|
110525436 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>>
<< |
إعادة التأهيل المجتمعي و أهميته |
الكاتب : . |
القراء :
16448 |
إعادة التأهيل المجتمعي و أهميته لا يزال الكثير من المعاقين في انحناء مختلفة من المعمورة يجدون صعوبة في إيجاد الخدمات المناسبة لهم، و قد يرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الأدوات أو إلى وجودهم في مناطق بعيدة عن المراكز التي تقدم الخدمات المناسبة، و بالرغم من ارتباط مفهوم إعادة التأهيل المجتمعي بالبيئات الفقيرة لأنه يعتمد على إيجاد بدائل قليلة الكلفة و من البيئة المحلية، إلا أن نموذج إعادة التأهيل المجتمعي لا تقتصر إيجابياته على المجتمعات النامية، فمبدأ مشاركة المجتمع المحيط ( الأسرة، الأقارب، الأقران...الخ) بالمعاقين في عملية التأهيل يساعد في تنمية شعور الانتماء لديهم، و بالتالي تسهل عملية الدمج الاجتماعي، الذي بدوره يسرع و يفعل عملية التأهيل التي قد لا تحدث في المؤسسات المنعزلة، و إن كانت الأفضل في نوعية الخدمات المقدمة، فقد نجد الكثير من الحالات التي يكون فيها المعاق في أحسن المؤسسات ظناً من ذويه أن هذا يتيح له فرصاً أفضل في الحياة، ناسين أن هذا قد يقوقعه على مجتمع لا يتعدى جدران المركز والأفراد المتواجدين فيه، و أن هذا قد يؤدي في نهاية الأمر إلى عزله عن المجتمع الحقيقي أكثر من دمجه فيه، لذا ---- فقد اعتبرت برامج إعادة التأهيل المجتمعي أحد أهم النماذج لتقديم الخدمات للمعاقين. ما هو إعادة التأهيل المجتمعي؟ هو أحد استراتيجيات تطوير المجتمع، و يهدف إلى إعادة تأهيل ومكافئة فرص ودمج (اجتماعياً ونفسياً) جميع الأفراد المعاقين، تنفذ برامج إعادة التأهيل المجتمعي بجهود مشتركة من الأشخاص المعاقين وأسرهم ومجتمعاتهم، ويكون تنفيذها في القطاع الصحي والتعليمي والمهني والاجتماعي. مكونات برنامج إعادة التأهيل المجتمعي: قد يبدو نموذج التأهيل المجتمعي بسيطاً في بادئ الأمر، لأنه يتم فيه تكييف البرنامج و البيئة المحلية، إلا أنه ليس بالبساطة التي يظنها البعض، لأنه يعتمد على نظام مؤسسي متعدد القطاعات، والهدف من ذلك هو إشراك جميع القطاعات هذه (الصحة، التعليم، الاجتماعي...الخ) في عملية التأهيل، وبالتالي تصبح الخدمات المقدمة للمعاقين أكثر شمولية. يعتبر دور الحكومة مهماً في التأهيل المجتمعي كونها المسؤولة عن رسم السياسات في الدولة، والتي يمكن عن طريقها استدامة مثل هذه البرامج وإدراجها في خطط الدولة التنموية، من ناحية أخرى فإن دور المجتمع المدني – والذي لا يقل أهمية – يتمثل في كونه مكملاً لدور الحكومة، فقد يدفع الحكومة في بعض الأحيان إلى اتخاذ القرارات اللازمة لصالح المعاق و مناصرته. 1- الجانب التوعوي: يعمل هذا الجانب على خلق اتجاهات أكثر إيجابية نحو الأشخاص المعاقين، ويعتبر هذا الجانب مهماً لحصول المعاقين على فرص مساوية لغيرهم في المجتمع الذي يعيشون فيه، و نستطيع تفعيل هذا الجانب بمشاركة الأفراد المعاقين في اتخاذ القرارات وفي التنفيذ وفي توعية أفراد المجتمع. 2- الخدمات المساندة: عادة ما يحتاج الأفراد المعاقين إلى خدمات تأهيلية تساعدهم على تجاوز إعاقاتهم، وعادة ما يتدرب العاملون في مجال التأهيل على مثل هذه المهارات (بشكل أولي) في المناطق التي تفتقر إلى المراكز التي تقدم هذه الخدمات، منها: الخدمات الطبية، العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، علاج النطق، الإرشاد النفسي، الإرشاد النفسي، التدريب على التنقل. 3- إتاحة الفرص التربوية و المهنية، مثل: o خدمات التدخل المبكر. o التربية الشاملة. o التعليم المهني. o التعليم غير الرسمي. o الخدمات التربوية الخاصة. o التدريب على لغة الإشارة و بريل. o التدريب على مهارات الكفاية الذاتية. 4- إيجاد مشاريع مدرة للدخل عن طرق معرفة احتياجات السوق وقد يدرب المعاقون عليها من قبل الأفراد الملمين بالمهارات المهنية. الجهات المساهمة في تنفيذ برامج إعادة التأهيل المجتمعي:
"لا يوجد معوقون.. و إنما توجد بيئات و مجتمعات معوِّقة.." أهمية مساهمة المعاق و أسرهم في تنفيذ برامج إعادة التأهيل المجتمعي: قصة أربعة أطفال مصابين بالحثل العضلي: يعتبر الكثير من العاملين في مجال الصحة و التأهيل اضطراب الحثل العضلي كأحد أصعب أنواع الإعاقات الجسمية، فهذا الاضطراب يصيب أكثر من فرد في العائلة – مرض وراثي- وتتدهور فيه الحالة بشكل مضطرد ليؤدي إلى الوفاة في سن مبكرة، و بالرغم من ذلك فإن هذا لم يمنع عائلة (بيرازا) - التي كان فيها 4 إخوة مصابين بهذا الاضطراب من إنشاء مجموعة يساعدون من خلالها الأطفال المعاقين و أسرهم. كانت الأسر المشاركة من الأسر الفقيرة، ولكنهم استطاعوا جمع المال لدعم المجموعة عن طريق بيع المشغولات الفنية التي كانوا يصنعونها، وبعد فترة من الزمن توسعت المجموعة، وأصبح يحضر الأنشطة أطفال من مختلف المناطق والإعاقات، واستطاع القائمون على البرنامج مساعدة غيرهم من المعاقين عن طريق تعلمهم لمهارات تؤهل المعاق، فمثلاً: قام أحد الإخوة الأربعة بتعلم لغة بريل ومساعدة الكثير من الأطفال المكفوفين، و فيما بعد---- نالت المجموعة اهتمام الرأي العام، واستطاعت الضغط على المدارس المحلية إلى قبول الحالات الأقل شدة لإكمال التعليم الرسمي عندها. يدار هذا البرنامج حالياً من قبل المعاقين الذين تخرجوا منه في السابق، منهم من يجمع بين العمل في البرنامج ووظيفة أخرى، و منهم من يكمل تعليمهم في التعليم الرسمي. (Werner, David, 1988) "أعطني فرصة و سأثبت أني قادر.. أعطني فرصة لأتعلم و أعمل و سأثبت أني قادر.." مثال من أفغانستان: بدأت عدة خدمات في أفغانستان لسد ما لم يتم تقديمه لأسر المعاقين من قبل الدعم القائم، و قد تم تقدير عدد المستفيدين من الخدمات التأهيلية بكافة أشكالها نحو ما يقارب عشرين ألف فرد، إلا أن هذه الخدمات اقتصرت على وجود مراكز الخدمة في المدن الرئيسية والتي تستطع تغطية كافة احتياجات الأفراد المعاقين، خاصة الأفراد القادمين من القرى والذين لم تتوفر لديهم وسيلة مواصلات، أضف إلى ذلك عودة اللاجئين إلى أفغانستان، مما زاد من حاجة التوسع في الخدمات التأهيلية و تقديم بدائل لسكان المناطق البعيدة كالزيارات الأسرية. عندما قدمت هذه الخدمات التأهيلية، لم تتم مشاركة الأسر في اتخاذ القرارات حول ما يحتاجه أطفالهم أو حول كيفية تنفيذ هذه البرامج، بالإضافة إلى ذلك، فإن نوعية الخدمات لم تكن بالمستوى المطلوب، مما جعل أولياء الأمور يشكون في معرفة العاملين في المجال، فمثلاً: لم يشعر أولياء الأمور أن العاملين قاموا بتقديم تمرينات العلاج الطبيعي الصحيحة - أي التي كان يحتاجها الأطفال-، ولم يتم تقديم خدمة العلاج النطقي بالرغم من الحاجة إليها. أما بالنسبة للعاملين فقد كان القصور من وجهة نظرهم يعود إلى أسباب عدة منها: قصور الدعم من قبل إدارة المراكز، و طبيعة التدريب الذي يتلقونه، إضافة إلى تجهيزات المراكز والتي لم تكن مهيأة لاستقبال جميع الأطفال، أضف إلى ذلك توقعات الأهالي التي كانت غير واقعية، و الذي تمثل في طلبهم لخدمات متخصصة جداً و لعناية أكبر من قبل العاملين المثقلين بمهام كثيرة. أما بالنسبة للشباب المعاقين فقد كانت وجهة نظرهم في البرنامج في أنه اقتصر على تعليمهم مهارات التنقل ولم يشمل أنشطة أخرى مثل: الرياضة، أنشطة ثقافية، أنشطة تعليمية، أو تدريب المهني. الخلاصة: إن برامج التأهيل المجتمعي تصبح أكثر شمولية عندما يشارك الطرف المستفيد- المعاقون- وجمعياتهم في عملية التأهيل بجميع مراحلها، ولضمان مشاركة أكبر من المستفيدين، فإنه يقترح توصيل الخدمة للمستفيد ومعرفة حاجات المعاقين وأسرهم من وجهة نظرهم و أخذها بعين الاعتبار. (Turmusani, 