|
110540584 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>>
<< |
اضطرابات فرط النشاط الزائد |
الكاتب : د. ابراهيم الخضير – استشاري الأمراض النفسية |
القراء :
15740 |
اضطرابات فرط النشاط الزائد د. ابراهيم الخضير - استشاري الأمراض النفسية
o هذا الاضطراب يطلق عليه باللغة الإنجليزية (Attention- Deficit Hyperactivity Disorder, ADHD ) o هذا الاضطراب يشكل ما بين 30% الى 50% بين الاضطرابات النفسية والعقلية عند الاطفال. o يعتبر هذا الاضطراب أكثر الاضطرابات النفسية والعقلية عند الاطفال، وتتراوح نسبة حدوثه ما بين 3 إلى 7% عند الاطفال في سن الدراسة. o يعاني منه الاولاد اكثر من البنات، حيث ينتشر بين الاولاد ما بين ثلاثة الى أربعة اضعاف حدوثه عند البنات. o هذا الاضطراب يستمر مع الطفل في اغلب الاحيان حتى مرحلة المراهقة و البلوغ. وحوالي ما بين 40 الى 70% من المراهقين يستمر معهم هذا الاضطراب اذا بدأ في مرحلة الطفولة. ويصل الى 50% مع الاشخاص بعد سن النضج اذا بدأ في سن الطفولة، ويصل حدوثه بين الكبار الى 3-6%. o هذا الاضطراب يتميز بأنه سلوكياته متشابهة، رغم تعدد الاسباب التي تقود الى هذا الاضطراب. الاسباب التي يمكن أن تؤدي الى الاضطراب: o اضطرابات في تركيب الدماغ ذاته وكذلك بعض الاختلالات الكيميائية. o العوامل الوراثية. o إصابات الجهاز العصبي. o العوامل الاجتماعية والبيئية. العوامل الوراثية: للعوامل الوراثية دور هام في الاضطراب، فهو يسري في العائلات، وغالباِ ما يكون للشخص المصاب بهذا الاضطراب طفل أو أكثر يعانون من هذا الاضطراب. شدة المرض والاعراض قد تختلف من جيل الى جيل، ربما تظهر أعراض المرض بصورة أشد في الابناء او كذلك أشد في الاباء. فكون الاعراض بسيطة في الاب، هذا لا يعني بأن الأمر نفسه قد يكون في الابن. فأحياناً يكون شديداً في الابناء رغم أنه كان بسيطاً في الأباء..! لاحظ العلماء بأن اذا كان احد التوائم مصاباً بهذا الاضطراب فإن نسبة أن يكون التوأم الآخر مصاباً بنسبة عالية، مقارنة بعامة الناس. هذا يؤكد بأن العوامل الوراثية لها دور فاعل في عملية الإصابة بإضطراب فرط النشاط الزائد وقلة التركيز عند الاطفال. ورغم هذا القول فإنه يجب عدم إهمال العوامل الأخرى من أصابات في الجهاز العصبي وكذلك العوامل الاجتماعية والبيئية.
أهم الأعراض العامة التي تظهر في هذا الاضطراب: o فقدان المهارات الاجتماعية التي تكون اكتسبت عند من هم في مثل سنه. o غير مرغوب من الآخرين. o يريد دائماً أن يكون هو الاول في كل شيء. o يريد تلبية رغباته في الحال، الآن... هي الكلمة المناسبة لهذا الوصف، حيث يريد كل شيء الآن..! o لا يستطيع الصبر إطلاقاً. o لا يحتمل أي مؤثر خارجي، فدرجة تحمله للمؤثرات الخارجية قليلة جداً.! o هذا الاضطراب يستمر مع الطفل حتى يبلغ، قد يخف في فترات ولكنه يستمر مع الشخص في مراحل المراهقة والبلوغ الى سن النضج، رغم أن الاندفاعية قد تقل الاعراض في مرحلة الطفولة: o عدم القدرة على التركيز بشكل كبير، وملاحظ من جميع من يحيطون به. o سهولة تشتت انتباه الطفل بشكل كبير. o فرط النشاط وكثرة الحركة، وهذه يتميز بها الاولاد أكثر من البنات. o الاندفاعية والتهور، حيث يندفع الطفل يقوم بأعمال دون تقدير العواقب لما قام به من عمل، وما يترتب على ذلك من مسؤوليات يكون من هم في مثل سنه على دراية بها.
