|
110523982 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>>
<< |
النشاط الحركي الزائد لدى الأطفال |
الكاتب : . |
القراء :
19564 |
النشاط الحركي الزائد لدى الأطفال فرط الحركة وقلة الانتباه تعريفه :- عُرِّف النشاط الحركي الزائد Hypenactivity بتعريفات عديدة ملخصها أنه :"حركة جسدية زائدة أكثر من الحد المقبول"(1) ويطلق عليه أحياناً " فرط الحركة "أو"اضطراب نقص الانتباه " ( ADD) " وهو أحد أمراض السلوك في الأطفال .. وقد سجلت بعض الأبحاث أن 3% تقريباً من تلاميذ المرحلة الابتدائية يعانون من هذا الاضطراب بشكل أو بآخر " (2) بل " أشارت بعض الدراسات إلى أنه من 5% -10% من جميع الأطفال لديهم نشاط زائد .. وأن 40 % من الأطفال الذين يراجعون العيادات العقلية لديهم نشاط زائد " (1) . ويظهر في الأولاد أكثر من البنات .. وكثيراً ما يظهر في الطفل الأول .. أعراضه :- وتتمثل أعراض هذا الاضطراب في كثرة الحركة وعدم الاستقرار في مكان واحد لأكثر من دقائق .. وكثرة التململ حتى أثناء الجلوس .. والجري هنا وهناك والتعلق بالأشياء .. وربما تسلق بعض الأشياء الخطرة .. وعدم التركيز على ما يقال أو استكمال الشيء حتى نهايته .. والشرود وكثرة النسيان .. وكثرة الكلام .. وعدم القدرة على الالتزام بالنظام .. والتحول من نشاط إلى آخر بسرعة وعدم الاستماع لما يقال .. ومقاطعة المتكلم والإجابة دون تفكير ..!؟! وغيرها من أمور تؤكد للمتابع والملاحظ أن ما يعاني منه هذا الطفل مزيج من الفوضى والنشاط الحركي الزائد عن الحد..!!! وربما عدم الانتباه !! ويعتقد البعض أن ما يسمى "بـ النشاط الحركي الزائد " هو مرض مستقل قائم بذاته . وهذا اعتقاد خاطئ ..!! فالنشاط الحركي الزائد يعتبر عرض لكثير من الاضطرابات المختلفة أو بعضها .. فقد يكون الطفل زائد النشاط بسبب تلف مخي أو اضطراب انفعالي أو ضعف عقلي .. أو خلل سمعي .. كما أن للوراثة أحياناً دور في ذلك .(4).
" ويستطيع الوالدان ببساطة .. تحديد درجة وكمية النشاط الذي يصدر من أطفالهم .. وهل هو نشاط قصير أم طويل ومتواصل ..؟ وهو يختلف نشاطهم عن نشاط أقرانهم من نفس الجنس والعمر ..؟!! وعندما يشك الوالدان في معرفة ما إذا كان نشاط أبناءهم طبيعي أم لا .. فإن عليهم زيارة المدرسة أو مكان التسلية والترويح الذي يلعب فيه الأطفال من نفس العمر .. أو أن يكلفو صديقاً لهم بملاحظة أبناءهم .. وأن يقدم لهم معلومات هادفة .. آخذاًُ بعين الاعتبار مستويات النشاط المقارنة ..!! لأن ذلك سوف يلقي مزيداً من الضوء على حالات النشاط الزائد عند أبناءهم "(1)..!! خاصة وأنه من الأهمية بمكان .. أننا لا نجزم بوجود النشاط الحركي الزائد عند الطفل .. إلا إذا تكررت منه أعراضه في أكثر من مكان .. في البيت والمدرسة أو الشارع وعند الأصدقاء .. عندها فقط نتيقن أن ما يعاني منه هذا الطفل هو " فرط النشاط " حيث يكون الطفل - كما أسلفت - " مندفعاً .. كثير الحركة قليل الانتباه .. قلقاً دائم التململ غير مستقر .. يؤذي أقرانه في المدرسة وفي اللعب .. ولا يستطيع أن يجلس ساكناً ..!! مشتت الانتباه لا يستطيع أن يحدد هدفاً لحركته ..! ففي طريقه لعمل شيء ما .. يجذبه شيء آخر ..!! وتراه يفشل في اتباع أمر والديه .. مع عدم تأثير العقاب والتهديد ..!! كما يصعب عليه تكوين العلاقات .. فهو متأرجح في مشاعره .. ودرجة الإحباط عنده منخفضة .. ولذلك فإنه مع فشله السريع في عمل شيء ما .. فإنه يتركه ولا يحاول إكماله أو التفكير في إنهائه .. بل ينتقل إلى عمل آخر .. وهكذا يتوالى الفشل ويتوالى التنقل ..!! وهو في الحقيقة لا يستطيع أن يركز على شيء واحد أكثر من بضع دقائق أو ثوان معدودات .. لينتقل بعدها إلى مؤثر آخر .!! ولهذا فإنه يجيب على السؤالين الأولين في امتحانه فقط .. وبعدها يتشتت انتباهه(2)..!!! ولكي نكون أكثر دقة في الملاحظة .. ومن ثم التشخيص لهذه المشكلة فإننا نستخدم هذا المعيار الواضح في ذلك .. على هذا النحو :-
** عدم الانتباه :- يجب أن تتواجد ستة من الأعراض التالية على الأقل :- 1- كثيراً ما يُظهر عدم الانتباه للتفاصيل أو كثرة الأخطاء في الواجبات المدرسية أو العمل أو غير ذلك من النشاطات .. 2- كثيراً ما يحدث له صعوبات في المحافظة على الانتباه لمدة كافية في اللعب أو المهارات المدرسية المتنوعة . 3- كثيراً ما يبدو غير مصغ عند الحديث إليه . 4- كثيراً ما يحدث عدم اتباعه للتعليمات المطلوبة ويفشل في إنهاء واجباته على الشكل المطلوب . 5- كثيراً ما لديه صعوبات في تنظيم المهمات المطلوبة منه والنشاطات . 6- كثيراً ما يتجنب ويكره ويرفض الأعمال التي تتطلب تركيزاً طويلاً ( مثل الأعمال المدرسية والواجبات ) . 7- كثيراً ما ينسى الأشياء الضرورية لإنهاء مهمات معينة أو نشاطات ( مثل الدمى - الكتب - الأقلام ) . 8- كثيراً ما يتشتت انتباهه بسهولة في حال وجود مثيرات أخرى أثناء قيامه بمهمة معينة . 9- كثير النسيان في نشاطاته اليومية . ** فرط النشاط : 1- كثيراً ما يحرك يديه أو رجليه أو يتحرك في كرسيه ويتململ . 2- كثيراً ما يترك مقعده في الصف أو في أماكن أخرى حيث يتوقع منه بقاؤه في مكانه . 3- كثيراً ما يركض ويتسلق ويتحرك في المكان الذي يوجد فيه وبشكل غير مناسب ( في حالات المراهقين الكبار يكون ذلك مقتصراً على الشعور بالتململ ) . 4- كثيراً ما لديه صعوبات في أن يلعب أو أن يقوم بنشاط ترفيهي بشكل هادئ . 5- كثيراً ما يكون جاهزاً للانطلاق وكأن بداخله محرك يحركه باستمرار . 6- يتكلم كثيراً في أغلب الأحيان(4). * * الاندفاعية يجب أن تتواجد ثلاثة من الأعراض التالية على الأقل :- 1- التصرف قبل التفكير . 2- الانتقال السريع من نشاط إلى آخر . 3- صعوبة تنظيم العمل ( ويعود هذا إلى الخلل المعرفي ) . 4- يكون بحاجة إلى إشراف مستمر . 5- غالبا ًما يصرخ في الصف . 6- صعوبة العودة إلى اللعب .. وموافقة الجماعة . من الأهمية الكبيرة ملاحظة أن هذه الأعراض يجب أن تكون قد ظهرت قبل سن السابعة. وإنها مستمرة لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر .. وكثيراً ما تُلاحظ في المدرسة أكثر من البيت . أنواعه :- " أجمع الكثير من الباحثين على أن اضطراب نقص الانتباه أو النشاط الحركي الزائد .. متعدد الأبعاد والمظاهر .. وافترضت عدة دراسات متخصصة وجود نوعين :- الأول : نمط اضطراب الانتباه المرافق بالعدوان ( ضعيف الانتباه العدواني ) .. الذي يعاني فيه الطفل من الصعوبات الشخصية والاجتماعية التفاعلية . الثاني : نمط اضطراب الانتباه بدون عدوان ( ضعف الانتباه غير العدواني ) ويعاني فيه الطفل من صعوبات دراسية وتحصيلية "(3).
أسبابه :- " تبين الدراسات أن اضطراب نقص الانتباه أو فرط النشاط يترافق مع عدد من الاضطرابات النفسية الأخرى والاضطرابات العضوية واستعمال بعض الأدوية ..!! ويمكن أن يساعد ذلك في تفهم أسباب هذا الاضطراب وتطوير النظريات والأبحاث المستقبلية التي تحاول تحديد الأسباب الواضحة له . فهناك علاقة بين فرط النشاط والاضطرابات السلوكية كما أن هناك أيضاً علاقة مع اضطرابات المعارضة عند الأطفال .. وهناك علاقة مع الاضطرابات الذهانية مثل الفصام واضطرابات النمو .. ومنها اضطراب التوحد .. كما أن بعض الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم قد يعانون بشكل أو بآخر من فرط النشاط أو نقص الانتباه ..!! وقد وجد أن أطفال بعض المصابين بالفصام تظهر لديهم أعراض نقص الانتباه أو فرط النشاط .. ومن الممكن أن تكون بعض حالات اضطراب نقص الانتباه أو فرط النشاط هي السلف والنذير لاضطرابات المزاج أو الفصام عند الكبار "(4). أما أهم الأسباب لذلك فهي :- * البنية التكوينية : حيث وجد أن بعض الأطفال يبدون نشاطاً منذ الولادة .. وذلك لأن للعوامل الجينية الوراثية دور في ذلك . * النشاط الحركي الزائد قد يكون مرافقاً " للصرع " أو " التوحد " . * اضطرابات الدماغ والغدد الصماء .. وكذلك الأورام قد تسبب نشاطاً زائداً .. ويجب هنا أن يكون الفحص دقيقاً .. والمعالجة ناجحة وفعالة . * الضرب على الرأس .. وحالات التسمم قد تكون سبباً في النشاط الزائد . * البيئة عامل آخر في زيادة أو نقصان النشاط الزائد . * استجابات الراشدين تزيد أو تنقص من النشاط الزائد .. وقد تشجع النشاط الهادف . * التغذية والحساسية أحد أسباب النشاط الزائد .. لأن علماء الحساسية يرون بأن مواد محددة تسبب رد فعل نشاط زائد عند الأطفال ..!! ومعظم الآباء يجدون صعوبة في منع أطفالهم من تناول الأطعمة المسببة لهذه الحساسية مثل " الأيسكريم " و" الكيك والبيتافور" و" المعجنات " و" الفواكه " أو الخضار المصنعة "(1). ما يحدث لهم مع تقدمهم بالعمر؟ والسؤال الرئيسي المتعلق بالأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه أو النشاط الزائد .. هو ما يحدث لهم مع تقدمهم بالعمر ( أي ما سيؤول إليه هذا الاضطراب ؟ ) لقد أكد بعض العلماء أن هذا الاضطراب ( وخاصة النشاط الزائد ) يقل مع التقدم في العمر وأن نضج الأطفال ووصولهم إلى سن المراهقة .. سوف يخفض من نشاطهم الزائد .. إلا أنهم سيعانون من قلة التركيز وضعف الانتباه ..!!!(1).. في حين قال البعض الآخر العكس!! " لقد توصلت بعض النتائج إلى أن عدم مواجهة أو علاج الاضطراب يزيد من خطر التعرض للسلوك الغير اجتماعي ( كالسرقة والتخريب والكذب ) .. ويزداد استعمال المواد المؤثرة سلباً عند الفتيان الصغار الذين تطور عندهم السلوك الغير اجتماعي !!! إن المراهقين في سن الثالثة عشر أو يزيد .. الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه أو فرط الحركة قد بدأ عليهم الاندفاعية الزائدة والتشويش في البيت والمدرسة .. وكانوا أكثر قلقاً وأقل صبرا ً..!! أما بالنسبة للتحصيل الدراسي .. فبدأ أنهم أكثر تسرباً من المدرسة .. وأكثر رسوباً ..! بل وتزداد منازعاتهم مع رفاقهم ومع مدرسيهم . وبالرغم من أن هذه الاضطرابات السلوكية أكثر حدوثاً في مرحلة الدراسة المتوسطة .. فإنها ظهرت أيضاً في مرحلة الدراسة الثانوية .. والعليا (3)"..!!! الوقاية والعلاج :- لا شك أن الوقاية أهم بكثير من العلاج .. فدرهم وقاية خير من قنطار علاج كما يقال .. ولذلك فإننا سنذكر هنا بعض الطرق الوقائية .. قبل أن نتطرق إلى الوسائل العلاجية وأهمها :- * توفير بيئة صحية مناسبة .. حيث أوضحت العديد من الدراسات بأن الظروف العقلية والجسدية للأم الحامل تؤثر على مستوى النشاط وعلى تركيز انتباه ولدها ..!! وخلال الحمل تتعرض الأم لأمراض عديدة وتتناول علاجات متعددة .. وتتعرض للقلق الطويل أحياناً ..!! كما أن تناول الأغذية غير الملائمة والسجائر والمهدئات والمرجوانا أو الكحول .. كلها لها تأثير كبير على النشاط الزائد عند الأطفال . * هناك علاقة بين النشاط الزائد والمشاكل السلوكية والتعليمية .. وطرق التعليم ..!! * استخدام الملاقط " Fricks " أثناء عملية الولادة والجرعات الكبيرة من العلاجات .. لها علاقة بأسباب النشاط الزائد والقهرية وتشتت الفكر . * إن الولادة الطبيعية هي الوسيلة المفضلة لتجنب المشاكل الفسيولوجية للجهاز العصبي المركزي للطفل الجديد . * التغذية المناسبة والوقاية وعدم التعرض للمثيرات الحسية للطفل .. حتى في المهد !! * تجنب حرمان الأطفال من ممارسة ألعابهم المفضلة . * يرتفع النشاط الهادف والعادي بواسطة البيئة العادية الطبيعية لأن هناك علاقة بين النشاط الزائد .. وعدم توفر البيئة المناسبة لنشاط الطفل .. أو مضايقته في أنشطته ..!! ولذلك يجب تجنب مضايقة الطفل . * تقبل الطفل والتكيف مع مزاج الطفل الطبيعي يمنع من حدوث المشاكل ! * تعليم النشاط الهادف .. وتعزيزه .. واهتمام الآباء بأبنائهم .. يساعد على تخفيض النشاط الزائد عند أطفالهم . * سلوك الوالدين وتصرفاتهم له دور كبير في تخفيض النشاط الزائد أو زيادته ..!! فعندما يتصرف الوالدان كنماذج إيجابية في تعليم الطفل السلوك الهادف .. وكذا الأقران .. فإنهم قد يؤدون دوراً مفيداً في تخفيف حدة النشاط الزائد .. لأن الأطفال يقلدون أقرانهم ووالديهم في ذلك السلوك الإيجابي (1). * قبل هذا وبعده الدعاء لهم بالهداية والتوفيق .. وتعليمهم الأذكار والأوراد وقراءتها لهم وعليهم .. كل يوم .. و استفراغ الجهد في ذلك واستحضار الدعاء المأثور عندما يهم الرجل في جماع زوجته [ اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ] .كل ذلك له أثر كبير وإيجابي بمشيئة الله تعالى . العلاج :- إن علاج اضطراب نقص الانتباه والنشاط الزائد يشبه علاج الاضطرابات النفسية الأخرى .. والتركيز يكون غالباً على الأعراض المرافقة له ..!. ويتضمن عدداً من المحاور .. وهي العلاج الدوائي .. والعلاج النفسي " السلوكي والتربوي "
