|
110524955 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>>
<< |
لا تهملي أسئلة طفلك |
الكاتب : زهية القرا |
القراء :
4101 |
لا تهملي أسئلة طفلك طفلي عمره 5 سنوات يسألني مرات وبإلحاح: كيف يأتي الطفل الصغير من بطن أمه وكيف يصبح طفلاً وأسئلة حول الله ومن خلقه؟ ولا أستطيع الرد عليه بإقناع فأزجره وأمنعه من السؤال، فكيف أرد عليه وما طبيعة التعامل في مثل هذه الحالات؟
ويجيب على هذا السؤال الأخصائية النفسية زهية القرا: منذ بدايات نمو الطفل وتزايد نمو إدراكه العقلي، تبدأ لديه تساؤلات متعلقة باكتشافه للوجود، فقد تبدأ من عمر 3-4 سنوات، وتتطور مع الزمن حول الوجود، من خلق الكون، من هو الله، ماذا يوجد في السماء، أين يذهب جدي المتوفي تحت الأرض، لماذا يموت وغير ذلك، وفي الحمل والولادة من أين يدخل الطفل وكيف يخرج وكيف يحصل الحمل.
وهذه التساؤلات طبيعية وتعبر عن التطور الطبيعي والصحي لدى الطفل ومؤشر لذكاء الطفل، ولكن الأهل في الغالب يواجهون هذه التساؤلات بثلاث أنماط من الإجابات هي: الأول: البعض يشرح للطفل الحقائق بكاملها وأحياناً مع الرسم أو الصور ظناً منهم أن إبلاغه بالحقائق العلمية كما هي أفضل لفهم وتطور الطفل بغض النظر عن سنه وفهمه ونفسيته.
الثاني: البعض الآخر يشوه الحقائق تجنباً لقولها بنوع من الخجل من طبيعة هذه الأسئلة مثل -الله أنزل الطفل من السماء، أو وجدناه في المستشفى، فيشعر الطفل بأن هذه المواضيع يلفها الإثم والسرية.
الثالث: في مثل حالتك للتخلص من الطفل وتساؤلاته فيقمع الطفل بالزجر والامتناع عن الإجابة والصراخ في وجهه، وهذا في الغالب يؤدي إلى كبت النشاط العقلي والمنطقي للطفل الذي يتطور من مرحلة لأخرى، ويحتاج لتنشيط من الأهل والبيئة وقد تتطور لدى الطفل إتجاهات من الشعور بحرمة أي محاولة للفهم والسؤال تجاه مناحي الحياة جميعها وكأن مجرد السؤال يلفه الحرام وثمة اتجاه آخر عند الطفل قد يعزز الفضول الجنسي لديه فيبدأ في البحث عبر مواضيع أخرى وقد يورثه عدم الثقة بالنفس.
والمطلوب هو عدم زجر الطفل بل الإستماع والإنصات باهتمام لإعطائه التقدير والأهمية لما يتحدث به ويسأل عنه. ويفضل تقديم تفسيرات منطقية ومترابطة يستطيع الطفل فهمها حسب عمره، مع عدم الدخول في التفاصيل وخاصة في مراحل الطفولة الأولى والوالدان هم أفضل من يجيب على أولادهم فلا يتركوهم لسؤال الآخرين، وممكن إستعمال أشياء وألعاب من خلالها للتمثيل.
ويجب على الوالدين ألا يعتريهما الخجل من مناقشة المواضيع الحياتية مع أولادهم كما يجب أن تكون لديهم الجرأة على الوقوف على الأمور الوجودية، وممكن أن نتوقف أحياناً ونجيب بأننا لا نعرف وهذا يعني ألا نحرم الطفل السؤال حتى وإن لم يكن لدينا إجابات، كما أنه يجب أن تكون الإجابات مبسطة ولا تظهر عنفاً فيها من مثل سؤال الطفل كيف يخرج الطفل من بطن أمه، فتقول له الطبيب يشق بطن الأم بالسكين فيخرج، فمثل هذه الإجابات تورث الطفل خوف شديد وقد تحمل البنت والولد هذه الفكرة الصعبة حتى بعد إدراك الحقيقة في الكبر وتبقى داخلها مشاعر سلبية تجاه الحمل والولادة، كما أن الأم هي الأفضل للإجابة عن أسئلة الأولاد فلا يحصل تنازع بين الوالدين حول من الأجدر ليرد على أسئلة الطفل، فكلاهما مخولان بذلك ولكن قرب الأم من الأطفال يساعد أكثر. فيا عزيزتي لا تزجري طفلك .. إسمعيه ولا تشعري بالخجل ولا تنقلي له هذا الإحساس وبقدر فهمه وصلي له المعلومة دون الدخول في التفاصيل. |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|