|
110524614 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>>
<< |
المسار التطوري لاضطرابات العجز في الانتباه |
الكاتب : بلال محمد سعيد اغبارية |
القراء :
3889 |
المسار التطوري لاضطرابات العجز في الانتباه Developmental course of ADDADHD بلال محمد سعيد اغبارية - أخصائي اتصال وتخاطب تشير العديد من التقارير أن أعراض ADDADHD تتواجد في مرحلة الرضاعة. ويصف الأهالي أبناءهم الرضع بأنهم ذوو مستوى عال من النشاط، وينامون بشكل متقطع، ويعانون من عدم استقرار انفعالي. ومن ثم تصبح هذه المظاهر والمشاكل أكثر وضوحا بين الأعوام 3 و 4 سنوات حيث تكثر حركتهم ويقل انتباههم. ويمكن ملاحظتها بعد ذلك في القاعة الدراسية حيث تصبح الأعراض مكثفة بواسطة المطالب الخاصة بالانتباه للعمل الدراسي، ثم تظهر أعراض أخرى مثل فترات الانتباه القصيرة، والصعوبات في آداء الوظائف ضمن مجموعات. ويطور المصابون ب ADHD مجموعة أخرى من الأعراض ، بما في ذلك الاندفاعية ، عدم الاستجابة ، عدم الخوف ، التشتت وكذلك الخمول والكسل. وتتطور حالات قليلة من ADDADHD بعد سن السابعة عند اكتساب الاضطراب ثانويا نتيجة لحادث عصبي مثل الرضوض والإصابات. توحي النتائج بأنه يمكن تحديد الأطفال المعرضين لخطر تطوير نموذج مبكر لأعراض ADHD قبل دخولهم في روضة الأطفال عن طريق تحديد بعض العوامل والمتغيرات التي تتضمن: 1. تاريخ العائلة المتصل ب ADDADHD 2. تعاطي الأم للكحول أو الأدوية بشكل مفرط أثناء الحمل 3. صحة الرضيع السيئة وتأخر تطوره النمائي 4. البداية المبكرة لمستويات النشاط العالية والسلوكيات كثيرة المطالب 5. غياب احد الأبوين والمشاكل الأسرية 6. التحصيل التربوي المتدني
كما أن نظرة البحوث المبكرة ل ADDADHD على انه اضطراب في مرحلة الطفولة ضعف مع الوقت، إلا أن البحوث التي تلت أظهرت استمرار مشاكل عدم الانتباه وقلة الاستجابة ، الاندفاعية، الأرق والمهارات الاجتماعية الضعيفة مع اقتراب الطفل المصاب ب ADDADHD من مرحلة المراهقة. ويعتبر إنشاء علاقات اجتماعية صعبا بالنسبة للطفل المصاب ب ADDADHD ، خاصة في مرحلة المراهقة حيث تكون الوظائف والتلميحات الإدراكية الحسية التي تؤثر على الأنشطة والعلاقات الاجتماعية مفسرة بشكل خاطىء من قبل الطفل . يطور ما نسبته 30 إلى 50 % من أطفال ADDADHD أعراضا متعلقة بالاضطراب السلوكي الاجتماعي.. ويستمر 60% من أطفال ADDADHD بإظهار علامات من الاضطراب في عملية الانتباه والأعراض المرافقة حتى مرحلة البلوغ.