= أولاً : العلاج الدوائي :- " لقد بينت عدة دراسات أن من ( 60% - 90 % ) من الأطفال ذوي النشاط الزائد يستجيبون جيداً للأدوية المنبهة ( المنشطات ) وأن أكثر أشكال السلوك التي تحسنت بهذه الأدوية هي قدرة الطفل على تحسين انتباهه وتركيزه .. ولكن بسبب بعض الآثار الجانبية التي تحدثها مثل هذه الأدوية ( مثل انخفاض الشهية واضطراب النوم والصداع والآم المعدة والدوخة ...) فإن بعض المعالجين يركزون على ما أسموه " عطلة " أو راحة الدواء .. أي إعطائها للطفل خلال فترة العطلة الدراسية .. وعلى أي حال فإن هذه الأعراض الجانبية يسيرة ولا تستحق الاهتمام ."(3) . ولكن العلاج الدوائي يلجأ إليه غالباً عندما لا تنجح الطرق العلاجية النفسية الأخرى .. أو في الحالات المستعصية .
= ثانيا : العلاج النفسي :- ( السلوكي والمعرفي ) :- يتضمن العلاج السلوكي تدريب الطفل على زيادة التركيز والتخفيف من فرط النشاط وتعديل السلوك المزعج ..!! وتستعمل في ذلك مختلف الأساليب السلوكية ومنها التدعيم الإيجابي .. وجدولة المهام والأعمال والواجبات المطلوبة والاهتمام بالإنجاز على مراحل مجزأة مع التدعيم والمكافأة .. والتدريب المتكرر على القيام بنشاطات تزيد من التركيز والمثابرة مثل تجميع الصور وتصنيف الأشياء والكتابة المتكررة وغيرها . ويمكن التعامل مع الطفل في مثل هذه الحالة عن طريق وضع برنامج يومي واضح يجب أن يطبقه بدقة .. والإصرار على ذلك عن طريق ما يسمى بـ " تكلفة الاستجابة " وهي إحدى فنيات تعديل السلوك وتعني هذه الطريقة [ فقدان الطفل لجزء من المعززات التي لديه نتيجة سلوكه غير المقبول .. مما سيؤدي إلى تقليل أو إيقاف ذلك السلوك ] ومثل ذلك إلغاء بعض الألعاب .. بل وسحبها مقابل كل تجاوز يقوم به الطفل خارج حدود التعليمات .. وفي نفس الوقت يمكننا استخدام أحد الفنيات الأخرى وهي " الإقصاء " أي إبعاد الطفل إلى زاوية من زوايا المنزل تكون منعزلة إلى حد ما وغير مرغوبة وإبقاءه لفترة من الوقت [ خمس دقائق أو عشر دقائق ] نتيجة لقيامة بتجاوز الحدود والتعليمات بشكل مزعج على أن يكون الإقصاء مباشرة بعد إتيانه لهذا التجاوز الملفت .. وفي نفس الوقت نستخدم أحد الفنيات الأخرى لتعديل السلوك وهي " التعزيز الموجب " وذلك بمنح الطفل مجموعة من النقاط عند التزامه بالتعليمات تكون محصلتها النهائية الوصول إلى عدد من النقاط تؤهله للحصول على مكافأة أو هدية أو مشاركة في رحلة أو غيرها وهذه الأساليب لتعديل السلوك ناجحة ومجربة في كثير