|
110524868 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>>
<< |
التهاب مفاصل الاطفال |
الكاتب : الدكتور : بدر البراك |
القراء :
3624 |
التهاب مفاصل الاطفال JUVENILE IDIOPATHIC ARTHRITIS الدكتور : بدر البراك
ما هو هذا المرض؟ التهاب مفاصل الأطفال التلقائي مرض مزمن يمتاز بالتهاب المفصل المستمر. وعلامات التهاب المفصل هي ألم ، تورم وقصور الحركة. وهذا الالتهاب غير معروف السبب، ويوصف بالشبابي (الصبياني) وتكون بداية الأعراض قبل سن السادسة عشر من العمر. ما المقصود بالمزمن؟ يطلق على المرض كلمة مزمن متى كان العلاج المناسب لا يؤدي إلى الشفاء العاجل ولكن تحسن في الأعراض والتحاليل. وهذا يعنى أنه حتى يتم التشخيص فإنه من المستحيل القول إلى متى سيبقي الطفل يعاني من هذا المرض. ما مدى انتشار هذا المرض؟ إن هذا المرض نادر الحدوث ففي كل مائة ألف طفل يصاب 80- 90 طفل بهذا المرض. ما هي أسباب هذا المرض؟ يمتاز الجهاز المناعي لدينا بقدرته على محاربة الالتهابات الخمجية (البكتيرية والفيروسية) ولكي يقوم بهذه المهمة فلابد من التمييز بين ما هو غريب وضار وما هو حميد وجزء الجسم، ومن المعتقد أن التهاب المفاصل المزمنة إنما هو نتاج لاستجابات غير طبيعية من الجهاز المناعي وذلك لأسباب غير معروفة فجزء منها يعود إلى عدم القدرة على التمييز بين الغريب والضار وما هو جزء من مكونات الجسم السليم . وبالتالي فإن هذه الاستجابات الغير منضبطة من الجهاز المناعي تهاجم مكونات المفاصل، لهذا السبب فإن أمراض مثل التهاب مفاصل الأطفال التلقائي يطلق عليه "مرض ذاتي المناعة" ويقصد بذلك أن الجهاز المناعي يهاجم أجراء الجسم الصحيح. هل هذا المرض وراثي؟ لا يعد التهاب مفاصل الأطفال التلقائي مرضا وراثياً حيث أنه لا ينتقل مباشرة من الأبوين إلى أطفالهم ومع ذلك فإن هناك بعض العوامل الوراثية والتي يحتاج جزء كبير منها للدراسة والبحث وربما تزيد من فرص الإصابة بهذا المرض إلا أنه من المتفق عليه في المحيط العلمي أن هذا المرض متعدد العوامل وهذا يعنى أنه نتيجة اتحاد وتوافق الاستعداد الوراثي والتعرض لعوامل بيئية مثل الالتهابات الخمجية وحتى في حالة وجود الاستعداد الوراثي فإنه يندر وجود طفلين مصابين في نفس العائلة. كيف يتم تشخيصه؟ يشخص الأطباء مرض التهاب مفاصل الأطفال التلقائي عندما تكون بداية المرض قبل سن السادسة عشرة من العمر وحينما يستمر التهاب المفصل أكثر من 6 أسابيع - ولذلك لاستبعاد التهابات المفاصل الوقتية والتي ربما تنتج من التهابات فيروسية- وتكون الأسباب غير معروفة - وهذا يعنى أن جميع الأمراض التي ربما تسبب التهاب المفاصل تكون قد استبعدت- وبمعنى آخر فإن التهاب مفاصل الأطفال التلقائي يشمل جميع أشكال التهابات المفاصل المستمرة مجهولة السبب وتحدث في مرحلة الطفولة، ولالتهاب مفاصل الأطفال التلقائي أشكال مختلفة تم تحديدها - سيأتي ذكرها- وعلى ذلك فإن تشخيص التهاب مفاصل الأطفال التلقائي يعتمد على وجود التهاب المفاصل المستمر وكذلك استبعاد أي مرض أخر عن طريق التاريخ الطبي والفحص والسريري والتحاليل المخبرية. ما الذي يحدث للمفاصل؟ في الحالة الطبيعية يكون المفصل مبطنا بغشاء رقيق ويحتوى على كمية من السوائل وعند حدوث الالتهاب يصبح هذا الغشاء ثخينا وممتلئا بالخلايا الالتهابية وكذلك فإن السوائل تزيد بقدر كبير مما يؤدي إلى تورم المفصل وألم بالإضافة إلى قصور في حركة المفصل. ومن العلامات البارزة لالتهاب المفصل ما يسمى بتيبس المفصل والذي يحدث بعد راحة طويلة وأكثر ما تحدث هذه الظاهرة في الصباح وتسمى - التيبس الصباحي وغالباً ما يحاول الطفل تقليل الألم بجعل المفصل في وضع متوسط بين الثني والمد وهذا الوضع يدعي بالوضع المسكن والذي يقصد به المحافظة على تقليل الألم. وإذا لم يعالج التهاب المفصل بشكل مناسب فإن ذلك المفصل سيلحق به الضرر بإحدى صورتين: o الغشاء المبطن للفصل سيصبح ثخينا جدا ً- ويتكون ما يسمى باللحمة- وعن طريق إطلاق مواد مختلفة - يحدث تأكل في الغضاريف والعظم. o نتيجة لإبقاء المفصل في حالة الوضع المسكن فإن ذلك يحدث نوع من ضمور للعضلات و جذب للعضلات و الأنسجة الضامة مما يؤدي إلى تشوه في المفصل. هل هناك أنواع مختلفة من هذا المرض؟ هناك عدة أنواع من التهاب مفاصل الأطفال التلقائي، ويمكن التمييز بينها اعتماداً على وجود الأعراض الشاملة كالحرارة والطفح والتهاب التأمور - الغشاء المحيط بالقلب- في التهاب مفاصل الأطفال التلقائي الشامل وأيضا اعتمادا على عدد المفاصل المتأثرة أما الالتهاب التلقائي كثير المفاصل أو قليل المفاصل، واصطلاحاً فإن هذه الأنواع المختلفة تحدد وفقاً للأعراض التي تظهر خلال الستة شهور الأولي من المرض. النوع الأول: التهاب المفاصل التلقائي الشامل Systemic JIA : يميز هذا النوع بالإضافة إلى التهاب المفاصل وجود الأعراض الشاملة -ويقصد بذلك أن عدة أعضاء في الجسم تكون متأثرة، ومن أبرز الأعراض الشاملة: o ارتفاع درجة الحرارة والتي غالباً ما تتزامن مع طفح جلدي أحمر يظهر خلال نوبات الحرارة. o ألم العضلات o تضخم الكبد والطحال والغدد الليمفاوية o التهاب الغشاء المحيط بالقلب (التأمور) والرئتين. o وفي هذا النوع عادة تتأثر عدة مفاصل (خمسة مفاصل فأكثر) وقد يظهر التهاب المفاصل معبداية المرض أو بعد بدايته بقليل . o هذا النوع ربما يصيب الأطفال في أي مرحلة عمرية. o في حوالي نصف الأطفال المصابين تتحسن هذه الأعراض الشاملة بينما يبقي التهاب المفاصل هو الأهم، وفي نسبة قليلة من الأطفال تستمر هذه الأعراض مع التهاب المفاصل o هذا النوع يمثل حوالي 10% من التهاب مفاصل الأطفال التلقائي. النوع الثاني: التهاب المفاصل المتعدد التلقائي Polyarticular JIA : يمتاز هذا النوع وفي خلال الستة أشهر الأولي من بداية المرض: o بتأثر خمسة مفاصل فأكثر o لا يعاني الطفل من الأعراض الشاملة السابقة الذكر. o وجود بعض الأجسام المضادة في الدم والتي تعرف بـ( عامل الرثياني ) يساعد في التميز بين نوعين من هذا الالتهاب: عامل الرثياني الإيجابي وعامل الرثياني السلبي. 1. التهاب المفاصل المتعدد التلقائي ذو العامل الرثياني الإيجابي RF positive polyarticular JIA : o هذا النوع نادر في الأطفال ويمثل أقل من 5% من التهاب مفاصل الأطفال التلقائي o يشابه التهاب المفاصل الرثياني لدي البالغين. o في الغالب يسبب التهابات متناظرة في المفاصل يبدأ عادة بالمفاصل الصغيرة لليدين ثم يشمل المفاصل الأخرى. o أكثر ما يكون في الإناث بعد سن العاشرة من العمر وغالباً يكون التهابا شديدا. 