نسبة الإصابة: تقدر نسبة الإصابة باضطرابات الانتباه المصحوب او غير المصحوب بنشاط زائد ADDADHD بحوالي 4الى 6%. وتظهر هذه النسبة غالبا عند طلاب المدارس في المرحلة الابتدائية. كما أشير في بعض الدراسات إلى أن نسبة إصابة الذكور أعلى من الإناث بنسبة 1:4. المشاكل المصاحبة: Association Problems يعتبر تشخيص ADDADHD معقدا أيضا لأنه يقع بتزامن مع اضطرابات أخرى. وبعيدا عن المشاكل الرئيسية لعدم الانتباه، الاندفاعية، النشاط الزائد والعجز عن تنظيم سلوكهم. قد يعاني الأطفال المصابون ب ADDADHD من تنوع في الصعوبات: 1. أولا: صعوبات التعلم: Learning Disabilities إن احد أكثر المجالات صعوبة بالنسبة لأطفال ADDADHD هو الآداء الأكاديمي. يؤدي معظم الأطفال المحولين للعيادات آداءً ضعيفا في المدرسة ويكون إنجازهم المنخفض متصلا بمستواهم الفكري، بسبب عدم انتباههم بشكل رئيسي، وصفتهم بالاندفاعية والنشاط الزائد.وتتباين التقديرات اعتمادا على المعايير المستخدمة في تحديد الإعاقات التعليمية، إلا أن حوالي 30% إلى 40% من الأطفال ذوي صعوبات التعلم LD يظهرون أعراض العجز في الانتباه والنشاط الزائد. و الاضطرابات الانتباهية تؤثر غالبا على السلوك في العديد من الأوضاع، بما في ذلك القاعة الدراسية. ويعتبر بعض التربويين أن العجز في الانتباه والنشاط الزائد ADDADHD والإعاقات التعليمية LD متلازمين شائعين، وان ADHD سبب محتمل ل LD . يعاني بعض أطفال ADDADHD من ضعف في الانتباه الانتقائي مقارنة مع التحكمات الطبيعية، بينما لا ينطبق ذلك على بعض الأطفال المصابين ب LD . في المقابل لا يظهر أطفال LD كمجموعة ضعفا في الانتباه الدائم،بينما يرتكب أطفال ADDADHD أخطاء أكثر بالرد على المحفزات غير المستهدفة الاندفاعية. كذلك يواجه أطفال ADDADHD مشاكل في الذاكرة بينما لا ينطبق ذلك على أطفال LD بنفس الدرجة والشدة. 2. ثانيا: اضطرابات اللغة والكلام: Speech and language difficulties يعاني بعض أطفال ADDADHD كذلك من مشاكل كلامية ولغوية متعلقة بالطلاقة وتنظيم الكلام، حيث يميل أطفال ADDADHD إلى استخدام اللغة بطريقة اندفاعية وعدم تركيز على تسلسل الأفكار المنطوقة وبالتالي ظهور عيوب نطقية ومشاكل لغوية. 3. ثالثا: ضعف التناسق الحركي: Poor motor Coordination يعاني حوالي 52% من أطفال ADDADHD من اضطراب في التناسق الحركي خاصة فيما يتعلق بالمهام مثل الرسم والكتابة. ويظهر العديد من هؤلاء الأطفال تدفقا حركيا يشير إلى كبح حركي ضعيف وعدم القدرة على التناسق بين الحركات كالمشي أو الوقوف، وكذلك كتابتهم اليدوية سيئة. 4. رابعا: اضطرابات السلوك: Conduct Disorder تشير الدراسات أن من بين 21% إلى 51% من أطفال ADDADHD يظهرون معايير مختلفة لاضطراب السلوك. ويلاحظ من أكثر من ثلاثين دراسة سلوكية ونفسية عصبية بأن أطفال ADDADHD يعانون من مشاكل سلوكية أكثر، ويميلون إلى أن يكونوا هدامين ذاتيا، ويرجح ان يمتلكوا تشخيصا ثنائيا للإصابة ب ADDADHD و CD . ويبدو الأطفال المصابون بالعجز في الانتباه غير المصحوب بالنشاط الزائد ADD منسجمون اجتماعيا ، وواعون ذاتيا أكثر ويتمتعون بانخفاض مستوى الاضطرابات السلوكية التطورية.
أسباب العجز في الانتباه المصحوب أو غير المصحوب بالنشاط الزائد ADDADHD : بما أن العجز في الانتباه المصحوب أو غير المصحوب بالنشاط الزائد يعتبر في بعض الدراسات اضطرابا لوظيفة الدماغ، يعتقد أن ADDADHD هو نتيجة لأسباب بيولوجية وراثية أو بيئية أو كلاهما معا. 1. العوامل الوراثية: Heredity Factors: غالبا ما يمتلك الأطفال ذوو صعوبات الانتباه تاريخا عائليا ايجابيا. فقد لوحظ وجود نشاط زائد مع قلة انتباه للمثيرات في آباء الأطفال زائدي النشاط والعاجزين على الانتباه للمثيرات. وتعتبر العائلات ذات تاريخ تواجد ADDADHD بين الأقارب ذات احتمالية اكبر في إنجاب أطفال زائدي النشاط وقليلي الانتباه من العائلات التي لا تعاني من مثل هذه الاضطرابات. وتظهر بعض الدراسات بأن نسبة شيوع الاضطراب عند الإناث من الأقارب بنسبة 17% و30% عند الذكور من الأقارب. وغالبا ما تساعد دراسة التوائم في توضيح دور العوامل البيئية والجينية. حيث أشير إلى أن فرط النشاط وعجز في الانتباه كان شائعا عند كل من التوأمين المتطابقين، لكن عددا ضئيلا جدا من مجموعات التوائم غير المتطابقة كان يعاني من فرط في النشاط وعجز في الانتباه. 2. الحساسية والتحسسات الغذائية: Allergy and Dietary Sensitivities تعتبر الحساسية أو شدة حساسية الجسم المفرطة لبعض المواد الغذائية وكذلك لبعض المواد أو المستنشقات الكيميائية من العوامل المساهمة في إحداث سلوكيات غير مرغوب فيها وذات تأثير على قدرة الطفل على التركيز. وتشير دراسات بعض الأطباء السريريين إلى أن الأطعمة والكيميائيات قد تكون عوامل مساهمة في الأطفال ذوي المشاكل التعلمية والسلوكية. تقترح دراسات أخرى أن أصباغ الأطعمة والنكهات الصناعية يمكن أن تحدث آثارا مثل فرط النشاط وتغيير في سلوك الطفل. ومن الممكن ظهور أعراض أخرى التي تعزى للإضافات الغذائية مثل الأرق، فرط النشاط، الصداع والغثيان. إن ما يقارب 60% من الأطفال ذوي صعوبات الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد قد عولجوا من صعوباتهم الانتباهية بإتباع حمية غذائية. وأشير إلى أن ما بين 47% إلى 66% من أطفال ADHD المراجعين للعيادات هم حساسون لمادة واحدة على الأقل من الغذاء. 3. العوامل البيئية: Environmental Factors تعد المشاكل الأسرية والاضطرابات الانفعالية وكذلك حالة الطفل الصحية من سوء التغذية واضطرابات الايض والإعاقات الإدراكية الحسية وسلامة الحواس السمعية البصرية من احد العوامل المشاركة في إحداث عجز في الانتباه وفرط النشاط الزائد ADDADHD . وللوضع التعليمي والأكاديمي الأثر الأكثر أهمية ليكون السبب وراء العجز في الانتباه المصحوب أو غير المصحوب بالنشاط الزائد مثل صعوبة وتنوع المثيرات المطلوب إنجازها تؤدي بالطفل إلى التشتت وعدم الانتباه وتقوده إلى خبرات الفشل المتكررة، وفي حالة إذا كانت المادة التعليمية المعروضة معقدة ولا تثير اهتمامات الطفل فإن ذلك يقود الطفل إلى نقل انتباهه إلى مثيرات أخرى وتكون من ضمن اهتماماته والتي يرغب بآدائها. وكذلك عدم قدرة المدرس على تعديل وتطوير عملية التعليم بما يتناسب مع مستوى واهتمامات الطفل أهمية كبيرة في جعل الطفل غير قادر على التركيز على المثيرات ذات العلاقة منها. 4. العوامل العصبية: Neurological Factors حتى عام 1945 كان يعتبر طفل قليل الانتباه وفرط الحركة متخلفا عقليا أو مضطربا انفعاليا. وبعد ذلك العام ونتيجة تطور الدراسات العصبية والطب النفسي وطب الأطفال، تبين أن هذه الحالات ترجع إلى اضطراب في نمو الجهاز العصبي. وبعدها وجد الباحثون أن أعراض فرط الحركة وقلة الانتباه تشبه لحد ما الصعوبات والمشاكل التي يعاني منها الأطفال ذوو الإصابات المخية البسيطة minimal brain dysfunction أو وجود خلل في النواقل العصبية neurotransmitter system . |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|