السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


110541028 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار
>>    <<

إنفلونزا «التدريب المعتمد»

الكاتب : د.عمر مساعد الشريوفي

القراء : 3148

إنفلونزا "التدريب المعتمد"

د.عمر مساعد الشريوفي - المدينة المنورة

 
حزينة تلك الملايين التي قضت نحبها بسبب الإنفلونزا في بداية القرن الماضي، وما يدعو للحزن أكثر هو ضعف مقاومة البشر في تلك الحقبة لهذا المرض الحديث عليهم مما عظم من جلالة الحدث وكثرة الضحايا. ومما يزيد الحزن أكثر مقارنة ما عليه المرض الآن من سهولة في المقاومة والعلاج وبين صورة تلك الملايين التي لم تكن على علم بسبل مقاومة المرض.
وتتخذ الإنفلونزا في زماننا هذا أشكالاً مختلفة عن الإطار الصحي لتشمل إنفلونزا الألقاب العلمية، وإنفلونزا الأسهم، إنفلونزا الجوال، إنفلونزا الإنترنت... وبما أني لست معنيًّا بكل أنواع الإنفلونزا السابقة بحكم وظيفتي ومهنتي "مشرف تدريب تربوي" فقد لمست ورصدت ما يمكن أن أسميه "إنفلونزا التدريب المعتمد".
ولإلقاء الضوء على هذه الظاهرة الناشئة أرى أنه من إضاعة الوقت الحديث عن أهمية التدريب في تحسين قدرات العاملين وغير العاملين، وأنه مؤشر حضاري إيجابي على الحراك الاجتماعي السليم. ولكن خوفي على هذا الرافد التطويري من تراجع نظرة الناس الإيجابية تجاهه جعلني أكتب ناقدًا لظاهرة سلبية بدأت تغزو جسم التدريب، وأخشى أننا إذا فشلنا في مقاومتها فسوف تكثر ضحاياها لنحزن عليهم كما حزنا على ضحايا الإنفلونزا السابقة.
 
الأعراض
تتسابق كثير من المراكز التدريبية الخاصة في الوطن العربي على تقديم مادة تدريبية تطويرية. ولضمان إقبال الناس عليها اتخذت تلك المراكز استراتيجية تسويقية للأسف تسمى "التدريب المعتمد"، حيث يقدم للمتدرب مادة علمية مبسطة في الكم والنوع والوقت يمنح بعدها المتدرب شهادة مدرب معتمد من نفس المركز أو بالتعاون مع مراكز خارجية.
 
سلبيات وأضرار
- دفع الكثير من الناس إلى دخول عالم التدريب بناء على تلك الشهادة المعتمدة والتي لا تتجاوز في بعض الأحيان ثلاثة أيام ليصبح المتدرب مدربًا معتمدًا في علم لا يعرف عنه إلا ما تلقاه في هذا البرنامج التدريبي، ويتجاوز الوضع ليمنح المتدرب وفي خلال يومين اثنين فقط درجة مستشار في هذا العلم! وليست المشكلة في إقبال الناس على التدريب، وإنما أن يتولى زمام التدريب من أصبح زبيبًا قبل أن يكون عنبًا! وهذا ما انعكس على كثير من مخرجات البرامج التدريبية التي يتضح فيها ضعف تأهيل المتدربين كنتيجة حتمية لضعف تأهيل المدرب.
- تسطيح الألقاب العلمية المهمة: مدرب، مستشار، أخصائي، دبلوم، كبير مدربين... وغيرها من الألقاب التي كانت تعبر صراحة عن حامليها وعن مستواهم العلمي المتميز. ولكن هذه الظاهرة (إنفلونزا التدريب المعتمد) جعلت من تلك الألقاب أسماء وأرقامًا تضاف في السيرة الذاتية لمدرب لا يتجاوز إعداده العلمي أيامًا معدودات، وإنتاجه الثقافي لا يتجاوز حدود تنفيذ الحقيبة التدريبية التي تدرب عليها لتتكرر المأساة، وتكثر الضحايا. وهذا يتضح في نشوء ظاهرة أصغر مدرب وأول مدرب...إلخ.
- تصاعد الحس الإعلامي التجاري على الحس التربوي التعليمي في البرامج التدريبية. فكثيرًا ما تسمع أن إقبال الناس على برنامج تدريبي بسبب الألقاب الممنوحة للمدرب المعتمد، أو حرص المتدرب على الحصول على لقب "المدرب المعتمد" مع أن المادة العلمية، وقدرات المدرب لا ترقى إلى تلك الألقاب الممنوحة. والنتيجة الحتمية ضعف أثر التدريب، وعدم تحقق أهدافه.
- القصص المتوافرة لكثير من المتدربين (أو الضحايا) الذين حضروا تلك البرامج التدريبية المسماة معتمدة، والتي تكون غالبًا برسوم باهظة أكثر من البرامج التدريبية العادية! وتسمع منهم عن معاناتهم مع تلك البرامج وما صرف فيها من وقت وجهد ومال مقابل مادة علمية متواضعة تخلو كثيرًا من أهداف التدريب السامية: تنمية مهارات، وبناء المعلومات، وتكوين الاتجاهات.
 
الاقتراحات العلاجية
- توعية المجتمع بثقافة التدريب، وأهدافه الحقيقية. وهذا يترتب عليه رفع حس المتدرب في طريقة اختيار البرنامج المناسب الذي يشكل احتياجًا فعليًا له، ويرتبط بشكل مباشر بطبيعة عمله، أو ضرورة لتطوير جوانب معينة في الشخصية.
- تمهين التدريب وتحديد الصفات اللازمة في عناصره (المدرب، الحقيبة التدريبية، المتدرب، البيئة التدريبية، الاحتياج التدريبي...) وهذا ينصب على عاتق الجهات الأكاديمية والتعليمية والمهنية والأفراد. ويترتب على ذلك تحديد مواصفات البرامج التدريبية المعتمدة التي تؤهل الملتحق بها أن يقوم بالتدريب على نفس المادة العلمية.
- تفعيل جانب تقويم أثر التدريب بعد كل برنامج تدريبي، وربط نجاح البرنامج بمدى الفائدة التي تعود على المتدرب في عمله أو حياته كلها.
- زيادة وعي الأفراد في موضوع التخطيط الشخصي، وما يترتب عليه من طبيعة البرامج التدريبية التي يحتاج إليها. وهذا يقضي على ظاهرة ملموسة في التدريب مفادها أن بعض المتدربين يحصل على دورات متنوعة لا يجمعها رابط وظيفي أو شخصي، ولا تمت للشخص بأي صلة، وإنما تدل صراحة على مؤشر واضح لسياسة التخبيط. وسوء التخطيط.

مجلة المعرفة
 

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة