|
110525643 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>>
<< |
هل توجد في مدارسنا مكاتب للإرشاد التربوي ؟ |
الكاتب : الدكتور / أبراهيم محمد كرم |
القراء :
7822 |
هل توجد في مدارسنا مكاتب للإرشاد التربوي ؟ الدكتور / أبراهيم محمد كرم - كلية التربية - جامعة الكويت هناك قصور شديد في توجيه وإرشاد التلاميذ في مراحل التعليم العام ، ويتجلي هذا القصور بعدم إدراك العاملين في المجال التربوي لمفهوم التوجيه والإرشاد ، حيث أنهم يربطون مفهوم التوجيه والإرشاد فقط بالإرشاد النفسي والمشكلات السلوكية غير السوية من اضطرابات نفسية أو سلوك عدواني بالرغم أن عملية الإرشاد عملية شمولية تشمل المشكلات النفسية وثم مساعدة التلاميذ في اكتشاف ذاتهم من خلال الخبرات التربوية . فالعصر الذى نعيش فيه يتميز بالتغيير السريع فى جميع مناحي الحياة ، فالتكنولوجيا المعقدة والمتغيرة والتى بدأت في تسيير حياة الأفراد بل والتحكم بها والتفجر المعرفي وعدم ثباته عن طريق الإنترنت ، وتعثر الأفراد في اتخاذ خطوات محددة لمواجهة هذه التغيرات ، جعل وظيفة المدرسة التقليدية لامعنى لها . فمع كل هذه التحولات أصبح للمدرسة وظائف متعددة وليست فقط الوظيفة التقليدية وهى تزويد التلاميذ بالمعارف والحقائق .
إذا من الوظائف القديمة الجديدة للمدرسة توفير الخبرات التربوية المتعددة والمتنوعة لاكتشاف أنفسهم واستعداداتهم وحاجاتهم واهتماماتهم وثم بلورتها إلى ميول محددة تقود الى المجال المعرفي المناسب ومنه إلى وظيفة مستقبلية . لذا تظهر الحاجة إلى توفير الإرشاد التربوي المناسب والإيجابي ونقصد بالقدرة على اكتشاف الأفراد لأنفسهم ، إذا فالأسئلة التي تطرح نفسها هي : ما الإرشاد التربوي المطلوب في مدارسنا ؟ ومن هم الأفراد الذي يجب أن يقدموا هذا النوع من الإرشاد ؟ وما الخبرات التربوية التي تحقق هذا النوع من الإرشاد ؟ ما الإرشاد التربوي المطلوب في مدارسنا ؟ أما بالنسبة للسؤال الأول فالإرشاد التربوي الذي نعنيه هو مساعدة الطالب وإرشاده إلى نوع الدراسة التى تلائم أن نضمه بامتهان مهنته بدلاً من المضى في الدراسة . أى مساعدته على فهم استعداداته وامكاناته المختلفة ومعرفة متطلبات الدراسة والمهن المختلفة . ونلخص خطوات الإرشاد التربوي فيما يلي : 1- أن يقدم للتلميذ صورة واضحة عن قدراته واستعداته وميوله وسماته الشخصية . 2- أن يقدم للتلميذ المعلومات التى توضح متطلبات دراسة معينة من حيث القدرات والاستعدادات اللازمة للنجاح فيها . 3- مساعدة التلميذ على أن يوفق بين قدراته وميوله وغير ذلك من صفاته الشخصية وبين ما تتطلبه الدراسات المتنوعة من هذه الصفات ، لكى يختار نوعا من الراسة لايرتفع فوق مستوى قدراته فلايستطيع النجاح فيه ، أو نوعاً من الدراسة أقل من مستوى هذه القدرات فلا يستخدم فيه قدراته وامكانياته . المرحلة التعليمية : الثانوية نوع الارشاد التربوي : o الاعداد الوظيفي والمهنى. o اختيار التخصص . o معرفة الوظائف والمهن وعلاقاتها بالتخصص . o القدرة على اتخاذ القرار . الخدمات التربوية والمجال الدراسي + خبرات وأنشطة ميدانية : o خبرات تخصصية محددة. o التمكن من المهارات الوظيفية. o التمكن من المهارات الأكاديمية - ذات العلاقة بالتخصص . نتائج الارشاد التربوي : o الاعداد للمجال الدراسي طبقا للقرار. o الاعداد لـوظيفة المستقبل فى التعليم العالي. o الاعداد لـتحقيق الرضى الشخصي . o القدرة على اتخاذ القرار المرحلة التعليمية المتوسطة نوع الارشاد التربوي : o استكشاف وعى الذات . o استكشاف القدرات والاهتمامات والميول. o استكشاف الوعي الاجتماعي . o استكشاف الوظائف والمهن . الخدمات التربوية والمجال الدراسي + خبرات وأنشطة ميدانية : o التمكين من المهارات الاجتماعية والشخصية . o التمكن من المهارات الكاديمية . o خبرات واقعية من البيئة o زيارات لمواقع العمل نتائج الارشاد التربوي : o تحديد الميول العلمية او الأدبية o اختيار التخصص المناسب. o ربط التخصص بالوظيفة المناسبة . o التكيف المناسب في البيئة. o معرفة أنواع العمل والمهن. خبرات متكاملة. المرحلة التعليمية : رياض - ابتدائي نوع الارشاد التربوي : o وعي وإدراك لاهتماماته وحاجاته . o وعي وإدراك بللورة الذات . o وعي وإدراك للبيئة الأسرية والمدرسية o وعي وإدراك للمهن والوظائف الخدمات التربوية والمجال الدراسي + خبرات وأنشطة ميدانية : o التمكن من المهارات الأساسية. o خبرات صياغية واقعية . o التمكن من المهارات المعيشية اليومية. o -خبرات مهنية وظيفية. نتائج الارشاد التربوي : o وعى وادراك القدرات والاهتمامات بللورتها الى ميول محددة (علمية ،أدبية،يدوية) o بداية ظهور الاحتمالات الوظيفية . o ادراك ووعى البيئة الأسرية والمهنية . o ربط بين العلم والعمل .
نموذج كرم للإرشاد التربوي هذا التعريف للإرشاد التربوي يتطلب القيام بمجموعة من الخطوات منها :- 1- البدء بالإرشاد التربوي من السنوات الأولى من المرحلة التعليمية . 2- عمل ملف طلابي student profile من السنوات الأولي والرجوع لهذا الملف في عمليات الإرشاد والتوجيه المستقبلي . 3- توفير القوى العاملة من مرشدين ومعلمين للقيام بعملية الإرشاد التربوي . فإذا رجعنا إلى التعريف السابق للإرشاد التربوي ، نستطيع أن نقول أن اكتشاف استعدادات واهتمامات وقدرات التلاميذ يجب أن يبدأ في فترة مبكرة من حياته الدراسية وليس فى المرحلة الدراسية النهائية ، حيث أن الإرشاد التربوي المطلوب أساساً هو اكتشاف التلميذ لنفسه وهذه تعنى أموراً كثيرة ، لذا نقترح أن يقوم الإرشاد التربوي بالتركيز على ثلاثة جوانب تتوافق مع المراحل التعليمية من جانب وتراعي العمر والزمن للتلاميذ من جانب آخر . والشكل رقم (1) يبين نموذج للإرشاد التربوي يراعي فيها الجوانب سالفة الذكر . حيث أن كل مرحلة تعليمية يتم فيها استخدام نوع الإرشاد الذي يتوافق مع طبيعة المتعلم ، فمرحلة الرياض والابتدائي يتم تقديم الإرشاد الذي يساعد التلميذ على وعى وإدراك لاهتماماته وحاجاته وقدراته وتنتهي مع نهاية المرحلة إلى بللورة للذات ، ثم التكيف مع البيئة الأسرية والمدرسية . أما الوعي والإدراك للجهد والوظائف فهدفه أن يربط بين التعلم والوظائف والمهن في المجتمع وقد تساعد على اظهار الإستعدادت الوظيفية والمهنية مبكراً . أما بالنسبة للمرحلة المتوسطة فيجب التركيز على الاستكشاف للقدرات والاهتمامات والميول التى تقود إلى الوعي للذات وأيضاً لطبيعة خصائص المتعلم في هذه المرحلة الاهتمام بالوعي الإجتماعي لتحقيق التكيف الإجتماعي المناسب . ويظهر التركيز على المهن والوظائف لطبيعة النمو الجسمي والحركي وأيضاً اكتشاف الميول المهنية والتي تبدأ باختيار التخصص المناسب في نهاية هذه المرحلة . وتتميز هذه المرحلة بالاضطرابات النفسية والتناقضات المتعددة لذا يجب الحذر في عملية التعامل مع التلاميذ والتركيز على عملية التكيف الاجتماعي . أما المرحلة الثانوية فهي مرحلة الإعداد لجانبين هما الإعداد المهني والوظيفي من جانب ومن ثم الإعداد الأكاديمي والتخصص من جانب آخر ، لذا يجب أن يركز الإرشاد التربوي على الإعداد لما بعد هذه المرحلة لأن الهاجس الكبير للمتعلم في هذه المرحلة هو وظيفة المستقبل والتعليم العالي . وحتى يتحقق الإرشاد التربوي المطلوب في هذه المرحلة يجب أن يزود المتعلم بالمهارات المناسبة لاتخاذ القرار فيما يتعلق باختيار الوظيفة المناسبة أو الاستمرار في مسار التعليم العالي ولتجنب الحيرة والغموض يجب تقديم الإرشاد التربوي المناسب للمهن والوظائف وعلاقاتها بالتخصصات الدراسية حتى تتبلور الاحتمالات الوظيفية بصورة أفضل ويكون القرار الوظيفي طبقا لاستعدادات وقدرات المتعلم ثم متوافقه مع التخصص الدراسي الذي تم اختياره . أما بالنسبة للسؤال الثاني : من يقدم الإرشاد التربوي للطلاب في مدارسنا ؟ أن الإجابة على هذا السؤال يتطلب التغير في برامج إعداد المعلم ، حيث أنه انتهى عصر معلم المادة العلمية أو معلم المادة أو صاحب المعرفة ، بل نحن في حاجة إلى مرشد يقدم من خبراته الشخصية والأكاديمية ما يساعد التلاميذ في عمل الاختيارات المناسبة الدراسية والمهنية ، لذا نقترح تعديل في برامج إعداد المعلم على أن نتضمن خبرات فعلية وظيفية مهنية ذات علاقة بالمجال الدراسي الذي يدرسه هذا المعلم إلى جانب إعداد المعلم في مجال الإرشاد التربوي لمساعدة التلاميذ في عملية الإرشاد وتوجيها لاكتشاف قدراتهم واستعداداتهم واهتماماتهم العلمية والمهنية . نحن فى حاجة المعلم مرشد يستطيع أن يبين للتلاميذ العلاقة بين اختيار التخصص والمهن والوظائف في المجتمع وثم يبين استعدادات وقدرات التلاميذ لوعي وإدراك أنفسهم وربط ذلك بالتخصص الدراسي والوظيفة والمهنة في المجتمع . أما بالنسبة للسؤال الثالث : والخبرات التربوية المناسبة لتحقيق الإرشاد التربوي في مدارسنا ؟ يجب إعداد خبرات تربوية متنوعة ومتعددة تقابل الاختلافات في الفروق الفردية بين التلاميذ . وعموماً هناك ثلاثة أنواع من الخبرات التربوية من الممكن طرحها بصورة عملية وهى : المهارات الأكاديمية ، والمهارات الإجتماعية الشخصية ، وثم المهارات الوظيفية المهنية . أما بالنسبة للمهارات الأكاديمية فهى التى تعكس متطلبات المجال الدراسي من معارف وحقائق ونظريات بحيث يتم إعدادها لتحقيق النمو من جميع الجوانب لدى التلاميذ وهذه المهارات يمكن طرحها من خلال الكتاب المدرسي أو أساليب واستراتيجيات تدريبية معينة حتى تحقق طموح التلاميذ وأهداف المجال الدراسي . أما بالنسبة للمهارات الإجتماعية الشخصية فهى المهارات الضرورية للتكيف الإجتماعي وتحقيق اهتمامات واستعدادات وميول التلاميذ وأيضاً الاعداد لأداء سلوكيات مرغوبة في المدرسة والمجتمع والتكيف مع ضغوطات الحياة اليومية ويقترح أن يتم دمج هذه المهارات مع المهارات الأكاديمية وتكون من مسئولية المواد الدراسية . ومن هذه المهارات على سبيل المثال ، التعامل مع الآخرين ، اتخاذ قرارات مناسبة ، الثقة بالنفس . لذا يجب تضمين هذه المهارات في المواد الدراسية بتحديد استراتيجيات قدرية تعزز هذه المهارات مثل التعلم التعاوني ، العمل الجماعي ، مجموعات صغيرة وكبيرة . أما المهارات الوظيفية المهنية ، فهى ذات علاقة بالمهن والوظائف في المجتمع وهنا يأتى دور مؤسسات العمل في الدخول بشراكة مع المدرسة لتحقيق هذه المهارات . ومن هذه المهارات الوظيفية المهنية كيفية معرفة الفرص الوظيفية معرفة الوظائف والمهن من حيث ايجابياتها وسلبياتها ومميزاتها . هذا ويجب ربط المهارات بالمجالات الدراسية حتى يستطيع التلميذ أن يربط بين اختيار التخصص الدراسي وطبيعة المهارات الوظيفية المهنية ومن أهداف تضمين المهارات الوظيفية المهنية في برامج المدرسة هو معرفة الاحتمالات المهنية مبكراً عند التلميذ حتى يستطيع المعلم المرشد ارشاد وتوجيه التلميذ بأسلوب علمي مناسب تحقق لدى التلميذ الرضى الشخصي . ولتحقيق هذه المهارات يكون للخبرات التربوية المباشرة دور كبير فى تمكين التلاميذ من هذه المهارات وعلاقتها بسوق العمل ، لذا وفللرحلات الميدانية وزيارات لمواقع العمل في البيئة المحلية دور كبير لممارسة هذه المهارات بصورة أفضل . أن تحقيق أهداف الإرشاد التربوي المناسب مناط بجهود أفراد ومؤسسات في المدرسة والأسرة والمجتمع فعلى مستوى الأسرة يجب عليها مساعدة المدرسة في بللورة الأهداف الشخصية للتلميذ في السنوات الأولى كخطوة أولية للتنمية البشرية . أما على مستوى المدرسة فيجب إنشاء مكاتب وأقسام للإرشاد التربوي في كل مدرسة تقوم على جميع خطوات الإرشاد التربوي وتؤسس شبكة معلوماتية كبيرة تشمل معلومات عن كل تلميذ في المدرسة وثم معلومات عن كل وظيفة ومهنة في المجتمع وسبل الوصول إلى هذه المهن والوظائف . أما بالنسبة للمجتمع فنعنى بمؤسسات العمل في المجتمع وعليها الدخول في شراكة مع المدارس وتقدم خدماتها للمدارس بالزيارات الميدانية وتقديم المساعدة التكنولوجية وتوفير ساعات عمل للتلاميذ لمزاولة ذلك في محيط العمل لكسب خبرات وظيفية مهنية معينة كذلك على مؤسسات العمل أن تطلب من المدارس ماذا تريد منهم ، بمعنى أي نوع من العمالة تريد وما هي المهارات الدنيا والعليا التى تريده في العامل أو الموظف وذلك حتى تفي المدرسة باحتياجات سوق العمل وتحقق طموح الجميع . أن الإرشاد التربوي المقترح يتطلب تظافر جهود الجميع في المجتمع ويساعد على تحقيق الأهداف الشخصية للفرد (التلميذ) وأيضا تحقيق بعض متطلبات سوق العمل ، وثم التوجيه الصحيح للتلاميذ للأعمال والمهن المناسبة طبقاً لاستعداداتهم وقدراتهم ولا ننسى بأن هذا الإرشاد التربوي المقترح سيحقق هدف تربوي عام ومهم وهو تغيير وظيفة المدرسة من ناقل للمعرفة إلى مؤسسة تعليمية نشطة لها تأثير في الفرد والمجتمع. |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|