|
110525476 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>>
<< |
التعليم ودوره في التأهيل المهني للمعاقين |
الكاتب : حميد الهاشمي |
القراء :
10303 |
التعليم ودوره في التأهيل المهني للمعاقين حميد الهاشمي الاعاقة هي حالة العجز لعضو واحد أو أكثر من أعضاء جسم الانسان عن أداء وظيفته جزئيا أو كليا. وتختلف هذه الحالة بإختلاف العضو المسبب له ودرجة العجز ايضا. فالمعاق إذن هو انسان عاجز أو ناقص عن التماثل مع الناس الأسوياء بحساب أداء وظيفة العضو العاجز (المعاق). ولكن، هل كل انسان معاق هو ناقص أو عاجز عن أداء دوره أو المماثلة مع الآخرين؟ وهل كل إنسان سوي عضويا هو مكتمل ومتفوق عن كل أنواع المعاقين؟ بالتأكيد الاجابة لا !! بدليل تفوق الكثير من المعاقين في معظم ميادين الحياة وتحقيقهم إنجازات كبيرة عجز عن تحقيقها الكثير من الأسوياء صحيا وبدنيا. وهناك أمثلة كثيرة في تاريخ البشرية، واقربها الى واقعنا الاديب العربي الدكتور طه حسين، الذي كان كفيف البصر، لكنه كان سليما وحاد البصيرة. وقد حقق إنجازات كثيرة منها تفوقه في الآداب ونيله شهادة دكتوراه الدولة في الادب العربي من فرنسا. وتقديمه لمؤلفات عظيمة خدمت الثقافة العربية إضافة الى تقلده لمناصبة كبيرة ايضا منها وزير للتعليم في مصر. وكذلك الامر مع الشاعر العراقي الكبير الدكتور محمد مهدي البصيرا الذي يماثل طه حسين في حالة عوقه وتفوقه، حيث نال شهادة الدكتوراه في الادب العربي ايضا، وتقلد مناصب ادارية وكان له دور وطني كبير في ثورة العشرين (1920) في العراق ضد الاحتلال البريطاني آنذاك، والتي توج على اثرها العراق إستقلاله المبدئي بتأسيس المملكة العراقية عام 1921. وخلال هذه الثورة لقب البصير بشاعر ثورة العشرين عرفانا لدوره الوطني وقيادته لجموع من الشعب العراقي تحريضا وتوعية ضد الاستعمار البريطاني. ولنا ادلة اخرى في ابي العلاء المعري والجاحظ وكثير من الملوك والقادة التاريخيين الذين لا يسع المجال لذكرهم. سنحاول البحث هنا في سبل مساعدة وتأهيل المعاقين او ذوي الاحتياجات الخاصة وتحديدا فيما يصطلح عليه بالتأهيل المهني مع التركيز على التعليم ودوره في هذه العملية (التأهيل المهني). ونقصد هنا بالتعليم هو اتاحة الفرصة للمعاقين لكي ينتظموا بسلك التعليم سواء التعليم التقليدي او المدارس والمعاهد الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يمنحهم التعليم مزايا وفرصا عديدة، وذلك باعتباه ايضا حلقة في سلسلة حلقات تستهدف تأهيل المعاق مهنيا لكي يتكفل بنفسه وبمعيشته وربما اعالة اسرته في اغلب الاحيان. ويمكن اجمال فوائد التعليم باعتباره أحد مراحل تأهيل وإعادة تأهيل المعاقين بما يلي: o زيادة مدارك المعاق العقلية وتفتح ذهنه الى الكثير من أمور الحياة عامة والعلم خاصة. o إتاحة الفرصة لاثبات قابلياته العقلية واثبات وجوده. o التقليل من الشعور بمركب النقص الذي يعانيه وإتاحة الفرصة لمنافسة الآخرين. o مساعدته على التكيف والاندماج مع الآخرين من خلال تكوين علاقات صداقة وتعارف. o تغير الجو الاجتماعي والنفسي عليه نتيجة لتغير روتين حياته. o مساعدته في الاعتماد على نفسه، وزرع الثقة فيها، وتقليل اعتماده على الآخرين، نتيجة لتنمية قابلياته الذكائية والحركية. o إتاحة الفرصة المستقبلية له للاعتماد على نفسه إقتصاديا من خلال إيجاد وظيفة في المستقبل نتيجة لتحصيله العلمي. o زيادة خبرته عموما في الحياة طبقا لاحتكاكه بالآخرين. o تعميق فهم المعاق لنفسه وطبيعة إعاقته والتكيف معها. o فائدة عامة تتعلق بتغير وجهة نظر المجتمع تجاه المعاق