الاعراض في مرحلة الشباب: غالباً تكون أعراض فرط النشاط وقلة التركيز عند الكبر مشابهة للاعراض في مرحلة الطفولة، إلا انه يحدث ما يلي: o في كثير من الاحيان يكون البالغ أكثر قدرة على السيطرة على فرط النشاط الزائد عنده وكثرة الحركة. o في مرحلة الكبر غالباً يكون هناك تساوٍ في نسبة الاضطراب بين الرجال والنساء، ولا تعود النسبة أكثر عند الرجال كما هو الحال في الطفولة، بل يتساوى الجنسان في معدل حدوث الاضطراب. o عدم القدرة على تنظيم أمور حياته بصورة جيدة. o التدخين، حيث كثيراً من الذين يعانون من هذا الاضطراب يدخنون بشراهة. o الوحدة، بسبب طبيعة شخصياتهم، وعدم قدرتهم على تحمل الآخرين، وقلة صبرهم وسلوكياتهم الخاطئة، فانهم يجدون صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية وصداقات حميمة أو علاقات عاطفية من الجنس الآخر. o الادمان على الكحول. المعروف بأن الاشخاص الذين يعانون من فرط النشاط الزائد ونقص القدرة على التركيز، يلجأون إلى الكحول للتخفيف من مشاكلهم، وهذا حل خاطئ، لأن الادمان على الكحول يقود إلى مشاكل أكثر، وإلى تعقد المشاكل الموجودة أساساً بسبب هذا الاضطراب، مثل الوحدة، وعدم القدرة على تنظيم الحياة. o البطالة، وعدم القدرة على الانتظام والثبات في عمل ما. فهناك الكثير ممن يعانون من النشاط الزائد لا يجدون عملاً، وإذا وجدوا عملاً، فانهم سرعان ما يفصلون من العمل أو أن يتركوا هم العمل بحجج واهية وهي انهم لا يعاملون معاملة جيدة، من قبل أصحاب العمل، أو أن هناك صعوبات في العمل لا يستطيعون تحملها..! o ضغوط شديدة في العمل. فنظراً لقلة تحمل الشخص للتعاملات الخارجية مع الآخرين وعدم قدرتهم على ضبط اعصابهم، فانهم يعيشون تحت تأثير ضغوط نفسية قاسية عليهم بسبب وضعهم المرضي. لذلك لايستطيعون تحمل العمل، وكما قلنا فانهم غالباً ما يلجأون إلى ترك العمل ويعانون من البطالة. o بعض ممن يعانون من هذا الاضطراب يعانون من الأفعال القهرية، وهذا يزيد من الضغوط النفسية عليهم..! فبالاضافة إلى كل السلوكيات، وعدم القدرة على التحمل، يعاني البعض من بعض السلوكيات والأفعال القهرية. وهذا بلاشك له أثره السلبي على الشخص. فالافعال القهرية قد تزيد من المشاكل التي يعاني منها الشخص الذي ليس له القدرة على التحمل وليس له القدرة على التعامل مع الآخرين بأسلوب حكيم أو اسلوب حضاري، راق. فاذا اضفنا اليها الأفعال القهرية فإن الأمر يصبح أكثر تعقيداً. حيث يعاني مثل هؤلاء الاشخاص من عدم القدرة على أن يكونوا مرنين في تعاملاتهم مع الآخرين، إذا تلعب الأفعال القهرية، دورها المؤثر في علاقة الشخص بالآخرين. o سرعة الغضب، وسرعة فقدان السيطرة على الأعصاب في التعامل مع الآخرين، وهذا في سن النضج، عندما يكون الإنسان في العقد الثالث أو الرابع من العمر، ويغضب بسرعة، ويفقد سيطرته على أعصابه، بحيث انه من