|
110524135 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>>
<< |
المناهج الدراسية: الأهداف أهم من الكتب |
الكاتب : الكاتب : د.محمد عبدالله الخازم |
القراء :
5119 |
المناهج الدراسية--- الأهداف أهم من الكتب الكاتب : د.محمد عبدالله الخازم تسعى الجهات المعنية بوزارة التربية بشكل دائم نحو تحديث المناهج الدراسية، وغالباً ما يرتكز التحديث نحوتغيير أو تطوير المقررات الدراسية،وهو ماجعل البعض يختزل قضية تحديث المناهج الى كونها مجرد تطوير المقررات او الكتب الدراسية. تطوير المقرر الدراسي لاشك يمثل عنصراً رئيسياً في تطوير المنهج، ولكن الاصرار عليه ادى الى تحويل المعلمين الى مجرد ملقنين لما يحويه ذلك المنهج، كما احال قضية التعلم لدى الطالب الى مجرد إنهاء سطور المقرر المدرسي... وجهة النظر التي اطرحها، وسبق ان طرحتها، تتمثل في استبدال المقرر الدراسي للمرحلة الدراسية بالاهداف التعليمية المراد تحقيقها لكل مرحلة دراسية، بمعنى ان يكون لكل مرحلة دراسية اهداف يجب تحقيقها لكل مادة او حزمة مواد. فعلى سبيل المثال بدلاً من ان يكون منهج الصف الثالث الابتدائي في القراءة هو إنهاء الكتاب المدرسي ليكن الهدف هو إتقان القراءة والكتابة. حينها ليس بالضرورة ان يجبر المعلم على تعليم كتاب دراسي بذاته وانما توفر له وزارة التربية والتعليم مصادر مقترحة لتحقيق اهداف المرحلة الدراسية. نحن لانحفظ المعلم مناهج اثناء دراسته الجامعية ليصبح مدرساً فيها وانما نعلمه طرق تدريس ونعلمه كيفية تصميم المنهج الدراسي ونعلمه كيفية توفير ونقل المعلومة.. الخ من المهارات التعليمية والتربوية، وبالتالي هو مؤهل، او هكذا يفترض، ليقوم بمهمة تصميم او إعداد المنهج المؤدي لاهداف محددة يتم رسمها مسبقاً. بل اعتقد بان المدرس الجيد سيكون سعيداً بأن يعطى الثقة للإبداع في تطوير المنهج الذي يراه مناسباً للوصول الى الهدف المنشود. هذا النظام تتبعه الدول المتقدمة، فعلى سبيل المثال من يزر موقع ادارة التعليم الكندية سيجد ان المناهج موضوعة على الانترنت، لكنها ليست مقررات دراسية وانما اهداف مفصلة لكل مرحلة دراسية، وانا ارى ان نبدأ في تطبيق مثل هذا المقترح بشكل تجريبي في البداية إما بتطبيقها على بعض المراحل الدراسية او بعض المواد الدراسية، وليكن المراحل الدراسية الاولية، او بالسماح لبعض المدارس بتطبيقها، وبالذات بعض المدارس الخاصة المتميزة والتي ستتنافس لتطوير حقائب تعليمية تحقق الاهداف الموضوعة وفي نفس الوقت تضمن لها التميز. سيكون السؤال التالي هو: كيف نضمن تلك الاهداف؟ هذا الامر يتطلب ايجاد بعض المعايير التقييمية المناسبة، كإيجاد اختبارات تحصيلية من قبل وزارة التربية والتعليم، او كمرحلة انتقالية يمكن ايجاد لجنة علمية توافق على الخطط او الحقائب التعليمية قبل البدء في تطبيقها من قبل المدارس المختلفة بحيث يتم التأكد من تحقيقها للاهداف الموضوعة للمرحلة الدراسية.. ملاحظة: القارئة مريم ابراهيم قد ترى في ذلك تعارضاً مع ما طرحته في مقال سابق حول المدارس الاجنبية، حيث اوحى تعقيبها الرافض لتوحيد المناهج بالمدارس الاجنبية، بأنني ارفض التعدد والتنوع، وهنا اجدها فرصة للايضاح بأنني كذلك لا أطالب بتوحيد المناهج وانما اطالب بالحد الادنى الذي يجب توفره وهو الحد الذي لا احبذ ان يكون عن طريق مقرر بذاته بقدر ما يكون عن طريق هدف بذاته. ملاحظتي على بعض المدارس الاجنبية كانت حول ادعائها بانها تدخل مواد اللغة العربية والتاريخ والدين الاسلامي ضمن مقرراتها ولكنها تقدمها بشكل متواضع لايحقق أهدافاً واضحة ولايربط تلك المدارس بالمجتمع وهي المدارس التي نود أن تصبح وسيلة تواصل عالمي حضاري ثقافي مع المقيمين ببلادنا. المدارس الاجنبية ليست جميعها خاضعة للسفارات الاجنبية، وانما كثير منها مثله مثل المدارس الاهلية الاخرى، باستثناء كونها تتابع وتراقب عن طريق قسم تعليمي مختلف (التعليم الموازي) المصدر : جريدة الرياض التاريخ : 8/4/1425هـ |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|