|
110524774 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>>
<< |
التخلص من السلوكيات السلبية |
الكاتب : سالمة بنت علي العريمي |
القراء :
5633 |
التخلص من السلوكيات السلبية اعداد: سالمة بنت علي العريمي- أخصائية اجتماعية- الشرقية شمال أخي المعلم.. اختي المعلمة: هل تشعر بأنك أسير لبعض العادات السيئة والسلبية التي باتت تؤرقك؟ بالتأكيد عاداتك السلبية تؤرقك وتسبب لك المزيد والمزيد من المشاكل . ويؤكد علماء الاجتماع أن أياً كانت عاداتك سيئة فإن أسرع وأفضل طريقة للتخلص منها هو إحلال عادات جيدة محلها، وكل ما هو مطلوب منك ان يكون لديك الدافع القوي بداخلك للتغيير . والطريقة العلمية للتغيير أن تبدأ بالتخلص من العادات السيئة التي تتحكم بشكل كبير وبأسلوب تلقائي في مصير حياتك . إني لن أحاول أن أقنعك بأن التغيير أمر سهل فهول ليس كذلك ولكن يبدأ بالرغبة الصادقة في ذلك والمقدرة الفعلية على ذلك ، وإذا استطعت فعلاً أن تتخلص من عاداتك السلبية عندها ستنظر إلى الماضي وتبتسم وتسأل نفسك قائلاً: لماذا لم يحدث هذا التغيير من زمن؟ لماذا كان كل هذا التردد والتخوف من التغيير؟ ولكي يتم التغيير لا بد أن يكون أمامكم فرصة للاختيار بأن تفعل هذا أو تفعل ذلك .. أن تقول هذا .. أو أن تقول ذلك . والاختيار هو عدم العادة .. فالعادة تعني أن أمامكم خياراً واحداً وليس أمامك فرصة للاختيار .. فلكي تتخلص من العادة لابد أن يكون أمامك الفرصة للاختيار .. وإذا كنت يا صديقي تواجه صعوبة في الاختيار بالنسبة للبدائل المتاحة أمامك في أي موقف هو المواقف التي تعودت على معالجتها بطريقة ما ثابتة إلى حد أن تسأل نفسك ما الذي يمكنك أن تفعله أو أن تقوله أن تفكر فيه غير ذلك الذي تعودت عليه بحيث يمكن أن يمنحك ما تريده ؟ وعندما نج أنه من الصعب أن تقاوم رغبتك في التصرف بناءً على ما اعتدت عليه فأسال نفسك سؤالاً واحداً سيضمن لك قوة تمكنك من كسر عادة العجز وعدم الحيلة .. عادة ( هذا ما وجدنا عليه أبناءنا ) هذا السؤال الذي يجب أن يطرحه كل منا هو ما الذي يمكن أن أفعله أو أفكر فيه غير ذلك الذي اعتدت عليه .. ؟ حاول بكامل قواك الذهنية أن تجد إجابة وأن تجد اختيارات ، وبمجرد أن تصل إلى بعض الاختيارات عليك ان تحددها بكل دقة .. وتبحث عن أقرب الاختيارات التي من الممكن أن تمكنك من الوصول إلى أهدافك أكثر من غيرها .. وقديما قال حكماء الصين: إذا أراد الإنسان أن يغير من نتيجة ما فعليه أن يغير السبب أولاً .. فالعادات تعكس دائماً الحالات العقلية . ويؤكد فريق من علماء الاجتماع إن أحد الأسباب الرئيسية التي تحمل الكثير منا يشعر بالخجل أو الجبن أو الضغط إزاء عاداته السلبية وتصرفاته هو إن هذه التصرفات علاجاً ما تكون عادات ذهنية والإنسان الذي تسيطر عليه تصرفاته السلبية يكون أسيراً لها وغالباً ما تجد لديه صورة خاطئة عن قدراته كما لا يمكنه أن يحقق ما يتوقعه من نفسه: وهو ما يجعله يشعر بالفشل وعدم الحيلة إزاء التصرفات السلبية والعادات السيئة .. والسؤال الذي طرحناه على الكثيرين ما أمنوا عادات سلبية . لماذا لا يحاولون التغيير؟ والإجابة أنهم يأملون بأن يصلوا إلى مرحلة التغيير .. ولكنه مجرد أمل .. لم يسعوا إلى تحقيقه بالفعل .. لأن المدخلات لديهم تساوي المخرجات وما دامت المدخلات كما هي فعل نفس الشيء وبنفس الطريقة فلا يتوقع إلا نفس النتائج . والطريق الوحيد لتغيير المخرجات هو تغيير المدخلات .. افعل شيئاً مختلفاً عن عاداتك كي تكسر الدوائر المغلقة من السبب . ابحث عن السبب الحقيقي!! إذا أردت بطريقة علمية التخلص من تصرفاتك وسلوكياتك السلبية عليك بنفسك وفتش عن السبب الحقيقي وراء تلك السلوكيات والتصرفات . واعلم بأنك بهذه الأداة في يدك تصبح مثل الطبيب المعالج الذي يضع في اعتباره كل صغيرة وكبيرة قد تعينه في الوصول إلى التشخيص السليم للحالة وبالتالي إمكانية الشفاء العاجل والدائم ، وأتذكر نجاح أحد الأصدقاء في ذلك فقد قرر أن يقف مع نفسه ليراقبها ويفحصها لعله يتوصل إلى إجابة شافية للتساؤلات الحائرة التي كانت تؤرقه . كان يتصرف مع الناس بطريقة غير مقبولة لديهم وبعد طول عناء وبحث اكتشفت أن هو السبب لأنه كان ينظر إلى نفسه نظرة دونية . وكان علاجه في تعزيز الثقة بالنفس وتقوية احترام الذات .. وكانت نقطة البداية هي أن يركز تفكيره على قيمة الذات والصفات الإيجابية التي يتحلى بها، وأصبح ذلك الرجل الذي كان مستغرقاً في مشاكله مع ذاته إلى درجة يعجز بها على أن يجب الناس حباً خالصاً بلا شروط ولا قيود أن يكون ذلك الإنسان القادر على الوصول إلى الناس والاقتراب منهم بشكل رائع . وهذه النظرة الجديدة للحاية هي ما يسميه علماء الاجتماع ( بالحياة الإيجابية ) التي يمكننا جميعاً أن نحياها إذا ما تركنا التصرفات والسلوكيات السلبية جانباً . وأنت يا عزيزي ما عليك سوى أن تفتش في أعماق ذاكرتك علك تجد ما هو مخبوء غير محسوس يكون السبب الحقيقي وراء تصرفاتك السلبية التي بعد أن تفعلها إنك لا تدري كيف فعلت ذلك ولماذا تصرفت هكذا والتصرفات السلبية وأشاروا إلى أن الغالبية تعود إلى الإحساس بنقائص ، منها على سبيل المثال لا الحصر: 1- نقص في احترام الذات والشعور بقيمته، وهو الشعور الذي يجعل الإنسان يتعامل مع الآخرين بوجه آخر غير وجهه الحقيقي لأنه يعتقد أنهم لم احتشفوا حقيقته سوف يرفضونه . 2- نقص في الثقة بالنفس وهو الشعور بعدم القدرة على التكيف . 3- نقص في القدرة على اتخاذ القرار وحل المشكلات والشعور بقلة الحيلة والاستياء من كل شيء والطريقة المثلى لتحديد نوع النقص الذي يجعل الإنسان يتصرف تصرفاً سيئاً وسلبياً ويمنعه من القيام بأي خطوات علمية إيجابية للقضاء على تلك السلبيات هي أن تكتب في ورقة بيضاء ما يحلو لك من فضفضة مع نفسك وتفريغ الأفكار والوساوس التي تملأ التي تملأ نفسك وضع نصب عينك هدفاً واحداً وهو أن تتغلب على نقائصك . وابحث أولاً عن الطرق البسيطة التي تمكنك من التصرف بشكل علمي حتى تملك زمام الموقف . ويمكنك أن تكتب قائمة بالمزايا التي تتحلى بها شخصيتك في حالة ما إذا كنت تعاني من نقص في احترام الذات أو في الثقة بالنفس أو في القدرة على اتخاذ القرار وحل المشكلات لأن ذلك من شأنه أن يزيد من احترامك لذاتك وتقديرك لها . أما الخطوة الثانية تأتي بعد ذلك فهي أن تراقب نفسك جيداً حتى تتأكد من أنك تتصرف بشكل علمي يوماً بعد يوم حتى تصل إلى هدفك البعيد المدى وهو التخلص من سلبياتك ونقائصك ، والآن يمكنك أن تسأل نفسك بعض الأسئلة وتجيب عنها بصراحة والإجابة قد يكون لها مدلول يفسر تصرفاتك السلبية مع نفسك ومع الآخرين، كن صادقاً مع نفسك عند الإجابة - هل تخشى أن يكتشف الآخرون الحقيقية ؟ - هل تجعل في رأسك ناقداً لا يرحم يتهمك دوماً بالتقصير في أداء كل عمل من أعمالك؟ - هل تسمح لأي بائع لحوم بأن يفرض عليك شراء ما لا يلزمك ثم تلوم نفسك بعد ذلك؟ - هل تخشى مصارحة الآخرين برأيك خوفاً من أن تفقد صداقتهم أو حبهم؟ - هل تمنع نفسك من المطالبة بما تريد ثم تغضب لأنك لم تحصل عليه؟ فإذا كانت إجابتك على سؤالين أو أكثر بنعم فإن تصرفاتك السلبية سببها الحقيقي افتقارك إلى الثقة بالنفس ، وعليك أن تعمل على زيادة احترامك لذاتك وأن تعمل جاهداً من أجل اعتزازك بها إلى مرحلة الشعور بالرضا عن النفس وفي ذلك العلاج الحقيقي لتصرفاتك السلبية . |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|