الممكن أن يعتدي بدنياً على الآخرين ويؤذيهم. o سرعة تغير المزاج، وتقلبات المزاج بشكل مزعج للآخرين. فهو مرات منشرح الصدر، مرح، مسرور، وفجأة وبلا مقدمات تجده تحول من هذا المزاج إلى مزاج آخر، كأن ينقلب فجأة إلى شخص غاضب، عنيف، لا يحتمل أن يكلمه أحد، أو أن يصبح شخصاً منقبض الصدر، كئيباً، حزيناً، ضيق الصدر، لا يستمع لاي كلمة تقال أو أي حديث يتحدث به شخص اليه. ويصبح صعب العشرة، وينفض الناس من حوله o المشكلة إذا كان مثل هذا الرجل شخصاً في منصب مسئول عن اشخاص، فبالتأكيد انه سوف يحيل حياتهم إلى جحيم لا يطاق..! ويضطر في بعض الاحيان بعض من العاملين تحت إدارة شخص من هذا النوع إلى ترك العمل والاستقالة، نتيجة تقلب المزاج وعدم ثبات التعامل مع الآخرين..! o الاشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب لديهم أيضاً سلوك اندفاعي، واندفاعية في التعامل مع الناس، حيث فجأة يثور هذا الشخص ويصبح وحشاً كاسراً يحطم كل ما أمامه، أو كالبركان الهادر الذي يدمر كل ما امامه ولا يستطيع أحد الوقوف امام هذا البركان. هذه الاندفاعية قد تكون خطرة على مثل هذا الشخص، حيث يمكن له أن يرتكب جرائم، أو أن يقوم باعتداءات بشعة على الآخرين نتيجة هذه الغريزة الاندفاعية التي لا يستطيع السيطرة عليها..! o عدم الرضا والسخط عن كل ما حوله. الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب يعاني من الشعور بعدم الرضا عن كل ما حوله من الاشياء، ويشعر بالسخط تجاه الأشياء والاشخاص التي حوله. فهو غير راض عن الأمور الإدارية، ويحتج دائماً على كيف تتم هذه الأمور.. يحتج على الأمور العاطفية، فهو غير راض عن شريك حياته، وطريقة تربية الأطفال، ودراستهم وكذلك غير راض عن عمله (إذا كان يعمل). غير راض عن كل شيء، وهذا يدفعه إلى أن ينتقد كل شيء، وأن يقع في اخطاء كثيرة، قد تقوده إلى مشاكل مع الآخرين. هذه الاعراض التي يتميز بها الشخص الذي يعاني من اضطراب فرط النشاط وقلة القدرة على التركيز في الاشخاص الكبار، هي من الأشياء التي كثيراً ما يرجعها الناس إلى أن طبيعة هذا الشخص هي كذلك؛ أي بمعنى أكثر دقة، أن هذا الإنسان هو إنسان سيئ وليس إنساناً مريضاً..!! بينما في الواقع فإن هذا الشخص هو إنسان مريض ويحتاج إلى العلاج، وإلى أن يراجع طبيباً نفسياً، ويتعاطى أدوية نفسية لمدة قد تطول، ولكن هذا الاضطراب هو واحد من الاضطرابات المهمة، ولكن كثيراً ما يفوت على الأطباء وعلى الاشخاص الآخرين تشخيص مرضه، لذلك فانه يظل يعاني لفترات طويلة، دون أن يتم تشخيص حالته ومعرفة اضطرابه، ويكون وقتذاك قد دخل في كثير من المشاكل في العمل والحياة الاجتماعية، وربما تكون حياته الزوجية قد تدهورت، واصبح عاطلاً عن العمل، لديه الكثير من المشاكل التي لا يمكن حلها، وكان يمكن بعون الله تجنبها لو أن هذا الشخص تم تشخيص مرضه وبدأ في علاجه منذ زمن طويل..! دراسة: المعلمون يتنبهون قبل الوالدين لقلة تركيز الطفل وسلوكه غير الطبيعي تشير الدراسات من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، بأن أول من يتنبه بأن الطفل قد يعاني من فرط النشاط الزائد وقلة التركيز هم المدرسون. يأتي في المرتبة الثانية الوالدان، حيث يتنبهان الى أن طفلهما ليس طبيعياً في سلوكه وحركاته، خاصة إذا كان لديهم أطفال من قبل، فهم يلاحظون الفرق بين هذا الطفل كثير الحركة، قليل التركيز الذي يسلك سلوكاً غير طبيعي ولا يتناسب مع سنه، مثل صعوبة السيطرة على نوبات الغضب عنده، وصعوبة أن يتداخل مع بقية الأطفال ولا يستطيع أن يلعب معهم، كذلك نفور الأطفال منهم لسلوكياته الغريبة والعنف الذي قد يصاحب هذه السلوكيات الغريبة. الأطباء العامين والأطباء المتخصصون في طب الأسرة والمجتمع هم أيضاً من أوائل من يكتشفون أن الطفل قد يعاني من هذا الاضطراب، فحوالي 11,3? من الحالات تتحول من أطباء الأسرة والمجتمع، وهذا دليل على اهمية أطباء الأسرة والمجتمع، ومعرفتهم بهذا الاضطراب.
تشخيص الاضطراب : تشخيص الاضطراب أقل كثيرا مما هو في الواقع، حيث تشير الدراسات على أن واحدا بين كل ثلاثة اشخاص يعانون من هذا الاضطراب الذي يتم تشخيصه، بينما الباقون لا يتم تشخيصهم ولا يحصلون على أي مساعدة من أي نوع، وكذلك فان اثنين من كل ثلاثة أشخاص يعانون من هذا الاضطراب لا يتم تشخيصهم ابدا وكذلك لا يتم علاجهم أو مساعدتهم اطلاقاً. نقص المتخصصين في الطب النفسي للأطفال، وكذلك عدم وجود وعي بهذا الاضطراب بين العاملين في حقل الصحة النفسية بوجه عام، مما يقود إلى أن الكثيرين ممن يعانون من هذا الاضطراب في دولنا العربية لا يحصلون على أية مساعدة أو علاج، هذا الأمر ينعكس على كثير من العائلات التي يوجد بها أطفال أو كبار بالغون يعانون من هذا الاضطراب، حيث يكون سلوكهم غير طبيعي، ويظن الكثيرون بأن هؤلاء الأشخاص هم سيئون ولا يفكر احد بأنهم ربما يعانون من مرض مثل هذا الاضطراب، خاصة اذا علمنا بأن نسبته ليست قليلة بين عامة الناس، فنسبة حدوثه بين الأطفال الذين في سن الدراسة بين 3 إلى 7? وهذه نسبة عالية بكل المقاييس، فبين كل مائة طفل يوجد ما بين ثلاثة إلى سبعة أطفال يعانون من هذا الاضطراب الذي يهدد مستقبل الطفل، وربما يقود إلى اعاقته في حياته المستقبلية، بكل الأعراض التي ذكرناها عند الشخص البالغ الذي يعاني من هذا الاضطراب وكيف يؤثر على علاقته بالآخرين، وكيف لا يستطيع تكوين علاقات سوية، ولا أن ينتظم في عمل بشكل جيد ولا يستطيع التعامل مع من يعملون معه بصورة جيدة، وكذلك تقلب المزاج الذي قد يوقعه في مشاكل وكذلك الاندفاعية والتهور في سلوكياته التي قد تجعله عرضة لمشاكل قانونية..! كيف يتعرف الأطباء العامين وأطباء الأسرة والمجتمع بأن الطفل قد يعاني من هذا الاضطراب؟ وللإجابة على ذلك فإنه اذا حضر الى العيادة طفل في عمر ما بين السادسة والثانية عشرة، بأعراض مثل عدم القدرة على التركيز، كثرة الحركة بشكل غير طبيعي، الاندفاعية والتهور في السلوك وكذلك التخلف الدراسي، بمعنى ان الطفل لم يستطع ان يساير زملاءه في الدراسة، ويجد صعوبة في المدرسة، عندئذ يجب على الطبيب ان يفكر بأن هذا الطفل ربما يعاني من اضطراب فرط النشاط الزائد وقلة التركيز، ويحوله الى الاطباء المختصين في ذلك. o يجب ان يكون الطفل يعاني من هذه المشكلة لفترة طويلة، على الأقل ستة اشهر او أكثر. خاصة فرط النشاط، قلة التركيز والاندفاعية والتهور في سلوكه. o يجب ان يكون الطفل لديه على الأقل ستة من الاعراض التالية لمدة لا تقل عن ستة اشهر، وتكون مؤثراً سلبياً في حياته الدراسية والعائلية: " عدم قدرته على التركيز والانتباه للتفاصيل او عدم اهتمامه بواجباته الدراسية، او العمل والانشطة الأخرى. " عادة يعاني الطفل من صعوبة في مواصلة الانتباه والتركيز او ان يكون ايجابياً في تعامله مع الآخرين. " لا يصغي ولا ينتبه اذا كان هناك من يخاطبه مباشرة، فهو لا يستطيع الأصغاء والانتباه للتوجيهات التي تقال له مباشرة، نظراً لعدم قدرته على التركيز والانتباه. " عادة لا يتبع الارشادات ولا يستطيع ان ينهي واجباته الدراسية، او التدريبات المدرسية او واجبات المدرسة التي يطلبها المدرسون من الطلاب لعملها في المنزل. كذلك لا يستطيع القيام بواجباته في عمله اذا كان كبيراً، نظراً لأنه لا يستطيع التركيز والانتباه لما يقال له من رؤسائه في العمل نظراً لعدم فهمه هذه الارشادات وعدم قدرته على استيعابها. " دائماً لديه صعوبة شديدة في تنظيم الأشياء الخاصة به، فهو دائماً غير منظم في جميع افعاله وأنشطته. " دائماً يتجنب المشاركة في الأعمال او الانشطة المدرسية التي تتطلب مجهوداً ذهنياً وتركيزاً، ويتردد دائماً في قبول اي عمل فيه نشاط عقلي وتركيز. " دائماً يفقد الأشياء المهمة بالنسبة لمدرسته او عمله مثل الالعاب، الاقلام، دفاتر الواجبات المدرسية، الكتب، او الادوات المدرسية الأخرى. " يتشتت ذهنه بسهولة بالمؤثرات الخارجية، فلا يستطيع مواصلة او التركيز لفترة طويلة في ما يقوله المدرس او اي شخص يعطية تعليمات او ارشادات. " ينسى بكثرة الأشياء المهمة والخاصة بنشاطه اليومي، فلا يحضر الأشياء معه الى المدرسة او الى العمل. مآل الاضطراب قلة التركيز قد تقل مع التقدم في العمر لكن الاضطراب يستمر الى مراحل متأخرة إن اضطراب فرط النشاط وقلة التركيز قد يستمر مع الطفل حتى يبلغ، قد تخف في فترات ولكنه يستمر مع الشخص في مراحل المراهقة والبلوغ إلى سن النضج رغم أن الاندفاعية وفرط النشاط قد تقل مع التقدم في العمر الا أن الاضطراب يستمر مع الشخص في مراحل متأخرة. في سن النضج يختلف مآل الاضطراب الى ثلاثة مجموعات: o المجموعة الاولى: وتشكل حوالي 30? يتحسنون بشكل مقبول. o