|
|
 |
|
110540668 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
|
>>
<< |
|
الانتباه The Attention |
الكاتب : د/ منير حسن جمال |
القراء :
8336 |
|
الانتباه The Attention
د/ منير حسن جمال
أستاذ علم النفس التربوى المساعد
كلية التربية بالعريش
لتقديم تعريف للانتباه لابد من الاستعانة بما قاله ,1890) W. James ) ، بأن الانتباه هو "الاستحواذ والأسر لشعور ما أو لفكرة ما، بواسطة العقل فى صورة نشطة، وواضحة ومستخلصة أو مستثناة من الأشياء، والأفكار العديدة الممكنة التي تبدو متزامنة أو تحدث في وقت واحد". لقد تم تحديد مكونات أو عمليات الانتباه من خلال عدة دراسات قام بها كل من ( , 1971 (Boies & Posner و(Shiffring & Schneider,1977) و ,1984) (Parasurman & Davies و ,1995) La Berge) وتحددت هذه العمليات فى ثلاث عمليات ذات بنية معرفية ووظيفية مختلفة، واعتمد فى تأكيدها على دراسات فسيولوجية حددتها أيضا. وهذه العمليات هى التوجه orientation التي تعتمد على التبأور Focus، وتركيز الوعي أو الشعور Consciousness، وتتضمن الانسحاب من بعض الأشياء كي يستطيع الفرد أن يعالج أشياء أخرى بفاعلية (Gerliner, 1979 , Gage in). والتعريف الذى قدمه قاموس موسوعة علم النفس (The Encyclopedia Dictionary of Psychology,1986) تعريف جامع هو "بأنه (أي الانتباه) القدرة على التركيز على المظاهر الدقيقة الموجودة في البيئة" وإنه "اختيار الكائن الحي لمثيرات معينة ومقاومة التحول الناتج عن المثيرات الأخرى ( In Pettijohn, et al. 1986: 21)
والانتباه ليس مكون من عملية واحدة بل يتضمن ثلاثة مكونات فرعية عملياتية هامة حدده كل من Parasurman ( 1998) (فى كتابه " Brain The Attentive " وهي:
المكون الأول- التوجه أو الانتقاء Selection or Orientation :
الانتقاء هو اختيار التجهيز المطلوب عندما يحدث تنافس مع مصادر أخرى مشتتة، ويصبح المطلوب هو التوجه نحو المصدر المطلوب، أو انتقائه من بين هذه المصادر المتنافسة، مع ضرورة أن يتم تجاهل باقي المصادر الأخرى التي لا تؤثر على عملية الانتقاء أو التوجه. ويتم ذلك بصريا أو سمعيـا, ويصبح مسمى الانتباه هنا الانتباه الانتقائي البصري, أو الانتباه الانتقائي السمعي . والانتقائيـة هى المكـون الأكثـر أهمية في عملية الانتباه. وهو الأكثر تناولا فى دراسات الانتباه. ( Parasurman 1998,6)
المكون الثاني - التيقـظ Vigilance:
عملية تجعل الفرد في حالة من الانتباه المستمر sustained attention، بحيث يمكن لجميع المثيرات أن تصبح مع الفرد في حالة نشطة، تقل هذه الحالة كلما قام الفرد بانتقاء إحدى المثيرات، مما يدفع الفرد أن يقلل من حالة التيقظ حتى يسمح له بالتركيز والتوجه نحو المثير المستهدف.(Parasurman,1998,7) .
المكون الثالث -الضبط التنفيذي Executive control :
هي العملية التي تساعد الفرد أن يحتفظ بحالة التوجه نحو الهدف، في ظل حدوث توقف أو الانشغال بأهداف أخرى أو جديدة، دون أن يؤثر ذلك باستمرار حالة التوجه السابقة نحو الهدف. ويتعرض الضبط التنفيذي لانخفاض مستوى الكفاءة عندما تظهر بشكل متزامن مثيرات قوية وشديدة الدقة تجعل من الصعب على الفرد أن يستمر بنفس الكفاءة محتفظاً بحالة التوجه نحو الهدف السابق. ويطلق Parasurman على هذا المكون الضبط الانتباهي Attentional Control , بينما يطلق عليه كل من Posner & Di Girollamo الانتباه التنفيذي executive attention ( In Parasurman, 1998 ,401-404)
وتقوم عملية الضبط التنفيذي بالعديد من الوظائف هي :
1- جعل المثيرات المستقبلة حسياً نشطة، حتى تتضح إلماعاتها مما يسهل على المرشح الانتباهي أن يقوم بانتقائها أو تجاهلها. وكلما كانت هذه الإلماعات واضحة وذات عبء إدراكي منخفض كان قرار الانتباه الانتقائى يتم بسرعة كبيرة مما يجعل الانتباه مبكراً. وكلما انخفضت في وضوحها زاد عبئها الإدراكي,أدي إلي استغرقها زمن أكبر في تنشيطها بحثاً عن أي إلماعات ترتبط بعملية تجهيز المعلومات المناسبة.