على انه انسان عاجز من جهة وكذلك تقليل فرص الانحراف لدى المعاقين نتيجة لما يعانوه من أزمات نفسية وعزلة اجتماعية في كثير من الاحيان، نتيجة لسوء تقدير معظم قطاعات المجتمع. وان يقعوا فريسة للمنحرفين نتيجة لعجزهم. والفائدة جعله انسان منتج وافع في المجتمع ان لهذه الفوائد أهمية كبيرة في مجال التأهيل المهني وهو عملية اجرائية تكاملية من سلسلة حلقات تستهدف تهيئة المعاق عقليا وصحيا ونفسيا وتدريبه على نوع من الاعمال ليكتسب مهارة خاصة تسمح له بعمل او حرفة مستقبلية يمكن من خلالها ان يكسب رزقه، وليعتمد على نفسه او حتى من الممكن إعالة أسرة كما ذكرنا قبل قليل. وحلقات هذه السلسلة تتشكل كما يلي وحسب الترتيب: o فحص طبي : معاينة صحية كاملة تبدأ بالبحث عن امكانية إصلاح العضو المصاب لديه، بالتداخل الجراحي، او بزرع بديل له ان امكن. ويتم ذلك عادة في المراكز الطبية المتخصصة وباشراف كوادر طبية كفوءة. o التأهيل البدني (physical therapy) للمعاق: ويستهدف تنمية وتنشيط المعاق بدنيا. ومن الممكن تنشيط العضو المعاق لرفع كفاءة الاعتماد عليه، او تقليل نسبة الاعاقة او تدريبه ليستعين بوسائل مساعدة للحركة، وينجز هذا العمل بإشراف أخصائي تدريب بدني. o التأهيل الاجتماعي (social promotion) : يأتي ذلك عن طريق تشخيص حالة المعاق تشخيصا تاما ومعرفة ظروفه الاجتماعية، وظروف إعاقته، ومرجعيته الاسرية ومؤهلاته العلمية، وغيرها. وينجز هذه المهمة الاخصائي الاجتماعي عادة. o التأهيل النفسي (psychological promotion): تتضمن دراسة قابلية المعاق العقلية والاستعدادات النفسية، وتقدير الشخصية ودراسة وضعه النفسي النفسي والسلوكي وما يعانيه من مشكلات وأزمات نفسية، ومدى حاجته للمعالجة ونوع تلك المعالجة. كذلك مدى قابليته للاندماج والتكيف المستقبلي. o التاهيل التعلمي: ويتضمن تهيئة فرص التعليم او مواصلة التعليم إعتمادا على مدى توفر او اتاحة الفرص السابقة لهم في التعليم، ويأتي ذلك لأجل زيادة مداركهم، وطبقا لمنافع التعليم السابقة الذكر. ويؤدي هذه المهمة متخصصون بالتربية والتعليم (pedagogy) وتربية ورعاية المعوقين او ذوي الاحتياجات الخاصة. o التاهيل المهني وهذه العملية من الممكن اعتبارها الهدف والغاية التي نسعى اليها طبقا الى ما تعطيه من نتيجة فاعلة ومباشرة. حيث تتوفر مراكز ومؤسسات تأهيل واعادة تأهيل للمعاقين، يتم تنسيب المعاق فيها لعمل يتلاءم ومؤهله البدني وقابليته العقلية ومواهبه وقدراته وميوله التي تتناسب مع هذا العمل او ذاك. ويجب ان لا يفرض اي نوع من التخصص او العمل الذي لا يرغبه او لا يلائمه. ويعاون على انجاز هذه المهمة ما يسمى بالاخصائي المهني والذي يكون ولا شك خبيرا بحرفة او مهنة معينة، اضافة الى خبرته واطلاعه بالتعامل مع المعاقين. o عملية التتبع: وهذه العملية هي الحلقة الاخيرة في هذه السلسلة، حيث بمقتضاها يتم متابعة المعاق في الدائرة او المؤسسة التي سوف ينسب للعمل بها بعد تأهيله، وحيث يتم التنسيق من خلال المؤسسة او المركز الذي أهله للعمل. وتستهدف هذه المتابعة الاطلاع على حال المعاق وظروف عمله في المكان الجديد الذي وضع فيه او سلكه برغبته، سواء كان جهة رسمية ام غير رسمية، ومدى توافقه وتكيفه واندماجه مع محيط عمله. ودرجة استفادته من عمليات التأهيل هذه، وتشخيص سلبيات وايجابيات هذه المراحل التي قطعها، من أجل تلافي السلبيات وترسيخ وتطوير الايجابيات في المستقبل. المعاقون في ضمير الانسانية المصدر http://www.swmsa.com مجلة العلوم الاجتماعية
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|