2004) التدخل المبكر و التأهيل المجتمعي: تعتبر برامج التدخل المبكر - من قبل المختصين في هذا المجال- أحد مكونات برامج إعادة التأهيل المجتمعي، وذلك لأنها تهدف إلى تشجيع أقصى نمو ممكن للأطفال المعاقين ممن هم دون عمر السادسة/التاسعة، و تدعيم الكفاية الوظيفية لأسرهم. تطور برامج التدخل المبكر : تطورت برامج التدخل المبكر عبر ثلاث مراحل رئيسية و هي: o المرحلة الأولى: كان التدخل المبكر يركز على تزويد الأطفال الرضع المعوقين بالخدمات العلاجية و النشاطات التي تستهدف توفير الإثارة الحسية لهم. o المرحلة الثانية:أصبح التدخل المبكر يهتم بدور الوالدين كمعالجين مساعدين أو كمعلمين لأطفالهم. o المرحلة الثالثة: أصبح جل الاهتمام ينصب على النظام الأسري بوصفه المحتوى الاجتماعي الأكبر أثراً على نمو الطفل. فقد أصبح دعم الأسرة و تدريبها و إرشادها الهدف الأكثر أهمية. (منقول عن: شبكة الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة) و من أشهر البرامج برنامج بورتيج للتدخل المبكر، وهو مشروع تعليمي للتدخل المبكر لتثقيف أمهات الأطفال المعوقين منذ الميلاد و حتى سن 9 سنوات، ويهدف البرنامج إلى تطوير نظام للتدخل المبكر في المجتمع، ولهذا السبب يعتبر بورتيج في كثير من الأحيان أحد أشكال التأهيل المجتمعي. إن إحدى أهم مزايا البرنامج المنزلي للتدخل هو الوصول إلى الأطفال المعوقين صغيري السن في أماكن سكنهم، وإضافة إلى أن المدرسة المنزلية الواحدة تستطيع تقديم الخدمة إلى 15 عائلة أسبوعياً، لذلك كلما زاد عدد المدرسات في البرنامج زادت عدد الأسر المستفيدة من المشروع، والتي لا يتوفر لها أي نموذج من الخدمة لأي سبب كان. يقوم المشروع بتدريب الأم على كيفية تعليم طفلها والتعامل معه، ويؤهلها لتصبح المدرسة الحقيقية لطفلها المعوق، وذلك خلال زيارة منزلية أسبوعية لمدة ساعة و ربع، ويطبق البرنامج على الطفل والأم داخل المنزل لأنه أكثر ملاءمة للطفل و بيئته، ويخدم البرنامج الأطفال ذوي الإعاقات المختلفة مثل التخلف العقلي، الإعاقات الجسمية، متعددي الإعاقات، مشاكل النطق و الكلام و غيرها. أهداف المشروع: 1- تقديم برنامج التأهيل المبكر داخل بيئة الطفل المألوفة (المنزل). 2- الاكتشاف المبكر للإعاقة وذلك من خلال إجراء التقييم للأطفال في أصغر سن ممكن. 3- إشراك الأهل المباشر في العملية التدريبية والتعليمية لطفلهم المعاق، وهي إحدى الوسائل الفعالة للتأثير على الطفل، وتزويدهم بالمهارات الضرورية لرعاية طفلهم وعلى التكيف في الحياة اليومية. 4- تزويد الأم بالتدريب المستمر فيما يتعلق بالوسائل الضرورية لرعاية طفلها المعاق. 5- تقديم مناهج تتلاءم و الثقافة المحلية، تتضمن مواضيع في التعليم الخاص إضافة إلى المؤثرات الحسية و الجسمية و العناية بالنفس. 6- تطبيق الخطوات العملية للبرنامج دون إرباك ترتيبات الحياة اليومية للأسرة. 7- تحديد نقاط الضعف و القوة لدى الطفل المعاق بهدف تصميم برنامج خاص به مبنياً على المعرفة الحالية لقدراته بالتعاون مع الأم. 8- استخدام منهج متسلسل من حيث التطور و يستخدم كأداة للتعليم. (مأخوذ عن برنامج بورتيج، جمعية الحسين لرعاية و تأهيل ذوي التحديات الحركية، الأردن) كلما كان الطفل أصغر سناً عند البدء بالحفز قل تأخره عندما يصبح أكبر سناً قائمة المراجع: o Werner, David, 1988, Nothing about us without us, Hesperian foundation. o Turmusani, Majid, Afghanistan: Community Based Approach to Parents with Disabled Children: Reality or Ambition?, issue no.25, Nov. 2004, Disability World web-zine. o شبكة الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة www.gulfnet.ws o برنامج بورتيج المقدم من جمعية الحسين لرعاية و تأهيل ذوي التحديات الحركية.
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|