2. التهاب المفاصل المتعدد التلقائي ذو العامل الرثياني السلبي RF negative polyarticular JIA : o ويمثل ما يقارب من 15-20% من التهاب مفاصل الأطفال التلقائي o هذا النوع إلى حد ما مركب من عدة أمراض o قد يحدث في أي مرحلة عمرية. o وبناء على تركيبة المرض المعقدة إلى حد ما -- فإن التكهن بعاقبة المرض تكونمتفاوتة. النوع الثالث: التهاب مفاصل الأطفال التلقائي محدود العدد Oligoarticular JIA : يمتاز هذا النوع وفي خلال الستة أشهرالأولي من بداية المرض: o بتأثر أقل من خمسة مفاصل o بغياب أي من الأعراض الشاملة o وهو يصيب المفاصل الكبيرة مثل الركبة والكاحل. o وهو بطبيعته غير متناظر وفي بعض الأحيان يتأثر مفصل واحد فقطويسمى هذا النوع الالتهاب أحادي المفصل. o في بعض الحالات يلاحظ أن عدد المفاصل المتأثرة تزداد بعد الستة الأشهر الأولي للمرض إلى خمسة مفاصل أكثر ويدعى هذا النوع التهاب المفاصل محدود العدد الممتد. o عادة ما يبدأ قبل السنة السادسة من العمر وأكثر ما يصيب الإناث. o ومع العلاج المناسب فإن عاقبة هذا المرض جيدة ولكن في الأطفال الذين ربما يزيد عدد المفاصل المتأثرة مع مرور الوقت فإن التكهن بعاقبة المرض تكون متفاوتة. o ونسبة من المصابين بهذا المرض قد تظهر عليهم مضاعفات خطيرة في العين وهي التهاب الجزء الأمامي من العنبية (التهاب العنبية ) وهي غشاء رقيق يغلف العين ويحتوي الأوعية الدموية. وحيث أن الجزء الأمامي من العنبية يتكون من القرص والجسم الهدبي فإن هذه المضاعفات تسمى بالتهاب العنبية المزمن أو التهاب القزحية والجسم الهدبي المزمن وفي حالة أن التهاب العنبية لم يكتشف ومن ثم لم يعالج فإنه قد يؤدى إلى ضرر جسيم جداً للعين.إن الكشف المبكر لهذا الالتهاب في غاية الأهمية وذلك لأن الأبوين والطبيب المعالج قد لا يلحظوا أي علامة للالتهاب فالعين لا تحمر والطفل لا يشتكي من اعتلال في الأبصار. ولذلك من الأهمية بمكان أن يتم فحص الأطفال بشكل دوري كل 3 أشهر من قبل أخصائي طب العيون وذلك باستخدام جهاز المصباح الثقبي . o التهاب مفاصل الأطفال التلقائي محدد العدد هو من أكثر الأنواع شيوعاً (50% من جميع الحالات) وفي حالة وجود أجسام مضادة (ANA) و التهاب العنبية فإن هذا النوع لا يصيب إلا الأطفال دون البالغين. التهاب المفاصل الصدفي Psoriatic arthritis : ويمتاز هذا النوع بوجود التهاب المفاصل والصدفية أو بعض من صفات مرض الصدفية ،والصدفية مرض جلدي يظهر بشكل لطخ قشرية وأكثر ما يكون على المرفقين والركبتين. وتأثر الجلد ربما يسبق أو يلحق التهاب المفاصل،إن هذا النوع من الالتهاب على درجة من التعقيد في أوصافه السريرية و كذلك التكهن بعاقبته. التهاب المفاصل المتزامن مع التهاب الأوتار Arthritis ociated with enthesitis : وأكثر الأعراض انتشاراً هو التهاب المفاصل الأحادي والذي يصيب المفاصل الكبيرة للأطراف السفلية ويتزامن معه التهاب الأوتار ويقصد بذلك نقاط التقاء الأوتار بالعظم وأكثر ما يكون في القدم خلف وأسفل العقب،وفي بعض الأحيان يتزامن مع هذا الالتهاب التهاب أخر حاد في العين -العنبية- وهذا الالتهاب بخلاف الالتهاب المصاحب للالتهاب التلقائي المحدود العدد حيث أن العين قد تحمر وتدمع مع زيادة في الحساسية للضوء. وأحد التحاليل المخبرية المهمة يكون إيجابيا في كثير من هؤلاء المرضى ويسمي HLA-B27، وتجدر الإشارة إن هذا المرض يصيب الذكور أكثر من الإناث و عادة تبدأ الأعراض بعد السن السابعة من العمر، ونهج هذا المرض متفاوت ففي بعض المرضى تهدأ الأعراض بينما في الآخرين يستمر نشاط المرض مما يؤثر على المفاصل المحورية (العمود الفقري) وكذلك المفصل العجزي الحرقفي - مفصل في اسفل الظهر ،هذا النوع من الالتهابات أكثر ما تكون في البالغين حيث أنها تؤثر على العمود الفقري. ما هي أسباب التهاب القزحية والجسم الهدبي المزمن .