المجموعة الثانية: وتشكل حوالي 60? تستمر معهم الاعراض من حيث قلة المهارات الاجتماعية، والاختلال العاطفي، ومشاكل الشخص مع ذاته. o المجموعة الثالثة: وتشكل حوالي 10? تعاني من اضطرابات نفسية وعقلية شديدة وكذلك سلوكيات مضادة للمجتمع. الخصائص التي تحدد مآل الاضطراب: o هناك خصائص فردية عند الأطفال تساعد على تحديد مآل الاضطراب، مثل مستوى الذكاء، فكلما كان الطفل أكثر ذكاً، فهذا يعني أن التحسن مع الزمن أفضل من الأطفال الذين مستوى ذكائهم متدن. o شدة الأعراض: فكلما كانت الأعراض الشديدة، فالتحسن أقل، حيث إن هناك تناسباً طردياً بين شدة الأعراض والتحسن، فاذا كانت الأعراض بسيطة وخفيفة فإن التحسن يكون أفضل مع مرور السنوات، وفي الكبر. o الاضطرابات النفسية المصاحبة للاضطراب، فكلما كانت هناك اضطرابات نفسية وعقلية مصاحبة لهذا الاضطراب بصورة أشد، فهذا يعني أن التحسن لن يكون بصورة جيدة، بل على العكس، فإن الاضطراب قد يسوء، وكذلك الاضطرابات النفسية والعقلية سوف تصبح أشد، لذلك كلما كان هناك اضطراب عقلي شديد مثل أعراض ذهنية فإن مصير ومآل الاضطراب يصبح أسوأ. o الوضع العائلي والأسري للطفل: فكلما كانت هناك اضطرابات نفسية أو عقلية في العائلة أو كان أحد الوالدين مصاباً بهذا الاضطراب، فإن المآل يكون اسوأ منه مقارنة بحالة الأطفال الذين عائلاتهم تخلو من الاضطرابات العقلية والنفسية، وكذلك لا يوجد تاريخ مرضي لهذا الاضطراب في العائلة، كذلك اذا كان وضع العائلة مستقرا ولا توجد مشاكل عائلية فإن هذا يساعد على تحسن مآل المرض، خاصة اذا كانت العائلة تعي مشكلة الطفل وتحاول أن تساعد في إيجاد حل لمشكلة الطفل، ومحاولة تخفيف الاعراض التي يمكن تخفيفها عن طريق المساعدة في العلاج السلوكي للطفل، ومحاولة وضع نظام في المنزل يساعد الطفل على التخلص من بعض من سلوكياته التي يستطيع أن يتخلص منها الطفل بمساعدة الوالدين وأفراد العائلة. o العلاج: وهذا أمر مهم جداً في حالة الطفل المصاب بهذا الاضطراب، فنوعية العلاج ومدته والمتابعة الجيدة مع الفريق الطبي المعالج يساعد مساعدة جادة في تحسين حالة الطفل، وكذلك الحرص من الأهل على العلاج ومتابعة علاجه بجدية فكل هذه الأمور المتعلقة بالعلاج تساعد بشكل جيد جدا على حسن المآل للاضطراب مع مرور السنوات. o اذا اجتمعت العوامل السلبية في حياة الطفل، مثل عدم انتباه العائلة وكذلك وجود اضطرابات عقلية أو نفسية في العائلة وكذلك عدم متابعة العلاج بصورة دقيقة وكذلك انخفاض مستوى الذكاء عند الطفل فكل هذه الأمور تلعب دورا سلبيا في تحسن الطفل، ويصبح مآل الاضطراب سلبيا، حيث لا يحدث تحسن يذكر على حالة الطفل، بل يزداد الأمر سوء مع مرور السنوات ويصبح الطفل يعاني من هذا الاضطراب المزعج والمؤلم للطفل ولوالديه ولجميع من يحيط به. |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|