من السلوكيات السلبية ومن ضمنها "النشاط الحركي الزائد " ولكن يجب التعامل معها بجدية ووضوح حتى لا تفقد معناها وقيمتها عند الطفل .. مع الأخذ في الاعتبار طبيعة الطفل وأنه لا يمكنه الاستقرار والهدوء لفترة طويلة .. ولذلك فتستخدم في الأمور التي تجاوز حد القبول إما لضررها أو لخطرها ..!! مع توضيح ذلك للطفل وذكر الحدود التي لا يمكنه تجاوزها .. وسيتخذ بحقه الإجراء المتفق عليه حيالها .. ويمكن أيضاً تكليف الطفل بإزالة الضرر الناتج عن سلوكه "التصحيح الزائد أو البسيط " كترتيب المكان .. أو تجفيف الماء المنسكب .. أو غيره .. ومع الوقت سيجد الطفل نفسه أمام مجموعة من الإجراءات التي تلزمه بالتفكير قبل الإقدام .. وهذه بداية التصحيح لسلوكه .
ويمكننا إضافة بعض النقاط والتفصيل في البعض الآخر فيما يتعلق بعلاج "النشاط الحركي الزائد" على هذا النحو :- * التعزيز اللفظي للسلوك المناسب . فعلى الأباء أن يحاولوا تشجيع واستثارة أي سلوك منتج عند الطفل .. ويذكروا له هذا السلوك الإيجابي بوضوح مثلاً " كم هو رائع منك إنجازك لعملك " أو " جميل أن تجلس صامتاً ومنتبها ً" كما يجب عليهم تحديد الأهداف اليومية للطفل .. وتشجيع جهود الطفل للوصول إلى تلك الأهداف . * المكافأة والجوائز المادية . حيث يحدد للطفل السلوك المرغوب بوضوح .. ويُشَجَّع على تحقيقه .. بل ويكافأ مادياً بشكل أو بآخر عندما يحقق أهدافه .. وتكون المكافأة مناسبة مع مستوى الطفل العمري والعقلي .. على ألا يبالغ فيها ..!!! * العقود :- ويعني بذلك عقد اتفاق واضح مع الطفل .. على أساس قيامه بسلوكيات معينة ويقابلها جوائز معينة والهدف هنا تعزيز السلوك الإيجابي وتدريب الطفل عليه .. ويمكننا إطالة مدة العقد مع الوقت .. ويجب هنا أن تكون الجوائز المقدمة صغيرة ومباشرة وتقدم على أساس عمل حقيقي متوافق مع الشرط والعقد المتفق عليه .. ومثال ذلك العقد :- ( سأحصل كل يوم على "ريال ، ريالان " - مثلاً حسب الظروف - إضافية إذا التزَمْت بالتالي :- - الجلوس بشكل هادئ أثناء تناول العشاء . - ترتيب غرفتي الخاصة قبل خروجي منها . - إكمال واجباتي اليومية في الوقت المحدد لها . ) ويوقع على هذا العقد .. الأب والابن .. ويلتزم الطرفان بما فيه .. ويمكن للأب أن يقدم للطفل أو المراهق بعض المفاجآت الأخرى في نهاية الأسبوع .. كاصطحابه في نزهة أو رحلة .. أو أي عمل آخر محبب للابن .. إذا التزم ببنود العقد بشكل كامل .. وتكون هذه المفاجآت معززاً آخر يضاف لما اتفق عليه في العقد . * نظام النقطة :- ويعني به أن يضع الأب أو المعلم جدولاً يومياً مقسماً إلى خانات مربعة صغيرة .. أمام كل يوم .. ويوضع في هذه المربعات إشارة أو نقطة عن كل عمل إيجابي يقوم به الابن .. سواء إكماله لعمله أو جلوسه بشكل هادئ .. أو مشاركته لأقرانه في اللعب بلا مشاكل .. ثم