2- تنشيط المرشح الانتقائى وتوجيهه نحو إلماعات المثيرات المخزنة في المخزن الحسي.
3- مرور تأكيدي للمعلومات بزيادة تنشيط خصائص المثير السيمانتية نحو وضعها في مرحلة الانتباه الإرادي in Cowan 1988 : 175-179).
4- نقل المعلومات المنتقاة وهى في حالة نشطة بزيادة الجهود المخية المرتبطة بالحدث، حتى يتم نقل المعلومات إلى المرحلة الثالثة مرحلة الذاكرة العاملة أو القصيرة ( In Cowan, 1988 , 179) (In Baddeley 1996)
5- استمرار المعلومات نشطة في الذاكرة العاملة، مع العمل على تنشيط المعلومات المخزنة في الذاكرة طويلة الأمد، والمرتبطة بالحدث من أجل دمجها مع المعلومات الجديدة التي استقبلت ونشطت خلال المراحل السابقة. حيث تتم عملية الدمج النشط بالاعتماد على الجسر المرحلي Episodic Buffer ,حيث يعتبر Baddeley,1996-2000) ) هذا الجسر ذو مخزن مؤقت يسمح باستدعاء المعلومات من الذاكرة طويلة الأمد، وهى معلومات تتعلق بما لدى الفرد من معلومات؛ تتعلق بطبيعة الموقف الحالي والمعلومات التي تم تجهيزها في النظم التابعة للذاكرة العاملة (الترديد الصوتي واللوحة البصرية/ المكانية) . ويتم جمع المعلومات النشطة من المصدرين ودمجهما في هذا الجسر المرحلي. وعملية الدمج والتي تستمر فترة تعرض فيها المعلومات على الوعي , بحيث تراجع وتصبح جاهزة في صورتها النهائية. ودور الضبط التنفيذي المركزي هو اسـتمرار المعلومات نشطة من المصادر المختلفة وحتى يتم الدمج. (in Baddeley, 2000 )
والانتباه يشير بصورة مختصرة، إلى أنه عندما ينتبه الفرد يدرك، وعندما يدرك يتعلم. والانتباه ليس عملية أولية فقط للإدراك والوعي، بل تمتد إلى المستويات الأكثر تعقيد من التجهيز المعلومات ( In: Parasurman 1998 , 3-4)ويرى , ) Dykeman (1998أن الانتباه أكثر قدرة على استقبال المعلومات بشكل نشط. لأن التأهب الانتباهى يكون مقروناً بوجود ضابط انتباهى متحكم في التعامل مع المعلومات، وبالتالي يجد الفرد نفسه خاضعاً للتوقع الذي يفرضه الضابط الانتباهى ( Dykeman 1998 , 359-361)
وينقسم الانتباه إلى عدة أنواع حيث يعتبر الانتباه الانتقائي بنوعيه البصري والسمعي , والانتباه الموزع Divide Attention , و الانتباه المؤكد Sustained , و الانتباه البؤري Focus Attention . والدراسة الحالية سوف تهتم بدراسة نوعين من أنواع الانتباه, الأول هو الانتباه الانتقائي ( البصري و السمعي ), والثاني هو الانتباه الموزع البصري .
ثانيا -الانتباه البصري الموزع Divided Visual Attention
يقول Braun,1998)) أنها العملية التي يتم فيه توزيع الانتباه بين أشياء مختلفة أثناء المسح البصري وتؤدي بشكل جوهري crucial للإسهام في فهم الانتباه. حيث يستطيع الفرد أن ينتبه لموضوع واحد أثناء المسح البصري, ولكنه في نفس الوقت يستطيع أن يميز المعلومات البصرية لموضوع أخر. والمعروف أنه من الصعب عند الانتباه إلي شئ بصريا في نفس الوقت ينتبه الفرد لمثير بصري أخر . و الزمن الممنوح يمثل أهمية كبيرة حتى يتمكن الفرد من الانتباه لمثير ثم الانتقال لمثير آخر. و هذا يتطلب عدم تركيز الانتباه بشكل كامل . والدراسات توصلت إلي أنه كلما كان المثير ذو خصائص بصرية تفصله عن غيره Visual texture segregation كلما أمكن توزيع الانتباه بشكل ناجح . ويجب أن لا تكون العناصر المحددة للشكل البصري واسعة و بعيدة وتأتي بشكل عفوي effortlessly ( غير مقصود) (In Sagi & Julesz 1987, Sagi 1990 , Bravo & Nakayama 1992)
Braun 1998, 327-329)) (*)
|
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|
