|
110525675 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>>
<< |
الصفار لدى المواليد.. يتلف خلايا المخ ويفقد السمع ويجلب العاهات |
الكاتب : د. ابراهيم عبدالله الضعيان |
القراء :
104504 |
الصفار - اليرقان - لدى المواليد د. ابراهيم عبدالله الضعيان - استشاري طب الأطفال
الصفار.. يتلف خلايا المخ ويفقد السمع ويجلب العاهات اليرقان او ما يعرف بالصفار هو احد الامراض الشائعة التي تصيب الصغار والكبار، ولكن تختلف نوعية اليرقان في الصفار عنه في الكبار وربما يتشابهان في بعض الحالات. وسنركز حديثنا عن اليرقان في الاطفال حديثي الولادة والذي يشيع في هذه الفئة العمرية. فحوالي 60? من الاطفال كاملي النمو يصابون باليرقان وحوالي 80? في الاطفال الخدج يصابون به ايضاً. وسنوضح مخاطر ارتفاع بنسبة لصفار في الدم والتي قد تسبب اعاقة نتيجة لتلف خلايا المخ وفقدان السمع وغيرها من العاهات. ويسمى اليرقان النووي والذي سنتحدث عنه لنرى آثار ارتفاع الصفار على وظائف المخ. وقبل ذلك سنتحدث عن اليرقان الطبيعي لنعرف الفرق بينهما وكيفية تحاشي مضاعفات الصفار. اسباب اليرقان: فقبل الحديث عن الاسباب يجب معرفة ان مادة البليروبين (الصفراء) تنقسم الى قسمين تسمى المباشر وغير المباشر، فحين يصفر جلد الطفل او عينة فلا يمكن معرفة نوع هذا الصفار وشدته احياناً الا عن طريق التحاليل المخبرية والتي ايضاً تبين السبب احياناً -- كما انه يمكن التفريق بينهما وذلك بفحص الطفل جيداً ولكن في المراحل المتقدمة والشديدة. أولاً - اسباب ارتفاع البليروبين غير المباشر والخطير احياناً: o اليرقات الفيزيولوجي (الطبيعي) والذي سيكون محور حدثينا لاهميته. o يرقان حليب الام. o عدم توافق فصائل دم الأم والوليد. o النزيف الداخلي. o احمرار الدم وخاصة في المواليد الذين امهاتهم مصابات بمرض السكر مثلاً. o تناذر (كريجلر) والذي هو عبارة عن نقص في انزيم مهم جداً لتحويل المادة الصفراء الضارة الى غير ضارة. o خلل في انزيمات الكريات الدم الحمراء مما يؤدي الى تكسرها بسهولة ومن ثم زيادة مادة الصفراء في الدم. o تضيق بوابة المعدة الخلقي. o نقص في نشاط الغدة الدرقية لأي سبب كان سواءً كان غيابها او اضطرابها. o اضطراب غشاء الخلية الحمراء وذلك اما بتكورها الى الشكل الدائري واما بكثرة الخلايا البيضاء واما بحدوث مرض البحر المتوسط.
ثانياً - اسباب زيادة البليروبين المباشر: o التهابات فيروسية او جرثومية للام ومن ثم نقلها الى الطفل الوليد. o التهابات الكبد من الام او المباشرة. o التجرثم بالدم او يسمى احياناً تسمم الدم الجرثومي. o بعض الامراض الاستقلابية الخلقية وهي كثيرة ويصعب حصرها وذكرها. o الداء الكيسي الليفي. o الانسداد الصفراوي الخلقي. o الكلية الصفراوية. o نقص انزيم آلفا انتي تربسين antitrypsin o التهاب الكبد المصلي اي عن طريق الدم. o تناذر "ألاجايل" وهو احد الامراض الخلقية يصاحبها بعض التشوهات الخلقية في اعضاء الجسم الأخرى. o داء بايلر وهو الآخر ايضاً من الامراض الخلقية والتي يصاحبها بعض التشوهات الأخرى. o التهاب المجاري البولية.
اليرقان الفيزيولوجي : يظهر في اليوم الثاني من عمر الطفل ولا يصاحبه نقص في الدم إن اليرقان الطبيعي شائع في الاطفال حديثي الولادة الذي يجب تشخيصه مبكراً والتأكد من عدم ارتفاع مادة البليروبين أكثر من الطبيعي لتفادي خطورة ارتفاعها واستبعاد الاسباب الهامة لليرقان مثل انحلال الدم والالتهابات او الأمراض الاستقلابية. عادة ينشأ اليرقان الفيزيولوجي نتيجة لعدة عوامل والتي هي أحياناً مميزات طبيعية لدى الوليد مثل: o زيادة الكريات الحمراء. o عدم نضج كبد الوليد لانتاج الانزيمات التي تحول المادة الصفراء الى مادة غير ضارة، وهذا من اشيع الاسباب لحدوث الصفار الطبيعي. والنموذج السريري لهذا اليرقان الفيزيولوجي عند الطفل كامل النمو والذي يكون حمله كاملا يشمل حدوث زيادة في مستوى البليروبين اللامباشر لأكثر من 200 مل مول والذي يساوي حوالي 12 ملجم في اليوم الثالث من عمر الطفل. اما في الاطفال غير كاملي النمو فإن النسبة العليا تكون اكثر من 255 مل مول. وقد تظهر متأخرة في اليوم الخامس. اما الاطفال الذين يرضعون من امهاتهم فقد تصل النسبة الى 270 مل مول. ومن الأسباب التي تساعد على ارتفاع هذه النسبة الأخيرة قلة السوائل المأخوذة من قبل الطفل. مميزات اليرقان الفيزيولوجي : ان مميزات هذا النوع من اليرقان مهم معرفتها، وذلك لتفادي مضاعفات ارتفاع المادة الصفراء لاسباب اخرى قد تكون مشابهة ومن هذه الصفات: o ظهور اليرقان في اليوم الثاني او الثالث من عمر الطفل. o ان لا تزيد نسبة ارتفاع مادة البليروبين عن النسبة الطبيعية والتي يجب مقارنتها مع المعدل الطبيعي لمثل عمر ووزن ذلك الطفل المصاب من خلال رسم بياني يجب معرفته وتواجده في وحدة العلاج والذي على ضوئه يمكن اتخاذ خطوات علاجية سريعة، وهذا يشمل المواليد حديثي الولادة كاملي النمو وناقصي النمو (الخدج). وقد قسم هذا الرسم البياني الى عدة أقسام متى يعطى العلاج الضوئي ومتى يجب إجراء تغيير الدم. وفي العادة تكون النسبة حوالي 200 مل مول (تعادل 12 ملجم) في اليوم الثاني أو الثالث. o ان لا ترتفع نسبة البليروبين اكثر من 8 مل مول/ديسل في الساعة الواحدة. o تكون نسبة البليروبين المباشر أقل من 35 مل مول او (2 ملجم). o ألا يصاحبه تضخم واضح في الكبد والطحال واللذان عادة يدل تضخمهما على وجود التهابات مكتسبة من الأم. o ألا يصاحب هذا اليرقان نقص في الدم (فقر الدم). o ألا يتغير لون بول الطفل. الصفار النووي : اليرقان النووي هو ذلك المرض الخطير والذي يجب تفاديه كما قلنا بعدم إعطاء الفرصة لارتفاع مادة البليروبين في الدم أكثر من الطبيعي وخاصة غير المباشر، وذلك عن طريق اكتشافه مبكراً وعلاجه بشتى الطرق المذكورة آنفاً. إن ارتفاع مادة البليروبين غير المباشر في الدم يؤدي إلى دخولها خلايا المخ الحيوية والترسب بها مما يؤدي إلى تعطل وظائفها ويصعب تحديد النسبة التي تؤدي إلى ذلك بالضبط، ولكن الاحتياطات واجبة ويجب تحاشي ارتفاع المادة المذكورة. ومن أسباب الارتفاع الشديد للمادة الصفراء التهاب السحايا وتجرثم الدم ونقص الأكسجين وهبوط الحرارة. ونقص السكر في الدم ومن ثمَّ زيادة مضاعفات ذلك الارتفاع. أعراض اليرقان النووي في حالة حدوثه: أن الأعراض تعتمد على شدة ومدة تعرض خلايا المخ لارتفاع المادة وتركيزها، وكذلك على التأخر في علاج ارتفاع المادة الصفراء. فأول الأعراض المبكرة هي الوسن، قلة التغذية والشهية، نقص في استجابة منعكس مورو (وهو أحد الاختبارات الذي يجريها طبيب الأطفال لمعرفة واختبار سلامة المخ). أما العلامات المتأخرة فهي: o ارتفاع اليافوخ (فتحة في الجمجمة الأمامية). o مواضع تشنج ظهري يلاحظه الطبيب. o حركات لا إرادية في عضلات الوجه واليدين ويمكن ملاحظتها من قبل الأهل أيضاً. o التشنجات المتكررة. o شلل دماغي، رقص كنعي (حركات لا إرادية في الأطراف). o الصمم العصبي. o تصلب في العضلات وخاصة في الأطراف حيث يلاحظ تيبسها. العلاج لهذا المرض: الحقيقة يصعب علاج ذلك المرض بعد حدوثه، ولكن كان المفترض تحاشيه فمن المسؤول يا ترى؟؟؟ لا نستطيع لوم أحد، ولكن يجب معرفة ونكرر ذلك ------- أن المبادرة في اكتشاف الصفار وعلاجه بالطريقة الصحيحة والمبكرة يمكننا تحاشي المضاعفات بإذن الله. فعلى الأهل المسؤولية الأولى في المراجعة المبكرة وخاصة المستشفيات الكبيرة والضغط على الطبيب بالاهتمام بهذا الصفار خاصة في الأماكن النائية، وعدم إعطاء فرصة روتين تحويل المريض والانتظار بل يجب نقله فوراً إلى المستشفى بدون سابق إنذار. كما يجب معرفة أن بعض الأطفال يتوفون من شدة مضاعفات المرض وآخرون يتحسنون، ولكن بعد مدة تتراوح بين 2 - 3 أشهر، والبعض الآخر وهو الذي يغشى الطبيب تظهر أعراض المضاعفات بعد سنة أو سنتين وفي حالات قليلة جداً تظهر الآثار عند دخول المدرسة. لذا يمكن تلخيص الاحتياجات التي يجب اتباعها وملاحظتها: o إذا ظهرت أعراض أو علامات اليرقان حتى ولو قليلاً يجب الذهاب إلى المستشفى بدون تردد في أي عمر وخاصة في الأيام الأولى من عمر الطفل. o إذا بدأ الصفار في اليوم الثاني أو الثالث يمكن اعتبار ذلك طبيعياً، ولكن يجب التأكد من ذلك من قبل الطبيب والمستشفى ومتابعة ذلك. o عدم توقف الرضاعة الطبيعية مدة طويلة في حالة اليرقان الطبيعي، ويمكن ذلك لفترة محدودة وتحت إشراف الطبيب.
العلاج لليرقان : علاج اليرقان الطبيعي يتمثل في استخدام العلاج الضوئي في المستشفى وذلك باستخدام أجهزة ضوء ذات مميزات خاصة أو يمكن تعريض الطفل الى أشعة الشمس خاصة إذا كان الارتفاع خفيفاً وفي حالات نادرة يمكن استخدام تغيير الدم. أولاً: العلاج الضوئي: ويعتمد استخدامه كما قلنا إذا كانت نسبة ارتفاع (البليروبين) في الدم في المنطقة من الرسم اليباني بعد مقارنتها والتي يستدعي استخدام الضوء. وعادة هذه تستخدم بتعريض الطفل كاملاً ماعدا العينين والتي يجب تغطيتها كما يحتاج الطفل الى سوائل اضافية في حالة زيادة الضوء عن طريق الوريد أحياناً لتعويض ما قد يتبخر من جسم الطفل من سوائل. لكن هناك للمعلومية مساوىء قد تحدث باستخدام العلاج الضوئي ومنها: o الاسهال o الطفح الجلدي o الجفاف والذي يحدث نتيجة لفقدان السوائل من جراء حرارة الضوء. o تجرح في العينين وذلك أثناء تغطيتهما بشاش خشن والذي قد يؤثر على قرنية العينين أثناء فتح عيني الطفل أو الضغط عليهما. o قد تخطىء الممرضة وتقفل الأنف عن طريق الخطأ في ربط العينين والأنف بشدة o تغير في لون الجلد وخاصة إذا كان سبب ارتفاع البليروبين المباشر ثانياً: العلاج بضوء الشمس يمكن أحياناً علاج ارتفاع البليروبين غير المباشر البسيط عن طريق تعرض الطفل لأشعة الشمس والتي يجب أن يتم ذلك في أول النهار وفي آخرة مع ملاحظة خلع ملابس الطفل كي يتعرض جزء كبير لأشعة الشمس ولمدة حوالي 10-15 دقيقة في كل مرة مع الانتباه بعدم تعرض الطفل في أيام الشتاء والانتباه بعد تعرضه في الاوقات الأخرى كالظهيرة وخاصة أيام الصيف. ثالثاً: العلاج من خلال تغيير الدم هذا النوع من العلاج يوجد في أماكن الخاصة كالمستشفيات الكبيرة لانه يحتاج الى خبرة في هذا المجال واجهزة واحتياطات معينة أثناء اجراء ذلك. وقد تم إنقاذ الكثير من الاطفال بهذة الطريقة وتم تنادي المضاعفات حين يتم اجراؤها مبكراً. لان التأخير في ذلك يفقد أهميتها حتى ولو تم تغيير الدم متأخراِ وحدثت مضاعفات ارتفاع البليروبين. فلا فائدة من ذلك العلاج ولكن لابد من اجراء ذلك لمنع المزيد من التلف وربما يكون الضرر بسيطاً بإذن الله وكما أن لكل علاج مشاكلة فإن المشاكل التي تنشأ من نقل الدم الى الطفل الوليد قد تكون خطيرة أحياناً ولكنها نادرة هذه الأيام وذلك لاستخدام التقنيات الحديثة لمعرفة الامراض التي في الدم والتأكد منها ولكن قد يحدث المضاعفات من غير قصد أو قصور ومن هذه المشاكل: o نقل بعض الامراض خاصة اذ لم يفحص الدم جيداً ومنها التهابات الكبد الفيروسية وغيرها وكذلك احتمالية نقل مرض الايدز والملاريا وغيرها والتي تم اكتشافها في بعض الاطفال ولكنها نادرهذه الايام. o نزيف داخلي او انسداد الدم عن الاطراف والذي قد يؤدي الى تلف ذلك العضو. يحدث ذلك أثناء عمل القسطرة والتي قد تؤدي الى حدوث ثقب في الاوعية الهشة في الاطفال حديثي الولادة o هبوط في ضغط الطفل أثناء العملية o التهاب الامعاء والقولون المنخر فيما بعد o نقص صفائح الدم فيما بعد المصدر : جريدة الرياض |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|