تحتسب له النقاط في نهاية الأسبوع فإذا وصلت إلى عدد معين متفق عليه مع الطفل فإنه يكافأ على ذلك مكافأة رمزية . ويمكننا إضافة النقطة السلبية التي تسجل في نفس الجدول عن أي سلوك سلبي يقوم به .. وكل نقطة سلبية تزيل واحدة إيجابية .. وبالتالي تجمع النقاط الإيجابية المتبقية ويحاسب عليها ..!!! ومن المهم جداً أن تكون هذه اللوحة في مكان واضح ومشاهد للطفل حتى يراها في كل وقت .. ونظام النقط ذلك مفيد للأطفال الذين لا يستجيبون للمديح أو الإطراء ..!! وهي مفيدة لأنها تتتبع للسلوك بشكل مباشر .. ولكن يجب فيها المبادرة بتقديم الجوائز المتفق عليها .. على ألا تكون مكلفة للأسرة .. وأن تقدم بشكل واضح ودقيق حسب الاتفاق حتى لا تفقد معناها . * وضوح اللغة وإيصال الرسالة :- والمعنى هنا أن يعرف الطفل ما هو متوقع منه بوضوح وبدون غضب .. وعلى والده أن يذكر له السلوك اللائق في ذلك الوقت فيقول الأب مثلاً " أن القفز من مكان إلى آخر يمنعك من إتمام رسمك لهذه اللوحة الجميلة " أو " أن استكمالك لهذه الواجبات سيكون أمراً رائعاً " . والمهم هنا هو وضوح العبارة والهدف للطفل وتهيئته لما ينتظر منه وتشجيعه على القيام والالتزام بذلك . أما إذا فشلت كل هذه الطرق في تحقيق النتيجة المأمولة .. فيمكن إعطاء الأطفال بعض الأدوية والأطعمة الخاصة المناسبة من أجل حدوث الاسترخاء العضلي عندهم .. وتدريبهم على التنفس العميق وممارسة بعض التدريبات العضلية التي لها تأثير إيجابي على الأطفال ذوي النشاط الحركي الزائد "(1).. ويتم ذلك عن طريق مراجعة أحد العيادات النفسية المتخصصة .. مقترحات سريعة للتعامل مع الطفل الذي يعاني من " فرط النشاط ونقص الانتباه "!! 1- فترات الدراسة - المذاكرة والواجبات - عشرون دقيقة ثم راحة .. ثم زيادة المدة . 2- هدوء عام أثناء المذاكرة دون نقاش أو مقاطعة . 3- تذكير الطفل بالعودة إلى عمله الذي يقوم به في المدرسة أو البيت . 4- التأكيد على المراقبة العامة للطفل باستمرار .. والمقاعد الأمامية في الفصل تسهل ذلك. 5- تقسيم المهارات المطلوبة والواجبات إلى وحدات صغيرة .. ومتابعة إنجازها تبعاً لذلك . 6- تنظيم العمل المطلوب والتخطيط له .. وتحديد مراحله . 7- اللعب مع شخص واحد أو أثنين .. وليس ضمن مجموعة . 8- الألعاب الهادئة عموما ً. 9- تدعيم أي سلوك إيجابي آخر ما عدا السلوك المضطرب . 10- تدعيم أي سلوك بديل أو مناقض لنقص الانتباه .. وزيادة النشاط . 11- اعتراض السلوك المضطرب وتوقيفه .. والتوجيه لسلوك آخر بديل إيجابي"(4). المراجع: ( 1 ) سيكولوجية الطفولة والمراهقة - " شيفر ويلمان " ( 2 ) يوميات طبيب نفسي _ د / فرج حسنين ( 3 ) أمراض الأطفال النفسية وعلاجها _ د/ محمد قاسم ( 4 ) الطب النفسي والحياة _ د / حسان المالح |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|