السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


110541064 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار
>>    <<

التطعيمات تقي الأطفال من التهاب الكبد الفيروسي المزمن -ب

الكاتب : د. عبدالرحمن بن عبدالله الحسيني

القراء : 9106

التطعيمات تقي الأطفال من التهاب الكبد الفيروسي المزمن -ب

يجب على المدرسة معرفة الأطفال المصابين
د. عبدالرحمن بن عبدالله الحسيني

التهاب الكبد الفيروسي «ب» هو مرض يصيب الكبد بواسطة الفيروس «ب» مما يؤدي إلى التهاب حاد في الكبد، ومن ثمَّ إما زوال الفيروس والشفاء من المرض أو الإصابة المزمنة بالفيروس الذي قد يؤدي إلى مضاعفات كتليف وسرطان الكبد. حتى تعلم عزيزي القارئ العبء الكبير الذي يشكله مرض التهاب الكبد الفيروسي المزمن «ب» على الصحة على مستوى العالم فإنني أطرح بين يديك الأرقام التالية:
هناك حوالي 350 مليون شخص حامل لفيروس «ب» في العالم يموت منهم تقريباً مليون شخص سنوياً بسبب مضاعفات المرض. أيضاً يتسبب الفيروس «ب» في حدوث 75٪ من سرطانات الكبد. من أجل ذلك تضاعفت جهود الهيئات الطبية العالمية لايجاد وسائل لمنع انتشار المرض وعلاجه، فكان الاكتشاف المهم للقاح وأدوية (مثل انتيرفيرون ولاميفيودين) ضد الفيروس «ب» مما كان له أكبر الأثر في انخفاض نسبة الإصابة بهذا الفيروس، وبالتالي انخفاض نسبة حدوث حالات تليف وسرطان الكبد.
إن نسبة كبيرة من البالغين الحاملين لفيروس «ب» قد أصيبوا بهذا الفيروس في طفولتهم وبالأخص أثناء الولادة من أمهات يحملن الفيروس. لذلك انصب الاهتمام بفترة الطفولة بإعطاء اللقاح ضد فيروس «ب» على ثلاث جرعات خلال الستة أشهر الأولى من عمر الطفل. لقد أدت الخطوة الجبارة من قبل وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية بإدراج لقاح الفيروس «ب» ضمن اللقاحات الأساسية للطفل منذ عام 1989م إلى انخفاض ملحوظ بنسبة الإصابة بمرض التهاب الكبد المزمن الفيروسي «ب». فقد أوضحت الدراسات التي قام بها الدكتور فالح الفالح الأستاذ بجامعة الملك سعود في كافة مناطق المملكة، انخفاض نسبة الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن «ب» لدى الأطفال من 7٪ عام 1989م إلى 0,3٪ عام 1997م كذلك الدراسات على المتبرعين بالدم في الكبار أكدت انخفاض نسبة الحاملين للفيروس «ب» من 3,7٪ عام 1987م إلى 1,7٪ عام 2000م.
من المهم معرفة أن هناك اختلافا بين الأطفال والكبار المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن «ب» باعتبار طرق الإصابة بالفيروس. أعراض المرض، التاريخ المرضي ودواعي العلاج. من أجل ذلك سوف أركز الكلام في القادم من هذا المقال على جوانب عدة من مرضى التهاب الكبد الفيروسي المزمن «ب» لدى الأطفال.
كيف يصاب الطفل بفيروس التهاب الكبد «ب»؟
معظم حالات الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي «ب» لدى الأطفال تحصل أثناء الولادة من أمهات يحملن الفيروسي «ب». هذه الطريقة من انتقال الفيروس «ب» تسبب التهاباً كبدياً مزمناً في 90٪ من الحالات وخاصة عندما يكون الالتهاب الكبدي الفيروسي لدى الأم نشطا، بينما فقط 5٪ من الكبار الذين يصابون بالفيروس «ب» يعانون من التهاب كبدي مزمن، أما الباقون فيتشافون من المرض بالتخلص من الفيروس. كما هو الحال في الكبار فإن الدم الملوث بالفيروس والاتصال الجنسي مع شخص مصاب بالفيروس هي وسائل أخرى للإصابة بالفيروس «ب». أيضاً استخدام أدوات ملوثة بدم شخص مصاب بالفيروس كفرشاة الأسنان، مقلمة الأظافر، أدوات الحجامة، أو إبر حقن قد تسبب الإصابة بالفيروس «ب». وفي السنوات الأخيرة انتشر بين المراهقين سلوكيات غريبة، خاصة في المجتمعات الغربية كالوشم وغرز حلقات معدنية في الجلد قد تتسبب في الإصابة بالفيروس. الآن جميع منتوجات الدم التي تعطى للمرضى المحتاجين يتم اخضاعها لاختبارات دقيقة للكشف عن الفيروس «ب» مما يجعل احتمالية انتقال الفيروس «ب» عن طريق الدم المتبرع شبه معدومة.
أعراض مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن «ب»:
معظم حالات الإصابة بالفيروس «ب» لدى الأطفال لا تكون مصاحبة بأعراض معينة بل إنه في الغالب يتم الكشف عنها مصادفة إما عن طريق تحليل الدم الروتيني لوظائف الكبد أو أن أحد الوالدين مصاب بالفيروس. بعض حالات الإصابة بالفيروس «ب» لا يتم الكشف عنها إلا عند البلوغ عندما يريد الشخص التبرع بالدم أو عندما تظهر مضاعفات الالتهاب الكبدي المزمن كاستسقاء البطن أو تقيء الدم أو سرطان الكبد في الحالات المتأخرة.
أعراض الالتهاب الكبدي الفيروسي الحاد «ب» إذا ظهرت لدى الطفل تكون مشابهة لأي مرض فيروسي آخر: كقلة الشهية، ألم بالبطن، تقيء، إسهال، حمى، طفح جلدي، وفي قليل من الأحيان اصفرار لون العينين.
تنتهي بالشفاء
ثم ماذا بعد الإصابة بالفيروس «ب»؟ ما هو المسار الطبيعي والسلوك المتوقع من هذا الفيروس؟
حالات الإصابة بالفيروس «ب» لدى الأطفال والكبار قد تنتهي بالشفاء التام من المرض بتكوين جسم الطفل لأجسام مضادة للفيروس أو تكون حالات مزمنة عندما لا تستطيع مناعة الجسم التخلص من الفيروس. في حين أن نسبة الإصابة بالتهاب كبدي مزمن تتراوح بين 1٪ إلى 5٪ لدى الكبار، فإن نسبة الإصابة بحالات مزمنة لدى الأطفال تختلف باختلاف عمر الطفل عند الإصابة بالفيروس فهي 90٪ لدى المواليد من أمهات مصابات بالفيروس «ب» و30٪ لدى الأطفال المصابين بالفيروس بين العمر 1 إلى 5 سنوات. الارتفاع الملحوظ في نسبة الإصابة المزمنة بالفيروس «ب» لدى المواليد يعزى إلى ضعف جهاز المناعة تسبباً لدى هذه الفئة مقارنة بالكبار لذا لا يستطيع الجسم التخلص من الفيروس. ولكن مع مرور السنين يبدأ جهاز المناعة لدى بعض هؤلاء الأطفال بالاستيقاظ والتنبه لوجود الفيروس والتخلص منه. ولكن تبقى نسبة تخلص الجسم الكامل التلقائي من الفيروس منخفضة وخاصة لدى الأطفال المصابين بالفيروس منذ الولادة (3٪) وترتفع هذه النسبة إلى 10٪ لدى الأطفال المصابين بالفيروس في سن متأخرة.
حالات الالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن «ب» يمكن تصنيفها إلى حالات نشطة وغير نشطة. المرضى المصابون بالتهاب كبدي فيروسي نشط أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات كتليف وسرطان الكبد من المصابين بالتهاب كبدي فيروسي غير نشط من فضل الله فإن 15 إلى 20٪ من الحالات النشطة تتحول إلى حالات غير نشطة مع مرور الزمن تلقائياً من دون إعطاء علاج.
الوقاية
ما هي وسائل الوقاية من الإصابة بالتهاب الفيروس الكبدي «ب»؟
الطفل المولود لأم مصابة بالفيروس «ب» يعطى لقاحاً ضد الفيروس، وكذلك حقنة من أجسام مضادة جاهزة ومعدة ضد الفيروس، مما يؤدي إلى حماية المولود بإذن الله في 95٪ من الحالات. من أجل ذلك كان لزاماً على الأم عند الولادة تنبيه الأطباء بإصابتها بالفيروس أو وضع علامة معينة على ملف الأم للتنبيه بإصابتها بالفيروس. كذلك فإن اختبار الكشف عن الفيروس «ب» أصبح جزءاً مهماً من الاختبارات التي تعمل للحامل أثناء فترة متابعة الحمل. في السنوات الأخيرة يعمل بعض الأطباء لإعطاء دواء اللامفيودين في الأشهر الأخيرة من الحمل للأمهات المصابات بالتهاب كبدي فيروسي نشط وذلك للإقبال من مستوى الفيروس بالدم وبالتالي الإقلال من نسبة إصابة الطفل بالفيروس.
يوجد الفيروس في جميع سوائل الجسم ولكن بكمية قليلة جداً في حليب الأم لذلك لا بأس بأن ترضع الأم المصابة بالفيروس طفلها.
الطفل المصاب بالتهاب الكبد الفيروسي «ب» يجب أن يعامل في أغلب الأحيان كأي طفل آخر. فيجب أن يشارك الأطفال الآخرون في اللعب والأكل ولا يمنع من التقليل المتبادل مع والديه أو اخوته واخوانه. إن منع الطفل المصاب بالتهاب الكبد الفيروسي «ب» من مشاركة الأطفال الآخرين أنشطتهم يتسبب في عزل الطفل المصاب اجتماعياً ويؤدي إلى آثار نفسية سيئة.
ولكن تبقى هناك سلوكيات ينبغي منعها كالمشاركة في استخدام فرشاة الأسنان أو مقلمة الأظافر التي قد تتلوث بالدم. كذلك ينبغي أخذ المحاذير اللازمة للتعامل مع الجرح النازف من الطفل المصاب، وذلك بلبس قفازين طبيين وتنظيف وتعقيم الجرح والتخلص من البقايا الملوثة بالدم. أيضاً على الوالدين منع سلوك العض أثناء تشاجر الأطفال. يلزم باقي أفراد العائلة التي يوجد بها طفل مصاب بالفيروس «ب» إجراء كشف لمعرفة ما إذا كان لديهم مناعة ضد الفيروس «ب». أفراد العائلة الذين لا يوجد لديهم مناعة ينبغي تطعيمهم بلقاح لإكسابهم المناعة اللازمة. أما في المدرسة فإنني أؤيد أن يكون رائد الصف ومعلم التربية البدنية على علم بإصابة الطفل بالتهاب الكبد الفيروسي «ب»، وذلك لاتخاذ الاحتياطات اللازمة عند حدوث جرح نازف من الطفل المصاب.
العلاج
ما هو العلاج المتوفر لعلاج الالتهاب الكبدي الفيروسي لدى الأطفال؟
حالياً يوجد هناك عقاران لعلاج التهاب الكبد الفيروسي «ب» وهما:
اللاميفيودين (Lamivudine) والانتيرفيرون الفا (INF- alpha). ولكن ليس كل الحالات تستدعي العلاج، بل فقط الحالات المزمنة النشطة التي يحددها الطبيب المختص. الدور الرئيس لهذا العلاج يكمن في تحويل الحالات النشطة إلى غير نشطة وليس بالضرورة في التخلص الكامل من الفيروس. فبهذا العلاج تتحول 25 - 35٪ من الحالات النشطة إلى حالات غير نشطة ويتم التخلص الكامل من الفيروس في 5 إلى 10٪ من الحالات. يعطى العلاج لمدة تتراوح بين 6 - 12 شهراً تحت إشراف طبيب مختص.
هناك أدوية أخرى تستعمل في الكبار مثل الانتيرفيرون الفا طويل المدى (Peg-INF) والاديفوفير (Adevofir) وبفاعلية أكبر من سابقتها، ولكن لم يتم الترخيص باستعمالها لدى الأطفال بعد وإن كانت هناك دراسات جارية باستخدامها في هذه الفئة العمرية.
توصيات للمستقبل:
إن نسبة الاستجابة للعلاج المتوفر حالياً وإن كانت جيدة إلا انها ليست ممتازة لذا ينبغي البحث عن أدوية تكون نتائجها أفضل. ربما يكون في الاستخدام المشترك للانتيرفيرون واللاميفيودين في نفس المريض نتائج إضافية تفوق استخدام احدهما فقط.
كذلك ينبغي البدء في عمل دراسات محلية تضم عادة مراكز طبية لدراسة دواء الانتيرفيرون الفا طويل المدى أو الاديفوفير في علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي «ب» لدى الأطفال فربما يكون في استخدامهما نتائج علاجية أفضل.
على الرغم من الفعالية الممتازة للقاح ضد الفيروس «ب»، الذي يعطي للمواليد عند الولادة، في إكساب المناعة لدى الأطفال ضد الفيروس إلا أنه لوحظ أن هذه المناعة تضعف مع مرور الزمن. في المملكة بما أن اللقاح أدخل عام 1989م فإنه يتوقع أن جميع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة لديهم مناعة ضد الفيروس «ب»، إلا أن الواقع غير ذلك، فعندما نعمد لإجراء الكشف عن مناعة الأطفال، أخوة وأخوات للطفل المصاب بالفيروس «ب». نلحظ أن نسبة 20 إلى 30٪ من هؤلاء الأطفال ليس لديهم أجسام مضادة ضد الفيروس مما يعني انهم قد يكونون عرضة للإصابة بالفيروس. لذلك يبرز السؤال المهم: هل يحتاج الأطفال عند دخول المدرسة إلى جرعة تنشيطية من اللقاح كجزء من البرنامج الأساسي للتطعيمات؟ الإجابة عن هذا السؤال تستدعي عمل دراسات محلية لمعرفة النسبة الحقيقية من أطفالنا الذين يفقدون المناعة ضد الفيروس «ب» مع مرور الزمن.

٭استشاري أطفال، جهاز هضمي وكبد
مستشفى الأطفال بمجمع الرياض الطبي

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة