|
110525159 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>>
<< |
التخلف في القراءة – صعوبات القراءة |
الكاتب : د. صالح بن عبدالعزيز النصـار |
القراء :
8717 |
التخلف في القراءة د. صالح بن عبدالعزيز النصـار
يعرف الطفل المتخلف في القراءة بأنه كل طفل يكون تحصيله المدرسي في القراءة أقل من تحصيله في باقي المواد الأخرى، وأقل من مستوى ذكائه العام بمقدار سنة ونصف السنة، كما يعرف بأنه الطفل الذي تقل درجاته في اختبارات القراءة المقننة من سنة إلى ثلاث سنوات فأكثر عن متوسط الدرجة التي تناسب عمره الزمني أو عمره العقلي. وأسباب التخلف في القراءة كثيرة ومتنوعة، منها ما يرتبط بالجسم كضعف الصحة العامة، وعيوب الغدد، والبصر، والسمع، وعوامل الاستعداد، والذكاء واللغة، والخبرة السابقة.
وفيما يلي عرض موجز لهذه الأسباب: 1. الأسباب الجسمية: هناك العديد من الأسباب الجسمية التي قد تؤدي إلى التخلف في القراءة منها: (أ) ضعف الصحة العامة: حيث إن الأطفال الذين يشكون من العلل المختلفة أو الأمراض المتنوعة أو هزيلي الأجسام لا يتعلمون كما يتعلم الأصحاء. فهم يتغيبون عن المدرسة، ويفوتهم الكثير من التدريبات أو تنمية المفردات، مما يجعل الكلمات الجديدة تبدوا صعبة أو لا يستطيع إدراكها. (ب) عيوب الغدد: هناك علاقة موجبة بين عيوب الغدد والعجز أو الضعف في القراءة. وكقاعدة عامة فإن العناية الطبية ضرورية قبل أن يستجيب الطفل المتخلف للقراءة السليمة. (ت) السمع: فالأطفال الذين يعانون من عيوب في السمع لا يتعلمون اللغة بسهولة. والسمع بداية لتعلم اللغة والأصوات، والعلاقة بين الحديث والقراءة مسألة واضحة. فإن عجز الطفل عن الاستماع السليم فإنه سيجد عائقاً يحول بينه وبين ربط الأصوات التي يسمعها بالكلمات التي يراها، أي بما يقرأ. كما سيجد صعوبة في تعلم الهجاء الصحيح للكلمات، واتباع التوجيهات، أو في الاستماع لأقرانه حين يتحدثون، وحين يقرأون. وكثيراً ما يترتب على الصعوبات السمعية توتر انفعالي و ضيق، وينتج هذا الضيق عما يتعرض له التلميذ من أخطاء وسوء فهم. (ث) البصر: حيث يقتضي تعلم القراءة القدرة على رؤية الكلمات، وملاحظة ما بينها من تشابه واختلاف، وقد تؤدي عيوب الإبصار بالتلميذ إلى رؤية الكلمات مهزوزة، أو على غير صورتها الحقيقية. ومن عيوب الإبصار رؤية الأشياء منعكسة، فإذا أبصروا كلمة "در" قرؤها "رد" ومن عمل المدرس أن يلاحظ العلامات الدالة على وجود عيوب الإبصار عند تلاميذه، حتى يمكن تصحيحها بالتدريب أو علاجها في الوقت المناسب.
2. عوامل الاستعداد: تعليم القراءة عادة هو المنشط الرئيسي لتلاميذ الصف الأول، وبداية تعليم القراءة ترتبط غالباً بالعمر العقلي كمحك للدلالة على القدرة على تعلم القراءة. غير أن هذا المحك لا يصلح وحده للتنبؤ بالقدرة على القراءة، لأن القراء القادرين يمتلكون بداية ناجحة في أول اتصالهم بالقراءة، وهي ما تسمى بعوامل الاستعداد للقراءة ومن أهمها: تصور العلاقات، ومتابعة تعاقب الأفكار، وتنظيم المادة، وقوة الذاكرة. 3. الذكاء: فالأطفال الأذكياء يقرأون بسهولة عن الأطفال الأقل ذكاءً. 4. اللغة: هناك مجموعة من الاعتبارات التي يجب أن تتحقق في اللغة التي يستخدمها كتاب القراءة، وإلا ساعدت اللغة في تعويق الطفل في القراءة واعتبر متخلفا: منها أن تكون الصفحة المطبوعة تمثيلاً للغة الشفهية التي يمارسها الطفل، ومراعية للفروق الفردية ومستويات التعلم المختلفة ومستوى النضج. 5. المؤثرات البيئية والخبرة السابقة: فالجو المنزلي الخصب يساعد على تنمية الثروة اللغوية للطفل، ذلك لأنه يستطيع أن يتحدث إلى والديه، ويصغي إليهم، وينمي ما لديه من حب للاستطلاع. وواضح أن مايتوصل إليه الطفل من معاني أو قدرة على التفسير للمقروء إنما يتم في ضوء الخبرات السابقة وما يحضره الطفل من تجارب فعلية مباشرة أو غير مباشرة. فالأطفال المحرومون والذين لم يتمتعوا بخبرات سعيدة في طفولتهم كثيرا ما يجدون أن ما يقرأونه لا يعني شيئاً. فالأطفال الذين يسكنون في أحياء فقيرة كثيراً ما يجدون أنفسهم غرباء عن الحقل أو حيوانات الحقل، وعن النزهات والبحيرات والمحيطات. وهؤلاء ذوو الخبرات البائسة غالباً ما يعانون من مشكلات انفعالية واجتماعية، ولذلك تبدو أهمية الاستعداد للقراءة، ومحاولة إيجاد خلفية للقراءة تنمي اللغة والخبرات السابقة. 6. العوامل الانفعالية: ويمكن تلخيص العوامل الانفعالية التي تؤثر في عملية تعلم القراءة في عاملين: الاتجاه نحو القراءة، والمشكلات الشخصية العامة. 1. إن توفر الدوافع لتعلم القراءة أمر بالغ الأهمية، لأن هذه العملية (القراءة) معقدة، وبعيدة المدى، تتطلب التركيز والميل عدة سنوات قبل أن يصل الطفل فيها إلى الطلاقة. ومن المهم أن يتوفر للطفل فهم العمل والميل له، لأن النجاح يؤدي إلى تحسين الاتجاهات وتنشيط الدافعية مما يساعدج الطفل على التقدم في القراءة. 2. المشكلات الشخصية العامة: حيث إن المشكلات الشخصية لها علاقة وثيقة بالتأخر في القراءة، وقد اكتشف أحد الباحثين أن 70% من المتأخرين في القراءة لديهم مشكلات شخصية. تشخيص التخلف في القراءة يمكن أن يسترشد المعلم بالمعلومات العامة لتشخيص التخلف في القراءة بالإضافة إلى اختبارات الذكاء والاختبارات الجسمية والحسية. ينبغي أن يحتفظ معلم القراءة خصوصاً في الصفوف الدنيا بمعلومات عامة تساعده على التعرف على تلاميذه بيسر وسهولة. ومن هذه المعلومات: تاريخ الميلاد، عدد الأيام التي قضاها الطفل في الروضة، تقارير مدرس المرحلة التمهيدية أو الروضة، السن عند دخول المدرسة، الرسوب، الاتجاه نحو القراءة، الخلفية الأسرية، الاهتمامات، والخبرات العامة. ومعرفة هذه الخلفية مرغوب فيها لأنها تمكن المدرس أن يفهم الاتجاه الاجتماعي للطفل، وتكوين العطف واللطف اللذان يساعدان في نجاح تعليم القراءة. وفهم صعوبات الطفل ومشكلاته ينبع عادة من الرابطة القريبة بين التلميذ والمدرس في التعليم الفردي. ومثال على بنود قائمة الاهتمامات هي: o ماذا تريد أن تعمل حين يكون لديك وقت فراغ؟ o ماذا تعمل عادة بعد المدرسة؟ o ما عمر إخوتك الذكور والإناث؟ o هل تحب أن تقرأ؟ o هل تحب أن يقرأ لك أحدهم؟ o هل تمارس الرياضة؟ ما رياضتك المفضلة؟ " بتصرف من الكتب التالية: 1. تعليم اللغة العربية بين النظرية والتطبيق: حسن شحاته، الدار المصرية اللبنانية، 1412 هـ. 2. الطفل ومشكلات القراءة: أحمد عبدالله أحمد و فهيم مصطفى محمد، الدار المصرية اللبنانية، 1414 هـ.
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|