وهل لها أي علاقة بالتهاب المفاصل؟ كما سبق الحديث عن التهاب المفاصل فإن التهاب العين يحدث بسبب ردة فعل الجهاز المناعي الغير منضبطة لأجزاء العين إلا أن آلية هذا الالتهاب غير معروفة حتى الآن، هذه الأعراض -المضاعفات- أكثر ما تشاهد لدى المصابين بالتهاب المفاصل التلقائي محدود العدد وعادة ما يكونوا صغار في السن والأجسام المضادة (ANA) إيجابية، وتبقي الأسباب التي تربط التهاب المفاصل بالتهاب العين غير معروفة ولكن من المهم تذكر أن التهاب المفاصل والتهاب القزحية والجسم الهدبي ربما يسلكان نهجا مستقلا - بمعنى أن التزامن الوقتي ليس ضرورياً وبناء على ذلك فإن الفحص الدوري للعين يجب أن يستمر حتى في حالة تحسن التهاب المفاصل ويجب التذكير بأن نهج التهاب القزحية والجسم الهدبي ينشط على فترات متكررة وليس له علاقة بنشاط التهاب المفاصل لكن عادة التهاب القزحية يتبع التهاب المفاصل أو ربما يكتشف في نفس الوقت ونادراً قد يسبق التهاب المفاصل، وحقيقة أن هذه الحالات يؤسف لها كثيرا حيث أن المرضى لا يشتكون من أي عرض ولا يكتشف هذا المرض في مراحله الأولي إلا حينما تظهر بعض المضاعفات كالغبش في الرؤية. ما هو المآل المتوقع لالتهاب المفاصل على المدى البعيد؟ مآل التهاب المفاصل التلقائي يعتمد على شدة ونوع هذا الالتهاب بالإضافة إلى كفاءة العلاج ومن المشاهد تحسن في مآل هذه الالتهابات في ضوء التحسن الطارئ في طريقة العلاج خلال الأعوام العشرة الماضية، ومع ذلك فإن التهاب المفاصل التلقائي الشامل متفاوت في مآل المرض. ففي حين أن نصف المرضى تكون لديهم علامات الالتهاب ظاهرة فإن المرض يمتاز بالنشاط الدوري وعلى العموم فان المآل لهذا الالتهاب جيد حيث أنه في كثير من الأحيان يهدأ المرض ذاتياً. ولكن في النصف الآخر فإن المرض يمتاز باستمرار التهاب المفاصل بينما الأعراض الشاملة الأخرى تستمر لعدة سنوات وقد يؤدي ذلك إلى تأثر المفاصل بشكل دائم وفي نسبة قليلة من المرضى فإن التهاب المفاصل وكذلك الأعراض الشاملة الأخرى تستمر برغم تعاطي الأدوية وهذه الفئة ربما تمثل أسوء العواقب حيث تصاب كثير من المفاصل بالتشوهات والتأثر الدائم ويحتاج المريض لكثير من الأدوية وتظهر مضاعفات كثيرة أما التهاب المفاصل المتعدد التلقائي ذو العامل الريثاني الإيجابي فإن يحمل نهجا مستفحلا حيث يؤدي إلى تدمير المفاصل. أما الالتهاب المتعدد ذو العامل الريثاني السلبي فإن له عاقبة أفضل من سابقه إذ أن ما يقارب من 25% من المرضى تتأثر مفاصلهم بشكل دائم . أما التهاب المفاصل المحدود العدد فإن عاقبته جيدة خاصة إذا كان عدد المفاصل محدودا أما إذا زاد عدد المفاصل المتأثرة بمرور الوقت فربما يحمل نفس مال الالتهاب المتعدد ذو العامل الريثاني السلبي. إن كثير من مرضى الالتهاب المفاصل الصدفي لهم نفس نهج التهاب المفاصل المحدود العدد ولكن في بعض الحالات فإن عدة مفاصل تتأثر بمرور والوقت. أما الأطفال الذين يعانون من التهاب المفاصل والأوتار فإن لهم نهج متفاوت ففي حين أنبعض المرضى يتحسن نجد أن المرض في البعض الأخر يستفحل ويشمل المفصل العجزي الحرقفي. ومع ذلك فإنه لا يوجد علامات سريرية أو مخبرية يمكن أن تتوقع بشكل دقيق من المريض الذي ستكون له عاقبة سيئة و ذلك في بداية المرض مركز الابحاث- كويت
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|