاق o تغير عادات الأكل الأعراض السلوكية :
عندما تتعرض لضغوط نفسية فان ذلك يتمثل في : o التكلم بصوت عال وبسرعة كبيرة o ظهور بعض العادات مثل قضم الظافر أو اصطكاك الأسنان o تعكر المزاج o العدوانية والعصبية o ردة الفعل العنيفة وغير المتناسبة مع المثيرات o صعوبة اتخاذ القرارات o النسيان o عمل أخطاء اكثر o تغير عادات العمل o التغيب o
ماذا يحصل لو فقدت السيطرة على التكيف مع الإرهاق النفسي:- عندما يتعرض الانسان الى ضغوط نفسية مفاجئة ن تنعكس على شكل إرهاق نفسي قصير الأمد فانه غالبا ما يفقد السيطرة لفترة مؤقتة ثم ما يلبث ان يستجمع قدراته ويعيد تنظيم نفسه وتتعاون كافة أجهزة الجسم للتكيف مع الأزمة الطارئة - ويبدو الوضع أصعب عندما يكون التعرض لفترة طويلة واذا لم تتخذ اجراءات معينة أو استراتيجية للتعامل مع الإرهاق النفسي فقد يقود ذلك الى ما يلي :- o الإعياء والتعب الجسماني o الاكتئاب o الانهيار التكيف مع الإرهاق النفسي:- كيف تتمكن من مجابهة الإرهاق النفسي والتعامل معه بحيث نقوم بأنشطتنا المعتادة ولا نتعرض للعواقب السيئة الناجمة عن ذلك ، ولتجنب الآثار الضارة للإرهاق النفسي فانه يترتب علينا ---- التفاؤل والمحافظة على روح المبادرة ---- حيث أنه من السهولة فقدان روح المبادرة عند التعرض لأزمات نفسية والمشاكل الصغيرة قد تبدو كبيرة جدا ، وعندما نواجه مصاعب الحياة بالتفاؤل فأننا نجد أنه من السهولة التعامل مع مشاكل الحياة وتعقيداتها ن وسيكون نتيجة ذلك الطمأنينة والنوم الأفضل والاستمتاع بالحياة ففي الحديث الشريف ما روى عن الرسول (ص) " تفاءلوا بالخير تجدوه ، وبشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا " --- وفي هدى المصطفي عليه السلام نجد ضالتنا بالتعامل مع أعباء الحياة المتزايدة ، وبذا ستقبل على الحياة أكثر وتستمتع بالعمل مع الناس- المصدر - مجلة النفس المطمئنة - العدد 59 المصدر - منتدى الخليج |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|