|
110524962 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>>
<< |
طفلي مؤدب أم خجول؟ |
الكاتب : د. ابراهيم الخضير – استشاري الطب النفسي |
القراء :
5017 |
طفلي مؤدب أم خجول؟ د. ابراهيم الخضير - استشاري الطب النفسي
رغم أننا تحدثنا كثيراً عن اضطراب الرهاب الاجتماعي، وانتشاره بشكل خاص في المملكة العربية السعودية، وإن هذا الامر ملاحظ تقريباً من جميع من يعملون في قطاع الصحة النفسية، إلا أن مازالت اكثر الاسئلة التي تأتيني على الصحيفة يشكو اصحابها من الرهاب الاجتماعي. كذلك العدد الكبير الذي يراجع في العيادات النفسية، خاصة العيادات الخاصة. رغم كثرة من تعرض للرهاب الاجتماعي من ناحية الاعراض والعلاج إلا أن المشكلة الاساسية وهي الاسباب لم يتطرق لها الكثيرون بل ربما نادراً ما تحدث احد عن اسباب الرهاب الاجتماعي في المملكة العربية السعودية. من ملاحظاتي للاشخاص الذي يأتون للعيادة وكذلك الرسائل التي تصلني من القراء في هذه الصفحة بأن هذا الاضطراب يبدأ مبكراً. وغالباً في فترة الطفولة اوالمراهقة. فالطفل يبدأ عنده الاضطراب ولكن لا أحد ينتبه له، ولا يلقي بالا لهذا الطفل الذي يعاني من الخوف الشديد من الحديث مع الناس ومقابلة الآخرين، وحتى يستحي من اللعب مع من هم في مثل سنه. الأهل في المنزل قد يعتقدون بأن هذا الامر هو مجرد خجل طبيعي يمر به الطفل خلال مرحلة الطفولة، وتجد الام تهون من هذا الخجل الشديد عند طفلها "كل البزران كذا" وهذا ليس صحيحاً. فالاطفال يعانون من الخجل بشكل ما أو بآخر ولكن ليس بالصورة المرضية التي عليها بعض الاطفال. المشكلة الكبرى اذا كان الطفل او الطفلة يكافأ على هذا الخجل الشديد ويوصف من قبل اهله والمحيطين به بأنه طفل مؤدب "حتى الكلمة مايقولها" .. وهنا تكمن المشكلة ، بتعزيز هذا الخجل المرضي والذي غالباً سيصاحب الطفل في مرحلة المراهقة ومن ثم عندما يصبح رجلاً أو امرأة ناضجة. الطفل الخجول، ليس صفة حميدة على إطلاقها، بل تحمل من الخطورة بأن يصبح الطفل الخجول شخصاً ناضجاً، مصاباً باضطراب الرهاب الاجتماعي. يبدأ الطفل عادة، كما يعوده أهله، فإذا وجد في سنوات عمره الاولى تشجيعاً منهم على الاختلاط ببقية الاولاد اوالبنات الذين هم في مثل سنه أو أصغر او أكبر بسنوات بسيطة فإن هذا الامر قد يشجع الطفل على الحركة والانطلاق ويعوده منذ صغره على أن يعبر عن نفسه بلغته البيسطة، حتى وإن كان نطقه للاشياء بصورة خاطئة مضحكة، فيجب على والديه، وعلى من عنده من الاشخاص الكبار أن لا يسخروا منه، واذا حدث وأن سخر من الطفل احد الكبار الموجودين، فإن على احد الوالدين أن يخبر هذا الشخص البالغ بأن السخرية من الطفل في هذا المرحلة من العمرية أمر مؤذ، وانه قد يسبب له مشاكل نفسية في المستقبل، فلا يجب المجاملة في مستقبل وصحة ابنائنا النفسية، مدارة لقريب او صديق..! |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|